صدرت حديثًا عن "دار نون 4"- غازي عنتاب- تركيا رواية "أبو دياب يتكلم في الأفراح" للكاتب السوري خطيب بدلة.
هذه أول تجربة روائية للكاتب السوري الساخر بدلة الذي أصدر قبلها عشرين كتابًا معظمها في القصة القصيرة.
وهي، في الوقت نفسه، أول رواية تتناول البيئة الاجتماعية لمدينة إدلب وريفها، في فترة زمنية ساخنة، من بداية 2011 وحتى أواسط سنة 2012. والمفاجئ في هذا التناول هو أن القارئ سيخرج بقناعة أن إدلب الحقيقية ليست إدلب التي عرفناها بعد الثورة وقد تحولت مركزًا رئيسيًا للتطرف.
تتناول الرواية أسرة الدايخة، بزعامة السيدة أم نذير، وهي امرأة في العقد السادس من العمر، معلمة متقاعدة ذات جمال وجاذبية، تعصف بها وبأسرتها الأحداث التي ترافقت مع قيام الثورة، وأدت إلى ذهاب ابنها الأكبر نذير (أبو دياب) الذي يتزعم الأحداث، فيخوض المظاهرات ويودع في السجن المركزي، وبعد خروجه يسجن في الأمن العسكري.. وتتحول شخصية ابنها الثاني عمار الذي كان شيوعيًا في يوم من الأيام إلى متعامل مع أمن الدولة، وأما الابن الثالث نادر فتكاد تنحصر أزمته في أن زوجته إلهام تخونه، وهو يحبها، ولا يستطيع العيش بعيدًا عنها.. والبنت يارا المتزوجة من رجل فاسد اسمه أنس البركروش وتقيم معه في دمشق، يصبح محرمًا عليها زيارة أهلها أو التحدث إليهم هاتفيًا لأن زوجها شبيح إعلامي يسب على الثورة في مقابلاته.
يتدخل في الأحداث بشكل أساسي إبراهيم البربريسي، وهو من القيادة المدنية للثورة، وهو في الأساس عشيق أم نذير، وكذلك إبراهيم الطحنجي الذي كان بعثيًا، ويحب كل النساء العوانس والأرامل في البلد، ويحب بشكل خاص أم نذير وكلما يراها يتأمل في مؤخرتها، ولكنها ترفضه، ومع ذلك يدافع عنها ويعمل على حمايتها عندما يقرر المتطرفون الذين وُجدوا في خضم الأحداث إعدامها بتهمة الزنا، ويحمي ابنها أبا دياب الذي أصبح مطلوبًا لهم لأنه يصنع التماثيل (الأصنام).
عرف خطيب بدلة بأسلوبه السهل الممتنع، وبسخريته التي تتخذ في معظم الأحيان طابعًا شعبيًا، وقد وجد ضالته في شخصية أبي دياب الذي يتحدث بطريقة لا يمكن تمييز الجد من الهزل فيها إلا بصعوبة.
تقع الرواية في 264 صفحة.