}
صدر حديثا

"الشظايا الخمسمائة" لسليم بركات

20 أبريل 2021
صدر حديثًا عن "دار المدى" ديوان جديد للشاعر سليم بركات بعنوان "الشظايا الخمسمائة (أين يمضي الذي لا تلمَسُهُ يداي؟)"، جاء في 135 صفحة.
وممّا جاء في تقديمه: لقد تعوَّدنا من بركات قصائده الطويلة جدًا، التي تكون الواحدة منها أحيانًا كتابًا كاملًا. هنا الأمر مختلف جدًا: إنها قصائد ومضات بعضها من عدة سطور، وبعضها من سطر واحد لا غير مكثف. يبلغ مجموع الومضات 500 ومضة. لذلك ربما جاء عنوان الكتاب متوافقًا مع ما فيه من عددها. 

من أجواء الكتاب هذه الفقرات:


 (1)
    ضعوا الجَمالَ جانبًا على الأرائكِ، قربَ قلوبكم وضعتموها في أكياسٍ على الأرائك:
    هذا جَذْبُ الأيامِ من شَعْرها؛
    جذْبُ البرقِ من شَعرهِ؛
    جذْبُ المعاني من شَعرِ عاناتها.

  (2) 
   معي فِرْجارُ الشكِّ لقياسِ الزوايا،
   ومسطرةُ الشبهاتِ لقياسِ الأبعادِ،
   وفَادِنُ البنَّاءِ لحفْظِ الجدرانِ بلا مَيْلٍ فوق أُسسِ المجازفات.
   معي
   ما لا يُحتَمَلُ من خَفْقِ الملائكةِ بأجنحتها.


 (3) 
   أرْبِكوني قليلًا بما ترتبك منه بَيْضةُ الرُّخِّ.
   اسْبِقوني إلى تعريفِ الإنسانِ ظاهرًا بنصفهِ الأسفلِ نَحْتًا في الصخرةِ الهشة.

 (4) 
   مريحٌ جلوسُ الحقيقة على المقعد الخلفيِّ للدراجة النارية.
   مريحٌ جلوسُ الأجدادِ على المقاعد الخلْفِ للدراجاتِ الهوائية.
   مريحٌ رفْعُ الأيدي عن مَقاوِد الدراجات مسرعةً في انحدارها على سطحِ المُشْكلِ المنحَدِر.
   مريحٌ
   جدًا.

 (5) 
    تقطيرٌ كحوليٌّ للزمن السائلِ، وللضياء السائل، وللرياح السائلةِ، وللنار السائلة، وللرماد السائل، وللفراغِ السائل، وللإيمان السائل، وللمجد السائل، وللغيابِ السائل، وللمدنِ السائلة، وللأعراف السائلة، وللرمالِ السائلةِ، وللصرخات السائلة، وللمصادفات السائلة، وللفردوس والجحيم السائلتين تُقَطَّرانِ كُحولًا في إنبيقِ الله.
 (6)
   أَمُوْنيَّةٌ واحدة في يدي اليمنى،
   متعلِّقًا باليسرى إلى حافة الجُرْفِ:
   نبشتُ الصخورَ هناك عصرًا بعد عصرٍ كي أعرف مَنْشَأَ البحرِ من صَدَفةٍ لا بحريَّةٍ،
   وكي أعرف مَنْشَأ الإنسانِ من بقايا قهقهةٍ،
   وكي أعرفَ مَنْشأَ الكونِ من الغيمةِ المتحجِّرة.


 (7)
   أنبياءُ ينتهزونَ خروجَ الوحي من أكواخهم ليعودوا إلى ما كانوهُ روابطَ مقطَّعةً،
   وينتهزونَ اختلاءَ الآلهةِ بشكوكها ليعودوا إلى أعرافِ الأسلافِ،
   ويستغيبون المصادفاتِ العشواءَ انتخبتْهم رُسُلًا،
   ليعودوا إلى اللعبِ بالرملِ مِثْلُهم إذْ كانوا أطفالًا.


 (8)
   تُسْبى النساءُ،
   والقِنى الجواهرُ،
   والعلومُ، والأنعامُ، والمحاصيلُ، والمؤنُ السمنُ والزيتُ والعسل.
   تُسبى الأصواتُ أيضًا:
   الغزاةُ لا يستثنون أصواتَ المغزوِّيْنَ.


(9)
    لم تكُنِ الأيامُ سبعةً قطُّ؛
   لم تكنْ على حالها متقصِّفةً تحت أثقالِ اليومِ السابعِ ـ المتاهةِ بلا مَخْرَجٍ.


(10)
   لًهُم عقولُ النقوشِ على الجدران،
   وعقولُ السيوفِ،
   وعقولُ الحُفَرِ،
   وعقولُ الغبار على أرفُفِ الكتب التي لم تُلْمَسْ قطُّ:
   عقولٌ أجوِّلُها كلابًا في المقاوِدِ إلى المتنزَّهات.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.