انطلقت، يوم الأربعاء الفائت، فعاليات النسخة السابعة من مهرجان المسرح للأشخاص ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يستمر حتى الثالث من كانون الأول/ ديسمبر المقبل على مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" (قطر)، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر كل عام.
ووفق وكالة الأنباء القطرية، فقد أكدت السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، في كلمة خلال افتتاح المهرجان، أن المهرجان يعد إحدى وسائل اكتشاف وتنمية مواهب وقدرات الأشخاص من ذوي الإعاقة، وتمكين وترسيخ مشاركتهم في تطوير وتنمية المجتمع، معربة عن سعادتها لاستضافة دولة قطر للمهرجان الخليجي للمرة الثانية.
وأضافت أن المهرجان يهدف كذلك إلى تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمعات الخليجية، ورفع نسبة مشاركتهم في الفعاليات الثقافية، إضافة إلى رفع مستوى وعي المجتمع بمواهبهم وقدراتهم وتعزيز الثقة في نفوسهم، وإظهار ذلك في المجال المسرحي.
وشددت وزير التنمية الاجتماعية والأسرة على أن المهرجان فرصة لذوي الإعاقة لعرض قضاياهم بطريقتهم الخاصة، في إطار العمل الفني، وإظهار قدراتهم على العطاء والإنتاج، كونهم يملكون طاقات إبداعية هائلة، متمنية أن يحقق المهرجان في نسخته السابعة الأهداف المرجوة. كما ثمنت جهود المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في رعاية هذا المهرجان منذ انطلاقه نسخته الأولى عام 2008.
من جانبه، أكد السيد محمد بن حسن العبيدلي، المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية في مجلس التعاون، أن دول المجلس تولي اهتمامًا خاصًا بالأشخاص ذوي الإعاقة، كما تبذل كثيرًا من الجهود لضمان تعزيز حقوقهم، وتعمل بشكل مستمر ودوري ودائم على عدد من الفعاليات والبرامج ذات العلاقة بالإعاقة، وصولًا إلى صياغة السياسات والتشريعات الداعمة، ومراجعتها وتطويرها.
وأشار إلى أن مهرجان المسرح للأشخاص ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعد من أهم الفعاليات الاجتماعية الخليجية المشتركة، كونه الوحيد من نوعه على المستوى العربي والإقليمي. كما أنه أحد الدلائل على التزام الدول الخليجية ومبادرتها لتقديم الدعم المستمر لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقال إن المهرجان يشهد انطلاق جائزة الإبداع والتميز للأشخاص ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون، معربًا عن فخره بأن يكون المكتب التنفيذي جزءًا من هذا الحدث الخليجي الفني المميز، والذي يبرز القدرات الاستثنائية للأشخاص ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون، إيمانًا بأن الفن هو لغة عالمية تتخطى جميع الحدود، وتمنح الجميع الفرصة ليكونوا جزءًا من هذا العالم المليء بالإبداع والإلهام.
وأكد العبيدلي التزام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعمل على ضمان استدامة هذا المهرجان المسرحي، وتقديم وسائل الدعم كافة لتطويره، منوهًا بجهود دولة قطر، متمثلة في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، في رعاية المهرجان، بما يساهم في إثراء الحركة المسرحية الخليجية للأشخاص ذوي الإعاقة. كما ثمن جهود اللجنة المنظمة ولجان التحكيم والفنانين المشاركين، لا سيما الفنانين من الأشخاص ذوي الإعاقة، متمنيًا لهم التوفيق في ما سيقدمون من تألق وتميز على خشبة المسرح.
وشهد حفل افتتاح فعاليات النسخة السابعة من مهرجان المسرح للأشخاص ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عرض الأوبريت الغنائي "صناع الأمل"، من تأليف وإخراج علي الخلف، وتمثيل فالح فايز، ومحمد حسن المحمدي، وعلي الخلف، وآخرين، بالإضافة إلى مجموعة من الطلاب.
وتضمن الأوبريت لوحات غنائية ترحيبية بالفرق المشاركة تعبر عن ترابط ولحمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما أكد على احترام الاختلاف بين الجميع، وتعزيز الإبداع والموهبة.
في سياق متصل، بدأت أولى عروض المهرجان بالمسرحية القطرية "الدانة"، وهي من تأليف طالب الدوس، وإخراج ناصر عبد الرضا، وتمثيل فيصل رشيد، وفهد الباكر، وفاطمة الشروقي، وخالد يوسف، وجاسم المهندي، ونخبة من الممثلين.
وتدور أحداث المسرحية حول جاسم، وهو أمهر الغواصين، ويعلم مكان الدانة السوداء، التي نسجت حولها الحكايات والخرافات، وقد أخذ زوجته وضحة، ابنة الصحراء، إلى ذلك "المغاص" الذي ولدت فيه الدانة السوداء الفريدة من نوعها. وبعد وفاة الزوج، تبدأ الزوجة في مواجهة تحديات جديدة، وتسعى لاستخراج الدانة، وسط تطور للأحداث والمواقف، التي تبعث برسائل هادفة تدعو إلى التكاتف، ونبذ الحقد والطمع.
تتنافس في المهرجان 6 عروض مسرحية تمثل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشهد المهرجان في نهاية الأسبوع عرض المسرحية الإماراتية "رحلة عمر"، وهي من تأليف عبد الله يوسف علي السعد، وإخراج حمد عبد الرزاق المازمي.
وتتكون لجنة تحكيم المهرجان من كل من المخرج القطري سعد بورشيد، عضو هيئة التدريس في برنامج الفنون المسرحية في كلية المجتمع، والكاتبة تغريد الداود من الكويت، والفنان حسن رجب من الإمارات، والإعلامي أنور أحمد عبد الله من البحرين، والدكتور والناقد المسرحي سعيد السيابي من سلطنة عمان.