أعلنت سلطات العاصمة الإيطالية روما عن بدء عملية تجديد شاملة لنافورة تريفي الشهيرة، وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس للأنباء. وتعد هذه الخطوة جزءًا من استعدادات المدينة لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار خلال يوبيل 2025، وهو حدث ديني كاثوليكي مهم من المتوقع أن يجذب نحو 30 مليون شخص إلى المدينة.

بدأت أعمال التجديد يوم الاثنين، حيث سيتم تركيب جسر مؤقت فوق حوض النافورة، مزود بألواح زجاجية تسمح للزوار بمشاهدة هذا المعلم الروماني الشهير عن كثب في أثناء استمرار عمليات التنظيف والصيانة في الجزء السفلي منه. ومن المقرر أن يكتمل بناء الجسر خلال الأسابيع القادمة، مما سيتيح للسياح فرصة فريدة لرؤية النافورة من زاوية جديدة تمامًا.

وتشير التقديرات إلى أن نافورة تريفي تستقبل ما بين 10 إلى 12 ألف زائر يوميًا، مما يجعلها واحدة من أكثر المعالم السياحية شعبية في روما. وقد ساهم مشهد شهير من فيلم "لا دولتشه فيتا" للمخرج الإيطالي الشهير فيديريكو فيليني في ترسيخ مكانة النافورة في الذاكرة الجماعية العالمية.

وأوضحت بلدية روما أن موقع النافورة في منطقة مشاة مزدحمة، إضافة إلى الظروف المناخية الخاصة، قد شجع على نمو نباتات غازية وتراكم رواسب كلسية، مما استدعى هذه العملية الشاملة للتجديد والصيانة. وستستمر الأعمال حتى نهاية العام الجاري.

وفي إطار جهود الحفاظ على هذا المعلم التاريخي، كشف رئيس بلدية روما، روبرتو غوالتييري، عن خطط لضبط عمليات الدخول إلى موقع النافورة للحد من عدد الزوار المسموح لهم بعبور الممشى في وقت واحد. كما أشار إلى احتمال فرض "مساهمة مالية صغيرة" عند المدخل، وهي فكرة كانت قد طُرحت بالفعل في الشهر الماضي.

وتأتي هذه الإجراءات في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى تحسين إدارة المواقع السياحية في روما وضمان استدامتها. وتعتبر نافورة تريفي، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، واحدة من أهم معالم المدينة وتجسيدًا حيًا لتراثها الثقافي والفني الغني.

ومع اقتراب يوبيل 2025، تسعى السلطات الإيطالية إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على التراث التاريخي للمدينة وتلبية احتياجات السياح المتزايدة. ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تعزيز تجربة الزوار وضمان استمرارية هذا المعلم الأيقوني لأجيال قادمة.