في ليلة احتفالية مشبعة بالإبداع والخيال، تُوجت الدورة التاسعة والأربعون لمهرجان آنسي الدولي للرسوم المتحركة بفوز باهر للعمل الفرنسي "أركو" بجائزة "كريستال" المرموقة، الجائزة الأعلى في هذا المحفل العالمي الذي يُعتبر بمثابة كعبة صناع الرسوم المتحركة حول العالم.
يُمثل انتصار "أركو" نقطة تحول مهمة في مسيرة مخرجه أوغو بيانفونو، الرسام وصانع الكوميكس الفرنسي المعروف، والذي قدم من خلال هذا العمل أول أفلامه الطويلة في عالم الرسوم المتحركة. العمل الذي تبلغ مدته 82 دقيقة حصل على دعم إنتاجي من الممثلة الأميركية الشهيرة ناتالي بورتمان، التي أدت أيضًا الصوت الإنكليزي الرئيسي في الفيلم.
تحكي قصة "أركو" عن طفل يبلغ من العمر عشر سنوات يأتي من المستقبل البعيد، تحديدًا من عام 2932، ويرتدي عباءة مذهلة بألوان قوس قزح تمنحه القدرة على السفر عبر الزمن. عندما يفقد السيطرة على رحلته الأولى عبر الزمن، يجد نفسه محاصرًا في عام 2075، حيث يلتقي بفتاة صغيرة تُدعى إيريس تعيش في عالم يواجه انهيارًا بيئيًا مدمرًا. من خلال هذه الصداقة غير المتوقعة، ينسج الفيلم قصة مؤثرة تتناول قضايا التغير المناخي والأمل والصداقة عبر الزمن.
لم يقتصر نجاح الفيلم على فوزه بجائزة آنسي المرموقة، بل سبق ذلك عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي ضمن قسم العروض الخاصة، وقد لقي استحسانًا كبيرًا هناك. كما أن شركة "نيون" الأميركية سارعت لشراء حقوق توزيع الفيلم في الولايات المتحدة، مما يؤكد الثقة في إمكانيات العمل التجارية والفنية.
يتميز "أركو" بأسلوبه البصري الفريد الذي يمزج بين تقنيات الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد الدافئة والأنيقة مع جماليات الخيال العلمي، مستخدمًا بصريات مضيئة بألوان قوس قزح لتقديم تأملات عميقة حول الصداقة والفقدان والبيئة.
لم يكن "أركو" الفائز الوحيد في هذه الدورة الاستثنائية من مهرجان آنسي. حصل الفيلم القصير الفرنسي "ليه بوت دو لا نوي" (أحذية الليل) للمخرج بيار لوك غرانجون على جائزة "كريستال" للأفلام القصيرة إلى جانب جائزة الجمهور. يحكي هذا العمل قصة طفل يواجه مخلوقات ليلية غامضة في أعماق الغابات، مقدمًا تجربة بصرية ساحرة تستكشف عوالم الطفولة والمخاوف الليلية.
من جهة أخرى، نال الفيلم الياباني "تشاو" للمخرج ياسوهيرو أوكي جائزة لجنة التحكيم، وهو عمل يمزج بين الأنواع السينمائية المختلفة ويدور في مستقبل تتعايش فيه البشر مع كائنات بحرية.
كما حظيت أعمال أخرى بجوائز متنوعة، منها الفيلم الأميركي القصير "ليه بيت" ومسلسل "كريستو الهمجي المتحضر: حفلة الصيد" للمخرج الأميركي شادي صفدي.
حضور عربي
شهدت هذه الدورة من مهرجان آنسي حضورًا عربيًا لافتًا، حيث شاركت هيئة الأفلام السعودية في الفعاليات بهدف تعزيز التواصل مع صنّاع الرسوم المتحركة حول العالم والترويج للرسوم المتحركة السعودية في المحافل الأوروبية. هذه المشاركة تأتي في إطار الجهود المتزايدة للمملكة لتطوير صناعة الترفيه والمحتوى الرقمي.
واستقطبت الدورة التاسعة والأربعون من المهرجان، التي أقيمت في الفترة من 8 إلى 14 حزيران/ يونيو، حضور 18200 مشارك من 118 دولة حول العالم، مما يؤكد المكانة العالمية المتميزة لهذا المحفل الثقافي. وقد تميزت هذه الدورة بافتتاحها بعرض خمسة أفلام قصيرة بدلًا من فيلم طويل واحد كما جرت العادة في الدورات السابقة.
