يعرف الوعي بأنه الحالة العقلية التي يكون فيها عقل الإنسان مدركًا لنفسه وللعالم، وله القدرة على التواصل بسهولة وبشكل مباشر مع نفسه، ومع الأشخاص المحيطين به، وذلك باستخدام الحواس الخمس التي يملكها، وهو يختلف اختلافًا كليًّا عن الوعي الصحي الذي يعني سلامة وصحة الجسم والعقل. وقد عرّف العلماء الوعي بأنه حالة العقل التي تميّز الإنسان بقدرته على التحكم بملكاته المنطقية، وهي الذاتية، التي تعني الإحساس بالذات وقيمتها، والإدراك، والحالة الشعورية، والحكمة، والقدرة على الإدراك الحسي، والعلاقة بين الفرد والأشياء المحيطة به. وتعتبر لورانس فانين- فيرنا، في كتابها "حالة الوعي: العالم، الغير، أم أنا؟" (ترجمة محمد شوقي الزين، بيروت، دار ابن النديم والروافد، 2024)، أن الحديث عن الوعي في جانبه المعرفي يخص الحديث عن الضمير في وجهه الأخلاقي، ويتبادل المفهومان الوعي والضمير الأدوار في هذا الخصوص، لكن الوعي بشكل عام هو الغالب من حيث صيغته المفهومية المطروحة في كتابها.
تنطلق فانين- فيرنا من فرضية أن حضور الفرد في العالم هو أولي، لأن الإنسان يخرج إليه من رحم أمه، ولا يعي ما سيكون عليه، ولا لما هو عليه، ويستجيب لصيرورة حركة تمتاز بالتغير. ثم يكتشف الرضيع الكائنات والأشياء بواسطة حواسه قبل أن يتعرف على ماهيتها. وقد أشار هيغل إلى أن حقيقة الوعي هي الوعي بالذات، الذي يشكل مبدأ حقيقة الوعي، حيث إن كل وعي بموضوع آخر في الوجود هو وعي بالذات. وعند تأقلم الإنسان مع المحيط، واستفادته من تجارب حسية، ومقوّمة، ومتنوعة، ومكررة يمكنه التعرّف على محيطه وبناء الاستدلالات، ويصبح الإنسان كائنًا من أجل الإدراك. ومع تراكم الانطباعات الحسية واستيعابها والتعرّف عليها، يتوصل الفرد إلى الإدراك، حيث تتجسد المعرفة في الإدراك. وشيئًا فشيئًا يتربى الطفل ويتدرب على التفكير، بالتزامن مع اكتساب اللغة في مسار تكاملي وتربوي فعال، وبالتالي ينتسب الوعي إلى ما يجربه من أحوال الإدراك مثل موضوعات تفكيره، وذاته أيضًا.
يمكن القول إن الوعي هو الحاصل الفكري الذي ينضوي عليه عقل الإنسان، إلى جانب وجهات النظر المختلفة التي يحتوي عليها عقله، وتتعلّق بالمفاهيم المختلفة المتمحورة حول القضايا الحياتية والمعيشية. وقد اعتبر الفيلسوف الألماني هيغل أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعي ذاته، باعتباره يوجد كما توجد أشياء الطبيعة، وبوصفه موجودًا لذاته. أما الأشياء الأخرى فهي لا توجد إلا بكيفية واحدة، وبناءً عليه فإنه يجب على الفرد العيش بوصفه موجودًا لذاته، بالنظر إلى أنه مدفوع كي يجد ذاته ويتعرف عليها، وذلك في خضم ما يلقاه مباشرة ويعرض عليه من الخارج، فالإنسان يعمل دائمًا على تغيير الأشياء الخارجية، كونه يريد رؤية ذاته تتحقق بشكل موضوعي. وقد يكون الوعي حقيقيًا بطبيعة القضايا المختلفة المطروحة حول الإنسان، كما يمكن أن يكون وعيًا مضللًا وزائفًا، حيث يعتبر الوعي الزائف ذلك الذي لا يدرك الأمور والأشياء على حقيقتها التي تجري عليها، وبشكل يجعل حكمه على مختلف القضايا والأمور التي تجري من حوله حكمًا خاطئًا لا يستطيع مقاربة عين الصواب بأي شكل من الأشكال.
غير أن الوعي يشكّل تجربة تدرك من الداخل، أي أنها جوّانية تخص الذات الحاسّة والمدركة والمفكرة، وما يحدث في الوعي له معنى متاح عبر الاستبطان، حيث يبدو الوعي واضحًا لذاته، بالنظر إلى إقحامه الذات في المعنى بشكل مباشر، وينخرط الوعي في البداهات والحقائق التي يعرفها مباشرة، لأن الحقيقة تنكشف في حاضر الوعي بالفعل.
