}

أغنيات العيد في مصر وبلاد الشام والعراق.. فرحٌ وحدويٌّ

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 30 مايو 2020
موسيقى أغنيات العيد في مصر وبلاد الشام والعراق.. فرحٌ وحدويٌّ
"الأغنية التراثية تتمدد وظيفيًا وليس جغرافيًا"
رغم الخصوصية الفلسطينية المتعلقة بتوظيف الموروث الغنائي الشعبي الخاص بالأعياد والأعراس ومناسبات أخرى، لتمرير رسائل حول الوطن السليب والشوق إليه والحض على النضال من أجل تحريره، وبوح الفلسطيني خلال تلك الأغنيات بآلامه والتعبير عن آماله، إلا أن المَعين الذي ينهل منه الموروث الغنائي العربي المتعلق بالأعياد، هو واحد، تقريبًا، في بلاد الشام والعراق ومصر.

هذا ما يذهب إليه الموسيقي الأردني مالك ماضي، وهذا ما يؤيده فيه فنان المقامات العراقي د. حسين الأعظمي، وهذا ما يراه، إلى ذلك، الفنان الصوفي المصري أحمد ممدوح الطويل، وما يتفق معهم حوله فنانون ونقاد آخرون.
الحكّاء الفلسطيني حمزة عقرباوي يقول حول الخصوصية الفلسطينية المتعلقة بأغاني الأعياد: "الفلسطينيون وظّفوا العيد في أغانيهم التراثية المعاصرة، فنحن نقع على ذكر العيد في الزجل والعتابا والدلعونا وحضوره ضمن سياق وطني. ونتطرق خلال الحديث عن العيد للنكبة والتهجير وغربة الفلسطينيين، في الدلعونا بيقولوا ’واحنا تغربنا وطالت غربتنا واتذكرونا بالعيد يا جماعتنا/ بطلب من رب السما يكرمنا/ بالعيد عاترابك يا موطنا’".
عقرباوي يمرّ خلال حديثه معنا حول أغاني العيد على عادات أخرى: "من طقوس العيد زيارة المقابر، وهو ما يتطرق إليه الزجالة في أزجالهم: ’زوروا المقابر بيوم الأعياد/ امشوا لعكا زوروا الأمجاد/ أصحاب الشهامة عطا وفؤاد/ لا يهابوا الردى ولا المنونا’. وكمان بنسمعهم بحكوا عن عيد البلاد قديشو جميل: ’عيدك يا بلادي أحلى الأعيادي/ فداك مالي وروحي وولادي/ والأقصى بعيد الله ينادي يا رجال الفدا هيا حررونا’".



