}

فيديو كليبات الأغاني.. من يُحدّد محتواها؟

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 11 يوليه 2020
موسيقى فيديو كليبات الأغاني.. من يُحدّد محتواها؟
من اليمين: هديب، عباسي، دعيبس، حجازي، وسركيس
بِدَفْقَةٍ انفجاريةٍ قاصمة، أعادت أغنية المطربة السورية أصالة نصري "الحب والسلام" والفيديو كليب المرافق لها إلى الواجهة مرّة واحدة، موضوع علاقة الفن بالسياسة: أيهما يحرك الثاني؟ وأيهما الذي يتحكم بالآخر؟

وما كان لهذه الإشكالية الجدلية أن تنفجر من جديد، وما كان لكل هذا الانقسام حول الأغنية أن يحدث، لو قدمت أصالة أغنيتها بدون (كليب) مرافق، فكلمات الأغنية التي كتبها محمد رحيم لا تقول شيئًا مريبًا يمكن أن يُختلف حوله، وتبدو من أولها إلى آخرها مجرّد رسالة إنسانية وجدانية قيمية عاطفية:

"أنا الحب أنا الغُنا

والصداقة والبراءة والابتسام

أنا الصبر أنا البُنا

اللي عايشه طول حياتي باحترام

أنا بداية شوق صريعك

وقمراية ليل ربيعك

وشجراية عيد ميلاد راس السنة".

ولو أكملتُ هنا كاملة كلمات المغناة الطويلة التي سمّاها كاتبها "إنسانية الحب والسلام" humanity love and peace مضيفًا لها عنوانًا فرعيًا آخر: "لنعط الأرض فرصة" give the earth chance، (وضعتُ المقابل الإنكليزي لعنوان المغناة واسمها الفرعي بسبب أن منتجيها فعلوا ذلك وقدموا كل المعلومات المتعلقة بالأغنية والفيديو كليب المرافق لها والفريق الضخم الذي أسهم في إنتاجها باللغة الإنكليزية)، لما وقعنا فيها على أي شائبة، أو أي تقاطعٍ مع الصور المرافقة لها، التي أثارت الجدل كلّه، وتسببت لأصالة، صاحبة الشهرة العربية الواسعة والصوت الذي اقتحم بيوت الناس جميعها، بمشاكل كثيرة، حتى إن بعض المتابعين والمعنيين بالشأن الموسيقي والناشطين السياسيين والإعلاميين وصف ما جرى لها بـ(السقطة)، وهي التي غادرت بلدها بعد اندلاع الثورة السورية، بسبب مواقفها المؤيدة للثورة والمتحدية للنظام.

فما هي المصائد التي أوقع الفيديو أصالة فيها؟

أولًا: عند الدقيقة الثانية من الفيديو والثانية 44 ولحظة ما تقول أصالة: "أنا الحب والسلام" تظهر على الشاشة خلفها صورة للرئيس المصري محمد أنور السادات الذي اغتيل عام 1981 بسبب توقيعه معاهدة سلام مع (إسرائيل) (ما اصطلح على تسميتها معاهدة كامب ديفيد)، معاهدة رفضها أيامها العالم العربي جميعه، وتسببت بعزل مصر عن محيطها. زيارة السادات لدولة الاحتلال هي، إذًا، بحسب رأي القائمين على الأغنية ومرفقاتها، رمز للحب والسلام! وهو ما عده كثير ممن شاهدوا الأغنية تطبيعًا أو ترويجًا للتطبيع مع "الكيان الصهيوني"، على حد قولهم.

ثانيًا: من الدقيقة الثالثة و43 ثانية ولمدة أربع ثواني بعد ذلك، وخلال قولها غناء: "أنا بصارع من البداية" وحتى قولها "أنا هدافع للنهاية"، تظهر على الشاشة خلفها بدايةً صورة المجاهد الليبي عمر المختار وتحديدًا عند قولها "أنا بصارع من البداية"، ثم عند قولها "أنا بدافع للنهاية" تظهر صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ثالثًا: الدقيقة الثالثة و53 ثانية، ولحظة قولها غناء: "أنا خليفة ربنا بعملي وإيماني"، تظهر على الشاشة خلفها صورتان: واحدة للشيخ زايد آل نهيان وأخرى للملك عبد العزيز بن سعود!

