صدر حديثًا عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب "التميز: النقد الاجتماعي للحكم" لعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، بترجمة نصير مروّة.
وسبق للجمعية العالمية للسوسيولوجيا أن صنّفت كتاب "التميُّز" كأحد أفضل عشرة كتب في علم الاجتماع في القرن العشرين.
في هذا الكتاب، قدّم بورديو منظورًا سوسيولوجيًا للأذواق وأساليب الحياة، ودرس بتحليلٍ موسّع ظاهرة تمايز الطبقات الاجتماعية، حيث اختلف مع المنظور الماركسي للطبقات الذي يتكئ على التفسير الاقتصادي فقط، وقدّم قراءة جديدة لماكس فيبر، يرى فيها أن صراع الأفراد داخل المجتمع يرتكز على الفرز الثقافي، إضافةً إلى الفرز الاقتصادي، وأنهم يتصارعون ضمن حقول وفضاءات ثقافية مجتمعية مختلفة حول مواقع السيطرة والحظوة والتميّز الاجتماعي والطبقي، من خلال ما يملكونه من رأسمال ثقافي واقتصادي.
لذلك، ولكي يصنع الإنسان حضوره في المجتمع، كان لا بد له أن يتميّز عن الآخرين اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا ولغويًا ورمزيًا؛ مثل تميّزه من حيث مستوى التعليم ونوعه، وطريقة الحديث والمفردات المستخدمة ودمج لغتين، أو أكثر، في أثناء الكلام، وطريقة اللباس والاهتمام بالموضة، ونوعية الأكل، ونوع الموسيقى، وغير ذلك من صراع مستمر حول شروط إعادة إنتاج التراتبيات الاجتماعية؛ حيث تؤدي الموارد الثقافية المتنوعة التي يملكها الفاعلون الاجتماعيون دورًا أساسيًا في تحديد مواقعهم الاجتماعية وأوضاعهم.