}

"كورونا" يودي بمانو ديبانغو.. جعل آلته جسراً ثقافياً

26 مارس 2020
أجندة "كورونا" يودي بمانو ديبانغو.. جعل آلته جسراً ثقافياً
مانو ديبانغو (12 ديسمبر 1933- 24 مارس 2020)
بات عازف الساكسوفون أسطورة الأفرو- جاز مانو ديبانغو (86 عاماً)، الذي كان يصف نفسه بأنه "بانٍ للجسور بين الغرب وأفريقيا"، أول شخصية عالمية تذهب ضحية فيروس كورونا المستجد. واستحال ديبانغو نجماً عالمياً بفضل أغنيته الضاربة "سول ماكوسا".
وهو روى في مقابلة مع وكالة فرانس برس في آب/أغسطس 2019: "أتمتع بإيقاع باخ وهاندل في أذني مع كلمات كاميرونية. وهذا مصدر غنى. في الحياة أفضل أن تكون لدي خيارات عدة وليس خياراً واحداً"، متوقفا أحياناً ليطلق ضحكته المدوية الشهيرة.
وقال مارتن ميسونيه، منسق الأسطوانات والمنتح الشهير لموسيقى العالم، لوكالة فرانس برس، معلقا على وفاة ديبانغو: "إرثه شاسع وسيستمر. كان يتمتع بموهبة خلاقة وكان يحمل الناس على الرقص بفاعلية لا تقهر".
وغرد المغني يوسو ندور معرباً عن حزنه وقائلاً: "لقد كنت الأخ الأكبر ومصدر فخر واعتزاز للكاميرون وأفريقيا برمتها".
وقال وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر عبر شبكات التواصل الاجتماعي: "فقد عالم الموسيقى فنانا أسطورة".
ومسيرة ديبانغو خارجة عن الدروب المطروقة، وهو لم يكن يحلم بخوض غمار الفن ولا أن تؤدي أغانيه بيونسه أو ريهانا.
ولد إيمانويل نجوكيه ديبانغو في 12 كانون الأول/ديسمبر 1933 في دوالا في الكاميرون في عائلة بروتستانتية وتلقى تربية صارمة. وقال الفنان لوكالة فرانس برس: "عمي كان يعزف الهارمنيوم وكانت أمي تدير جوقة الكنيسة. أنا شخص تربى في أجواء دينية". وقد أرسله والده وهو موظف رسمي إلى فرنسا في سن الخامسة عشرة أملاً في أن يصبح مهندساً أو طبيباً.
وبعد رحلة في البحر استمرت 21 يوما وصل ديبانغو إلى مرسيليا وانتقل منها إلى سان- كاليه (غرب). وقد حمل معه في حقائبه "ثلاثة كيلوغرامات من البن" وكانت من السلع النادرة في مرحلة ما بعد الحرب ليدفع للعائلة التي استضافته.
وحملت مذكراته لاحقاً عنوان "ثلاثة كيلوغرامات من البن". ومن ثم درس في شارتر حيث خطى خطواته الأولى في مجال الموسيقى على آلتي المندولين والبيانو. وفي هذا العالم الذي يهيمن عليه البيض، راح المراهق الذي يقر بأنه لم يكن يعرف الثقافة الأفريقية يتمثل بنجوم من الأميركيين السود في تلك الفترة مثل كاونت بايسي وديوك إلنغتون وتشارلي باركر الذين استحالوا "أبطالا" له.
واكتشف مانو ديبانغو أيضا الساكسوفون خلال مخيم عطلة صيفية، ورسب بعدها في شهادة الثانوية العامة. فقرر والده الغاضب أن يوقف إرسال المال إليه عام 1956. فانتقل إلى بروكسل حيث راح يعزف المنوعات لتحصيل لقمة لعيش. وروى قائلاً: "في تلك الفترة كان ينبغي العزف في الحانات والحفلات الراقصة والسيرك".
والتقى خلال إقامته في بلجيكا بشخصين رئيسيين في حياته هما الشقراء ماري جوزيه المعروفة بـ"كوكو" والتي أصبحت زوجته، وجوزف كاباسيلي، قائد أوركسترا موسيقى أفريكان جاز.
وفتح له الموسيقي الكونغولي أبواب أفريقيا الفرحة باستقلالها عن الاستعمار. وقد رافقه مانو ديبانغو إلى ليوبولدفيل (اسم كينشاسا سابقا) حيث أطلق موجة التويست في 1962 ومن ثم فتح قاعة في الكاميرون. وعاد إلى فرنسا بعد ثلاث سنوات على ذلك من دون أي أموال. وأصبح عازف بيانو مرافقا لمغني الروك ريك ريفرز، ومن ثم عازف أورغ وقائد أوركسترا مع نينو فيرير.
في عام 1972 طلب منه تأليف نشيد لكأس الأمم الأفريقية في الكاميرون.
وعلى الجهة الثانية من الأسطوانة سجل أغنية "سول ماكوسا" التي نالت إعجاب منسقي أسطوانات في نيويورك لتبدأ معها مسيرة جديدة للفنان. وأقام عازف الساكسوفون عروضاً في مسرح أبولو، معقل الموسيقى الأميركية السوداء في هارلم، وأضاف أنغاماً جديدة على موسيقاه من خلال جولات في أميركا الجنوبية.
في عام 1982 استخدم مايكل جاكسون أجزاء من "سول ماكوسا" في ألبومه الشهير "ثريلر" من دون إذن مسبق. فرفع مانو ديبانغو سلسلة من الدعاوى بتهمة السرقة الفنية قبل أن يتوصل الطرفان إلى تسوية مالية. إلا أن المكسب الرئيسي كان في تحول ديبانغو إلى مرجع عالمي في ما يعرف بموسيقى العالم.
(أ.ف.ب)

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.