عقرباوي المعني بجمع الموروث الشعبي وما ارتبط بالحياة اليومية في فلسطين من أمثال وأهازيج ومعتقدات شعبية، يقول في سياق متصل: "لما بنحكي عن العيد الفلسطيني بنحكي عن طقوس قديمة وعادات متجذرة، وبجوز أصعب الأشياء إنك تكعد تذكرها في ظل الكورونا وإنه هاذا العيد حزين، وفش فيه فعاليات، في للعيد فرحة، يعني كانوا الناس ينتظروها من لحظة إعلان العيد عن المآذن في المساجد ولحظة توزيع الحلوى، والأطفال حاملين الأكياس وبوخذوا حلو. نصب المراجيح، جولات الحكواتيين في الأرياف والمدن. توزيع الحلو والتمر على الناس صباح العيد في الصلاة. المعمول وكعك العيد، لبس العيد، كيف كانوا الناس يبتهجوا في العيد وملابس العيد. موضوع العيدية والزيارات وتبادل الهدايا بين الناس. موضوع الجولة الصباحية التي تشمل زيارة المقابر وزيارة كبار السن والمرضى ومقامات الأولياء وهي جولات كان يقوم بها الناس في القرى والمدن بشكل جماعي. كمان هناك وعادات وتقاليد لها علاقة بليلة العيد وإحضار المية. الفطور كمان يوم العيد، كانوا يفطروا الفسيخ السمك المملح كيف كانوا يفطروا عليه صبيحة العيد مشان مالح لأنه ثلاثين يوم صايمين وبالتالي ما بدهم يبلشوا يوكلوا أكل عادي عشان ما يأثرش على معدتهم، فلازم يوكلوا إشي مالح مشان يحفظ معدتهم". ثم يورد واحدة من أهازيج العيد: "راح العيد وقلقه كل واحد يرجع لخلقه"، وفي سياق تفسيره لهذا المقطع، يوضح عقرباوي أن المقصود "بعد ما يخلص العيد وتخلص فعالياته وتوتراته وواجباته الناس برجعوا للبسهم القديم".
عقرباوي مُنظِّم عديد الجولات المعرفية في الأرض الفلسطينية لربط الإنسان بالجغرافيا عبر حكايا الجغرافيا وحكايا الأحداث في المكان، يستعرض في حديثنا معه الأمثال الشعبية التي لها علاقة بالعيد: "العيد عيد الله"، "راح زي كعك العيد". وتقال للأمر الذي ينجح ويسلك وعليه إقبال. "العيد بلم الأجاويد" عن اللمة العائلية. "من العيد للعيد تا نمسك اللحمة بالإيد" للناس الفقراء. "بعد العيد ما بنعمل كعك". "أبرك السنين عيد النصارى مع المسلمين". "العيد للصغار". "عالعيد كل الناس أجاويد". "العيد الصغير قبل العيد التشبير" وهو مثل يستخدمه الشاب الراغب بالزواج قبل شقيقه الأكبر منه. وإحنا بالعادة بنقول "السيارة بتسبق الباص كمان".
ثم يعود بنا لموضوعنا الرئيسي: أغاني العيد، فيشرع بالقول والترديد الغنائي أحيانًا: "بالعادة بالعيد لما بلبسن الصبايا وبلبس الأطفال بغنولهم: "اليوم عيدي يا لالا/ والبيت جديدي يا لالا/ فستاني مكشكش يا لالا/ عا الصدر مرشرش يا لالا". كمان: "اليوم العيد وبنعيّد وبنذبح بقرة السيّد، والسيّد ما له بقرة بنذبح بنته هالشقرة". وفي صيغ أخرى تضيف: "وإذا ما عنده بنت شقرة بنذبح بنته هالسمرة" أو "بنذبح بنته بنت العم" بصيغ أخرى متنوعة. من أجمل الأغاني التي تغنى في منطقة نابلس: "والعيد روّح عا حيفا جاب الخرج مليانة، فرّق عا بناته وخلى العروسة زعلانة/ لا تزعلي يا عروس بعد الخرج مليانة واحنا بنات العيد والعيد أبونا/ أجوا شباب البلد تا يخطبونا". في صيغة أخرى لطيفة: "بكرة العيد وبنعيّد وبنقطع راس السيّد، والسيّد قتل مرته على الرغيف اللي أكلته/ أكلته ما شبّعها جاب السيف وذبحها، قلها قومي تعشي، قالت بروح نقشي، شمّر عن زنده وطعماها/ طعماها خروف محشي".

وحدة المرجعيات الغنائية
الفنان التشكيلي والروائي والصحافي حسين نشوان يؤكد ما ذهب إليه الآخرون حول وحدة المرجعيات الغنائية في بلادنا العربية واصفًا الموروث الغنائي العربي بالقول: "إنه موروث فرّقته الجغرافيا ووحده شجن الغناء".
ثم ما يلبث أن يذهب إلى أن الذاكرة التي اجترحت الأغنية في بلاد الشام ظلت "رهينة لمرحلتين مهمّتين تتصل الأولى بالمرحلة العثمانية التي كانت فيها بلاد الشام تشكّل وحدة جغرافية واحدة في كلماتها وقوالبها اللحنية ومزاجها العام الذي استعار كلماته من الأحداث والحكايات التي تتصل بمعيشة الناس ومكابداتهم وأفراحهم، حيث يجد المتابع أن غالبية الأغنيات والقوالب التراثية التي علقت في وجدان الناس قد تأسست في الزمن العثماني، ومنها: على الروزنا والسفربرلك وعذب الجمّال قلبي وليا وليا والأراسيا وجَملة".
نشوان صاحب رواية "حوض مالح" (2011) يرى أن المرحلة الثانية ارتبطت بفترة الاستعمار التي تلت انهيار الامبراطورية العثمانية، وأدت إلى تمزق تلك الوحدة الجغرافية التي بقيت معها الأغنية تمثل النتاج الحنيني للمرحلة السابقة بظلالها الشجية، ومنها: دلعونا، ظريف الطول، جفرا.

