}

الحرب أمّ التاريخ (1-2)

جورج كعدي جورج كعدي 21 فبراير 2025
إناسة الحرب أمّ التاريخ (1-2)
لوحة "القبض على القدس" للفنان إميل سينيه 1847 (Getty)
يسعنا القول مع غاستون بوتول Gaston Bouthoul إنّ الحرب هي أم التاريخ. هي التي ولدته. لم يولد التاريخ إلّا بكونه تاريخ الحروب، لا غير ذلك، ولعلّه سيبقى دومًا "تاريخ الحروب والمعارك". يستند المؤرخون إلى الحرب التي تدلّ على المنعطفات الكبرى للحوادث، شئنا أم أبينا. فبالحرب كادت سائر الحضارات المعروفة تزول، وبالحرب كادت الحضارات الحديثة تشقّ طريقها. وبالحرب تتثبّت ضروب التفوّق التي تضع مجتمعًا ما (كالولايات المتحدة اليوم، والإمبراطورية الرومانية بالأمس) فوق هامة الإنسانية لزمن يتفاوت طولًا وامتدادًا. لذا يتساءل بوتول عن سبب تأخّر الباحثين كثيرًا قبل ولادة علم اجتماع الحرب (Polémologie) الذي رسّخ هو نفسه دعائمه، فالحرب هي في عرفه أهمّ ظاهرة اجتماعية يملك الناس أجمعين فكرة عنها كشهود عليها أو خائضين لغمارها. حتى الصبية يلعبون "لعبة الحرب".
تسعى فئة من البشر (فلاسفة، مشرّعون، دعاة سلام...) إلى منع الحرب، فيما تريد فئة أخرى تنظيمها بقوانين وشرائع واتفاقيات دولية لم تثبت جدواها إلى اليوم، على طريقة "قانون الشرف" قديمًا الذي ينظّم مبارزة المتبارزين "المهذبين"، أو وفق قواعد مماثلة لمباريات الملاكمة أو كرة القدم! حتى في الحضارات التاريخية الأولى والسحيقة جدًا كانت الحرب تحتلّ مكانةً عظيمة ويحظى النشاط الحربي الذي تمارسه الآلهة بمديح عظيم من الأقوام البدائية التي كان لديها "أودان" (odin) إله المعارك الذي يستقبل في ساحة "القصر الإلهي" محاربين سعداء محاطين بالغنائم والعبيد والأسرى وهم يشربون شراب العسل في جماجم أعدائهم ويأكلون ماشيتهم ويتقاسمون أسلابهم.




وإذا كانت الأساطير الصينية القديمة أكثر نزوعًا إلى السلم، فإن الهند البراهمية كانت على النقيض عاشقة للحرب عشقًا غريبًا. وتضجّ الملاحم الشعرية العظيمة مثل الـ"رامايانا" Ramayana بأوصاف المعارك، وتغطّي نقوش المعارك المعابد الهندوسية. وترينا الأساطير اليونانية الإله زيوس  Zeusوآلهة آخرين يقاتلون الـ"تيتان" Titaneوالعفاريت المردة. وتقديم القرابين بكثرة إلى الآلهة مألوف في الحضارات المعروفة كلّها، قبل المعركة وبعد الانتصار فيها، إمّا ذبحًا للأسرى وإمّا عبر ترك جزء من الغنائم للمعابد، وكان السجناء يُذبحون بالآلاف لدى الأشوريين والمصريين والأزتيك.
الكثير يمكن قوله أيضًا عن العنف في الأديان، ففي العهد القديم خُوِّلَ الله (يهوه) صفات حربية فكان "إله الجيوش"، تبدأ الحرب بأمر صريح منه ولا شيء يتمّ من دونه: "فلا ترهبهم لأنّ الرب إلهك في ما بينكم إله عظيم رهيب (...) والرب إلهك يستأصل أولئك الأمم من بين يديك قليلًا قليلًا (...) ويسلمهم الرب إلهك بين يديك ويوقع عليهم اضطرابًا شديدًا حتى يفنوا (...) ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحو أسماءهم من تحت السماء" (سفر تثنية الاشتراع)، وما أخذ بنو إسرائيل "أرض الميعاد" إلّا بأمر من الله "لأن الرب بالنار والسيف يخاصم كل البشر ويكون قتلى الرب كثيرين (...) ويخرجون ويرون جثث الناس الذين عصوني" قال الرب (سفر إشعيا، الفصل 66). أمّا القرآن فيعدّ الدعوة إلى الإسلام بالسلاح واجبًا دينيًا، فالحرب مثل أعلى وأمر من الله: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا صاغرون" (السورة 9، التوبة، الآية 29). والجنة في الإسلام معدّة للمجاهدين في سبيل الله وحدهم الذين قُتلوا وهم يقاتلون: "لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعدّ الله لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم" (السورة 9، التوبة، الآيتان 88 - 89). وأمّا المسيحية السلفية الأولى فكان لها من الحرب موقف أصيل إذ لعنتها كلّيًا: "من أَخَذَ بالسيف أُخذ بالسيف"، ورفض أوريجان Origène وترتوليان Tertullien والقديس أمبرواز Ambroise استخدام العنف أيًّا يكن هدفه. وعقيدة نبذ العنف التي اعتنقها تولستوي وغاندي هي رجع صدى مسيحيّ. ومع ذلك، سرعان ما وجدت الكنيسة نفسها مرغمة على التآلف مع القوة، فكانت الحروب الصليبية التي تجاوزت الحذاقة الجدلية للاهوتيين فنصّب "القديس برنار" نفسه مدافعًا عن "الحرب المقدسة"(!) وأطرى شمامسة مسيحيون الأعمال الوحشية في الحرب إطراءً لا اعتدال فيه(!) فكتب ريمون داجيل  Raymond d'agiles، كاهن كنيسة "پوي" (Puy) الجامعة، في مسألة الاستيلاء على القدس: "رأيتُ أشياءً تثير الإعجاب... كانت تُرى في الشوارع وعلى ساحات المدينة أكوام من الرؤوس والأيدي والأرجل. ولقد كان الناس والفرسان يجوسون خلال الجثث من كل الجوانب... وفي الهيكل والرواق كان الناس يمشون ممتطين صهوات جيادهم يخوضون في الدماء حتى ركب الفرسان وأعنة الخيل... لقد كان عادلًا ومثيرًا للإعجاب حكم الله الذي أراد أن يتلقى هذا المكان نفسُهُ دَمَ هؤلاء الذين نجّسوه بسبّهم الدين. إنها مشاهد سماوية... في الكنيسة وفي كل المدينة، كان الشعب يشكر الرب"(!).

