}

محمد دماغ.. "أبو النحت الجزائري"

محمد عبيدو 19 أغسطس 2018
وُري الثرى، يوم الجمعة 17/08/2018 في مقبرة بوزوران بباتنة "شرق الجزائر"، جثمان النحات الجزائري محمد دماغ، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 عاما. أبرز رواد النحاتين الجزائريين، مولود في 4 يوليو 1930 في مدينة باتنة، شرق الجزائر. دخل الحياة الفنية سنة 1966 ونظم وقدم عدة معارض جماعية وفردية في الجزائر (1972، 1983، 1992)، وأيضا في الخارج. من أهم إنجازاته الفنية تمثال "التعجب"، وتمثال "الأم والابن" اللذان أنجزا بمناسبة المهرجان الأفريقي للجزائر العاصمة، سنة 1969.

مجاهد قديم، وقبل كل شيء نحات. یعتبره الفنانون الجزائريون أبا النحت لديهم، و"الرجل الذي یحسن الإبقاء على الخشب صاحیا". وقد اشتهر بطرقه الفنية والإبداعية التي طوّعت الخشب وجعلت من أشكاله المختلفة أفكارا يسحر بها كل من يراها. صديقه وزميله الفنان التشكيلي حسين هوارة قال إن وفاة دماغ تمثل "خسارة بالنسبة للفن والثقافة الجزائرية"، واصفا إياه بـ "الممتهن الخالد للفن، ذي الموهبة الكامنة التي تعيد حياة ثانية للخشب". وأضاف: "لقد كان فنانا عصاميا يستلهم أعماله من الطبيعة ومن مشاهد الحياة"، قبل أن يقول: "لقد كانت ورشته مكانا للالتقاء بالنسبة لفناني باتنة وكل من يعبرون عاصمة الأوراس. لقد كان مولعا بالنحت ويعرف كيف يعبّر عن حيويته بفنه". وهو متصوف النحت الهارب نحو حريته في الغابة الذي درب نحاتين آخرين في ورشته. يقارن أصدقاؤه تماثيله التي يعرضها بالهواء الطلق مع منحوتات هنري مور.

كان والده مدرسًا، وهو لم يكمل دراسته، التحق بالمدرسة الفنية في صناعة الخزانات حسين داي، وكان مجاهدا بالولاية التاريخية أوراس النمامشة. وخلال حرب التحرر الوطنية، نجا محمد دماغ، في 24 يونيو/حزيران 1956، من تفجير للقوات الجوية الفرنسية عندما كان مع الثوار في الأوراس، حيث توفي 35 من رفاقه.

كان محمد دماغ صديقًا مقربا جدا من كل من الكاتب الجزائري كاتب ياسين والفنان التشكيلي محمد ايسياخم. وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، قام بتكريم الضحايا، من خلال إنشاء عمل من بقايا القنابل التي تعود إلى حرب التحرير الجزائرية. كما عُرض أثر استرجاعي لحياته كفنان في فيلم من قبل التلفزيون الجزائري خلال الثمانينيات. وعن أعماله النحتية، كتب الطاهر جاووت عام (1980) "في ورشة عمله في باتنة، يمسك محمد دماغ بالخشب. إنه يصممه لتحرير الزخم الذي ينزل تحت الشحوب الثقيلة من اللحاء. ينقل خشب أباتو، الذي ينغمس فيه النحات حياة جديدة، ديناميكية أخرى لتحرير وصياغة أشكال جديدة ومعان جديدة. نحت محمد دماغ احتفظ بالعفوية والحالة الخام إلى حد ما؛ فتوحات معاصرة، اعتمدت حرية الأشكال وجرأة التعبيرات. يصبح جسم المنحوت مجالًا من الصرخات والعلامات التي يمكن لكل مراقب أن يضيف إليها رؤياه الخاصة وقراءته الخاصة".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.