ولا شك في أن الإنسان يتوصل إلى إدراك نفسه كذات واعية، لكنه يفعل ذلك انطلاقًا من المعيش المتجدد، وبتنوع ملكاته المتضمنة للفهم والإرادة والخيال والحساسية، التي يواجه بها العالم والأشياء والغير. فالوعي حالة عقلية يتم من خلالها إدراك الواقع والحقائق التي تجري من حول الفرد في العالم، وذلك عن طريق اتصاله مع المحيط الذي يعيش فيه، واحتكاكه به، وبشكل يسهم في خلق حالة من الوعي لديه بكل الأمور التي تجري وتحدث من حوله، الأمر الذي يجعله أكثر قدرة على إجراء المقاربات والمقارنات من منظوره هو، وبالتالي سيصبح الإنسان أكثر قدرة على اتخاذ القرارات التي تخص المجالات والقضايا المختلفة التي تطرأ له.
وعليه فإن الوعي يكمن في الشعور بشيء ما والإدراك والتفكير، ويضع الفرد في العالم لكي يتحقق، ويتموضع ويتعين، ويتجسد الوعي بوصفه عودة إلى الذات التي تجعل الفرد يفكر في أنه يفكر. ويغدو الوعي وعيًا بالذات، لكن محور وجود الفرد هو الغير، وبالتالي فإن الوعي الإنساني هو وعي بالذات، ووعي بالآخر، حيث يتضمن الوعي بالذات الوعي بها في اختلاف الزمان بين الماضي والحاضر، والمستقبل، والوعي بها في اختلاف المكان بين الوطن، والإقليم، والعالم.
أما الوعي بالذات، من جهة الماضي، فهو يكمن في معرفة ذات الفرد، وكيف نشأ، وما هي مسيرته، وهل له تاريخ يتصل به، أم أنه يبدأ من الصفر، حسبما يزعم بعضهم. ومن جهة الحاضر، يتجسد الوعي بالذات في معرفة الواقع الذي يحياه الإنسان، في مختلف المجالات، وإدراكه له كما هو، بدون زيادة أو نقصان، حيث يتجلى الوعي بما يفرضه الواقع على الإنسان من قضايا واهتمامات وأولويات، ويسهم في تحسين تعاطيه معه، ولا ينفصل عنه. ويأتي الوعي بالذات من جهة المستقبل مرتبطًا بالآمال التي يرجوها الإنسان والفرص المتوقعة، وكيفية التعامل معها من خلال إمكاناته المتوافرة.
أما الوعي بالآخر، فلا تتحقق معرفة الذات حتى تتم معرفة الآخر، التي بضدها تتمايز الأشياء، وبالتالي يجب على الإنسان معرفة الكيفية التي يفكر بها الآخر، في سياق بحثه عن عوامل وممكنات التلاقي والحوار التي تجمعه به، ومعرفة أسباب الاختلاف والنزاع التي تفرقه عنه.
كما أن هناك أنواعًا عديدة للوعي، منها الوعي العفوي أو التلقائي، ويكون أساس قيام الفرد بنشاط معين، بدون أن يتطلب منه جهدًا ذهنيًا كبيرًا، لأنه لا يمنعه من القيام بأنشطة ذهنية أخرى. وبعكس الوعي التلقائي هناك الوعي التأملي الذي يستلزم حضورًا ذهنيًا قويًا، لأنه يتطلب قدرات عقلية عليا، مثل الذكاء، والإدراك، والذاكرة، وبالتالي يمنع الفرد من مزاولة أي نشاط آخر معه. أما الوعي الحدسي، فهو وعي مباشر وفجائي، ويجعل الفرد يدرك أشياء، أو علاقات، أو معرفة، بدون أن يكون قادرًا على استحضار أي استدلال. كما يوجد وعي معياري أخلاقي، يصدر الفرد من خلاله أحكام قيمة على الأشياء والسلوكيات، فيتقبلها أو يرفضها وفق قناعات وقواعد أخلاقية. وفي معظم الأوقات يرتبط الوعي الأخلاقي بمدى شعور الإنسان بالمسؤولية تجاه نفسه والآخرين.
وقد أدرك الإنسان أنه معرض لنظر الآخرين، وليس مجرد كائن في العالم، فالوجود هو وجود مدرك، الذي يدل على أن الإنسان في حياء من نظرة الآخرين، فهو واقع تحت رحمتهم، وأمام نظرتهم، وأحكامهم، وتقديراتهم، والقيمة التي يكتسبها على رأيهم، لأن الآخرين يتيحون اكتشاف ذاته. وعليه يقول سارتر بالافتراق عن فلسفة ديكارت وكانط: نبلغ بـ "الأنا المفكرة" ذواتنا أمام الآخر، والآخر هو يقين مثله مثل الأنا. فالإنسان الذي يدرك ذاته عبر الكوجيتو، يكتشف الآخرين أيضًا، يكتشفهم بوصفهم شرطًا لوجوده.
