شهدت معتمدية المكناسي في ولاية سيدي بوزيد التونسية، يوم الخميس الماضي، انطلاق النسخة الرابعة من مهرجان أيام سينيريف للأفلام الوثائقية، الذي استمر حتى الخامس من كانون الثاني/ يناير، محتضنًا باقة متنوعة من الأفلام التي تناقش قضايا محلية وعربية وعالمية.

ويأتي هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية فن المكناسي بالتعاون مع دار الثقافة وبدعم من مؤسستي أمافي ميكروكراد وفابا، ليؤكد دوره الريادي في تعزيز المشهد الثقافي بالمناطق الداخلية التونسية. وقد أوضح أمين قمودي، رئيس جمعية فن المكناسي، أن المهرجان الذي تأسس عام 2017 يسعى إلى خلق مساحة ثقافية مغايرة تمكن المناطق الداخلية من المشاركة في الحراك الثقافي وتسليط الضوء على قضاياها الاقتصادية والاجتماعية.

افتتح المهرجان عروضه بفيلمين متميزين، الأول "المظاهرة الصامتة القدس 1929" للمخرجة محاسن نصر الدين، والثاني "ذاكرتي مليئة بالأشباح" للمخرج السوري أنس زواهري. وتتمحور عروض هذه الدورة حول ثلاث موضوعات رئيسية هي الواقع والمقاومة والأفق، حيث يقدم المهرجان سبعة أفلام وثائقية متنوعة، من بينها أعمال من سورية والمغرب وفلسطين.

وتميز برنامج المهرجان بتنوعه الثري، إذ قدّم يوميًا عروضًا صباحية للأطفال وتجربة فريدة في الواقع الافتراضي من خلال مشاهدة أفلام ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى عرضين يوميين للكبار. ومن الأفلام البارزة التي عرضت "كل الطرق تؤدي إلى الكامور" لعاطف ذكار، و"عقرب مجنونة" لأكرم منصر، و"أنا مغتصبة" لوفاء خرفية، و"اغتيال" لياسين ايت فقير.

وتتجاوز فعاليات المهرجان العروض السينمائية لتشمل أنشطة متنوعة للأطفال والزوار، من بينها رحلات استكشافية إلى المواقع الأثرية والتاريخية والطبيعية في المنطقة. واختتم المهرجان فعالياته بعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة التي أنتجتها جمعية فن المكناسي للتعريف بالتراث الثقافي والطبيعي للجهة.

ويعد مهرجان سينيريف من المبادرات الثقافية الرائدة في تونس التي تسعى إلى تحقيق العدالة الثقافية وتعزيز دور السينما الوثائقية في توثيق وفهم القضايا المجتمعية المعاصرة. كما يشكل المهرجان منصة مهمة للحوار وتبادل الخبرات بين صناع الأفلام الوثائقية من مختلف أنحاء العالم العربي.