}

يوم المرأة العالمي.. بورتريهات لفنانات شاركن بتشكيل التاريخ البصري

دارين حوماني دارين حوماني 7 مارس 2021
تشكيل يوم المرأة العالمي.. بورتريهات لفنانات شاركن بتشكيل التاريخ البصري
الإيرانية شيرين نشأت: "الصمت المتمرد" (1994)


"لم أرغب بأن أكون فنانة "امرأة"، أردتُ فقط أن أصبح فنانة"، تقول الفنانة التشكيلية إيزابيل بيشوب. وتقول الكاتبة إليزابيت فاير: "على المرأة أن تكسر الحواجز حتى تكون تجربتها ذات قيمة". هذه العبارات قد تعكس قليلًا محنة المرأة الفنانة في عالم يقرأ الرجل أفكار نفسه ويقدّرها منذ أن وُجد الزمن، متجاهلًا ما يتدفّق من قلب المرأة، التي تريد أن تبدع وترسم كي تفلت من قدرها.
إن تاريخ الفن مليء بأسماء رجال عظماء، مثل ليوناردو دافنشي، وفينسنت فان جوخ، وبابلو بيكاسو، ولكن ماذا عن النساء اللاتي ساعدن في تشكيل التاريخ البصري للعالم؟ رغم أن عددًا من الفنانات التشكيليات شاركن في صناعة الفن عبر التاريخ، إلا أنه غالبًا ما كان يتم التعتيم على أعمالهن وتجاهلها والاستخفاف بها، وقد ارتبط بهنّ فن النسيج والخزف. وتشير أغلب دراسات علماء الإثنوغرافيا والأنثروبولوجيا الثقافية إلى أن النساء كنّ حرفيات في ثقافات العصر الحجري الحديث، حيت كنّ يصنعن الفخار والمنسوجات والسلال والأسطح المطلية والمجوهرات، وتحتوي لوحات الكهوف التي تعود للعصر الحجري على مطبوعات يدوية بشرية يمكن التعرّف على أغلبها على أنها نسائية. ومن بين أقدم السجلات التاريخية سجل بيليني الأكبر، الذي تحدّث عن عدد من الفنانات، وأبرزهن هيلانة المصرية (القرن الرابع قبل الميلاد)، التي تعلّمت الفن من والدها تيمونوس، ورسمت مشهدًا للإسكندر يهزم الحاكم الفارسي داريوس الثالث، في معركة إيسوس، ومن الأسماء الأخرى إيرين، أريستاريت، لايا، أوليمبياس وتيماريت.
كان لانتشار الأديان التوحيدية دور في تراجع الفنون بين الرجال والنساء، فقد كانت للوثنية معابد فخمة، وأصنام تزّينها، ورسوم تُنقش على الجدران، وكانت منتشرة عند المصريين والإغريق، فتمّ هدم المعابد في إيطاليا واليونان ومصر وسورية، وكُسّرت التماثيل. كما مُنع رسم الإنسان والحيوان، ولم تكن للفنون قدرة على الاستمرار، فماتت فنون الرسم والنحت فترات طويلة من الزمن، وبقي الرسم يعيش في العصور المظلمة حتى القرن الثاني عشر. ومع انتشار المدنية، لم يتغيّر وضع النساء كثيرًا، فواجهن قيودًا على ممارسة الفن، وبقيت النظرة تجاه أعمالهن على أنها ذات مستوى متدنٍ من أعمال الرجال، وواجهن تحدّيات في عالم الفنون الجميلة بسبب التحيّز الجنساني، ولم يُسمح لهنّ بدخول مدارس الفن، ومُنعن بشكل تامّ من حضور دروس فن العري، فكنّ يكتفين برسم المشاهد الطبيعية والبورتريه. وقد نشأت أول موجة للفن النسوي في منتصف القرن التاسع عشر، ثم في بداية القرن العشرين، مع حصول المرأة على حق الاقتراع في الولايات المتحدة، لكن الظلم لم يفارق الأعمال النسائية الفنية، وحتى الأدبية. لم تنل المرأة حقوقها في المساواة مع الرجل إلا بعد نشوء الحركة الفنية النسوية في ستينيات القرن الماضي، التي كان هدفها تسليط الضوء على الاختلافات الاجتماعية والسياسية التي تواجهها المرأة في حياتها، على أمل الحصول على المساواة مع الرجال، وكان لهذه الحركة الدور الأبرز في تغيير واقع المرأة، الذي واجه الذكورية والمؤسسة الدينية، على حدّ سواء.