الحاصل هو أن فانين- فيرنا تركز على العلاقة بين الذات والآخر والعالم، ليس فقط على مستوى التصور، إنما على مستوى الفعل والقدرة على التحرك في العالم، وما يرافق ذلك من علاقات يبنيها الوعي مع الآخرين، وفق ثنائية التأثير والتأثر. وبحسب هذا المنحى فإن العلاقة التي يربطها وعي الفرد مع العالم والغير تبدو ليست جامدة، بل قابلة للتعديل والأقلمة، تبعًا لتعينات الوجود الإنساني وشروطه.
تنطلق فانين- فيرنا من فرضية أن حضور الفرد في العالم هو أولي، لأن الإنسان يخرج إليه من رحم أمه، ولا يعي ما سيكون عليه، ولا لما هو عليه، ويستجيب لصيرورة حركة تمتاز بالتغير. ثم يكتشف الرضيع الكائنات والأشياء بواسطة حواسه قبل أن يتعرف على ماهيتها. وقد أشار هيغل إلى أن حقيقة الوعي هي الوعي بالذات، الذي يشكل مبدأ حقيقة الوعي، حيث إن كل وعي بموضوع آخر في الوجود هو وعي بالذات. وعند تأقلم الإنسان مع المحيط، واستفادته من تجارب حسية، ومقوّمة، ومتنوعة، ومكررة يمكنه التعرّف على محيطه وبناء الاستدلالات، ويصبح الإنسان كائنًا من أجل الإدراك. ومع تراكم الانطباعات الحسية واستيعابها والتعرّف عليها، يتوصل الفرد إلى الإدراك، حيث تتجسد المعرفة في الإدراك. وشيئًا فشيئًا يتربى الطفل ويتدرب على التفكير، بالتزامن مع اكتساب اللغة في مسار تكاملي وتربوي فعال، وبالتالي ينتسب الوعي إلى ما يجربه من أحوال الإدراك مثل موضوعات تفكيره، وذاته أيضًا.
يمكن القول إن الوعي هو الحاصل الفكري الذي ينضوي عليه عقل الإنسان، إلى جانب وجهات النظر المختلفة التي يحتوي عليها عقله، وتتعلّق بالمفاهيم المختلفة المتمحورة حول القضايا الحياتية والمعيشية. وقد اعتبر الفيلسوف الألماني هيغل أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعي ذاته، باعتباره يوجد كما توجد أشياء الطبيعة، وبوصفه موجودًا لذاته. أما الأشياء الأخرى فهي لا توجد إلا بكيفية واحدة، وبناءً عليه فإنه يجب على الفرد العيش بوصفه موجودًا لذاته، بالنظر إلى أنه مدفوع كي يجد ذاته ويتعرف عليها، وذلك في خضم ما يلقاه مباشرة ويعرض عليه من الخارج، فالإنسان يعمل دائمًا على تغيير الأشياء الخارجية، كونه يريد رؤية ذاته تتحقق بشكل موضوعي. وقد يكون الوعي حقيقيًا بطبيعة القضايا المختلفة المطروحة حول الإنسان، كما يمكن أن يكون وعيًا مضللًا وزائفًا، حيث يعتبر الوعي الزائف ذلك الذي لا يدرك الأمور والأشياء على حقيقتها التي تجري عليها، وبشكل يجعل حكمه على مختلف القضايا والأمور التي تجري من حوله حكمًا خاطئًا لا يستطيع مقاربة عين الصواب بأي شكل من الأشكال.
غير أن الوعي يشكّل تجربة تدرك من الداخل، أي أنها جوّانية تخص الذات الحاسّة والمدركة والمفكرة، وما يحدث في الوعي له معنى متاح عبر الاستبطان، حيث يبدو الوعي واضحًا لذاته، بالنظر إلى إقحامه الذات في المعنى بشكل مباشر، وينخرط الوعي في البداهات والحقائق التي يعرفها مباشرة، لأن الحقيقة تنكشف في حاضر الوعي بالفعل.
ولا شك في أن الإنسان يتوصل إلى إدراك نفسه كذات واعية، لكنه يفعل ذلك انطلاقًا من المعيش المتجدد، وبتنوع ملكاته المتضمنة للفهم والإرادة والخيال والحساسية، التي يواجه بها العالم والأشياء والغير. فالوعي حالة عقلية يتم من خلالها إدراك الواقع والحقائق التي تجري من حول الفرد في العالم، وذلك عن طريق اتصاله مع المحيط الذي يعيش فيه، واحتكاكه به، وبشكل يسهم في خلق حالة من الوعي لديه بكل الأمور التي تجري وتحدث من حوله، الأمر الذي يجعله أكثر قدرة على إجراء المقاربات والمقارنات من منظوره هو، وبالتالي سيصبح الإنسان أكثر قدرة على اتخاذ القرارات التي تخص المجالات والقضايا المختلفة التي تطرأ له.