يرى نيتشه أن "الحالة الطبيعية هي حالة الحرب، ولا نتوصل إلى السلام إلا في أزمنة معينة" (Getty)

من المفارقات الكبرى في تاريخ الفكر الإنسانيّ أننا لا نقع في الفلسفة اليونانية على موقف أخلاقي جديد حقًا من مسألة الحرب، فالحرب في نظر هيراقليط Héraclite هي آلة النظام الإلهي: "الحرب أم جميع الأشياء، تجعل من البعض آلهة، ومن الآخرين عبيدًا أو رجالًا أحرارًا". ورغم أنّ أفلاطون وأرسطو لا يجدان تسويغًا لها ويستنكرانها عند اللزوم، إلّا أنّهما يسلّمان بمشروعيتها تسليمًا تامًا، سواء في صورتها الهجومية أو في صورتها الدفاعية حينما تكون ضرورية لخير المدينة، وهما يعدّانها في شكل خاص "حادثًا إيجابيًا لا نزاع فيه، فالمدينة هي قبل كل شيء كائن عضويّ دفاعيّ وقلعة جماعية". أمّا بين فلاسفة العصر الحديث فإنّ أبرز الداعين إلى السلام بين الأمم وبين البشر هو الفيلسوف الكبير كانط الذي يعيّن في كتابه الصغير "مشروع للسلم الدائم" عددًا من المبادئ التي استُلهمت لوضع ميثاق ويلسون لعصبة الأمم، مع أنّ كانط نفسه يخلص إلى أنّ "السلم الدائم غير قابل للتنفيذ، إنما يمكن أن نقترب اقترابًا لا حدّ له". بينما يعدّ هيغل، في المقابل، مسوِّغًا للحرب عامةً، إذ ظلّ يدافع عن طابعها "التمدينيّ"، ما يعني أنّ الحرب "تمدّن" المجتمعات في رأيه وتبعث فيها نشاطًا وحيوية مستجدين، فبالحرب تحقق الدولة "شعورها الأسمى"(!). وكان نابوليون مولعًا بهيغل... قبل هزيمته. الحرب في نظر هيغل شرّ لا بدّ منه يبلغ منتهاه بتحقيق "الفكرالمطلق". أمّا نيتشه فتعوّد "محبّو الحرب" ذكر اسمه لكونه من أكبر مادحي الحرب بأسلوب "سينيكيّ" حاد: "عليكم أن تحبّوا السلم حبّ وسيلةٍ للحروب الجديدة (...) تقولون: إنّما السبب المشروع يسوّغ الحرب، وأقول لكم: إنّما الحرب الشديدة تسوّغ كل سبب... يا إخواني في الحرب". تبدو الآلام التي تولّدها الحرب "مدرسة بارعة"(!) يقول فيلسوف "الإنسان المتفوّق": "لكي تكون المحنة منتجة، يجب أن تكون الحرب ضاريةً ومجرّدة من الشفقة. فالفضائل الوحيدة هي البأس والقسوة والجرأة والحيلة والذكاء، وبكلمة واحدة القوة" (ألا يبدو لنا نتنياهو وزمرة السفاحين في كيان الاحتلال خير تلاميذ لهذا القول النيتشويّ؟!).




