}

رحيل فتح الله أحمد.. من رواد التوزيع الموسيقي بالعراق

رحل عن الدنيا من وزّع أكثر أغاني المطرب العراقي كاظم الساهر وقاد فرقته لسنوات عديدة.. ومن أشهر الأغاني "زيديني عشقًا" و"سلامتك من الآه" وكذلك "ها حبيبي" و"أنا وليلى" و"المحكمة" وغيرها، مثلما وزّع أغاني العديد من المطربين العرب. إنه الفنان الموسيقار الدكتور فتح الله أحمد الذي شنّف آذان العرب بأجمل النوتات والمقاطع الموسيقية في الأغاني.

رحل بعد أن تمكّن فيروس كورونا من التغلّب عليه في أحد مستشفيات الإمارات.

ولد فتح الله أحمد صالح في الثالث والعشرين من تموز/ يوليو 1957م في حي بريادي بمدينة كركوك المشهورة بالنفط؛ 238 كم شمال شرقي بغداد، وهو من أصول تركمانية، ولحبّه للموسيقى انتمى الى الفرقة القومية التركمانية منذ عام 1970 وهذه الفرقة كان لها الفضل الكبير على شخصية الفنان الذي بدأ معها منذ السبعينيات بتسجيل أعمال غنائية في تلفزيون كركوك على أيدي أساتذة كبار من الموسيقيين كيحيى حمدي وناظم نعيم ووديع خوندة وأحمد الخليل ومحمد جواد أموري وفؤاد عثمان وعلي مردان.. حتى قيل إنه كان يتدرب 12 ساعة حين كان طالبًا كونه كان يحلم بالانضمام إلى الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية، وهو ما حصل حين انضمّ الى الفرقة عام 1977 كعازف على آلة التشيللو ليكون بعد سنوات واحدًا من أشهر الموسيقيين العراقيين والملحنين والموزّعين، وهو أول من أسّس التوزيع الموسيقي للأغنية على مستوى العراق.

هاجر مع كاظم الساهر ليقيم في النهاية في مدينة دبي الإماراتية. وهو من النوع الذي يعجب أن يقال عنه إنه مؤلف موسيقي وملحن، وهو ما قاله في تصريح صحافي: "في عالمنا العربي والشرقي التلحين ممكن أن يكون موهبة وليس له علاقة بالدراسة.. أنا أول من أدخل التوزيع الموسيقي كمهنة في الأغنية العراقية حيث قبلي تكاد تكون هذه الصفة معدومة".

وأحدث خبر وفاته الكثير من الألم لمحبي موسيقاه وزملائه في العراق. فهو صاحب شهرة كبيرة وعريضة في العراق والوطن العربي. ونعته نقابة الفنانين على صفحتها الرسمية وقالت: "ببالغ الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنان فتح الله أحمد صالح الذي وافته المنية مساء الخميس إثر إصابته بفيروس كورونا". كذلك نعاه الموسيقار العراقي نصير شمة عبر صفحته: "بالرغم من توقعي لخبر رحيل الفنان الصديق والأخ فتح الله أحمد إلا أن ذلك لن يخفّف من حزننا الشديد لرحيله".  أما الفنان كاظم الساهر الذي وصفه بأنه رفيق الدرب فقد كتب على حسابه "الدكتور فتح الله أحمد، الملحن والموزّع الموسيقي ورفيق الدرب، في ذمة الله".

الراحل فتح الله أحمد والفنان كاظم الساهر



حياة حافلة وإبداع

الموسيقار الراحل كان رئيسًا للفرقة الموسيقية في الإذاعة منذ 1977. وعميدًا لمعهد الدراسات الموسيقية منذ 1999. ومحاضرًا في جامعة اليرموك في إربد، سنة واحدة. وكذلك رئيسًا لقسم الأصوات والغناء العربي والبحوث في بيت العود بالإمارات وقد اختير عضوًا في مسابقة نجوم الخليج. ويعد أول من أضاف بعض الآلات في معهد الدراسات الموسيقية مثل البيانو والتشيللو والكونترباص والفيولا والفايولين والفلوت ودراسة علوم النظريات والتأليف الموسيقي وعلم الهارموني.

وقال لنا الملحن العراقي المعروف سرور ماجد: "إن رحيل الفنان فتح الله أحمد خسارة كبيرة للموسيقى العراقية والعربية على حدّ سواء، هذه الموسيقى تحتاج لهكذا مبدعين أكاديميين يفهمون في اللغة الموسيقية كونها لغة عالمية تنبع من الروح.. وهو يعدّ مجدّدًا في الموسيقى وقد جعلها أقرب الى المتلقّي في الأغنية".. وأضاف أن فتح الله كان العمود الفقري للأغنية العراقية وبالخصوص في الثمانينيات ومن الموزّعين النادرين جدًا.

أما الملحن كاظم الشويلي فقال" "إن الراحل كان أوّل من أدخل التوزيع الموسيقي للأغنية العراقية بشكلٍ فني ليكون لها الكثير من الجمال والجذب والشد والقبول والتمتّع وهو ما نجده في أغاني كاظم الساهر كأغنية "أنا وليلى" وأغنية "مدرسة الحب" بالإضافة لصناعته ما يسمى بإيقاع الخلطة حيث استطاع وبكل وضوح وجمال دمج الآلات الشرقية مع الغربية بالأعمال التي قام بتوزيعها". وذكر الشويلي أن رحيله خسارة للأغنية العراقية التي تراجعت بسبب ألحان الموجة الجديدة والتسرّع والادعاء من قبل الكثيرين بأنهم موزعو موسيقى وهم بعيدون عن هذه الخاصية الإبداعية. وأكد أن الساحة ستبقى فارغة لهكذا قامات "أثرت ليس على الذائقة السمعية بل حتى على الفنانين الموسيقيين والملحّنين في اختيار النوتات وطريقتهم في التوزيع حيث تأثر الكثير به، وأعتقد أنه أثر حتى على الموسيقيين والملحنين العرب".

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.