وعليه فإن الوعي يكمن في الشعور بشيء ما والإدراك والتفكير، ويضع الفرد في العالم لكي يتحقق، ويتموضع ويتعين، ويتجسد الوعي بوصفه عودة إلى الذات التي تجعل الفرد يفكر في أنه يفكر. ويغدو الوعي وعيًا بالذات، لكن محور وجود الفرد هو الغير، وبالتالي فإن الوعي الإنساني هو وعي بالذات، ووعي بالآخر، حيث يتضمن الوعي بالذات الوعي بها في اختلاف الزمان بين الماضي والحاضر، والمستقبل، والوعي بها في اختلاف المكان بين الوطن، والإقليم، والعالم.
أما الوعي بالذات، من جهة الماضي، فهو يكمن في معرفة ذات الفرد، وكيف نشأ، وما هي مسيرته، وهل له تاريخ يتصل به، أم أنه يبدأ من الصفر، حسبما يزعم بعضهم. ومن جهة الحاضر، يتجسد الوعي بالذات في معرفة الواقع الذي يحياه الإنسان، في مختلف المجالات، وإدراكه له كما هو، بدون زيادة أو نقصان، حيث يتجلى الوعي بما يفرضه الواقع على الإنسان من قضايا واهتمامات وأولويات، ويسهم في تحسين تعاطيه معه، ولا ينفصل عنه. ويأتي الوعي بالذات من جهة المستقبل مرتبطًا بالآمال التي يرجوها الإنسان والفرص المتوقعة، وكيفية التعامل معها من خلال إمكاناته المتوافرة.
أما الوعي بالآخر، فلا تتحقق معرفة الذات حتى تتم معرفة الآخر، التي بضدها تتمايز الأشياء، وبالتالي يجب على الإنسان معرفة الكيفية التي يفكر بها الآخر، في سياق بحثه عن عوامل وممكنات التلاقي والحوار التي تجمعه به، ومعرفة أسباب الاختلاف والنزاع التي تفرقه عنه.
كما أن هناك أنواعًا عديدة للوعي، منها الوعي العفوي أو التلقائي، ويكون أساس قيام الفرد بنشاط معين، بدون أن يتطلب منه جهدًا ذهنيًا كبيرًا، لأنه لا يمنعه من القيام بأنشطة ذهنية أخرى. وبعكس الوعي التلقائي هناك الوعي التأملي الذي يستلزم حضورًا ذهنيًا قويًا، لأنه يتطلب قدرات عقلية عليا، مثل الذكاء، والإدراك، والذاكرة، وبالتالي يمنع الفرد من مزاولة أي نشاط آخر معه. أما الوعي الحدسي، فهو وعي مباشر وفجائي، ويجعل الفرد يدرك أشياء، أو علاقات، أو معرفة، بدون أن يكون قادرًا على استحضار أي استدلال. كما يوجد وعي معياري أخلاقي، يصدر الفرد من خلاله أحكام قيمة على الأشياء والسلوكيات، فيتقبلها أو يرفضها وفق قناعات وقواعد أخلاقية. وفي معظم الأوقات يرتبط الوعي الأخلاقي بمدى شعور الإنسان بالمسؤولية تجاه نفسه والآخرين.
وقد أدرك الإنسان أنه معرض لنظر الآخرين، وليس مجرد كائن في العالم، فالوجود هو وجود مدرك، الذي يدل على أن الإنسان في حياء من نظرة الآخرين، فهو واقع تحت رحمتهم، وأمام نظرتهم، وأحكامهم، وتقديراتهم، والقيمة التي يكتسبها على رأيهم، لأن الآخرين يتيحون اكتشاف ذاته. وعليه يقول سارتر بالافتراق عن فلسفة ديكارت وكانط: نبلغ بـ "الأنا المفكرة" ذواتنا أمام الآخر، والآخر هو يقين مثله مثل الأنا. فالإنسان الذي يدرك ذاته عبر الكوجيتو، يكتشف الآخرين أيضًا، يكتشفهم بوصفهم شرطًا لوجوده.
الحاصل هو أن فانين- فيرنا تركز على العلاقة بين الذات والآخر والعالم، ليس فقط على مستوى التصور، إنما على مستوى الفعل والقدرة على التحرك في العالم، وما يرافق ذلك من علاقات يبنيها الوعي مع الآخرين، وفق ثنائية التأثير والتأثر. وبحسب هذا المنحى فإن العلاقة التي يربطها وعي الفرد مع العالم والغير تبدو ليست جامدة، بل قابلة للتعديل والأقلمة، تبعًا لتعينات الوجود الإنساني وشروطه.