}

المسرح العربي في 2024: أَيْنَ العقل المتمرّد؟ (2/2)

أنور محمد 1 يناير 2025
مسرح المسرح العربي في 2024: أَيْنَ العقل المتمرّد؟ (2/2)
من مسرحية "بخّارة" التونسية

 

أَزيَد من خمسين مهرجانا مسرحيا وأكثر من مئتي عرضٍ مسرحي- تلك التي استطعنا عدَّها وأُقيمت في مدن وعواصم عربية عام 2024، تم إلقاء الضوء على عدد منها في القسم الأول، وهنا القسم الثاني والأخير: 
 

مهرجان المونودراما في الأردن (الدورة الثانية)

كثيرةٌ هي مهرجاناتُ مسرح المُمثِّل الواحد التي أقيمت عام 2024 نذكر منها: مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما، مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، مهرجان المونودراما المسرحي في حماة، مهرجان مسرح المونودراما في أربيل، مهرجان المونودراما في حلب، المهرجان الدولي للمونودراما في الدار البيضاء، ومهرجان المونودراما في الأردن الدورة الثانية الذي شاركت فيه ثمانية 8 عروض: "روح الجسد" لعبد العزيز البعداني من اليمن، و"ساكن متحرك" لأحمد الأحمري من السعودية، و"السلطة الرابعة" لعبد القادر بن سعيد من تونس، و"مونودراما 33" لمختار زعيتري من الجزائر، و"فريدة" من مصر، و"كناس" لحمد الشيخ من سورية، و"ليست مريم فقط" لقدري كسبة من فلسطين، و"شغف" من العراق. وإلى جانب العروض المسرحية، عقد المهرجان ندوة رئيسية بعنوان "المسرح العربي: واقع وتطلعات"، شارك فيها الفنان السوري بسام كوسا، والفنان السعودي فهد الحارثي، والفنان الأردني نبيل نجم، إضافة إلى ورشة حول "كتابة المونودراما" أدارتها د. صفاء البيلي من مصر. وكانت الجوائز: جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفنان بدر الغامدي من المملكة العربية السعودية عن عرض "ساكن متحرك"، جائزة أفضل ممثلة للفنانة المصرية عايدة فهمي عن العرض المونودرامي "فريدة"، وجائزة أفضل ممثل للفنان التونسي خالد هويسة عن دوره في مسرحية "السلطة الرابعة". وذهبت جائزة أفضل سينوغرافيا للمخرج العراقي علي السعيدي عن مسرحية "شغف"، وجائزة أفضل نص للكاتب السعودي فهد ردة الحارثي عن نص مسرحية "ساكن متحرك"، وجائزة أفضل مخرج منحت مناصفة بين المخرج عبد القادر بن سعيد من تونس عن عرض" السلطة الرابعة"، والمخرج أكرم مصطفى من مصر عن العرض المسرحي "فريدة".

مهرجان مصياف المسرحي (سورية)

في مدينة مِصياف كما في مدينة السَلَمِية لا تجد بيتًا يخلو من كتابٍ أو مجلَّة، وما أن تحلَّ ضيفًا على مهرجانٍ أو تُشارك في ندوة، إلاَّ ويستضيفونك في بيوتهم، فلا فنادق عندهم، ولا أحاديثَ وحوارات إلاَّ عن الشعر والمسرح والرواية والقهر السياسي والاقتصادي للإنسان، ولا كلامَ عن الأطعمة والشرابات والألبسة، لأنَّها بالنسبة للمصيافيين والسلمونيين ليست همًَّا يوميًا أو تاريخيًا. لذا فإنَّ مهرجان مصياف المسرحي كما مهرجان الماغوط المسرحي؛ هُما من المهرجانات السورية والعربية العفوية المتحمِّسة لخلق حالة مسرحية، والتي لا يتمُّ فيها هدرُ المال العام، والتي تشعر أنَّك طرف مشارك في فعالياتها.

