}
صدر حديثا

"التخطيط المسبق للرواية..." لوجدي الأهدل

6 يناير 2025


ضمن سلسلة كتاب الرافد الإلكتروني، التي تصدرها مجلة "الرافد" الإلكترونية الثقافية الشاملة من الشارقة، صدر للروائي والكاتب اليمني، وجدي الأهدل، مع عدد ديسمبر/ كانون الأول 2024، كتاب بعنوان: "التخطيط المسبق للرواية (الكتابة الإبداعية وأنسنة النص)". يقع الكتاب في أقل من 70 صفحة، ويتوزع على قسمين، الأول "الكتابة الإبداعية"، والثاني "أنسنة الكتابة الإبداعية".
وفي تصديره للكتاب، يكتب رئيس تحرير مجلة "الرافد"، الكاتب والناقد عمر عبد العزيز، تحت عنوان "كيف نكتب رواية": يقدم لنا الروائي وجدي الأهدل رؤية شاملة لماهية العمل السردي، وما هي الاستحقاقات، بل الإكراهات، التي ترافق الإبحار في زمن الإبداع الروائي، مكرسًا نصف مقالات الكتاب للإجابة على سؤال قد يبدو في ظاهره ميكانيكيًا معياريًا، لكن الإجابات تسحبك تمامًا إلى فضاءات متغايرة من حيث المفاهيم وطرق السير في غابة النصوص السردية المترعة بالأشواك والقوارض المغناطيسية، لنقف معه عند تخوم المعايير الفنية الأدبية والثقافية التي لا مفر منها لكتابة أي رواية. لكنه، لا يقدم وجبة سريعة سهلة الهضم، بل يُماهي بين المعايير والخيال والاجتهاد، والتخلي الطوعي عن مثالب الاشتغال في الحقل الأدبي بعامة، والروائي منه بخاصة".
ويتابع عبد العزيز: في البداية يشير المؤلف إلى الدور المحوري للجملة الأولى في أي كتابة، بوصفها التميمة السحرية التي قد تمنح القارئ شهدًا كتابيًا مغموسًا بالمنّ والسلوى، وقد تستنفره وتبعده عن دائرة الرحيق الصافي، وترميه في مجاهيل السديميات الدلالية والجمالية. ثم يعرِّج تاليًا على فلسفة الإيهام بوصفها مفتاحًا سحريًا من مفاتيح المخاطبة الوجدانية بشقّيها الشعوري واللاشعوري، ما يمنح المتلقين طاقة أسطرةٍ للوقائع الحياتية، ويجعل الروائي المؤثر من راكبي موجة الإيهام النبيل في النص الأدبي. وفي المقالة التالية يقف على العلاقة الملتبسة بين الأنا الكاتبة الرائية، وضرورات النص المكتوب، بوصفها تخليقًا لكائن جديد يمنح الروائي القدرة على الاحتفاظ بمكاشفة إجرائية تمنعه من التداعي الحر مع جوانياته الخاصة، فيما تجعله بطلًا حقيقيًا في عرض شخوصه.
وفي أفق آخر، يقوم المؤلف بالتبئير على خيارات النصوص الإنشائية التي تعتدّ باللغة والسرود الوصفية العامة، والتأصيلات الفكرية الفلسفية المباشرة في الوقت ذاته الذي تتخلّى فيه عن ضرورة التحبيك السردي الحكائي، فتترك متلقّيها يتخبط في دائرة المكان المتخشِّب للنصوص غير الجذّابة.
ويتحدث الأهدل عن ماهية المكان في الزمن الروائي، ويرى بعين اليقين أن الوصف المشهدي المباشر قد يكون صادقًا في تسجيل المكان وتوثيقه نصيًا، كما تفعل الكاميرا الفوتوغرافية، لكن الأهم من هذا ــ على ما له من أهمية ــ هو إعطاء المكان روحًا وحياةً خاصة، من خلال ابتكار المكان الافتراضي الذي يصل حد الواقعية الناتئة، كما فعل غابرييل غارسيا ماركيز في اعتلائه بمقام قرية "ماكوندو" الافتراضية، والتي تتموضع عند حافة شلّالٍ مائيٍّ صافٍ ينسكب فوق حجارة كبيرة ملساء وبيضاء ناصعة، كما لو أنها بيضٌ من قبل التاريخ.
ويختم عبد العزيز: بهذا الإيقاع الواصف المتزايد، يباشر المؤلف تحديد ملامح فن كتابة السرد، ناظرًا لتجارب وتجريبات عديدة فيما يحسن تقديم مادة مركّبة بلغة مبسطة سهلة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.