}

"أدب الفيسبوك": إبداعٌ أم تكريس لوهم؟ (3)

صدام الزيدي صدام الزيدي 9 أغسطس 2019
هنا/الآن "أدب الفيسبوك": إبداعٌ أم تكريس لوهم؟ (3)
(Getty)
لا يختلف اثنان حول الطفرة الكبيرة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي، على صعيد انتشار الكتابة الأدبية في فضاء من حرية شبه مطلقة، متجاوزةً كثيراً مما كان يطوّق الأدب العربي في مساحات محدودة وفي جماعات وشلل، ناهيك عن قيود النشر وطباعة الكتاب ومقص الرقابة وغيرهما.
في المقابل، ماذا عن النص الرديء (المشوّه بالأغلاط والنتوءات) الذي يُنشر في فيسبوك وواتس آب وغيرهما على نطاق واسع؟ هذا النص، الذي يتناثر على شعاب ومساحات لا نهاية لها فاتحاً الباب على مصراعيه لأشباه كُتّاب وللسرقات الأدبية ولموجة من التكرار والتناسل والتناسخ والتساقط، ما هي عيوبه ومخاطره لا سيما وأنه لا أحد يراجعه أو يقوِّم اعوجاجه إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حجم "اللايكات" والتعليقات على مثل هذا النص، عندما تنبني على مجاملة شخصية ودوافع شللية أو تنساق في طابعٍ عفويّ واستهلاكيّ على نحو: "جميل، مبدع، مدهش، نص رااائع".. وهل تبني هذه الوسائل مبدعاً أم تصنع وهماً؟
يرصد منبر "ضفة ثالثة" في هذا الملف الخاص آراء عدد من الأدباء والنقاد العرب من مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي.
هنا الجزء الثالث:


الشاعرة التونسية ليلى عطا الله:
العالم الافتراضي سنَّ مقاييس جديدة
يقوم الأدب عامة والشعر خاصة على كفاءتين: كفاءة الإبداع وكفاءة التلقّي. غير أنّ العالم الافتراضي سنَّ مقاييس جديدة جعلت الشِّعر أشبه بغناء الفرد في قاعة الاستحمام، فتحت الماء لا أحد يتفطّن إلى النّشاز.
ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها ما يتّصل بمن يكتب. فإذا استثنينا قلّة من الشعراء الذين وجدوا

في الفيسبوك مساحة لرفع أصواتهم المقموعة، فإن الكثرة استسهلت الكتابة وخاصة قصيدة النثر.
إن غياب الوزن أوهم بسهولة الكتابة. والواقع أن النصّ الشعريّ مهما اختلف شكله - قصيدة نثر، قصيدة قصيرة، ومضة، هايكو- يقتضي الانزياح في الإيقاع وفي الصّورة.
أمّا السبب الآخر فيتعلق بالمتلقّي. إنّه في الأغلب ينساق وراء الإثارة والإنشائية. وهو ما يفسر الإقبال على السّاذج المرفَقِ بالصّور.
إن النّاقد المتخصّص غائب أو مغيّب والولاء للأيادي الزرقاء والقلوب الحمراء. كما أن المتابعين اليوم لم يقرؤوا الأساتذة، ولذلك هم لا يميزون "الأشجار عن الغابة".


الناقد العراقي أمجد نجم الزيدي:
أغلب ما يُكتب خواطر وانثيالات!
لم يُصمّم الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي لتكون مكاناً لنشر الشعر، بل للتواصل ونشر اليوميات، حيث سؤال (بم تفكر؟)، الذي يسألنا به الفيسبوك مثلاً، هو دعوة لمشاركة أفكارنا مع أصدقائنا، لذلك لا أعتقد أن كل ما ينشر على الفيسبوك أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يعتدّ به، وأن يصبح مصدراً لتقييم الشعر، حيث أغلب ما يُكتب هو مجرد

خواطر وانثيالات، وبسبب تعليقات المجاملة قد يتوهم بعض الأشخاص أن ما يكتبونه هو شعر حقيقي، وربما يقودهم ذلك الوهم إلى أن يقوموا بإصدار تلك الكتابات تحت عنوان (شعر)، ولكن يجب أن تكون أدوات التقييم حاضرة عند تلك اللحظة، وهذا واجب النُقَّاد بالطبع، فالانتهاك يحصل فقط عندما نعترف ونتعامل مع تلك الكتابات باعتبارها شعراً، فعندما يضع أي متلقٍّ تلك الكتابات في خانة الشعر، فهذا قصور في الفهم، ولا يعني ذلك أن ما كتب هو شعر حقاً.