يتميَّز هذا المهرجان من بين المهرجانات المسرحية السورية بأنَّه يُقام بجهودٍ أهلية من المجتمع المدني في مصياف، مع دعم من المركز الثقافي الذي كان يديره منذ بدئه عام 2002 المترجم والروائي الراحل رفعت عطفة، وبجمهورٍ نخبوي، ولا يُذكر المهرجان إلاَّ ويُذكر المُخرج المسرحي الراحل عصام الراشد والمُخرج علي عبد الحميد والمُخرج واجب الدرزي.

مع بداية الحرب الأهلية السورية عام 2011 وبعد سبع دورات توقَّف المهرجان ليعود في عام 2023، ثمَّ جاءت دورته الحالية عام 2024 بإمكانيات مادية شحيحة كونه مهرجانا أهليا والناس في وضع مادي قاهر. شاركت في المهرجان أربعة عروض؛ عرضان من فرقتي مصياف "صوت" و "سين"، وعرضان من مدينتي حماة وحمص. العروض المشاركة: "محطات مسرحية مصيافية" تأليف وإخراج علي عبد الحميد الذي افتُتِحَ المهرجان به، هو عرضٌ استقى مادته الدرامية من التراث الموسيقي الخاص بمصياف، ومن مشَاهِدَ من عروض مسرحية سابقة للمُخرج. و"نادي الضحك" من إنتاج المسرح القومي في حماة، تأليف عمار نعمة جابر، تمثيل وإخراج مهند زيداني مع الممثل محمد تلاوي، عن شخصٍ تأذَّى من الحرب فتحوَّل من ضحية إلى جلاد- إلى إرهابي. و"سقوط الحصان"، تأليف فرحان بلبل، أداء وإخراج عبد الكريم عمرين، بدون أقنعة، وبدون مؤثرات بصرية وصوتية، طاولة وكرسي ونص سردي على أوراق وإضاءة ثابتة فتسمع حكايات عن الحرب، وعبد الكريم عمرين مُؤديًا ومُخرجًا، كما قدَّم في بداية العرض، يستعيدُ اعتبار اللغة والجمهور معا، هو يجرِّب شكلًا دراميًا ربَّما مسرح الطاولة أو مسرح الحكواتي، فيحكي عن الحرب وكوارثها بدون أن يذوب في العاطفية، فكل ما يؤذينا قابلٌ للنقد. و"الشاهدان" عن نص "رُبَّ ضارةٍ نافعة" للكاتب والمُخرج المسرحي الراحل د. محمد قارصلي، إعداد شادي صوان وإخراج واجب درزي، شهادات لشخصيتين أبي عزَّت وأم سليم عن الحرب السورية وفجائعها والحكايات التي يرويانها كمآسٍ عاشاها، وكأنَّ الإنسانُ حيوانُ اختبارٍ للمستبدِّين، أبو عزَّت يحب أم سليم فيتزوجان ليس كنهاية للحرب ولكن ربَّما ليجابهاها بقوَّة الحب.

