يطرّزون الثوب فإذا بهم يحافظون على شجنٍ راسخٍ من شجون الهويّة الضاربة جذورها في أرض كنعان... يغرزون الخيطَ الحرير فيه فإذا بحكايا الجدات تستعيد عافيتها... وبلصوصِ الظلام ينْكفئون... وإذا بالموّال هو الموّال من أوّل الزمان حتى آخر الزمان، فلسطينيٌّ كنعانيٌّ لن يمحيهِ تطهيرٌ عرقيّ، ولن يزيّف مفرداته سارقٌ صهيونيّ.
ومنذ نكبة الشعب الفلسطيني غدا التمسّك بالثوب على اختلاف مدنهِ الفلسطينية؛ ثوب يافا، بيت لحم، بئر السبع، نابلس، القدس، رام الله، غزّة، جنين، المجدل، وهلمّ جرّا... تمسكًا بالحق... تثبيتًا لركنٍ من أركان الحقيقة، ولعل هذا ملخّص ما أراد أن يقوله ذات احتفاء بالثوب، الروائي جبرا إبراهيم جبرا: "إنّ الثّوب الفلسطينيّ يمثّل بمجموعِهِ فرحًا بالحياة وإقبالًا عليها وتجاوبًا معها، حتّى يكاد يبدو وكأنّه وليد طقوس هي طقوس الخصب ورفض الموت والتّهليل لقوى الانْبعاث في الإنسان كما في الزّرع والضّرع. فما نقشتهُ المرأة الفلسطينيّة وطرّزته سواء لنفسها أو لغيرها، إنّما كانت تنجزهُ وفق حسٍّ عميقٍ بروعةِ الوجود وغزارتِه. إنّ التّطريزَ الفلسطينيَّ فنٌّ أبدعه حبٌّ عارمٌ لكلِّ ما هو حيٌّ وراسخٌ وأصيل. يحقّ للفلسطينيّةِ وللفلسطينيّ أن يفاخرا العالم بكلِّ هذا الحب، وكلِّ هذا الإبداع الفنيّ التراثيّ البهيّ". أمّا أنا فأزيد وأقول إن تطريزَ الفلسطينياتِ هو فنٌّ من فنون الهوية... ومن تجلياتِ انبعاثِها، في كل مرّة، من جديد.
الثوب الغزّيّ
لعلّنا نجانب الدقّة والحقيقة، إنْ قلنا إنَّ ثوب غزّة يختلف جوهريًا في المبنى والمعنى عن أثواب باقي مدن فلسطين، ولكن الخصوصية التي تجعلنا نركّز على ثوب غزّة في هذا الظرف التاريخيّ، هي ما تتعرّض له غزّة المدينة والقطاع خلال العدوان عليها من إبادة جماعية وتدمير ممنهج واستهداف مختلف مظاهر المدنية والحضارة وكل ما يعزّز تاريخيةَ وجود أهل غزّة فيها منذ آلاف السنين. من هنا جاءت سرقة معظم آثار غزّة، أو تدميرها إن تعذرت سرقتها. ومن هنا جاءت، بحسبِ تقارير إعلاميّة محلّيّة، جريمة تدمير الجيش الصهيونيّ خلال العدوان الوحشيّ الغاشم بعد السابع من أكتوبر 2023، أكثر من خمسين مركزًا نسائيًّا للتطريز اليدويّ، ومئات من المشاريع الخاصّة للمطرّزات الفلسطينيّة في القطاع، في سعيٍ صهيونيٍّ همجيٍّ لإبادة كلّ ما هو فلسطينيّ فوق أرضنا المحتلّة، وإلغاء الهويّة الثقافيّة العربيّة الفلسطينيّة بعد فشل الاحتلال في تهويدها. فهم يعرفون قبل غيرهم، وأكثر من غيرهم، أن التطريزَ "فنٌّ كنعانيٌّ مرتبطٌ بالهويّة الفلسطينيّة".
وأن الفلسطينيين الذين يعشقون أرضهم حتى الموت من أجلها، وليس بيعها كما أشاع من أشاع، ظلّوا يناضلون، وواصلوا من دون كللٍ أو ملل، حتى حقّقوا في عام 2021، إنجازًا مهمًّا ألا وهو انتزاعهِم إدراجَ منظّمة الأُمم المتّحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) "فنّ التطريز في فلسطين: الممارسات والمهارات والعادات" على لائحتها للتراث الثقافيّ غير الماديّ، التي تُعدُّ سجلًا غنيًّا للتراث الإنسانيّ، الحيّ منه أو المهدّد بتأثير النزاعات والعولمة والحداثة. وبهذا يكون "فنّ التطريز"، العنصر الوحيد المرتبط مباشرة بالهويّة الفلسطينيّة والمسجّل على قوائم المنظّمة الأمميّة.