الشاعر المغربي مصطفى ملح:
الرهان على المتذوق الحصيف
النصّ معمار يتشكل في ورشة الذات. هو جسد يروم التشاكل والتنسيق في مستوى الإيقاع والرؤية والقدرة على الإدهاش. وهو نتيجة لذلك يحتاج وقتاً كافياً لينضج في الرحم، رحم الوعي.
يحتاج النص الشعري متسعاً من الوقت لينضج في رحم الوعي، لذلك فإن ولادته لن تتم إلا بعد اكتمال عناصره الجمالية والإيقاعية والفكرية.
النص يصير جسداً مغموراً بضوء المعنى، مرفوعاً بأعمدة المجاز، قابلاً للقاء الناس والتوغل في أرخبيلات ذواتهم.
إذا كان الأمر كذلك فإن هذا الجسد النص الكائن الحي يحتاج قنوات حقيقية للتداول والاتصال بمشاعر الناس الذين يفترض فيهم أن يتشربوا كيمياء معناه.
غير أن النص الشعري اليوم أصبح يكتب في دقائق أو ساعات، في القطار أو المقهى أو في

الشارع، فتكون عملية الخلق الفني غير مستوفية لشروطها، وبالتالي نكون أمام نص هلامي مسخ، ولنقل نص جثة. هذا ما يحدث، ونحن نرى جثثا شعرية كثيرة تتزاحم مثل الفيروسات والباكتيريا في ثقوب الفيسبوك، حتى أن القارئ بات يشم روائح الجيف الشعرية النتنة وهي تنشر في الفيسبوك وباقي وسائط التواصل الإلكترونية الأخرى.
إن التهافت على النشر السريع، بوتيرة ماراثونية، لا يفرز إلا نصوصاً فاقدة للحياة، ميتة.
مما لا شك فيه أن النشر بهذه الطريقة قد خلق فوضى عارمة، وأربك الذائقة بخلطه بين الغث والسمين في منطقة واحدة. وهذا شجع الجميع على كتابة الشعر زاعمين أن الأمر ميسر ومشاع للكل، والأمر ليس كذلك وإنما يحتاج دربة ومرانا وتنقيحا وتشذيبا واجتراح أفق كي تنطلق منه طيور الرؤية إلى حيز أكثر رحابة.
وعلى الرغم من كل شيء فأنا أثق بالمتذوق الحصيف، ذلك الذي يعرف كيف يميز بين ضوء الشمس وبين شعاع حريق في الغابة. القارئ ليس ساذجا، وليس بدائيا في تلقي واستقبال النصوص الشعرية، ولكنه يملك الغربال ذا العيون الدقيقة التي تصفي وتنقي، فالزائل الغثاء الفج يسقط ثم تذروه الرياح، أما الجيد المتماسك فيبقى.



الشاعر المصري كمال أبو النور:
إن لم نكسب مبدعاً سنكسب جمهوراً
الفيسبوك أهم وسيلة ظهرت للقضاء على مركزية النشر وألمه وتسلطه وتبنِّي نظريات أحادية من جانب رؤساء تحرير المجلات الأدبية التي تعتمد أيضا على مفهوم الشللية والمنفعة من وراء النشر.
الفيسبوك والواتس آب قضيا على قبضة التحكم في النشر ومكنانا جميعاً من متابعة الإبداع

