أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين اليوم الاثنين بيانًا في الذكرى الـ 52 لاستشهاد الأديب غسان كنفاني تحت عنوان "غسان كنفاني سادن الكلمة المبدعة والشهيد الشاهد"، وجاء فيه:
"أرخت على البلاد سوادها، من يدي قاتلك، ولو استقام عدل الدنيا لقطعت يده يوم اغتيالك، ولكن الظلم يواصل من نبع دمك سقاية الجريمة النكراء في أرواح شعبنا، ولم تسكت نبضات ساعتك على سطح المقتلة، ولميس [ابنة أخته التي استشهدت معه] تبحث عنك بروحٍ فاضت مع روحك، لعلها تجد نصرة من هذا العالم الأخرس.
"اثنان وخمسون سنة يا غسان، والأرض تهب امتناعها والمسيرة تواصل سيرتها نضالًا لا توقف فيه، ولا زهدًا من أثقاله، بل إصرارٌ يمده إعصار التحدي، فلم نترك أم سعد للمخيم البائس، ولم يتركنا الخصيان خارج خزان العار، بل نجوب الفلوات والبيد بحثًا عن الخلاص، ولا شيء غير الخلاص.
"سنوات مديدة وأجيال متعاقبة وأنت قنطرة فلسطين العالية، وزينة شبابها الشهداء، نكتب بلمعة حبرك مدادًا منك لنعيد إلى عنفوان الثورة جمرتها، ولم ننساك في حضرة القبح والعنت والظلم الصريح، بل كنت الحاضر الأتم في كل منازلة، وعند كل مواجهة مع العدو، لأن الدم الطاهر الذي نزف منك منيرٌ في جنبات عزائمنا، ولا ينقص رحيلك من حضورك النضالي والإبداعي، فنحن لك من الأوفياء لأنك اسم كبير من أسماء فلسطين الخالدة.
"رحلت يا غسان ولم تغب فردًا ولا فكرة، بل ثابت أنت في ميادين الاشتباك، وما تركته لنا باقٍ يسود الدرب، ومهما اشتدت نواقص الرحلة إلا أن الثابت اليقين باقٍ والدليل اليوم غزة والضفة على عناد حق مبين، إما الحرية أو الشهادة.
إننا نكمل مشوارك واثقين يا غسان، مقبلين للعلياء دون رجفة خنوع، دون رجوع عن دربك المستقيم نحو فلسطين.
المجد لك، والرحمة للشهداء".