رابعًا: خلطة الصور والمشهديات في الفيديو الذي أخرجه محمد القاضي، موضوعة على طريقة: (سمك.. لبن.. تمر هندي)، حيث في كثير من تفاصيل الكليب لا تتبيّن منطقية العلاقات بين صورة وأخرى ومحتوى وآخر، فعلى سبيل المثال، ما علاقة الأميركي من أصل سوري ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل ماكنتوش، بصورة المهاتما غاندي، حيث يظهران معًا وبتوقيت واحد؟ والغريب أن الصورة ليست لجوبز نفسه، بل لمن أدى دوره في الفيلم الذي أنتج حوله!

المشهد الذي أثار جدلًا واسعًا في كليب أصالة الجديد 

















مطب (عمر المختار/ السيسي) هو الأكثر إثارة للجدل، وهو ما غرّد ضده عشرات الناشطين والإعلاميين وكتبت حوله عديد الصحف والمواقع الإلكترونية وتابعت ردود الفعل حوله بعض الفضائيات، فها هو موقع القسم العربي في قناة BBC البريطانية، ينشر في السادس من الشهر الجاري تقريرًا حمل عنوان "أغنية لأصالة نصري تثير الجدل بعد جمعها بين عمر المختار والسيسي". إدانة هذه التفصيلة من المغناة ومرفقاتها وصلت إلى طرابلس الليبية، إذ أدانت الهيئة العامة للثقافة في حكومة "الوفاق الوطني" الليبية، المعترف بها دوليًا، "إظهار لوحة للقائد الليبي عمر الهلالي المعروف بـ"عمر المختار"، بجانب صورة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي". وقالت الهيئة في بيان لها الأحد الماضي، عبر حسابها في "تويتر"، إن ما قامت به أصالة من ربط بين صورة شيخ الشهداء عمر المختار ورئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، "إهانة لكل الليبيين". الهيئة هددت بمقاضاة مختلف الجهات التي لها علاقة بالفيديو.
موقع قناة الجزيرة على الشبكة العنكبوتية (الجزيرة نت) نشر بدوره عدة تقارير حول البلبلة التي أحدثها فيديو كليب أغنية أصالة: "عمر المختار والسيسي بكفتين متساويتين.. هل أخطأت أصالة نصري في "الحب والسلام"؟"، كما تابع برنامج "نشرتكم" الذي تقدمه قناة الجزيرة يوميًا عند الثامنة مساء، القصة، واستعرض بعض الآراء الغاضبة وما أكثرها (منها رأي الصحافية الفلسطينية منى حوّا والكاتب السوري حليم كاوا والأكاديمي الموريتاني د. محمد المختار الشنقيطي والإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة والصحافي الليبي المختار الغميض وغيرهم)، وبعض الآراء المؤيدة للفيديو، وما أقلّها.


حتى موقع قناة "العربية" أقر من خلال متابعة له، الجدل الذي أحدثته الأغنية، فتحت عنوان "بسبب صورة للسيسي وعمر المختار.. انقسام حول فيديو كليب لأصالة نصري" نُشِرَ يوم الأحد، 5 يوليو/ تموز 2020، ذكر التقرير المأخوذ عن شبكة (CNN) أن أصالة نصري "تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب فيديو كليب لأغنيتها الجديدة ’الحب والسلام’".
لا نود أن نغرق هنا في متاهة ردود الفعل التي تسبب بها فيديو كليب الأغنية، فهي ردودٌ كَتَبَت عنها معظم الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا يوم الخامس من الشهر الحالي أي بعد يومين من إطلاق الأغنية والفيديو كليب الخاص بها (أطلقت الأغنية في الثالث من الشهر الحالي وبما يتزامن مع تاريخ إزاحة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي والانقلاب عليه)، ولعل الأجدى من رصد ردود الفعل، طرح أسئلة من صميم القصة، وفي إطار تداعياتها؛ أسئلة من مثل: إلى أي مدى يتحمّل المغني مسؤوليات قانونية وقيمية وجمالية حول محتوى الفيديو كليب الذي يرافق أغنية له؟ هل على المطرب أن يتورط بأجندات سياسية خلافية؟ من الذي يفرض شروطه على الآخر: المغني أم المخرج أم المنتج أم كاتب الكلمات؟ هذا ما يهمنا موسيقيًا هنا، وهذا ما نود التركيز عليه.