المتميز والإبداع الرديء ولا يقاس النص بكمية اللايكات والتعليقات. قد تجد نصاً مبهراً بلايكات وتعليقات لا تناسب حجم أهميته وجماله، فموضوع اللايكات والتعليقات تسير وفق قاعدة (جاملني وأجاملك، علق وأعلق، قم بلايك لأبادلك بمثله).
وهذا كله لا يصنع مبدعاً لأنه عابر وزائل بزوال الشاعر أو القاص. الزمن لا يرحم، يدخل على المنتج الإبداعي بمنخله ولا يبقى إلا القليل جداً من الإبداع. ثم إنه يوجد على الفيس (شويعرون وشويعرات) لا حصر لهم سيتحولون بعد قليل إلى جمهور للشعر لزيادة مساحة المتابعة وتزداد مساحة التلقي للنصوص. فإن لم نكسب شاعراً سنكسب متلقياً واعياً.
الفيسبوك خدم كثيراً المبدعين وأصبح لكل مبدع مجلته الخاصة التي لا تتحكم فيها مصلحة ولا منفعة.
ليكتب الجميع. إن لم نكسب مبدعاً حقيقياً سنكسب جمهوراً رائعاً.


الشاعر العراقي ماجد مطرود (بلجيكا):
ثورة لا بد من التكيُّف معها
بغضِّ النّظر عن الغزارة والتّفاوت في المستويات إلاّ أن (النّص الأدبي) على منصّات التّواصل الاجتماعي بشقّيه (الشعري والسردي) يشهد ثورة ضد المؤسسات والعقليات التي صنعتْ لنا أبطالاً وهميين، متحجّرين ثبّتوا الدكتاتوريات ونشروا التخلفَ وأشاعوا القمعَ

والإرهاب عبر التاريخ.
على الجميع أن يقرّ بهذه الثورة وأن يتعامل معها، بل عليه أن يُكيّفَ نفسه وفق قياسات العالم الجديد.
هذه الثورة لا تزال في بداياتها ولا تزال في طور التكوين والتشكيل فلا غرابة أن نجدَ خطأً هنا وهناك. هي رداء من أردية الحداثة الجديدة وأهم صفاتها هي الاستمرارية والتطور وعدم التراجع، لأن الزّمن والتّاريخ والعلم معها.
لهذا على العقليات الحبيسة بمعايير ما يُسمى بـ(الجّودة) وفق قياسات دكتاتورية صارمة أن تغيّرَ من سياستها، ونظرتها الجاهزة، ومنظومة تفكيرها القاصرة. عليها أن تبحث عن أدواتٍ حديثة ومداليل جديدة تنسجم وتطلعات هذه الثورة.
حان الوقتُ لقبول ما هو آت. لقد انقلبتِ المعادلة وأصبح المستهلك منتجاً والمنتج مستهلكاً والتاريخ لا يرحم أحداً.



الشاعر الليبي عبد الباسط أبو بكر محمد:
أصبح للنص الأدبي شكل جديد
يمكنني مناقشة الموضوع من زاوية مختلفة، فمواقع التواصل الاجتماعي غيرت الكثير من المفاهيم حول العملية الابداعية في رأيي. وأعتقد أن أهمها هو غياب فترة الانتظار بين كتابة النص ونشره.
وأرى أن هذه الميزة مكنت الكثير من الأصوات الشعرية من طرح نتاجها بغض النظر عن

جودته.
بعض التجارب الشعرية نضجت عبر هذا البراح (فيسبوك) مستفيدة من آراء الكثيرين وبعضها لم يستفد وظل في لهاثه خلف نقرات الإعجاب المتناثرة.
الفيسبوك كذلك أثر على شكل المادة الإبداعية من حيث طريقة العرض وكثافة الصور، الأمر الذي جعل أغلب النصوص تميل إلى الإيجاز وقصيدة الومضة.
أدب الفيسبوك كذلك- إن جازت التسمية- منح الشعر خطوة ضرورية جداً وهي وجود كتابات المبدع متوفرة عبر هذا الفضاء الافتراضي.
وبعيداً عن الأفكار التي تتبنى أفكاراً مشوشة عن السرقات الأدبية وضياع الحق الأدبي، أرى أن مواقع التواصل منحت النص الأدبي شكلاً جديداً، بالإضافة إلى أنها أعطت المبدع براحاً متسعاً لينشر إبداعه.


