}

رحيل التشكيلي عبد الحي مسلم.. حارس الذاكرة الريفية الفلسطينية

2 أغسطس 2020
أجندة رحيل التشكيلي عبد الحي مسلم.. حارس الذاكرة الريفية الفلسطينية
عبد الحي مسلم ( 1933 ـ 2020)
غيب الموت أمس السبت الفنان التشكيلي الفلسطيني المقيم في الأردن عبد الحي مسلم عن عمر 87 عامًا.
التحق مسلم بالعمل الوطني الفلسطيني منذ بداياته، وأخلص له، ورسم بأسلوبه الخاص والمميز فلسطين وتراثها وطقوس الحياة الاجتماعية واليومية لأهلها وفلاحيها، مستحضرًا الرموز البصرية للثقافة الفلسطينية الشعبية، فكان بأعماله حارس الذاكرة الريفية الشعبية. واشتهر مسلم بأسلوبه الفريد، إضافة إلى موضوعه الأثير المستمد من التراث الريفي الفلسطيني، حيث يجسد في أعماله طقوس الحياة الاجتماعية واليومية للفلاحين الفلسطينيين، فضلًا عن استحضاره للرموز البصرية للثقافة الفلسطينية الشعبية. وبهذا المعنى يمثل مسلم في أعماله دور سادن أو حارس "الذاكرة الريفية الفلسطينية".
ولد عبد الحي مسلم في الدوايمة، محافظة الخليل، عام 1933. وتوزعت حياته ما بين فلسطين والأردن وسورية. وقد ترجم موهبته الفنية بالرسم متأخرًا حيث اشتق لنفسه أسلوبه الخاص الذي يصنفه البعض في خانة "الفن الفطري"، من حيث أنه لا يتبع قواعد الرسم التقليدية أو الأكاديمية، ويعتمد أسلوبًا اختزاليًا مبسطًا، يتجاهل قواعد التشريح والمنظور بمعناهما الأكاديمي ويستخدم الألوان الصريحة والمباشرة التي لا تعترف بالتدرجات والتداخلات اللونية، بقدر ما تلجأ إلى الألوان الأساسية، مما يعزز ويجسم الخطوط الرئيسية للوحاته المنفذة أصلًا بأسلوب الريليف (Relief) أو البروز القائم على عجينة النشارة والغراء المثبتة على لوحاته المنفذة على الخشب.
وكما ينفذ أعماله بصبر وأناة وتبدو محفورة في سطح صلد، فإنه شق طريقه في الفن التشكيلي العربي المعاصر من خلال مسيرة شاقة وطويلة بعيدًا عن وطنه وقريته الدوايمة. فقد بدأ يعرض أعماله منذ نهاية السبعينيات حيث أقام نحو 25 معرضًا شخصيًا لأعماله، فضلًا عن مشاركته في 35 معرضًا جماعيًا أقيمت في دول المنطقة والعالم: اليابان والنرويج وفنلندا والدنمارك وسويسرا فضلًا عن لبنان، سورية، الأردن وليبيا. وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكليين العرب، وروابط ونقابات الفنانين في الأردن وفلسطين وسورية.
وتشكل أعماله فرصة للتأمل في عالم الذاكرة الفلسطينية الذي يدهش المشاهد بقدرته على استحضار طقوس الحياة الاجتماعية واليومية للقرية الفلسطينية وتثبيتها على لوحات خشبية متقنة التنفيذ وصريحة الألوان، مقدمة بانوراما عريضة ومفصلة لوطن لم يفلح الاحتلال الاسرائيلي في محوه أو نفيه من الذاكرة ولم يكف عن أن يكون الحلم اليومي لفنانين وأفراد مثل عبد الحي مسلم، الذين يستحضرونه ويعيدون بناءه في لوحات وأعمال فنية خالدة.



الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.