بدأ المخرج البريطاني كريستوفر نولن رحلته السينمائية الجديدة بعد نجاحه المدوي مع فيلم "أوبنهايمر"، متجهًا هذه المرة نحو عالم الأساطير اليونانية القديمة من خلال تحويل ملحمة "الأوديسة" الشهيرة إلى عمل سينمائي ضخم، يجمع نخبة من ألمع نجوم هوليوود.
ويستند الفيلم الجديد إلى الملحمة الشعرية الخالدة التي نظمها الشاعر اليوناني هوميروس قبل آلاف السنين، والتي تتكون من 24 نشيدًا تضم 12 ألف بيت شعري. تروي القصة مغامرات البطل أوديسيوس في رحلة عودته إلى وطنه، متحولًا خلالها إلى رمز للروح البشرية في بحثها الدائم عن معنى الحياة والوجود.
وتعكس الميزانية الضخمة للفيلم، التي تقدر مبدئيًا بـ 250 مليون دولار، طموح نولن إلى تقديم عمل ملحمي يتجاوز أعماله السابقة من حيث الحجم والتأثير. وتعد هذه الميزانية الأعلى في مسيرة المخرج المتميز، متجاوزة ميزانيات أفلامه السابقة مثل "أوبنهايمر" و"فارس الظلام" و"صحوة فارس الظلام" مع الممثل كريستيان بيل، و"Inception" الذي قدمه مع ليوناردو دي كابريو، و"Interstellar" الذي جمع نجومًا مثل ماثيو ماكونوغي وآن هاثاواي.
ويجمع نولن في فيلمه الجديد تشكيلة استثنائية من النجوم، حيث نجح في استقطاب مات دامون وتشارليز ثيرون وآن هاثاواي، إضافة إلى النجوم الشباب زندايا وروبرت باتنسون وتوم هولاند. ومن المتوقع أن يستغرق تصوير الفيلم عدة أشهر في مواقع متعددة حول العالم، على أن يصل إلى دور العرض في تموز/ يوليو 2026.
ويأتي هذا المشروع الطموح ليؤكد تنوع نولن في اختياراته الإخراجية، فبعد تقديمه لقصة حقيقية في "أوبنهايمر" عن مخترع القنبلة الذرية، ها هو يغوص في عالم الأساطير اليونانية، مستكشفًا أحد أهم النصوص الأدبية في تاريخ البشرية. ويتوقع النقاد أن يقدم نولن رؤية معاصرة للملحمة القديمة، مستفيدًا من خبرته في المزج بين العمق الفلسفي والمشاهد البصرية المبهرة.
وتعد "الأوديسة" من أشهر الملاحم الأدبية في التاريخ، وقد ألهمت العديد من الأعمال الفنية والأدبية عبر العصور، لكن نسخة نولن تبدو الأكثر طموحًا حتى الآن من حيث الميزانية وحجم الإنتاج وقائمة النجوم المشاركين، مما يجعلها واحدة من أكثر المشاريع السينمائية ترقبًا في السنوات القادمة.