هذه القوالب الغنائية ظلت، بحسب نشوان، تعكس "النمط الإنتاجي الزراعي والريفي للمرحلة العثمانية في بلاد الشام بوصفها جامعًا ثقافيًا يعكس ارتباط الإنسان بالأرض وحياة القرية وعلاقته بها، كما تعكس تمسكه بقيمه وعاداته".
من هنا فقد ظلت هذه القوالب الغنائية التراثية، يقول نشوان صاحب ديوان "أنأى كي أراك" (2005)، تمثل "علامة موحدة لبلاد الشام  إذ نجد التشابه في الأغنية الريفية بين أقطار بلاد الشام على تباعدها كنمط يتصل بالشكل الإنتاجي أكثر مما يتصل بالكيان السياسي، وهو ما نجده أيضا عند المجتمعات البدوية، مثل الهجيني والحداء والشروقي الذي يتصل بالتشكيل الاجتماعي أكثر مما يتصل بالتقسيم الجغرافي، لتبدو الأغنية شكلًا تعبيريًا ممثلًا للتقسيم الاجتماعي ومعبرًا عن التجليات الثقافية للجماعة على امتداد الرقعة الجغرافية التي أسست لوحدة الثقافة ووسيلة تعبيرها وفق تكوينها الاجتماعي وليس السياسي، وهو ما وفّر لمثل تلك القوالب فرص الاستمرارية والتوالد كتعبير عن الهوية المشتركة لبلاد الشام باختلافات طفيفة تتصل باللهجات والمكان والتحولات والأحداث".
نشوان صاحب كتاب "صورة المرأة في المثل الشعبي" الصادر عن دار أزمنة عام 2000، يقول: "الأحداث اللاحقة وتحديدًا الاستعمار الإحلالي الصهيوني منذ عام 1948 لفلسطين وما تبعه من احتلال لبعض الأراضي العربية، انعكس على شكل الأغنية التراثية باستعارات معاصرة تصور الحالة المأساوية للأمة العربية".
بما تحمله من شجن، ظلّت الأغنية التراثية، كما يؤكد نشوان، تشكل المنبع الرئيس المرتبط بوجدان الناس المستعير صوتهم في مواجهة الظلم والقهر من خلال استبدال كلمات الأسى بكلمات الحب.
تاريخ المآسي لا يُجزأ كما يرى نشوان صاحب كتاب "إسماعيل شموط.. سيرة الحياة واللوحة" (2011)، فالذاكرة الشعبية "تستعيد تاريخ الجراح من خلال استعارة الأغنية التراثية المملوكية أو العثمانية وإسقاطها على الراهن، ومنها (يا حادي العيس) التي كتبت في الفترة العباسية ليتم تحوير كلماتها بحسب الأحداث، كما فعل الشاعر خالد أبو خالد، وكما فعل كثير من الشعراء في لبنان وسورية وفلسطين للتعبير عن القهر والغربة".
بحسب نشوان، الأغنية التراثية تتمدد وظيفيًا وليس جغرافيًا، فمنها المرتبط بالبحر وأجواء الصيادين في خضمه: (يا بحرية)، ومنها المرتبط بالريف وأحواله (يا طلت خيلنا من قاع الواد)، إضافة لأغاني المناسبات مثل الحج ورمضان والأعياد والحصاد، التي عبّرت عنها قوالب مثل العتابا والدلعونا وظريف الطول (أو زريف الطول)، ومنها أغاني الأطفال مثل (يا ولاد محارب يو يا) التي يمكن وصفها بأنها لون "شآميٌّ" يمتد على الرقعة الجغرافية التي تضم سورية والأردن ولبنان وفلسطين.
ومن أغاني العيد يتذكر نشوان (طاق طاق طاقية/ فلسطين عربية) يركض الأطفال على امتداد فرح العيد وهم يرددونها.
نشوان يرجع العنف المبثوث في بعض الأغنيات إلى القهر الذي عانى منه الفلسطيني وما يزال يعاني، ما جعل هذا التعبير يختار الجانب الدموي في (بكرة العيد وبنعيّد وبنذبح بقرة اسعيّد، واسعيّد ما له بقرة، بنذبح بنته هالشقرة، والشقرة ما لها خاطر، بنذبح ابنه هالشاطر).
كما لا ننسى أغنيات المراجيح: (علّيها بنجدد وطّيها بنبطّل). ولأن كثيرًا من أغنياتنا الشعبية مجبولة بالدم ممهورة بالأسى العربي الممتد من المحيط إلى الخليج، فها هم أطفال الزبداني وبينما هم يلعبون على المراجيح، يغنون ذات عيد بعد الثورة، وتحديدًا في عيد الفطر نهاية آب (أغسطس) 2011، أغنية إبراهيم القاشوش (يللا إرحل يا بشار).