يمضي نيتشه أبعد في دعوته إلى الحرب والقسوة: "قامت الحرب والشجاعة بأمور أعظم مما قام به حب القريب. فالحرب هي المحنة الجيدة، والمسابقة النزيهة العادلة الوحيدة، وإذا ما قلنا: إنها الشيء الوحيد الذي يمكن تصوّره، قلنا حقًا". يرى أن على الإنسان العودة إلى الحرب بدافع من الغريزة التي يحاربها العقل.
لدينا في المقابل المناهضون للحرب ويتقدمهم المفكر والأديب والفيلسوف الكبير ڨولتير الذي يرسم الحرب بنظرته الساخرة: "ثمة وأنا أتحدث إليكم مئة ألف مجنون من نوعنا يعتمرون القبعات ويقتلون مئة ألف حيوان آخر تسترهم العمائم في سبيل بضعة أكوام من الوحل (...) وليس لنا سوى أن نعرف هل ينتمون إلى رجل سلطان أم إلى آخر اسمه – ولا أدري لماذا – قيصر (César). وما من حيوان من هذه الحيوانات يدرك قَدْرَ الحيوان الذي يذبح بعضهم البعض الآخر من أجله". والحرب بحسب إميل – أوغست شارتييه (المعروف باسم Alain) تنسف كل إنسانية في الإنسان، وهي "الفساد الأخلاقيّ الأساسيّ. إنّها انفعال (...) الشعب في الحرب مثل الجريح الذي يمزّق ضماداته (...) الحرب هي دائمًا الشيء نفسه، عنف ميكانيكي، ثأر على ثأر، عدل مسحوق، إنسانية مذمومة، كذب ممدوح، إنّها السرقة المشروعة ومملكة الأشرار والطغيان بداخلنا".
ندّد الفيلسوف واللاهوتي الإنكليزي توماس مور Thomas More بالحرب تنديدا شديدًا لكونها مصدر شرور الإنسان وتمثّل كل ما هو فظيع. ورأى مواطنه الفيلسوف جون لوك Jhon Lock "أنّ الأثر المباشر للحرب هو العبودية التي لا تمثل شيئًا آخر غير استمرار حالة الحرب بين المتفوّق والمهزوم"، فالعبودية ملازمة للحرب لأنّ من يستولي على ممتلكاتي يهدّد في نهاية الأمر حياتي فيمنحني بذلك الحق في الدفاع عن نفسي من خلال القضاء عليه. تتأسّس العبودية على هذا العنف المضاد العادل (تحضرنا هنا حرب التحرّر الفلسطيني لاستعادة الأرض والقضاء على المحتلّ المستَعبِد والمستعمِر). ويميّز لوك بين حرب عادلة وحرب غير عادلة، فأصل الحرب العادلة هو وجود ظلم، ولا يمكن أن تكون الحرب العادلة سوى دفاعية، هدفها وضع حدّ للظلم. أي أنّ الحلّ لمنع الحروب هو الصراع ضد الحرب بواسطة الحرب ذاتها، ومقابلة العنف بالعنف، وتدمير الحرب الجائرة بالحرب العادلة. علمًا أن ذلك يشيع حالة من الفوضى التي لا يمكن الخروج من دائرتها المفرغة، ويضع الإنسانية في حالة حرب دائمة.

يبيّن لنا كانط أن الميل الى الحرب مغروس لا محالة في الإنسان (Getty)