الشاعر السعودي سعد الغريبي:
نحتاج إلى النقد الصريح
لو نظرنا إلى الرعيل الأول من الأدباء والفنانين لوجدنا الواحد منهم يتعلم على يد من سبقه ويعترف له بأستاذيته، سواء أكان بتعليم مباشر أو بطريق غير مباشر من خلال قراءاته لإنتاجه. وفي مجال المهن- إلى يومنا هذا- نجد الصبي يتعلم على يد معلمه حتى يتقن المهنة

ويصبح معلماً. فما بال جيل اليوم يريد أن يصبح كاتباً وشاعراً وأديباً دون أن يتتلمذ؟
هل يكفي أن نقول إن الإبداع موهبة، وإن من يملك موهبة لا يحتاج تعليماً ولا أنموذجاً؟. غير الموهوب لا يمكن أن يصبح أديباً سواء تعهده معلم أم لم يحظ بمعلم، وسواء طالع الكتب والمجلات أم لم يطالعها.
مشكلة وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أنها لا تقدم النموذج الذي يمكن اقتداؤه، فالكل يريد أن يصبح كاتباً دون أن يقرأ، وحتى لو أراد أن يقرأ فلن يجد إلا نماذج هزيلة لا تعلم ولا تثقف ولا تدرب.
لو تتبعنا التعليقات والإعجابات بين كُتّاب الفيسبوك وتويتر لوجدناها متبادلة، بمعنى أن لا أحد يضع علامة إعجاب بنص أو يعلِّق عليه إلا لمن يضع علامة إعجاب بمنشوره، أو يعلِّق عليه. ولذا لا يستطيع أحد أن يتجاهل أصدقاءه إن هو أراد منهم دعماً لنصوصه بالإعجاب والتعليق، فيضطر في هذه الحالة إلى الإعجاب والتعليق على نصوص أصدقائه ولو لم يكن مقتنعاً في قرارة نفسه بأنها تستحق.
ومن الطبيعي أن هذه المجاملات غير الصادقة لن تصنع مبدعاً. إن ما يصنع المبدع ويكرسه هو النقد الصريح الذي يبين مواضع الخلل، ويرشد إلى الصواب، ولو كره أصحاب النصوص العرجاء.



الشاعرة الفلسطينية تغريد عبد العال (لبنان):
الرديء موجود حتى في الجرائد!
يجد الشعراء الشباب متنفساً عبر الفيسبوك، حيث ينشرون ما في خاطرهم بسهولة قصوى.
عادةً ما يكون النص الرديء متسرعاً وبدون مراجعة، ولكن لا يؤثر برأيي على النشر ولا على حرية الكتابة والتجريب، فالنص الرديء موجود حتى في المجلات والجرائد، ولكن وجوده

على الفيسبوك أتاح فرصة أكبر للظهور والمتابعة وتقديم أسماء على حساب أسماء أخرى.
ومن الملاحظ أيضاً أن هناك ذائقة ما تحكم على النصوص هي ذائقة العامة. لقد فتح هذا الأمر أمامنا سؤالاً صعباً: ما هو النص الرديء وما هو النص الجيد؟ لأن المعايير قد تغيرت، ولم يعد مجرد نشر النص أو ما يلقاه من تجاوب هو المعيار، وهذا قد يفتح الأفق للتجريب عند البعض وقد يؤثر سلباً أيضاً عند الشباب الذين يؤثر رأي الآخرين على رؤيتهم للنص.
برأيي أن الفيسبوك لا يبني مبدعاً، إنه فقط يتيح فرصة للنشر، وأما بناء المبدع فيحتاج إلى جهد وقراءة وتجربة شاملة في الحياة والكتابة.