من مسرحية "الجدار" العراقية ومن مسرحية "سقوط الحصان" السورية

مهرجان بغداد الدولي للمسرح

في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الخامسة من 10 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأوَّل 2024، الذي افتُتِح بأوبريت "دجلة والفرات" من تأليف وإخراج ضياء الدين سامي، حاول المسرحيون المشاركون في فعالياته- مضيفين وضيوفًا- أن يشتغلوا عروضهم وندواتهم وورشاتهم تحت شِعار "لأنَّ المسرح يضيء الحياة"، فقدَّموا 16 عرضًا: سبع مسرحيات عربية وعالمية: "صمت" إخراج سليمان البسام من الكويت، ومن تونس عرضان هما "آخر البحر" إخراج الفاضل الجعايبي و"عطيل وبعد" إخراج حمادي الوهايبي الذي حاز جائزة أفضل نص مسرحي، ومن المغرب "اح وبردات" إخراج محمود الشاهدي، ومن الأردن "يا طالعين الجبل" إخراج عبد السلام قبيلات، ومن إيطاليا عرض "ofhelia" إخراج walter matteini، ومن إيران عرض "horse of murders" إخراج سيد محمد (حاز جائزة السينوغرافيا). وأعمال عراقية على مسارين: الأوَّل المسار الدولي (مسار المسابقة الدولية)، ويشمل ثمانية عروض من العراق والكويت والأردن وتونس والمغرب وإيطاليا وإيران، والثاني مسار المسرح العراقي، ويتكون من 9 عروض: "الجدار" إخراج سنان العزاوي والذي حاز جائزة أفضل عرض متكامل، و"grave" إخراج محمد كاظم، و"لعنة بيضاء" إخراج د. محمد حسين حبيب، و"سيرك" إخراج جواد الأسدي (حاز جائزة الإخراج)، و"لير يحاكم القدر" إخراج منير راضي، و"تحولات الأشياء والأحياء" إخراج منعم سعيد، و"قطار بصرة لندن" إخراج مناضل داوود، و"عزرائيل" إخراج أسامة السلطان، و"وين رايحين" إخراج حيدر منعثر، إلى جانب ندواتٍ نقدية ومحاور بحثية في شؤون التطبيق والتنظير المسرحي وتاريخه ومستقبله.

مهرجان أيام قرطاج المسرحية

أيام قرطاج المسرحية مهرجان سنوي. وقد شارك في أعمال هذه الدورة 125 عرضًا مسرحيًا من 32 دولة في العالم؛ منها 12 عملًا في المسابقة الرسمية: "رقصة السماء" من تونس، "طبيب بعد الموت" من السنغال، "البخارة تونس" و"لعبة النهاية" من مصر، "العاشق" من فلسطين، "بين قلبين" من قطر، "اتنين بالليل" من لبنان، "يا طالعين الجبل" من الأردن، "بيت أبو عبد الله" من العراق، "لافكتوريا" من المغرب، "منطقة حرة" من بنين، و"كيف تسامحنا" من الإمارات العربية المتحدة.

افتتح المهرجان بالعرض الصيني "عودة النجم – Star Returning" لليمي بونيفاسيو، وبحسب تصريح مدير أيام قرطاج المسرحية، منير العرقي، لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، فإنَّ هذا العمل المسرحي أُنجز بالشراكة مع المعهد الدولي للمسرح، ويبحث في جوهر الإنسان، وهو عرض يمزج بين التعبيرات الجسدية والروحانيات والتقنيات الحديثة بما يُيَسِّر على الجمهور مشاهدته بدون التعرُّض لإشكالية فهم اللغة الصينية. رافقت المهرجان ندوة فكرية دولية عن "المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنسي جديد". وتوزَّعت جوائز المسابقة كما يلي: التانيت الذّهبي لمسرحيّة "بخارة" للمخرج صادق الطرابلسي من تونس، التانيت الفضّي لمسرحيّة "بيت أبو عبد الله" للمخرج أنس عبد الصمد من العراق، التانيت البرونزي لمسرحيّة "لا فكتوريا" للمخرج أحمد أمين ساهل من المغرب. وذهبت جائزة أحسن نصّ لمسرحية "بخارة" من تونس من تأليف إلياس الرابحي وصادق الطرابلسي، وأحسن سينوغرافيا لمسرحية "لا فكتوريا" من المغرب، وأحسن أداء نسائي للممثلة مريم بن حسن عن مسرحية "بخارة" من تونس، وأحسن أداء رجالي للممثّل رمزي عزيز عن مسرحية "بخارة" من تونس.

