ضمن إصدارات دار العائدون للنشر- الأردن، صدر حديثًا للباحثة والأكاديمية اللبنانية الدكتورة عايدة الجوهري كتاب بعنوان "في كراهية النساء: حكاية ردينة وأخواتها" (80 صفحة قطع صغير)، متضمّنًا مقدّمة وأربعة فصول وخاتمة، تشتغل فيه الباحثة على حكايات المرأة المضطهدة منذ طفولتها من قبل الأم والأسرة والمجتمع، وخصوصًا حين تخضع هي نفسها للاضطهاد. وفي كلمة الغلاف الأخير ما يوضح الهدف الرئيس لهذا البحث، وهو إلقاء ضوء كاشف على الآثار النفسية والعقلية والإدراكية التي تتركها آليات الاضطهاد والنبذ، والكراهية، الذكورية، على الصحة النفسية للنساء، والتي تُترجَم بصورة أساسية بشعورهنّ بالنقصان، وفي المقابل يحاول البحث إبراز مختلِف الحلول المطروحة لخروجهنّ من مأزقهنّ.
وتقول الباحثة في مقدمتها:
وقد اخترنا مصطلح «كراهية» عنوانًا للكتاب، ونعني بالكراهية النفورَ من الشيء، وتجاهلَه، ومحاولةَ تدميره لسبب يعود إلى الشخص الكاره، وليس للشيء ذاته، ومن أعراض الكراهية، أن يكون للكاره، موقف عدائي مستمر من الشخص المكروه، وألّا ينظر إلى أيّة إيجابية تصدر منه، وأن يرفض التعاطف معه، أيًا كانت الوضعية التي يوجد فيها هذا الأخير، لأنّه يرفض ضمنيًا الاعتراف بالأواصر التي تربطه بمَن ينفر منه. إنّه طاعون المشاعر.
ونحن نعتقد أنّ الشرطَ الأساس لانعتاق النساء من الأغلال التي تُكبّل كينونتهنّ، هو التخلّص من شعورهنّ بالنقصان والدونية، والتخلّص من آثار الأذى الذي لحق بهنّ، بوصفهنّ كائنات غير مرغوب في ولادتهنّ، ووجودهنّ، والتخلّص في الآن عينه من التنميطات والترسيمات الجِندرية التي حشرتهنّ في أدوار وخصال وملامح مخصوصة، وتلبّس ذوات جديدة قشيبة.
كما نعتقد أنّ انعتاقَ النساء من شعورهنّ بالنقصان، لا يتحقّق من تلقاء ذاته، وبسحر ساحر، بل بتوفُّر شرط خارجي بديل، بات نظريًا في متناول الإناث العربيات، وهو شرط التعليم والعمل والإنتاج، إلا إذا شاءت السياقات الاجتماعية الطبقية، الفقر والتهميش، أو القيم الثقافية المتوارثة الملازمة للمجتمعات الفقيرة والمهمّشة، والآيلة إلى الاعتقاد بأنّ الإناث خُلقنَ من أجل خدمة الرجل وبقاء النسل، لا من أجل ذواتهنّ، حرمانَهنّ من هذا الشرط - الفرصة.