}

"متحف كارل ماي".. مقتنيات عربية وقرآن كريم بخط اليد

ناصر ونوس ناصر ونوس 11 يناير 2022
أمكنة "متحف كارل ماي".. مقتنيات عربية وقرآن كريم بخط اليد
كارل ماي وبيته الذي أصبح متحفًا بعد وفاته

 

لا بد لعاشق الأدب والثقافة والفنون الذي يعيش في مدينة دريسدن أو يزورها من أن يزور بيت الأديب كارل ماي في منطقة راديبول؛ البيت الذي عاش فيه الكاتب العقدين الأخيرين من حياته وتحوّل بعد وفاته إلى متحف باسمه.

من هو كارل ماي؟

رغم أنه غير معروف في الوطن العربي إلا أنه الكاتب الألماني الأكثر شعبية في بلده. فشعبيته فاقت شعبية كل من غوته وشيلر رمزي الأدب الألماني الأشهر. كما أنه الكاتب الأكثر غزارة؛ بحيث زادت مؤلفاته عن السبعين كتابًا، بيع منها بلغته الأم ما يقارب المئة مليون نسخة.

ولد كارل ماي عام 1842 وترعرع في بيئة فقيرة في قرية أرسينال التابعة لمدينة تسفيكاو في ولاية سكسونيا الألمانية. وتوفي في راديبول، إحدى ضواحي مدينة دريسدن، عام 1912. قادته مغامراته المبكرة للدخول إلى السجن، لكنه في السجن تفرغ لقراءة القصص والروايات التي تزخر بالمغامرات الخيالية، وتعج بالأبطال المغامرين. وهو ما ساهم في جعله كاتبًا على هذا النحو. فأعمال كارل ماي تحفل بالمغامرات والرحلات إلى أقاصي الشرق وأفريقيا وأميركا. وكان الكاتب يقول إنه هو بطل تلك المغامرات التي يكتب عنها، رغم أنه في الواقع لم يتحرك خارج حدود أوروبا إلا بعد أن بلغ به العمر عتيًا. من هنا جرى نقاش واسع منذ ظهور مؤلفاته بخصوص ما إذا كان أدب كارل ماي "يساهم في إفساد الجيل الشاب" نظرًا لأن حبكات رواياته واهية ومكتوبة على نمط واحد، وليست سوى "تخيلات مبتذلة غايتها تلبية الرغبات" حسب ما يقول أحد النقاد.
 

 من داخل متحف كارل ماي (الطابق الثاني) ونسخة من القرآن الكريم بخط اليد


من خلال البحث في الشبكة العنكبوتية لم نجد في اللغة العربية أثرًا لمؤلفات كارل ماي. رغم أن أحد كتبه يحمل عنوان "من بغداد إلى إسطنبول". لكن يبدو أن أحدًا من المترجمين العرب لم ينتبه إليه، أو أنه انتبه إليه وقرأه ولم يجد فيه الأهمية التي تدفعه لترجمته.

يتألف متحف كارل ماي من مبنيين، واحد يسمى "فيلا شاترهاند" (Villa Shatterhand) وهو المبنى الرئيسي الواقع بمحاذاة الشارع العام الذي سمي لاحقًا باسمه "شارع كارل ماي"، ويحمل هذا المبنى الرقم 5 من هذا الشارع. وهو المنزل الذي عاش فيه كارل ماي لمدة عقدين من الزمن، ويتألف من طابقين. الأول يضم أعماله الأدبية بطبعاتها وترجماتها المختلفة، ومنها الطبعات الأولى لهذه الأعمال. كما يضم التحف والمقتنيات التي جمعها كارل ماي خلال أسفاره. بينما يتألف الطابق الثاني من صالة كبيرة تحتوي على مكتبته الضخمة وطاولة الكتابة، وأريكة وعددًا من المنحوتات ومجسمًا للكرة الأرضية، التي لا بد وأن كارل ماي كان يتأملها كثيرًا ويتفحص البلدان التي سيؤلف عنها كتب الأسفار والمغامرات. كما يضم هذا الطابق الصالة التي اعتاد على الجلوس فيها للكتابة والتأمل.

من بين المقتنيات ما ضمته خزانة زجاجية من نسخة قديمة من القرآن الكريم بخط اليد، هو خط مغاربي، وآنيات نحاسية عربية منها إبريق القهوة، وكذلك عددًا من السيوف العربية، بينما علقت في الخلفية سجادة صلاة. وفي خزانة زجاجية أخرى نجد زيًا عربيًا تقليديًا كاملًا، وبجواره بعض الأدوات العربية التقليدية. وفي خزانة زجاجية ثالثة نجد قطعًا أثرية مصرية يتضمنها كتاب كتب على غلافه بالإنكليزية "Souvenire of Egypt" (تذكار من مصر). ويبدو أن الكاتب كان قد حصل على هذه المقتنيات أثناء زيارته للمنطقة العربية.

مقتنيات عربية وزي عربي في المتحف 



أما المبنى الثاني فهو مبنى خشبي يسمى "فيلا بيرنفيت" (Villa Bärenfett) قامت أرملة كارل ماي السيدة كلارا ببنائها بغية إلقاء الضوء على الأمكنة التي زارها ماي، أو حتى تخيلها وتحدث عنها في أعماله الأدبية، ومنها، كما جاء في التعريف بها: "مجموعة من البيئات المعيشية الثقافية والتاريخية للسكان الأصليين في أميركا الشمالية والتي تعد فريدة من نوعها في أوروبا".

زيارة بيت كارل ماي ومتحفه إذًا تتيح للزائر استكشاف حياة الكاتب التي كانت غنية بالأحداث والمغامرات، والذي يعتبر أحد أهم كتاب ألمانيا من حيث عدد المؤلفات والطبعات وأرقام البيع واللغات التي ترجم إليها.

(الصور بعدسة كاتب المقال)

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.