وذكر منير العرقي أنَّ شعار هذه الدورة كان المسرح مقاومة وفعل حياة، "كي يثبت انحيازه المطلق للقضايا الإنسانية العادلة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق وكذلك قضية كلَّ مُضطهد ومظلوم ومن سلطت عليه مختلف أشكال العنف المادية والمعنوية". ولكن ما تجدر الإشارة إليه هو أن المهرجان اخْتُتِمَ بعرض فيديو صُوّرَ بمخيم اللاجئين ضمَّ مجموعة من الفلسطينيين يتحدُّون كلَّ أشكال الحصار بالفرح والغناء. والسؤال: أهذه هي حصَّة فلسطين من المهرجان (فيديو مُصَوَّر) وليس عرضًا مسرحيًا، وكأن الغناء هو ما تحدَّى به الفلسطينيون الاحتلالَ والحصارَ وتعابيرُ الفرح على وجوههم؟.

المهرجان الوطني للمسرح المحترف- الدورة 17 (الجزائر)

نُظِّمت هذه الدورة الـ 17 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف في إطار إحياء الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، شارك في فعالياته 19 عرضًا ضمن المسابقة الرسمية في دورة خُصِّصت لتكريم الفنانة نادية طالبي، إلى جانب مشاركة 24 مسرحية خارج المنافسة. مسرحية "70 سنة في غرامك... جزائر" للمُخرج والمؤلِّف محمد شرشال في الافتتاح جاءت تكريمًا لنادية طالبي وعرفانًا بمسارها الحافل في الساحة المسرحية الوطنية الجزائرية. المسرحيات المنافسة: "عقد الجوهر" لـ"المسرح الوطني"، و"حجرة الصبر" لمسرح وهران، و"الثائرون" لمسرح قسنطينة، و"زهرة الرمال تنتفض" لمسرح أدرار، و"صرخة الأسُود" لمسرح عين الدفلى، و"انفصام ثلاثي الأبعاد" لمسرح الأغواط، و"الديبلوماسي زودها" لمسرح الجلفة، و"طريق الساريج" لمسرح بجاية، و"رأس المحنة" لمسرح العلمة، و"العائدون إلى الحرب" لمسرح أمّ البواقي، و"تحت الأنقاض" لمسرح النعامة، و"سفينة كاليدونيا" لمسرح تيزي وزّو، و"الاختيار المؤلم" لمسرح سعيدة، و"أنثى الجنّ" لمسرح مستغانم، و"الكلمة" لمسرح سيدي بلعبّاس، و"أضغاث" لمسرح باتنة، و"الساقية... العظماء لا يموتون" لمسرح سوق أهراس، و"الأسيرة والسجّان" (تحكي قصة أسيرة فلسطينية) لمسرح قالمة، إضافةً إلى "ما قبل المسرح" لـ "جمعية كارتينا" من مستغانم. وكعادة المهرجان الوطني للمسرح المحترف هناك 5 ورشات تكوينية متنوعة: ورشة فن التمثيل لمسرح الطفل، ورشة الأداء والتمثيل المسرحي، ورشة فنيات الكتابة في العروض الفردانية أو الـ "وان مان شو"، ورشة مسرح الميم أو التمثيل الإيمائي، ورشة تنشيط وتطوير صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للمسارح العمومية. وندوات فكرية: الندوة الأولى "ذاكرة المسرح الجزائري: المسرح والثورة" بإشراف الدكتور حميد علاوي وبوبكر سكيني، وترتكز الندوة على كيفية إسهام المسرح الجزائري خلال الثورة التحريرية في تشكيل الوعي الوطني وتعزيز الهوية الثقافية، أما الندوة الثانية "المسرح والقيم" فتتناول أهمية المسرح باعتباره وسيلة فعالة لترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية وذلك في ظل التحديات الثقافية، والندوة الثالثة "قوَّة الصمت في مواجهة سلطة الكلمة في المسرح الجزائري الحديث" وترتكز إشكاليتها على الكيفية التي يوظِّف فيها المسرح الجزائري الحديث "الصمت" كأداة تعبيرية لمواجهة هيمنة الكلمة، والندوة الرابعة "مشروع الأرشيف المسرحي... ذاكرة الركح".