المغني يتحمّل مسؤولية جوهرية
المطربة الأردنية غادة عباسي، والمطرب اللبناني المقيم في الأردن فؤاد حجازي، والمخرج الأردني حسين دعيبس، والمغني الأردني جهاد سركيس، يتفقون جميعهم، بعد طرحنا الأسئلة أعلاه عليهم، أن المغني يتحمّل مسؤولية جوهرية، فهو أساسًا من يختار الكلمات التي ينوي غناءها، وهو من يختار الملحن، وقد يكون هو من اختار الموزع.
المطربة غادة عباسي تتحدث فيما يخص الفيديو كليب عن ثلاثيٍّ مكوّن من مطرب ومخرج ومنتج، وتقسّم المنتجين هنا إلى قسمين: قسم هو بالأساس فنان أو له علاقة بالفن، فهذا القسم يمكن أن يشارك في النقاشات التي من المفترض أن تدور بين المطرب والمخرج حول مفردات الكليب ومحتوياته، تفصيلة.. تفصيلة، على حد قولها. عباسي تصف القسم الثاني بالمنتج المموّل الذي ليس لديه خبرات فنية، ولا ينبغي، بالتالي، أن يتدخل بتفاصيل الكليب التقنية والسيناريو الخاص به أو (الحدوتة) التي يرغب المخرج بإيصالها من خلال الفيديو، وهو ما يختلف معها حوله المخرج الأردني يوسف هديب الذي يرى أن "صاحب المال يلعب دورًا مهمًا"، مستعيدًا في سياق مداخلته بدايات المسرح الإغريقي (اليوناني) الذي نشأ كما يقول بوصفه طقسًا دينيًا، قبل أن ينتقل من الصراعات العامودية إلى الصراعات الأفقية بطلب من منظمي مهرجانات المسرح آنذاك. هديب يخلُص إلى أن رأس المال الحكومي الذي كان يُدفع لإنتاج عروض مأساة أو ملهاة، هو الذي فرض التحولات الكبرى في المسرح اليوناني، ما يعني أن المموِّل، بحسب استنتاج هديب، يتدخل، وسيبقى يتدخّل.






من جهته يكشف المخرج حسين دعيبس، الذي أخرج معظم كليبات المطرب العراقي كاظم الساهر، أنه كان يتناقش مع الساهر بكل تفصيلة من تفاصيل الكليب، رغم أن الفنان العراقي منحه ثقته بعد أن جرّبه في عشرات الكليبات، لكن دعيبس كان يصر، كما يوضح، على إطلاعه والاستئناس برأيه. فعندما يظهر الكليب للعلن، وعندما يشاهده الناس، فهو سيرتبط بالمغني قبل أن يرتبط بالمخرج، فهكذا تعوّد الناس وهكذا جرت العادة. دعيبس الذي يصف كليب أصالة نصري بـ"الجيد"، إذ "ليس فيه ما يعيب أو يمكن توجيه الانتقاد إليه"، يعود ليؤكد على أهمية الثقة كأساس لتعاون مُطربٍ ما مع مُخرجٍ ما.
المغني جهاد سركيس، الذي انتهى للتوّ من إنجاز ثلاث أغنيات مترافقة مع كليبات، يتساءل بعتبٍ شديد عن السبب الذي يمكن أن يجعل فنانًا يتورط بمسائل سياسية: "أستغرب كيف للفنان أن يخلط بين الفن والسياسة؟ من المسؤول عن تشتيت العقل العربي؟". ثم ما يلبث أن يقول بحرارة: "لا يمكن أن يكون السادات رمزًا للسلام، وأنا هنا أتحدث عن الحقبة التاريخية المهمة والصعبة من تاريخ النضال العربي". ثم يعود لطرح الأسئلة: "من له حق إعطاء الآخرين هذه الرمزية؟"، مطالبًا بتقديم اعتذارٍ فوريٍّ "احترامًا لعروبتنا واحترامًا للشعب الفلسطينيّ".
وبسؤاله عن الأغنيات التي انتهى من تسجيلها وإخراج الكليبات لها كشف أنها: "شو هالزمن"، "حضن الغالي" و"العدل والحق لبيروت"، إضافة لأوبريت يحمل عنوان "صباح العزّة يا غزّة" كلمات وألحان سليمان عبود وتوزيع أحمد رامي، علمًا أن المخرج اللبناني داني دندن هو الذي أخرج لسركيس كليبات أغنياته الجديدة.