في يوم المرأة العالمي (الثامن من آذار/ مارس)، نستذكر عددًا من الفنانات اللاتي تجاوزن تحديات زمنهنّ، وبقيت أعمالهن في مكان يتّسع لأزمنة متكاثرة، وكنّ موجودات مع كل حركة فنية من عصر النهضة الإيطالية إلى الحداثة الأميركية وما بعدها، من رسامة البلاط في القرن السادس عشر للملك فيليب الثاني، إلى أيقونة القرن العشرين، فريدا كالو، وحتى الآن، فلنلقِ نظرة على موهبة هؤلاء النساء الاستثنائيات.



سوفونيسبا أنغويسولا (1625 ـ 1532) Sofonisba Anguissola

(سوفونيسبا أنغويسولا)                                                                                                                                                                                      


هي إحدى رائدات عصر النهضة الإيطالية. ولدت من عائلة فقيرة، لكن والدها عمل على أن تحصل ابنته وأخواتها على تعلّم الفنون الجميلة، فتدرّبت الأخوات على أيدي رسامين محليين مرموقين. كان هذا بمثابة سابقة للفنانات في ذلك الزمن اللاتي لم يُسمح لهنّ بتعلّم الفن إلا إذا كان لدى أحد أفراد الأسرة ورشة عمل فنية. جذبت موهبة أنغويسولا أنظار مايكل أنجلو، الذي قام بتوجيهها وتبادل الرسوم معها، وعملت في الرسم في بلاط الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا، كما رسمت صور النبلاء. تشتهر لوحاتها بالتقاط حيوية الروح، ويمكن حتى الآن العثور على أعمالها في عدد من مجموعات فنية حول العالم. من أعمالها "ثلاثة أطفال مع كلب" (1570).



أرتيميسيا جنتيليشي (1653 ـ 1593) Artemisia Gentileschi
كان والدها أورزايو جنتيليشي رسامًا إيطاليًا بارزًا ساعدها للوصول إلى عالم الفن في سن مبكرة. ففي وقت مبكر من حياتها، كانت أرتيميسيا جنتيليشي ترافق والدها في ورشة عمله الفنية لخلط الدهانات، ودَعم حياتها المهنية عندما لاحظ أنها موهوبة. لم تدع جنتيليشي جنسها من أن يمنعها من الرسم، في الوقت الذي كانت القيود تُفرض على عمل النساء الفني في فترة الباروك الإيطالية، ورسمت لوحات توراتية وأسطورية على نطاق واسع، تمامًا مثل نظرائها من الذكور، وكانت أول امرأة يتم قبولها في أكاديمية الفنون الجميلة، ديل ديسينو، في فلورنسا.

تطغى سيرتها الذاتية على إرثها، فغالبًا ما يتم تفسير صورها الدموية في لوحة جوديت، التي تقطع رأس هولوفيرنيس من أجل إنقاذ قريتها، من خلال عدسة اغتصابها على يد معلمها الفنان أغوستينو تاسي. تم استدعاؤها للرسم في بلاط الملك تشارلز الأول حوالي عام 1639. ولا تزال تحظى بالتقدير لتصويرها الواقعي للشكل الأنثوي، وعمق ألوانها، واستخدامها المذهل للضوء والظل. من أعمالها "بورتريه ذاتي كقصة رمزية للرسم" (1638).


روسا بونهور (1899 ـ 1822) Rosa Bonheur

روسا بونهور:  "معرض الخيول" (1855)                                                                                                                                                                 


روسا بونهور هي الرسامة الواقعية الفرنسية الأكثر شهرة في القرن التاسع عشر. ومثل العديد من الفنانات في ذلك الزمن، كان والدها أوسكار ريمون بونهور رسامًا، وكان صديقًا لفرانسيسكو غويا. انتمى أوسكار ريمون للحركة السانسايمونية، وهي طائفة مسيحية اشتراكية كانت تروّج لتعليم النساء إلى جانب الرجال. عُرفت روسا بلوحاتها الكبيرة الحجم التي تصوّر الحيوانات أثناء الحركة. أبرز أعمالها "حراثة في نيفرنيس" (1849) الموجود حاليًا في متحف أورساي في باريس، وعمل "معرض الخيول" (1855) الموجود في متحف متروبوليتان في نيويورك.