الروائي الأردني يحيى القيسي:
الرداءة تساهم في التضليل
منذ ظهر الفيسبوك بدأ ذلك التواصل الإلكتروني المباشر بين القارئ والأديب، وانكسرت تلك

الهالة الغامضة بينهما، وأصبحت عدوى الكتابة تنتقل إلى القراء الذين استسهلوا كتابة الخواطر بحثاً عن الشهرة، إضافة إلى تورط بعض القارئات في كتابة تنفيسية للمشاعر، وهذا ما قاد إلى وجود من أسمّيهم بالمتحمّسين الأوغاد من أنصاف المبدعين والنقاد الذين قاموا بتشجيعهم على الكتابة لأسباب لا علاقة لها بالأدب، ما أدى إلى ظهور الكثير من النصوص المتهافتة التي لا تصمد أمام النقد الحقيقي أو حتى القراءة.
الفيسبوك لا يصنع الأدباء، بل يساهم في التضليل، وما لم يكن المرء أديباً مبدعاً من قبل فإنه لن يشفع له كثرة علامات الإعجاب والتعليقات والمجاملات الجوفاء، وفي النهاية فإن المرء يصحو على وهم خادع سرعان ما يزول ويذهب جفاء!


الشاعرة المصرية أسماء حسين:
حرية النشر ميزة وليست عيباً
أعتقد أن أغرب ما في الإنتاجات الإلكترونية أنها تشجع المزيد من الإنتاجات الثقافية الرديئة، كأنها عدوى تنتقل بين الناس بما يؤدي لأن يعتبر كل واحد منهم نفسه بلغ أقصى التجربة دون العمل على تطوير نفسه. بعض الكتابات لا تنشر في حياتنا سوى ثاني أُكسيد الكربون، تسمم الذائقة وتدنّي مستواها، ولكن إن كان حتى للكتابة الرديئة جانب إيجابي فهي أنها تجعل أحداً ما يقرأ، فالقراءة في حد ذاتها تجربة طيبة وهامة، وفعل نبيل.
الرداءة في فعل القراءة أفضل من الرداءة في الأخلاق والسلوكيات، وأنا هنا لا أشجع أو أدافع، بل أضع كل الأفكار على الطاولة بالسلبي والإيجابي منها.
عادةً أعتبر حرية نشر النص ميزة وليست عيباً، فهي منصات مفتوحة يمكنك من خلالها نشر

أعمالك والتسويق لها ومعرفة انطباعات بشأنها، فضلاً عن ذلك ما أحدثته التفاعلية من ردود مباشرة تحفز الكاتب للمزيد وتنبهه في ذات الوقت لنقاط ضعفه. ولكنها تتحول إلى عيب كبير حين تتم المغالاة في تقدير النص بأكثر من قيمته الحقيقية، أو يتم التعامل مع رداءة النص وركاكة اللغة باعتبارها شأنا عادياً لا ضرورة لتقويمه. وتروج لنصوص رديئة وكتاب غير موهوبين باعتبارهم مبدعين.
فيما يتعلق باللايكات والتعليقات، فإن الكثير من التفاعلات تُبنى أحياناً لصالح المجاملات وتبادل المصالح الشكلية، لكنها تبقى وهماً مزخرفاً لا علاقة له بالواقع، فاللايكات لا تصنع مبدعاً حقيقياً، وإن صنعت شهرة فهي زائلة. الإبداع هو ما يبقى لاحقاً ويستحق جدارة الذاكرة.
التفاعلات تشجع المبدع الحقيقي على الإنتاج أكثر وعلى التطور وتنمية الإبداع، أما المبدع المزيف فهي تغذي أوهامه وغروره اللحظي وتبقى ستاراً يعزله عن التطور الحقيقي. كما أن تكنيك الكتابة لن يتأثر أيضاً باختلاط الجيد والرديء مثلاً، إلا في مساحات رواج الكتابة ربما. فلن يؤثر الانفتاح على الكيفية والجودة للعمل الأدبي. العمل الجيد تبقى له مكانته وقدسيته دائماً. كذلك النشر الورقي يبقى خالداً كما هي اللوحة في المتحف، فالقداسة تكمن في العتاقة، كما يذهب الفيلسوف أرنولد هاوزر.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.