وأعلنت مجلة "عالم الأدب اليوم" التابعة لجامعة أوكلاهوما الأميركية عن الكتاب المرشحين نهائيًا للتنافس على هذا الوسام الأدبي المرموق، في قائمة تضم أسماء لامعة من مختلف القارات والثقافات. وتشمل القائمة إلى جانب نصر الله كتابًا من الولايات المتحدة وتركيا وأوكرانيا وفرنسا والصين، مما يعكس الطابع العالمي الشامل للجائزة.
وتكتسب جائزة نيوستاد أهمية فريدة في الأوساط الأدبية الدولية، كونها تُمنح للكاتب تقديرًا لمجمل مسيرته الإبداعية وليس لعمل بعينه، على غرار جائزة نوبل للأدب تمامًا. وتعد الجائزة بمثابة البوصلة التي تشير إلى مرشحي نوبل المحتملين، إذ أن حوالي ثلاثين كاتبًا ممن فازوا بها أو رُشحوا لها حصدوا لاحقًا جائزة نوبل للأدب، من بينهم عمالقة مثل الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز والمكسيكي أوكتافيو باث والإيطالي جوزيبي أونغاريتي.
ويُذكر أن كاتبين عربيين فقط نالا شرف الحصول على هذه الجائزة عبر تاريخها، وهما الكاتبة الجزائرية آسيا جبار عام 1996، والروائي الصومالي نور الدين فرح عام 1998، مما يجعل ترشيح نصر الله مناسبة مهمة للأدب العربي المعاصر.
تأسست هذه الجائزة عام 1970 في جامعة أوكلاهوما، وتُمنح كل عامين بقيمة مالية تبلغ خمسين ألف دولار أميركي، إضافة إلى نسخة فضية من ريشة النسر وشهادة تقدير. وقد وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" بـ"نوبل أوكلاهوما" عام 1982، وهو اللقب الذي ترسخ في الأوساط الثقافية العالمية.
يأتي ترشيح إبراهيم نصر الله تتويجًا لمسيرة إبداعية استثنائية امتدت عبر عقود، حيث أنجز ستة عشر ديوانًا شعريًا وست وعشرين رواية، من أبرزها مشروع "الملهاة الفلسطينية" الطموح الذي يؤرخ لأكثر من قرنين ونصف القرن من التاريخ الفلسطيني الحديث عبر سلسلة من الروايات المترابطة.
وقد حظيت أعمال نصر الله بانتشار عالمي واسع، إذ تُرجمت إلى أكثر من عشر لغات عالمية، بينها الإنكليزية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والدنماركية والتركية والفارسية. كما أصبحت موضوعًا لأكثر من ثمانين رسالة دكتوراه وماجستير في جامعات مختلفة حول العالم، مما يؤكد عمق تأثيره في الأوساط الأكاديمية الدولية.
ولا تقتصر شهرة نصر الله على الأدب فحسب، بل تمتد إلى كونه كاتب أغان وطنية مؤثرة، حيث ألف حوالي خمسين أغنية على مدى ثلاثة عقود، نمت مع الأجيال الفلسطينية عبر مراحل النضال المختلفة.
حصد نصر الله عشر جوائز أدبية مرموقة، على رأسها الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2018 عن روايته "حرب الكلب الثانية"، وجائزة سلطان العويس للشعر عام 1997، وجائزة كتارا للرواية العربية مرتين، إضافة إلى جائزة القدس للثقافة والإبداع عام 2012، والجائزة العالمية للشعر من تركيا مطلع 2025.
وفي سابقة فريدة، نجح نصر الله عام 2014 في تسلق جبل كليمنجارو رفقة فتيين فلسطينيين مبتوري الساقين، في رحلة إنسانية وثقها لاحقًا في رواية "أرواح كليمنجارو" التي نال عليها جائزة كتارا عام 2016.
تُدار الجائزة من خلال لجنة تحكيم دولية مؤلفة من تسعة كتاب ومترجمين، يختارون المرشحين النهائيين قبل أن يجتمعوا لاختيار الفائز خلال مهرجان نيوستاد الأدبي المقرر إقامته في الفترة من 20 إلى 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 في جامعة أوكلاهوما. وسيُعلن اسم الفائز يوم 21 أكتوبر في حفل يُقام ضمن فعاليات المهرجان.
وتتميز جائزة نيوستاد بكونها الجائزة الأدبية الدولية الوحيدة من هذا المستوى التي نشأت في الولايات المتحدة، وإحدى الجوائز النادرة التي تتساوى فيها فرص الشعراء والروائيين وكتاب المسرح والسيناريو. كما أنها لا تقبل الترشيحات المباشرة، بل يقوم أعضاء لجنة التحكيم بترشيح الكتاب المختارين.
واعتبر روبرت كون ديفيس- أونديانو، المدير التنفيذي لمجلة "عالم الأدب اليوم"، أن الجائزة تمثل "منارة أمل للمغامرة الإنسانية" في زمن مضطرب، مؤكدًا أن الأدب يعزز قدرتنا على إدراك هويتنا وما يمكن أن نصبح عليه.
ولد إبراهيم نصر الله عام 1954 في عمان لأبوين فلسطينيين هُجِّرا من قرية البريج غرب القدس عام 1948، وقضى طفولته في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين. بدأ مسيرته معلمًا، ثم عمل صحافيًا لثمانية عشر عامًا قبل أن يتفرغ للكتابة عام 2006.
وفي ظل هذا الترشيح التاريخي، تتطلع الأوساط الثقافية العربية إلى إمكانية أن يصبح نصر الله ثالث كاتب عربي يحصل على هذا الوسام المرموق، في خطوة قد تفتح الطريق أمام ترشيحه لجائزة نوبل للأدب مستقبلًا، خاصة وأن جائزة نيوستاد تُعتبر محطة مهمة في رحلة الوصول إلى ستوكهولم.
إدراج إبراهيم نصر الله ضمن المتنافسين على "نوبل" الأميركية
13 يونيو 2025
تم مؤخرًا إدراج الكاتب والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله ضمن التسعة مبدعين المتنافسين على جائزة نيوستاد الدولية للأدب في دورتها المقررة لعام 2026، والتي تحمل لقب "جائزة نوبل الأميركية" نظرًا لمكانتها الاستثنائية في عالم الأدب العالمي.