عملت بونهور على كسر القوالب النمطية الجنسانية، ومنذ منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر كانت ترتدي ملابس الرجال، وحصلت على إذن من الشرطة للقيام بذلك. على الرغم من تعرّضها لانتقادات لارتدائها سراويل وبلوزات فضفاضة، إلا أنها استمرت في ذلك طوال حياتها. عاشت حياتها المثلية بشكل علني مع شريكتها، ناتالي ميكاس، لأكثر من 40 عامًا، ثم بعد وفاة ميكاس، أقامت علاقة مع الرسامة الأميركية، آنا إليزابيث كلومبكي.



فريدا كالو (1954-1907)  Frida Kahlo 

(فريدا كالو)                                                                                                                                                                                                    


فريدا كالو المكسيكية من أصول ألمانية، والمعروفة بصورها الذاتية التي تتناول موضوعات الهوية والعزلة والمعاناة والجسم البشري، أصيبت بشلل الأطفال في السادسة من عمرها، وخلّف ذلك إعاقة في ساقها، مما ترك أثرًا نفسيًا عليها. وفي عام 1925، تعرّضت لحادث باص، واضطرّت للتمدّد على ظهرها لمدة سنة. فأخذت ترسم صورتها يوميًا، واكتشفت بذلك شغفها بالرسم. لم تدرس كالو الرسم أكاديميًا، إلا أنها تلقّت بعض الدروس الخصوصية على يد أحد الأساتذة. استطاعت عبر لوحاتها أن تجعل المتلقّي يرى الألم حيًا في لوحاتها. تزوجت فريدا كالو من الرسام دييغو ريفيرا، ونتيجة لخيانته لها مع أختها، ومع أخريات، تطلّقا عام 1939، ولكنهما تزوجا من جديد في عام 1940. تصادقت كالو وزوجها مع ليون تروتسكي، الباحث عن ملجأ سياسي بعيدًا عن ستالين في الاتحاد السوفييتي. وعاش تروتسكي في البداية في منزل الزوجين.

"لم أعتبر نفسي أبدًا في قائمة السرياليين، حتى أتى أندريه بريتون إلى المكسيك، وأخبرني أنني كذلك"، تقول فريدا كالو، وتضيف: "حقًا لا أعرف ما إذا كانت لوحاتي سريالية أم لا، لكنني أعلم أنها تعبر بصراحة عن نفسي، نظرًا لأن موضوعاتي كانت دائمًا أحاسيسي وحالاتي الذهنية، وردود الفعل العميقة التي تنتجها الحياة بداخلي". ووصف أندريه بريتون صور فريدا كالو الذاتية الشرسة التي تظهر شاربها بأنها "شريط حول قنبلة". وقبل أيام قليلة من وفاتها في 14 تموز/ يوليو 1954، كتبت كالو في مذكراتها: "أتمنى أن يكون خروجي من الدنيا ممتعًا، وأتمنى أن لا أعود إليها ثانية".
أنجزت المخرجة جوليا تيمور فيلمًا عن حياتها "فريدا الحياة المتنافسة" في عام 2002، ورُشّح لنيل جائزة الأوسكار، وأدّت دورها الممثلة سلمى حايك. من أبرز لوحاتها "الحادثة" (1926)، "الاثنان فريدا" (1939)، و"دييغو وأنا" (1944).



إنجي أفلاطون (1924 ـ 1989)

  (إنجي أفلاطون)                                                                                                                                                                                                 


فنانة تشكيلية مصرية تنتمي إلى رواد الحركة الفنية التشكيلية الأولى في مصر والعالم العربي، من عائلة أرستقراطية ناطقة باللغة الفرنسية. التحقت إنجي أفلاطون بالمنظمة الشيوعية الشرارة (إيسكرا) في عام 1942. وكانت من مؤسسي "رابطة فتيات الجامعة والمعاهد" في عام 1945. التحقت بـِ"لجنة الشابات بالاتحاد النسائي المصري"، كما ساهمت مع سيزا نبراوي، وعدد من المناضلات في تنظيم "اللجنة النسائية للمقاومة الشعبية" في عام 1951. ونتيجة لنشاطها السياسي تم اعتقالها في عام 1959، وبقيت في السجن أربع سنوات أمضتها في الرسم. في بداياتها، اتخذت إنجي من السريالية منهجًا للتعبير عن نفسها فنيًا، ويظهر ذلك في بعض لوحاتها، منها "الوحش الطائر" (1941)، و"الحديقة السوداء" (1942)، و"انتقام شجرة" (1943). وتناولت أعمالها البعد السياسي، ففي لوحتها "الكفاح المسلّح" تعبّر عن الشهداء في نضالهم ضد قوات الاحتلال البريطاني. بعد خروجها من السجن، استلهمت لوحاتها من الواقع الاجتماعي للطبقة الكادحة كالفلاحين والحرفيين والعمّال، واستعملت الألوان الحية، كما عبّرت عن هيمنة الرجل على مقدرات المرأة.