تقول غادة عباسي: "لا داعي لإقحام السياسة في أغنيات لا تحمل كلماتها مضامين سياسية. حتى إنني في هذه النقطة تحديدًا أرى أنه ما من داعٍ أن يقحم المطرب نفسه لا في السياسة ولا الدين ولا الرياضة (كرة القدم تحديدًا)، من ناحية التحيّز لفريق على حساب فريق آخر، وأن لا يفرض أهواءه ووجهات نظره ومواقفه السياسية وخصوصياته الطائفية أو المذهبية أو الإثنية عمومًا على الآخرين. والفنان الذكي سواء أكان مغنيًا أو ممثلًا أو غيره، يتجنّب فرض أهوائه على الناس، ليحافظ على حُبِّ الناس، بمختلف أطيافهم، له، وليزيد دائرة معجبيه، لا أن يشتّتها ويتسبّب بتآكلها. الفنان الأصيل قدوة حسنة، وعليه أن يحرص على عدم المساس بمشاعر جمهوره ومحبيه".
وهي تؤكد على ضرورة أن يرفض المطرب وضع مشهديات في الكليب لا تتناسب مع كلمات الأغنية: "لا لتقويل الكلمات ما لا تحتمله، وما لم تسعَ لقوله. كثير من المستمعين والمشاهدين هم أناس بسطاء لا يستطيعون فهم ما بين السطور، ولا حاجة بالتالي لإيماءات ولا إيحاءات بعيدة عن كلمات الأغنية، ففكرة الكليب من الأساس هي تقديم صورة متحركة تدعم كلمات الأغنية وتمنحها مساحة تلقٍّ جديدةٍ غير مساحة الاستماع: الفيديو كليب هو تجسيد للكلمات واللحن".
عباسي تستثني من كل ما تقدم الفنان غير المقتدر ماليًا، المتعثر، الذي ما يزال في بداية مسيرته، المتطلع لتحقيق خطوته الأولى كي يتعرف عليه الناس وعلى صوته، ففي مجمل هكذا ظروف قد يقبل "مغن شاب برؤى المخرج مهما بدت متطرفة، وبشروط المنتج مهما بدت مجحفة".