من مسرحية "تكنزًا" المغربية 


مهرجان المسرح الجامعي - المغرب

المهرجانات المسرحية المغربية تقوم بدعم من الدولة ومن هيئات المجتمع المدني والبلديات والجامعات، وهذا سرُّ قوَّة عروضها وتميزها في المهرجانات العربية. ولا يمكن أن نذكر المسرح في المغرب إلاَّ ونذكر الطيب الصديقي، وأحمد العمري، والطيب العلج، وعبد الكريم برشيد، ومحمد حسن الجندي، ومحمد كهرمان، وحسن المنيعي، والعربي الدغمي، والعربي يعقوبي، وفاطمة الركراكي، ومن قبل في مرحلة مقاومة الاستعمار نذكر: عبد الخالق الطريس، وعلال الفاسي، وعبد الله الجيراري. ونتذكَّر أنَّ المسرح الجامعي تعرَّض للمضايقات من قبل السلطة، ويُعد من أقدم المهرجانات المسرحية الجامعية على المستوى العربي والأفريقي، وهو المسرح الذي ولِد بعد تأسيس المعهد العالي للمسرح في الدار البيضاء بإدارة حسن صميلي. وتحت شعار "المسرح والجنون" أقيم في الدار البيضاء المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الدورة 36 وشاركت فيه فرق جامعية مغربية وأجنبية من: ألمانيا، إندونسيا، كولومبيا، أرمينيا، كوريا، إسبانيا، مصر، والمغرب. كما كانت هناك ندوة دولية لمناقشة دور المسرح الجامعي في تنمية الشخصية وعلاقة ذلك بالجنون الفني.

المهرجان الوطني للمسرح بتطوان (المغرب) 

مهرجان وطني شارك في مسابقته الرسمية لهذه الدورة 12 عرضًا مسرحيًا، و4 عروض لمسرح الشارع بساحة الفدان الجديد وسط مدينة تطوان، و5 عروض مسرحية موازية في فقرة "أول إخراج"، و5 عروض بمسرح رياض السلطان بطنجة. وندوة حول "السينوغراف وأسئلة الإبداع المسرحي بالمغرب"، والتي توزَّعت أشغالها على أربع جلسات فكرية: علاقة السينوغراف بالمخرج، علاقة السينوغراف بالمتفرج، وعلاقة السينوغراف بالكاتب، علاقة السينوغراف بالممثل.

