صدر حديثًا عن دار كنوز المعرفة بعمّان كتاب جديد للباحث المغربي مصطفى رجوان بعنوان: "حبكات وشخصيات: المقاربةُ البلاغية الحجاجية للرواية العربية"، يقعُ في 480 صفحة. وهو كتابٌ يثري المكتبة العربية من خلال دراسته للرواية من منظور البلاغية الحجاجية بغية الكشف عن إمكاناتها التّخييلية والجمالية والفكرية، وتقديم تأويلات جديدة لها. وقد عالج فيه مجموعة من الإشكالات مثل مقاربة الرواية بلاغيًّا، والمواءمة بين الحجاج والرواية ذات الطبيعية التّخييلية، ودراسة الحجاج في ظلّ التواصل المتعدد والمركب في الرواية، واشتغال حجج الإيتوس والباتوس واللوغوس في خطاب الرّواية التّخييلي، مقترحًا في النّهاية ثلاثة مداخل كبرى هي الممكنة لمقاربة مختلف الروايات حجاجيًّا حسب اختلاف طبيعة الروايات وتطوّر مفهوم الحجاج.
وقد حلّل الباحث ستّ روايات عربية إضافة إلى استشهاده بمقاطع عدد كبير من الروايات وتحليلها في سياق معالجة الإشكالات والقضايا الجزئية، مؤكّدًا أنّ كلّ رواية نصّ خاصّ يفرِضُ مدخل تحليله وطريقته، وأنّ تحليل الحجاج في الرواية لا بدّ أن يكونَ بعد القراءة متناغمًا معها لا عُدّة جاهزة بهدف مجرّد التّجريب.
جدير بالذّكر أنّ هذا الكتاب هو الرابع في سلسلة السّرديات البلاغية التي يشرف عليها الباحثان المغربيان مصطفى رجوان وعادل المجداوي. وقد أشار الباحث إلى أنّ الأعمال السابقة تتعالق معه، فالكتاب الأوّل، "بلاغة التواصل السردي" لعادل المجداوي يعدُّ عملًا مؤسّسًا في المقاربة البلاغية للرواية، أمّا الكتاب الثاني، "الحجاج والتواصُل السّرديّ"، وهو كتاب جماعي، ففيه مجموعة من التصورات والمقالات المترجمة التي تعالج إشكال علاقة الحجاج والسّرد، أمّا الكتاب الجماعي الثالث، "السرديات البيئية"، وهو كتاب جماعيّ أيضًا، فيتقاطع معه كتاب رجوان الأحدث في معالجته نموذجًا من السّرد البيئي من منظور المقاربة البلاغية الحجاجية.