كتبت أفلاطون "مذكرات إنجي أفلاطون من الطفولة إلى السجن"، وتحكي فيها عن تاريخها الشخصي المرتبط بتاريخ مصر، وتاريخ وعيها منذ العشرينيات إلى ستينيات القرن الماضي، ولأفلاطون عدد آخر من المؤلفات منها "80 مليون امرأة معنا" (1947).



إيتيل عدنان (1925)

دفتر مقتطفات ملوّنة بريشة إيتيل عدنان (من كتاب عن "أمل لا شفاء منه " لفواز طرابلسي)                                                                                                      


الفنانة التشكيلية والشاعرة والروائية اللبنانية الأميركية المعاصرة إيتيل عدنان، من أب سوري (كان ضابطًا في الجيش العثماني) وأم يونانية، مزجت بين الرسم والشعر، فاشتهرت بالرسم بالكلمات. تحكي عن إبداعها التشكيلي بأنه نوع من الشعر البصري القادر على إيصال الصوت والمعنى. تكشف لوحات عدنان تفاعلها الروحي مع بيئتها، وتشتهر بتصوّراتها التجريدية الملوّنة الزاهية بشكل شاعري وعاطفي، للجبال والمحيط والسماء في شمال كاليفورنيا، حيث تقيم مقابل جبل تامالبايس؛ علاقتها بذاك المكان تذكّرنا بعلاقة سيزان بجبل سانت فيكتوريا. من خلال معرفة الطبيعة المواجهة والوحشية لكتاباتها، يضفي المرء على لوحات عدنان الهادئة هذه الحقائق الصارخة، وربما تكون هذه العلاقة بين كتابتها وفنها هي التي تعطي اللوحات عمقًا إضافيًا. تكتب عدنان الشعر والرواية باللغتين الفرنسية والإنكليزية، من أعمالها الروائية "الست ماري روز" (1977)، وتتحدث فيها عن الحرب الأهلية اللبنانية، ومن أعمالها الشعرية "يوم القيامة العربي" (1998).

تقول عدنان: "عندما أرسم لوحة، قد يبدو الأمر وكأنه منظر طبيعي، لكن هناك ما هو أكثر من ذلك.. للفن وظيفة سياسية، بمعنى أنه يجلب شيئًا يعزّز الحياة، والرغبة في الحياة". أعمال عدنان مدرجة في مجموعات متاحف الفنون الحديثة في نيويورك، وباريس، ولندن، ولوس أنجلوس. لا تزال غزيرة الإنتاج، رغم أنها تخطت الخامسة والتسعين من عمرها، ولا تزال تنتج الشعر، والروايات، واللوحات السياسية والشخصية، منذ سبعة عقود. امرأة تتحدّث خمس لغات، وتتنقل بين الكتابة والرسم من دون عناء. تعتمد إيتيل عدنان على تجربتها في عالم مليء بالاضطرابات تغيّر بشكل جذري عدة مرات خلال حياتها. انتقلت من لبنان، إلى فرنسا، وفي نهاية المطاف إلى كاليفورنيا، ما يتيح اندماجًا معقّدًا وجذابًا في اجتياز الثقافات.



باية محي الدين (1931 ـ 1998)

باية محي الدين 


ارتبط فن الجزائرية، باية محي الدين، بالفن البدائي، الذي فتن العالم الغربي، بأسلوب زخرفي فطري. سمحت باية لبيئتها وخيالها بتشكيل عملها المستوحى من عفويتها وموهبتها الطبيعية. تيتّمت في سن الخامسة، فعملت كخادمة لدى مثقفة فرنسية تدعى مارغريت بنهورا، التي وصفتها باية في ما بعد بأنها والدتها بالتبني. لاحظت بنهورا الموهبة التي أظهرتها خادمتها الشابة في صنع الأشكال من الطين، وشجعتها على تطوير حرفتها، وأعجب بعملها القنصل البريطاني، فرانك ماك أيونا، وزوجته، وقاما بتقديمها إلى الجمهور الفني. في السادسة عشرة من عمرها، أقامت محي الدين معرضها الأول في باريس، وانتبه لها بيكاسو، وماتيس، وبريتون، وأعجبوا برسوماتها الطفولية، وبنقاء ألوانها، وتسليطها الضوء على الطبيعة ومفرداته. ويُعزى أسلوب بيكاسو في الرسم التكعيبي جزئيًا إلى فضوله في الأشكال الأفريقية التقليدية. دعاها بيكاسو للعمل معه في عام 1948، واستوحى من أعمالها سلسلته الفنية "نساء الجزائر". غذّى بيكاسو جمالية أعمال باية في اللون والخط، في حين أن حيوية باية الثقافية كانت بمثابة شريان الحياة الإبداعي لبيكاسو. استوحى أندريه بريتون، أيضًا، من أعمال باية، ورأى أن الألوان الجريئة، والأشكال الغريبة لأعمالها، تكشف عن صفات سريالية وشبيهة بالأحلام، وقال عنها خلال معرضها في باريس: " أنا أتحدث، ليس مثل كثيرين آخرين من أجل رثاء نهاية، ولكن لتعزيز البداية، وعن هذه البداية أقول: باية هي ملكة".