مهرجان مسرح الطفل

حقوق الطفل في التعلُّم والتعليم مؤمَّنة بشكلٍ ميكانيكي في الدولة العربية، لكن حقوقه (الفكرية) واختبار ميوله الفنية والأدبية والعلمية، ومن ثمَّ الترفيهية، ليست في أولويات أو اهتمامات هذه الدول التي تشتغل على تأبيد نفسها في إنتاج التخلف والاستبداد. لذا نرى أنَّ مهرجانات مسرح الطفل العربي وأغلبها مدرسية نمطية وتقليدية تحاول انتزاع الضحك والتصفيق بأسلوب خطابي، وبعضها مشغول باحترام لعقلية الطفل. ولو نظرنا في خريطة مسرح الطفل سنجد أنَّ هناك العديد من المهرجانات مثل: مهرجان أصيلة الدولي لمسرح الطفل؛ ومهرجان فرح الطفولة الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقى في المحافظات السورية والذي شارك في تظاهرته هذا العام 33 عملًا بين مسرح الكبار والصغار ومسرح الدمى والعرائس ومسرح خيال الظل "كراكوز وعيواظ"، في مدن: دمشق، ريف دمشق، حمص، حماة، طرطوس، اللاذقية، حلب، السويداء، الحسكة؛ المهرجان العربي لمسرح الطفل العربي في الكويت؛ مهرجان مسرح الطفل في الرياض؛ مهرجان ابن رشيق الدولي لمسرح الأطفال بتونس؛ مهرجان مسرح الطفل العربي الدورة الرابعة "أعطونا الطفولة" 2024 في مدينة الزرقاء الأردنية؛ مهرجان مسرح الطفل في بنغازي 2024 وكانت الدورة الأولى في عام 2021؛ المهرجان الدولي لمسرح الطفل بالمغرب الدورة الـ 23 بمدينة تازة؛ مهرجان الإمارات لمسرح الطفل الدورة 18 الذي افتتح يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بتكريم الفنان الإماراتي مبارك ماشي وبعرض مسرحية "سيرك الغابة" تأليف الشيخة سارة بنت محمد بن ماجد القاسمي وإخراج عبد الله الحريبي. وتلته مسرحيات: "كتاب الأمنيات" تأليف معتز بن حميد إخراج سالم التميمي، "شابو والمفتاح" تأليف وإخراج صابر رجب، "شجرة العجائب" للكاتب عثمان الشطي وإخراج عدنان البلوشي، "مغامرة علياء" تأليف أحمد الماجد وإخراج سمير البلوشي.

المسرحيات المُشارِكة في هذه المهرجانات بعضها كانت جادَّة، واقعية، وبعضها عبثي، وبعضها مدرسي، وبعضها ملحمي وساخر ومتهكِّم، وبعضها شكلاني، وبعضها خطابات منبرية، وبعضها كان بمثابة ضربة فنية أو فكرية مثل مسرحية "صمت" لسليمان البسام، ومسرحية "تكنزًا - قصة تودة" لأمين ناسور، ومسرحية "الجدار" تأليف حيدر جمعة وسينوغرافيا علي السوداني وإخراج سنان العزاوي، وتمثيل: آلاء نجم، لبوة عرب، رضاب أحمد، زمن الربيعي، عراق أمين، إسراء رفعت، شيرين سيرواني، رهام البياتي، نعمت عبد الحسين، وعبير جبار، والممثِّل يحيى ابراهيم بدور الممسوخ، إذ جسَّد فيها المُخرج سنان العزاوي مقولة العذاب الجمالي؛ فما ذنب (البنات- النساء) أنهنَّ وُلِدْنَ في دولةٍ/ مجتمعٍ/ قبيلةٍ تُشوِّه جمالهنَّ بقباحة أفعال ذكورها، والذي يبدأ بأسئلةٍ قاسية: هل نحن بشرٌ أم حيوانات. هل نحن ملائكة أم شياطين. هل نحن مؤمنين أم قوادين؟ وكذلك أفعالٌ صادمة مثل: بنتٌ يمارسُ معها أبوها نكاحَ المحارم ثمَّ يربطها بجنزيرٍ كما لو إنَّها حيوان، امرأة يُشغِّلها زوجها بالبغاء فيجمع ما بين رتبتي القواد والديوث... الخ. هذه العروض نتمنَّى أن تُعرضَ على خشبات المسارح العربية فلا تُحنَّط أو تُخزَّن في صناديق المتاحف.

مسرحياتٌ حاول بعضها هزَّ مشاعرَنا، وبعضها نَسِيَ أنَّ المسرح لا يحمي ولا يُدافع عن الأنظمة، إنَّما يدافع عن العقل ضدَّ القنابل النووية وإن لم تكن قد استُعمِلَت حتى الآن كون تفجيرها مؤجَّلًا للحرب الثالثة: حربُ فناء الحياة، بل أُلقيت على غزَّة فوق الأرض، وعلى سجناء الرأي في سورية تحت الأرض في سجن صيدنايا وأولاده حيث الموت المأساوي؛ أين اجتمعت المأساتان الغزاوية الفلسطينية والسورية.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.