ثم ما تلبث أن تتحدث عن جديدها: "أنجزت كليبًا جديدًا من إخراج محمد علوان، ينطوي على محاولة جادة لإخراج الناس من أجواء كورونا المتجهمة، نحو التفاؤل، وزرع الابتسامة على وجوه الناس وإسعادهم وبث الطمأنينة في أعماق وجدانهم، وبما أرجو أن يسهم في تغيير المزاج العام الذي اعتراه القلق والترقب وانحباس بعض أسباب الرزق، نحو آفاق الإيمان المطمئن والتعاطي مع الرسالة الكونية التي أوصلها رب العالمين لنا عبر فيروس متناهي الصغر، وحتمًا هي رسالة مشعة بحكمة ما، ورب العالمين يختار لنا الخير دائمًا، مهما بدت الصورة عكس ذلك، لكنها سوف تؤول في نهاية المطاف إلى خير. هذا ما حاولتُ إيصاله من خلال أغنيتي الجديدة وكليبي الجديد، ليس بطريقة مباشرة ولكن الجو العام للكليب وكلمات الأغنية حملا فرحًا ومباهج، وحجمًا مشعًّا من التفاؤل والرضا والتسليم. يغني الجميع في الكليب: اللحّام والحلّاق والميكانيكي والخضرجي والصيدلي وعامل النظافة والعامل في محطات البنزين والمزارع وعامل المياومة وغيرهم، يغنون بفرح وأمل: "الحب سوا يجمعنا". الأغنية تحمل عنوان "سوا.. سوا" كلمات وألحان فاطمة دراوشة وتوزيع فراس عودة".
من جهته، يؤكد المطرب اللبناني فؤاد حجازي الذي اشتهر بأغنيات: "طارق" و"سمارة" و"هلا يا حبيبي" و"وصل جوابك" وغيرها، على أن المسؤولية حول محتوى الكليب تقع على المغني "لا على أحد سواه"، مبرّرًا شح إنتاجه فيديو كليبات لأغنياته بأنه لم يكن ليقبل فيديو كليب تعوزه الجودة، أو يُفرض عليه في محتواه، ما لا يرغب به، ولا يقعد على "أدق التفاصيل فيه".
من الواضح أن فيديو كليب أغنية أصالة الجديدة لم يأت عفو الخاطر، وأن تبدلات مواقفها السياسية والإنسانية تبلورت وتطورت خلال العامين الماضيين، فبحسب الكاتب السوري عدنان حمدان، في مقال نشرته له جريدة "العربي الجديد" بتاريخ 31 آب (أغسطس) 2019، تحت عنوان "أصالة والنظام السوري... تلويحات العودة؟"، يبيّن الكاتب في سياق حديثه عن ألبومها "في قربك" الذي صدر العام الماضي، أن الغزل بين النظام السوري وأصالة، بدأ في النصف الأول من العام الماضي، عندما عبّرت في لقاء صحافي أجري معها على هامش مهرجان صلالة العُمانيّ عن شوقها (الشديد) لدمشق وحاراتها القديمة. غزلٌ من طرفها قابله، بحسب حمدان، غزل من طرف إعلاميين موالين للنظام، وترافق مع بثّ أغنية لها عبر أثير الإذاعة السورية (لن نقول إذاعة حكومية وهل هناك إذاعة غير ذلك؟)، وتلخصت وجهة نظر الغزل الموالي أنّ من يعفُو عن فارّين من الخدمة العسكرية، ومن يسمح لكارول سماحة ونجوى كرم صاحبتيّ المواقف المعارضة للنظام، بالدخول إلى دمشق وإحياء حفلات فيها، هو من (التسامح)، ومن باب أولى أن يعفو عن فنانة (تحب وطنها) رغم تحديها رأس النظام في مستهل الثورة وترديدها موال "آه لو الكرسي بيحكي".



ليس نبتًا شيطانيًا
فيديو كليب أغنية أصالة ليس نبتًا شيطانيًا، وليس معزولًا عن مجمل مسيرتها، فهي غنت لحافظ "حماك الله يا أسد" خلال فترة حكمه لسورية، بعد دوره في علاج مرضها شلل الأطفال، إضافة إلى غنائها "زادك الله" لتشكر من خلالها الأسد "الإنسان الذي رعانا صاحب الشخصية القوية"، وفق تعبير أصالة نصري في 1999، والجيش السوري، بحسب كلمات الأغنية. ولبشار ابن حافظ الأسد، وفي إطار حملة التجديد لولايته عام 2007، غنّت أصالة "حارس أحلامك يا شام"، فهي بحسب موقع "جنوبية" الإخباري السوري المعارض، "تربت في كنف آل الأسد". وتقرير "جنوبية" المنشور بتاريخ 28 آب (أغسطس) 2019، يُستهل بالقول إن "الهجوم لم يتوقف، على أصالة ابنة الراحل مصطفى نصري، منذ أن خالفت النظام السوري في طريقة تعامله مع الشعب الثائر، فهبطت سهام التخوين عليها مضاعفة، وهي التي تربت في كنف آل الأسد".
ويختتم تقرير "الجنوبية" بإبقاء إمكانية عودة أصالة إلى سورية ممكنة وواردة، خصوصًا مع تعثرات على صعيد حياتها الشخصية والأسرية وربما الاقتصادية. ثم يُقفل التقرير من حيث كان ينبغي أن يبدأ ويحاول أن يجيب، بطرح أسئلة جوهرية: "هل الفن يحرك السياسة حين يتخذ الفنان موقفًا قد يدفع ثمنه باهظًا؟ أم السياسة هي التي توجه الفن حيث تريد، فتحوّل مطربًا محبوبًا، من نجمٍ جماهيريٍّ إلى خائن بلحظة، وتعيده إلى بريقه في لحظة ثانية؟!".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.