تجمع لوحات باية الثرية بين تأثيرات الفن الجزائري التقليدي، مثل الخزف والجداريات الجريئة، وتتّحد الطيور والحيوانات مع الآلات والفاكهة في أعمال تبدو محمّلة بالمعاني الرمزية. في أواخر التسعينيات، كانت باية من بين العديد من الفنانين الجزائريين الذين حاول المستعمرون الفرنسيون أن ينسبوهم إلى الثقافة الفرنسية، لكنها أعلنت هويتها الجزائرية بحزم، وتم اعتماد لوحاتها على الطوابع البريدية الجزائرية.



شيرين نشأت (1957)

شيرين نشأت: "الصمت المتمرد" (1994) 


"لقد انجذبت بلا حسيب ولا رقيب نحو صنع فن يهتم بقضية الاستبداد والديكتاتورية والقمع والظلم السياسي. على الرغم من أنني لا أعتبر نفسي ناشطة، إلا أنني أعتقد أن فني هو تعبير عن الاحتجاج، وصرخة من أجل الإنسانية"، تقول الفنانة البصرية الإيرانية شيرين نشأت، التي تستكشف في أعمالها المتناقضات بين الإسلام والغرب، وبين الذكور والإناث. أكملت دراستها في الفنون في الولايات المتحدة الأميركية، ولم تعد إلى بلادها إلا في زيارة مؤقتة، عبّرت عنها في ما بعد في مجموعتها "نساء الله" (1994)، في انتقاد حادّ للثورة الإيرانية، ولوضع المرأة التي ظُلمت باسم الدين. اشتغلت نشأت على أفلام قصيرة، وحازت على جائزة الأسد الفضي (2009) لأفضل مخرج فى مهرجان البندقية السينمائي السادس والستين، وذلك عن أول عمل إخراجي لها لفيلم "نساء بلا رجال".

ركزّت شيرين نشأت في أعمالها على الجسد الأنثوي، وإبراز المفارقة بين الجمال والرعب، والحالتين العاطفية والنفسية للمرأة، وكتبت على الوجوه والأيدي والأقدام التي تصوّرها من قصائد الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد، وأبيات من الشعر الفارسي.

***

جوديت ليستر، بيرث موريزوت، ماري كاسات، تمارا دو ليمبيكا، هيلين فرانكنثالر، جون ليف، هيلما آف كلينت، لويز بورجوا، يايوي كوسوما، كونستانس ماير، تحية حليم، إنجي أفلاطون، زينب عبده، جاذبية سري، رجاء الأوشي، زهرة سلام، وأسماء لا يمكن حصرها لفنانات لا تزال أعمالهن حية، رغم محاولات دفنها بأساليب حديثة تحت التراب. لكن وضع المرأة العربية، وخصوصًا الشرق أوسطية، سيبدو أعمق أسى من البلاد الأخرى، بسبب نفيها لأزمنة داخل "الحرملك". ورغم حصول المرأة العربية على حقوقها في التعبير فنيًا، إلا أن الحديث عن المساواة مع الرجل لا ينفك يبدو ضربًا من الوهم في عالم تتكاثر فيه شرائع وقوانين مقيمة تحت الجليد وفي العتمة.


مراجع مختارة:
https://www.fridakahlo.org/frida-kahlo-biography.jsp

https://mymodernmet.com/famous-female-painters-art-history/

https://www.harpersbazaar.com/culture/art-books-music/g7916/best-female-artists/

http://www.my-favourite-planet.de/english/people/h1/helena-painter.html

http://www.artnet.com/artists/etel-adnan/

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.