وألقت الشاعرات المشاركات قصائد مؤثرة عكست بقوة الكلمات وعمقها المآسي التي تتعرّض لها النساء حول العالم، كما عبّرن من خلال قصائدهن عن التحديات التي تواجهها النساء على مستوى الوطن والعالم للحصول على حرية التعبير وعلى المساواة. وقد ألقت جوديت هيل عددًا من القصائد المترجمة عن الفارسية للشاعرة الإيرانية فاطمة اختصاري التي اتهمتها السلطات الإيرانية بالتجديف وإهانة المقدس والسلوك غير الأخلاقي بعد مشاركتها في مهرجان شعري بالسويد وصدر حكم بحقها بالسجن 11 عامًا مع 99 جلدة ولكنها تمكنت من الخروج من إيران عبر إقليم كردستان قبل تنفيذ الحكم، والسفر إلى السويد.
والشاعرات المشاركات هن: من لبنان دارين حوماني وبانا بيضون (وهما من أعضاء نادي القلم الدولي- فرع لبنان) ولارا ملاك، من لبنان/ أرمينيا: بيرلا كانترجيان، من أوغندا: ستيلا نيانزي، من أميركا: باميلا أوشوك، من كندا: راي ماري تايلور، من لاتفيا: إنغا غايل، من غينيا: ماكسيميللا موننزوا، من الهند: ساريتا جيناماني، من غواتيمالا: كارلا مارتينا أولاسكواغوا، من سلوفاكيا: دراغيسا كارنا، من مالاوي: ويزي مسوكوا، والشاعرة الكردية فارانغيز غادري.
وجاءت هذه الندوة الرقمية في اليوم الثاني للحدث السنوي الذي تنظمه لجنة القلم الدولية للكاتبات، حيث تضمّن اليوم الأول عددًا من الأنشطة، منها كلمة عن سجينات الرأي حول العالم ألقتها ما تيدا (رئيسة "لجنة الكتّاب في السجون" التابعة لمنظمة نادي القلم الدولي وسجينة رأي سابقة في بورما)، وورشة عمل عن قوة وسائل التواصل الاجتماعي لجوديث هيل، ومحاضرة عن سياسة القلم الدولية بشأن التحرش الجنسي ألقتها زوو رودريغيز (رئيسة "لجنة الكتّاب الدولية" في نادي القلم الدولي)، وحلقة نقاش عن حرية التعبير في أفغانستان وفي إيران كتعبير عن الاحتجاج على الرحيل المأساوي لجينا مهسا أميني التي توفيت بعد يومين ونصف اليوم من غيبوبة أصابتها بعد أن قبضت عليها شرطة الآداب الإيرانية لعدم ارتدائها الحجاب بشكل صحيح.
يُذكر أن لجنة القلم الدولية للكاتبات تأسست عام 1991 للترويج لبعض القضايا التي تواجهها الكاتبات حول العالم، كالتحديات على مستوى الأسرة والمستوى الوطني والتعليم غير المتكافئ وعدم المساواة والمنع الفعلي من الكتابة. وتعمل اللجنة من أجل عالم تتمتع فيه كل امرأة بحرية التعبير عن نفسها دون خوف من العقاب أو الاضطهاد. وتتواصل اللجنة مع الكاتبات الطامحات والممارسات من خلال مراكز القلم والمنظمات والشبكات الأخرى، وتعمل مع لجنة الكتّاب في السجون نيابة عن الكاتبات المسجونات أو المعرضات للخطر. وهذه اللجنة هي إحدى لجان نادي القلم الدولي الذي تأسّس عام 1921 بهدف تعزيز العلاقات والتعاون الفكري بين الكتاب في جميع أنحاء العالم، وللتأكيد على وظيفة الأدب في تطوير التفاهم المتبادل والثقافة العالمية والدفاع عن حرية الكلمة.