من أبرز ضيوف المهرجان هذا العام المنتج والمحرك الأميركي مات غروينينغ، مبتكر مسلسلي "عائلة سيمبسون" و"فيوتشوراما"، والمخرج الفرنسي الحائز على جائزة الأوسكار ميشيل غوندري، إضافة إلى المخرجة والمحركة الإنكليزية جوانا كوين، والذين حصلوا جميعًا على جائزة كريستال الفخرية للإنجاز مدى الحياة.
كما شهد المهرجان مشاركة بارزة من استوديوهات والت ديزني للرسوم المتحركة وبيكسار، التي قدمت سلسلة من المفاجآت تضمنت عروضًا أولى لأفلام مرتقبة مثل "زوتوبيا 2" و"إيليو" و"توي ستوري 5"، إضافة إلى الكشف عن فيلم جديد بعنوان "غاتو".
واختار المهرجان هذا العام تسليط الضوء على الرسوم المتحركة المجرية، حيث عُرضت أفلام متعددة تشمل الأعمال الفائزة سابقًا بجائزة كريستال لأفضل فيلم طويل مثل "الأزمنة البطولية" لجوزيف غيميس (1985) و"المنطقة!" لآرون غاودر (2004).
يُعتبر مهرجان آنسي، الذي تأسس عام 1960 وأصبح حدثًا سنويًا منذ 1998، واحدًا من أربعة مهرجانات دولية للرسوم المتحركة تنظمها الجمعية الدولية للفيلم المتحرك. وقد شهد المهرجان على مر تاريخه نموًا مطردًا في أعداد المشاركين والأفلام المعروضة، حيث ارتفع عدد المشاركين المعتمدين من 900 في عام 1983 إلى 4300 في عام 1997، وازداد عدد الأفلام المقدمة من 386 إلى 1271 في الفترة نفسها.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن فوز "أركو" بالجائزة الكبرى يمثل انتصارًا للرؤية الإبداعية الفرنسية في مجال الرسوم المتحركة، ويؤكد قدرة هذا الفن على معالجة القضايا المعاصرة الملحة مثل التغير المناخي من خلال قصص تتحدث إلى القلب قبل العقل. كما يشير إلى الثقة المتزايدة في الأعمال الأوروبية والقدرة على منافسة الإنتاجات الأميركية الضخمة على الساحة العالمية.
وفي عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي وتتزايد التحديات البيئية، يأتي "أركو" ليذكرنا بأن الفن ما زال قادرًا على تقديم الأمل والإلهام، وأن الرسوم المتحركة تتجاوز كونها مجرد وسيلة ترفيه لتصبح أداة قوية للتعبير عن الهموم الإنسانية والبحث عن حلول إبداعية للتحديات التي نواجهها كبشر نتشارك هذا الكوكب الواحد.
يُمثل انتصار "أركو" نقطة تحول مهمة في مسيرة مخرجه أوغو بيانفونو، الرسام وصانع الكوميكس الفرنسي المعروف، والذي قدم من خلال هذا العمل أول أفلامه الطويلة في عالم الرسوم المتحركة. العمل الذي تبلغ مدته 82 دقيقة حصل على دعم إنتاجي من الممثلة الأميركية الشهيرة ناتالي بورتمان، التي أدت أيضًا الصوت الإنكليزي الرئيسي في الفيلم.
تحكي قصة "أركو" عن طفل يبلغ من العمر عشر سنوات يأتي من المستقبل البعيد، تحديدًا من عام 2932، ويرتدي عباءة مذهلة بألوان قوس قزح تمنحه القدرة على السفر عبر الزمن. عندما يفقد السيطرة على رحلته الأولى عبر الزمن، يجد نفسه محاصرًا في عام 2075، حيث يلتقي بفتاة صغيرة تُدعى إيريس تعيش في عالم يواجه انهيارًا بيئيًا مدمرًا. من خلال هذه الصداقة غير المتوقعة، ينسج الفيلم قصة مؤثرة تتناول قضايا التغير المناخي والأمل والصداقة عبر الزمن.
لم يقتصر نجاح الفيلم على فوزه بجائزة آنسي المرموقة، بل سبق ذلك عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي ضمن قسم العروض الخاصة، وقد لقي استحسانًا كبيرًا هناك. كما أن شركة "نيون" الأميركية سارعت لشراء حقوق توزيع الفيلم في الولايات المتحدة، مما يؤكد الثقة في إمكانيات العمل التجارية والفنية.
يتميز "أركو" بأسلوبه البصري الفريد الذي يمزج بين تقنيات الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد الدافئة والأنيقة مع جماليات الخيال العلمي، مستخدمًا بصريات مضيئة بألوان قوس قزح لتقديم تأملات عميقة حول الصداقة والفقدان والبيئة.