"يا ليلة العيد آنستينا"
على طريقته، يتذكر الموسيقي الصوفي المصري أحمد ممدوح الطويل أجواء العيد في مصر، ويخصنا بقصة أغنية أم كلثوم "يا ليلة العيد آنستينا"، فيقول: "في ليلة العيد من سنة 1939 كانت أم كلثوم متوجهة إلى الإذاعة لغناء أغنية (طاب النسيم العليل)، وقبل دخولها لمبنى الإذاعة سمعت أحد البائعين ينادي على بضاعته ويقول (يا ليلة العيد آنستينا)، وفي نفس اليوم التقت بالموسيقار رياض السنباطي والشاعر بيرم التونسي وطلبت منهما كتابة وتلحين أغنية على نفس المطلع، فبدأ بيرم الكتابة ورياض السنباطي التلحين، لكن بيرم تعب وما قدرش يكمل الغنوة، فجاء بعده أحمد رامي اللي كان جاي لتهنئة أم كلثوم بالعيد، فتقول له أم كلثوم (جيت في وقتك) وتطلب منه أن يكمل الأغنية، فيكمل رامي كتابة الأغنية وتحفظها أم كلثوم، وتضمها كوكب الشرق لأغاني فيلمها (دنانير) وتحقق نجاحا كبيرا. وتصبح بعد ذلك طقسًا مقدسًا من طقوس العيد، ليس في مصر فقط، ولكن في العالم العربي جميعه، وها هي تعيش سنين وسنين ونتآنس بيها مع ليلة العيد ونستقبل بها بشائره".

ثم يورد الطويل مقطعًا من الأغنية:

"هلالك هل لعينينا

فرحنا له وغنينا

وقلنا السعد حايجينا

على قدومك يا ليلة العيد

جمعت الأنس ع الخلان

ودار الكأس ع الندمان

وغنى الطير على الأغصان

يحيي الفجر ليلة العيد".


كعك العيد
الطويل لا يتوقف عند الحديث عن أهم أغنية عيد عرفها التراث العربي، بل يسترسل فيروي لنا قصة كعك العيد الذي يذكر أن الفراعنة ﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻋﺮفه، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﺒﺎﺯﻭﻥ في ﺍﻟﺒﻼﻁ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮني ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺻﻨﻌﻪ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ (ﺍﻟﻠﻮلبي، ﻭﺍﻟﻤﺨﺮﻭطي، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮ)، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﻨﻌﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ويُسمّى القرص، ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ 100 ﺷﻜﻞ ﻧُﻘﺸﺖ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺧﻤﻴﺮﻉ من ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺑﻄﻴﺒﺔ.



أما في العصور الإسلامية، فيرجع ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻛﻌﻚ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ، بحسب الطويل، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻮﻟﻮﻧﻴﻴﻦ الذين ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﻨﻌﻮﻧﻪ في ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ (ﻛﻞ ﻭاﺷﻜﺮ). ثم انتقل الأمر إلى الإخشيديين الذين أصبح الكعك في عهدهم من أهم أجواء الاحتفال بعيد الفطر، ومنهم تسلم الفاطميون راية الاهتمام بالكعك، مع ما ارتبط به من مظاهر استعراض عند بعض الأمراء والخلفاء (فها هي ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻔﺎطمي ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ 1350 ﻣﺘﺮًا ﻭﺗﺤﻤﻞ 60 صنفًا ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻌﻚ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ). وفي الوقت الذي نجح فيه صلاح الدين الأيوبي بإلغاء معظم العادات التي نشأت أيام الدولة الفاطمية، إلا أن عادة كعك العيد صمدت ونجت من هذا الإلغاء، وصولًا، كما يقول أحمد ممدوح، إلى المماليك الذي تفننوا فيه وكَتبت المحسنات اللاتي كُنَّ يوزعنه أسماءهن عليه، "كما في حالة المحسنة حافظة التي كانت تطلب من صانعاته كتابة عبارة (ﺗﺴﻠﻢ إﻳﺪيكي ﻳﺎ ﺣﺎﻓﻈﺔ) على الكعك الذي كانت توزعه على الفقراء والمتصوفين".
فنان المقامات العراقي حسين الأعظمي يتذكر أغنية كان يرددها أطفال الأعظمية والأحياء البغدادية الأصلية بعيدًا عن التجمعات المختلطة، تقول بعض أبياتها: (ما جينا يا ما جينا حلو الكيس وانطونا لو ننطيكم بيت مكة نوديكم)، مؤكدًا على وحدة الحال والموروث العربي خصوصًا في المشرق منه.
الموسيقي العراقي تامر الطيب يؤكد على كلام الفنان حسين الأعظمي مضيفًا إليه غناء الأطفال والكبار (المربع البغدادي) أيام العيد متصاحبًا مع آلة الدنبك (طبل عراقي)، خصوصًا في مناطق مثل الجعيفر والفضل وباب الشيخ والأعظمية.
عصفت تكنولوجيا العصر بمعظم هذه الأجواء، ولكن طفلًا صغيرًا في أعماقي ما يزال يردد: (بكرة العيد وبنعيّد).

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.