من ناحيته، يقرّ كانط بحقيقة الحرب التي تبدو له "نقشًا في الطبيعة الإنسانية"، والنوع الإنساني بالنسبة إليه ليس سوى "نسيج من الجنون (...) والإنسان قُدَّ من خشب معوّج أي منثنٍ على ذاته (...) وشرط السلام هو إصلاح اعوجاج الإنسان على نحو يمكّنه من الاقتراب أكثر فأكثر من الاستقامة". يبيّن لنا كانط أن الميل الى الحرب مغروس لا محالة في الإنسان، وأنّ صراع الإرادات متواصل. غير أنّ فيلسوف السلام لا يفقد الأمل كلّيًا إذ يرى البشر مثل الأشجار في الغابة "حيث تسعى كلٌّ منها إلى التفرّد عن الأخرى بالهواء والشمس فيترتّب عن هذا الجهد في تجاوز بعضها البعض نموّها الجميل والمستقيم". في هذا الإطار نظر كانط إلى السلام الدائم، إذ قامت الحرب بالوظيفة التي كان على العقل القيام بها: "وهكذا، فبواسطة أداة الحروب، تدفع الطبيعةُ الدولَ نحو فعل ما كان ينبغي للعقل أن يقوم به، من دون أن أن يكلّفها ذلك امتحانات عسيرة، أي الخروج من حالة الفوضى والتوحش للدخول إلى مجتمع الأمم". بالنسبة إلى كانط، لا يمكن أن يكون "الحلّ" إلّا سياسيًا، والسلام الدائم على مستوى دوليّ أمر لازم لتكوين "فدرالية الدول الحرة". لكنّ تفاؤل كانط هذا بالسلام بين الدول والأمم يدحضه الفيلسوف الألماني يوهان فيشته Fichte بقوله إنّ الواقعية السياسية تعلّمنا أنّ الحرب حاضرة دومًا في علاقات القوة بين الدول، تحصل بمجرّد اختلال توازن القوى. بالنسبة إلى فيشته: "لا وجود لقوانين ولا لحقّ في العلاقات بين الدول، وكلّ ما هنالك هو حق الأقوى".
في مقابل الفلسفة المناهضة للحرب والمندّدة بها، ثمة ويا للأسف فلسفة ممجِّدة للحرب يمثّلها في شكل خاص كلٌّ من هيغل ونيتشه الذي يرى أن "الحالة الطبيعية هي حالة الحرب، ولا نتوصل إلى السلام إلا في أزمنة معينة"، فالسلام ليس سوى هدنة، ولا إمكان لتطوّره. بينما يرى هيغل أن الحرب هي، ضمن فلسفته حول "فينومونولوجيا الروح"، أداة الإنسان للتحقّق التامّ وإرضاء نفسه في مجال الإعتراف الكليّ(!)، فالشعب في عرف هيغل هو صانع التاريخ ولا يكون شعبًا إلّا في النطاق الذي يختبر فيه حريته عبر الموت والحرب. وهكذا فإن "الحرب ضرورة" لا يوجد الشعب من دونها. الحرب بالنسبة إلى الشعب "مرحلة مرآة" تظهر ديناميكيته "فالحروب السعيدة(!) تمنع حدوث الاضطرابات الداخلية وتعزّز قوة الدولة الداخلية" (تصحّ هذه النظرية الهيغلية تمامًا على الكيان الصهيونيّ الذي يحتاج دومًا إلى الحروب للحفاظ على تماسكه الداخلي ومنع انفجاره). الحرب في نظر هيغل حتميّة لأنها "حالة صحّية وإتيقيّة للشعب"(!) و"على الحكومة أن تزعزع، من حين إلى آخر، سكينة الشعب بواسطة الحرب، وتربك نظامه الرتيب (...)"(!). فكّر هيغل في الحرب كمفهوم على مستوى صيرورة الفكر وقطع مع مفهوم التفسير الكلاسيكي الذي غطى الحرب بتفكير أخلاقي وأيديولوجي ذي مرجعية تاريخية.
أتى نيتشه بعد ذلك ليهدم مفهوم الحرب الذي وضعه هيغل، ممجّدًا الحرب من زاوية مختلفة تمامًا خارج "فينومونولوجيا الروح" الهيغلية التي تضع الحرب في خانة الاكتمال الروحيّ و"الروح المطلقة". يعتقد نيتشه أنّ كل إرادة تمارَس بالضرورة على إرادة أخرى، وكل العلاقات القائمة بين الإرادات تتحقّق بكونها "فاعلة" (قوة تقود) و"منفعلة" (قوة تطيع). الحرب في عرف نيتشه تحرّر الإنسان من المعرفة الزائفة والمتعسفة، ومن المواضعات الأخلاقية المقيّدة لحريته. هنا يقع الاختلاف الجذريّ بين هيغل ونيتشه، فالحرب ليست سبيلًا إلى الارتقاء الروحي بل صراع من أجل السلطة، صراع من أجل الحياة، إلى حدّ يدفع نيتشه إلى القول: "يمكن النصح بالحرب على أنها علاج للشعوب التي تُنهَك قواها على نحو بائس"، أي أن الشعب المنهك، المهزوم، يخوض الحرب ليستعيد حياته وينجو من الخضوع والعبودية والضعف "فإنّ شعبًا يحيا هو الشعب الذي يشعر بأنه ليس في حاجة الى الحروب" يقول نيتشه في "المسافر وظلّه". 

(يتبع)

٭ ناقد وأستاذ جامعي من لبنان. 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.