لم يكن "أركو" الفائز الوحيد في هذه الدورة الاستثنائية من مهرجان آنسي. حصل الفيلم القصير الفرنسي "ليه بوت دو لا نوي" (أحذية الليل) للمخرج بيار لوك غرانجون على جائزة "كريستال" للأفلام القصيرة إلى جانب جائزة الجمهور. يحكي هذا العمل قصة طفل يواجه مخلوقات ليلية غامضة في أعماق الغابات، مقدمًا تجربة بصرية ساحرة تستكشف عوالم الطفولة والمخاوف الليلية.
من جهة أخرى، نال الفيلم الياباني "تشاو" للمخرج ياسوهيرو أوكي جائزة لجنة التحكيم، وهو عمل يمزج بين الأنواع السينمائية المختلفة ويدور في مستقبل تتعايش فيه البشر مع كائنات بحرية.
كما حظيت أعمال أخرى بجوائز متنوعة، منها الفيلم الأميركي القصير "ليه بيت" ومسلسل "كريستو الهمجي المتحضر: حفلة الصيد" للمخرج الأميركي شادي صفدي.
حضور عربي
شهدت هذه الدورة من مهرجان آنسي حضورًا عربيًا لافتًا، حيث شاركت هيئة الأفلام السعودية في الفعاليات بهدف تعزيز التواصل مع صنّاع الرسوم المتحركة حول العالم والترويج للرسوم المتحركة السعودية في المحافل الأوروبية. هذه المشاركة تأتي في إطار الجهود المتزايدة للمملكة لتطوير صناعة الترفيه والمحتوى الرقمي.
واستقطبت الدورة التاسعة والأربعون من المهرجان، التي أقيمت في الفترة من 8 إلى 14 حزيران/ يونيو، حضور 18200 مشارك من 118 دولة حول العالم، مما يؤكد المكانة العالمية المتميزة لهذا المحفل الثقافي. وقد تميزت هذه الدورة بافتتاحها بعرض خمسة أفلام قصيرة بدلًا من فيلم طويل واحد كما جرت العادة في الدورات السابقة.
من أبرز ضيوف المهرجان هذا العام المنتج والمحرك الأميركي مات غروينينغ، مبتكر مسلسلي "عائلة سيمبسون" و"فيوتشوراما"، والمخرج الفرنسي الحائز على جائزة الأوسكار ميشيل غوندري، إضافة إلى المخرجة والمحركة الإنكليزية جوانا كوين، والذين حصلوا جميعًا على جائزة كريستال الفخرية للإنجاز مدى الحياة.
كما شهد المهرجان مشاركة بارزة من استوديوهات والت ديزني للرسوم المتحركة وبيكسار، التي قدمت سلسلة من المفاجآت تضمنت عروضًا أولى لأفلام مرتقبة مثل "زوتوبيا 2" و"إيليو" و"توي ستوري 5"، إضافة إلى الكشف عن فيلم جديد بعنوان "غاتو".
واختار المهرجان هذا العام تسليط الضوء على الرسوم المتحركة المجرية، حيث عُرضت أفلام متعددة تشمل الأعمال الفائزة سابقًا بجائزة كريستال لأفضل فيلم طويل مثل "الأزمنة البطولية" لجوزيف غيميس (1985) و"المنطقة!" لآرون غاودر (2004).
يُعتبر مهرجان آنسي، الذي تأسس عام 1960 وأصبح حدثًا سنويًا منذ 1998، واحدًا من أربعة مهرجانات دولية للرسوم المتحركة تنظمها الجمعية الدولية للفيلم المتحرك. وقد شهد المهرجان على مر تاريخه نموًا مطردًا في أعداد المشاركين والأفلام المعروضة، حيث ارتفع عدد المشاركين المعتمدين من 900 في عام 1983 إلى 4300 في عام 1997، وازداد عدد الأفلام المقدمة من 386 إلى 1271 في الفترة نفسها.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن فوز "أركو" بالجائزة الكبرى يمثل انتصارًا للرؤية الإبداعية الفرنسية في مجال الرسوم المتحركة، ويؤكد قدرة هذا الفن على معالجة القضايا المعاصرة الملحة مثل التغير المناخي من خلال قصص تتحدث إلى القلب قبل العقل. كما يشير إلى الثقة المتزايدة في الأعمال الأوروبية والقدرة على منافسة الإنتاجات الأميركية الضخمة على الساحة العالمية.
وفي عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي وتتزايد التحديات البيئية، يأتي "أركو" ليذكرنا بأن الفن ما زال قادرًا على تقديم الأمل والإلهام، وأن الرسوم المتحركة تتجاوز كونها مجرد وسيلة ترفيه لتصبح أداة قوية للتعبير عن الهموم الإنسانية والبحث عن حلول إبداعية للتحديات التي نواجهها كبشر نتشارك هذا الكوكب الواحد.