}

الاتّحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب: ثقافة المقاومة بنت الأوطان

25 يونيو 2025
دان الاتّحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب الضربة الأميركيّة ضدّ إيران، والتي تعرّضت فيها المنشآتُ النوويّةُ لهجومٍ، عادًّا الضربةَ تمثّلُ سقوطًا لفُرَصِ السلام.

وقال الأمين العام للاتّحاد، الشاعر الدكتور علاء عبد الهادي: "إنّ الاتّحاد يُدين ما قامت به أميركا ضدّ إيران، باستهداف المنشآت النوويّة الإيرانيّة"، وأضاف أنّ الاتّحاد يؤكّد أنّ هذه الضربة "تمثّل سقوطًا لفكرةِ فرضِ السلام بالقوّة العسكريّة، وأنّه لا يمكن سلبُ الحقوقِ بالقوّة، وإنّما يتمّ سلبُها حين يتنازل عنها أصحابُها"، عادًّا العمل الأميركي "استعراضيًّا، تهدف من خلاله القوّةُ الأميركيّةُ إلى فرض خطّةٍ أكبرَ للمنطقة، تقومُ على سيطرةِ الكيانِ الصهيونيّ وعملائِه في المنطقة، وأنّ هناك فرقًا كبيرًا بين الاستسلامِ للواقعِ والتسليمِ به، ومجابهته".

وذكر أنّ "الثقافةَ التي تُنادي بالمقاومة والدفاع عن الحقّ، هي الثقافةُ التي بَنَت الأوطان، وهي الثقافةُ التي يُمكن أن نتّكئ عليها لبناء المستقبل، وهي الثقافةُ التي يتبنّاها الاتّحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب".

ولفَت إلى أنّ "إقدام الأميركيّين على ضرب ثلاثة مواقعَ نوويّةٍ إيرانيّة، لا يُمكن أن يفرضَ أمرًا واقعًا، لأنّ مَن بَنى هذه المواقعَ سابقًا، يستطيع أن يبنيَ مثيلاتها مُجدّدًا، وأنّ سياسة استهداف العلماء وقتلهم، واستهداف البنية العلميّة والفكريّة، سبق أن حاولوا تنفيذَها في مصر منذ الستينيّات وحتى الآن، وكذلك في العراق وسورية، سواءٌ بضربِ المفاعلِ النوويِّ العراقيّ، أو باستهدافِ العلماء العراقيّين والسوريّين"، وعَدَّ سياسةَ الأميركيّين "غير مجدية، لأنّ الأجيالَ تتعاقب، ويُسَلِّمُ بعضُها بعضًا، ما دامت فكرةُ المقاومة الوطنيّة حاضرةً في العقول والقلوب والخطاب الوطنيّ".

وبَيّن أنّ هذه الاعتداءات "لا يُمكن أن تُنسينا ما يحدثُ كلّ يومٍ في فلسطين الصامدة عامةً، وفي غزة الصامدة بصفةٍ خاصّة، فإنّ هذه الهجمات لا يُمكن أن تُلفتَ الانتباه عن حربِ الإبادةِ النازيّةِ التي تُمارَس الآن ضدَّ شعبِنا العربيِّ في فلسطين".

وبحسب قوله، فإنّه "لو صَحَّ أنّ هناك نجاحًا عسكريًّا بسبب التفوّق في القوّة الغاشمة، فإنّ هذا لا يُمكن أن يُشكّلَ نجاحًا سياسيًّا على المدى الطويل، فما هذه إلّا معركةٌ صغيرةٌ في سياقِ صراعٍ طويلٍ ممتدّ".

ومضى يقول: "إن ما حدث أمام أنظار العالم بالاعتداء على دولةٍ ذاتِ سيادة، يُسجَّلُ سقطةً جديدةً لما يُسمّى بالسياسة الدوليّة، ولجميع المنظّمات والهيئات الإقليميّة التي وقفت من دون حراكٍ أمام هذا الاعتداء السافر على دولٍ ذاتِ سيادة"، معتبرًا أنّها "هجمةٌ مشؤومةٌ تمزّق المواثيقَ الدوليّة كافّة، وهي تمثّل وَرَمًا سرطانيًّا خبيثًا في ضميرِ العالمِ الحرّ، وصفحةً سوداءَ في التاريخِ المعاصر".

وزاد القول: "إنّ هذا المنطقَ، إذا تمّ قبوله، فإنّ هذا يعني أنّه لا توجد دولةٌ مُستثناةٌ من هذا الاستهداف الأميركيّ إذا لم تنتهج نهجًا سياسيًّا ترضاه أميركا، كما يعني تنصيبَ الولايات المتّحدة الشرطيَّ الأوحدَ في العالم، الذي يحقّ له معاقبةُ كلّ مَن لا يرضى عن سلوكِه السياسي أو الاقتصادي، أو لا يتّفق مع رؤاه على المستويات كافّة".

واعتبر أنّ "السلوك غير الدستوريّ الذي ينتهجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يُمثّل إساءةً بالغةً للشعبِ الأميركيّ ذاته، قبل أن يُمثّل اعتداءً سافرًا على القِيَم الدوليّة والإنسانيّة في العالم كلّه".

وطرح عبد الهادي سؤالًا من خضمّ الأحداث الجارية: "هل يتحمّلُ العالمُ الرأسماليُّ تكلفةَ هذه الحربِ العدوانيّةِ الغاشمة؟ أم أنّها قد دُفِعت له مُسبقًا؟ أم سوف تُدفَع لاحقًا؟".

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.