ولأن غزّة من المدن الكنعانية القديمة، التي يعود تاريخها الكنعاني إلى أزيد من خمسة آلاف عام ماضية، فإن الملامح الكنعانية في أثوابها أوضح من مدنٍ فلسطينية أخرى، خصوصًا طغيان اللونيْن القرمزيّ والأرجوانيّ على المشغولات اليدويّة الغزّاوية، وهما لونان يتّصلان مباشرة بالكنعانيينَ ومنسوجاتِهم.
الباحثةُ الفلسطينيّةُ حنان قرْمان منيّر، مؤلّفة كتاب "الأثواب التقليديّة الفلسطينيّة.... نشأة وتطوّر"، تؤكّد على وجود مئات الوثائق والصور التي ترصد تطوّر الثوب الفلسطينيّ منذ العهد الكنعانيّ وحتّى اليوم، ما يثبت الوجود المتّصل للشعب الفلسطينيّ الذي يُعد امتدادًا للكنعانيينَ، ويدحض الرواية الصهيونيّة التي تزعم أنّ وجود الشعب الفلسطينيّ في فلسطين يعود لفترة الفتح الإسلاميّ فقط. وهي تورد في كتابها أنّ الثوب الفلسطينيّ يعود إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح بأكثر من ألفيّ عام.
وقد كَتب كثيرٌ من المسافرين إلى فلسطين خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين عن الأزياء التقليديّة الفلسطينيّة، خاصّة الثوب "الدجنيّ" الدّارج في منطقة بيت دجن القريبة من نابلس (هي غير بيت دجن يافا). وهو مرتبطٌ بِلباس الكهنة الكنعانيين الذين كانوا يعبدون الإله "داجن"، ويلاحظ أنّ زي بابا الفاتيكان مقتبسٌ من هذا الثوب شكلًا ولونًا.
في عودة للثوبِ الغزّيّ، فما يعرفه الجميع أن اللاجئين إلى قطاع غزّة من مدن فلسطين التي احتلّت في عام 1948، يشكّلون أكثر من ثلثيّ عدد سكان القطاع، خصوصًا خارج غزّة المدينة، في جباليا وبيت لاهيا ودير البلح وخان يونس ورفح، حيث تنتشر معظم المخيمات التسعة (المخيم الوحيد الموجود في مدينة غزة هو مخيم الشاطئ)، وبالتالي فإن بعض من استقرّوا في غزة قادمين من يافا وقُراها، على سبيل المثال، أو مجدل عسقلان، حملوا معهم عاداتهم ولهجتهم وخصوصياتهم بما في ذلك سِمات أثواب نسائهم. هذا لا يعني أنه لا سمات خاصة بالثوب الغزّي، بل يعني أننا قد نجد أكثر من ثوب فلسطيني في غزّة، ولكن الأشهر والأعم هو الثوب الغزّيّ التي اشتهرت به، على وجه الخصوص، نساء دير البلح وخان يونس، حيث هناك ثوب فلسطيني يعرف باسم "ثوب نساء خان يونس ودير البلح"، وله مواصفات تميّزه عن غيره من أثواب المدن الفلسطينية، ومن هذه الخصائص التي قد يشترك في بعضها ثوب بئر السبع أنه طويل وله سروال وسترة وغطاء للرأس وحجاب، وكلّ قطعةٍ منه مطرّزة بمجموعة متنوّعة من الرموز بما في ذلك الطيور والأشجار والزهور. ويشير اختيار الألوان والتصاميم إلى الهويّة الإقليميّة للمرأة وحالتها الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وعلى الثوب الرئيسيّ يُلبس أيضًا ثوب فضفاض مُطرّز، كما يُغطى الصدرُ والأكمامُ والأصفادُ بالتطريز، وتمتدُّ الألواح العموديّة المطرّزة على طول الفستان بشكلٍ متناسقٍ، ويُنجزُ التطريزُ بخيطِ الحرير على الصوف أو الكتّان أو القطن.
ﻳﺘﻤﻴّﺰ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻐﺰّﺍﻭﻱ بأكمامِهِ الضيّقة المسْتقيمة، وبترشيدِ التطريزِ فيه واعتدالهِ قياسًا، على سبيل المثال، بكثافةِ التطريز في الثوب الخليليّ. ﻭﻣﻦ زخْرفيات الثوب الغزّيّ: ﻣﻘﺺ، ﻣﺸﻂ، ﻭﺣﺠﺎﺏ. وهي ترتّب ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ على شكل ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﻤﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﺒﺎﻋﻴﺔ. أما ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ فقد شاع استخدامها في الثوب الفولكلوريّ الغزّيّ وغيره لاعتقاد الغزيّات (والمرأة الفلسطينية عمومًا) أن الأرقامَ الفرديةَ تمنع الحسد.
يشتهرُ الثوبُ الغزّيُّ (المجدليّ منه على وجه الخصوص) برسوماتهِ التطْريزية المميزة، ذي الوحدات الهندسية الكبيرة، حيث كانت مدينة المجدل، وحتى عام 1948، مركزًا للنسيج، تزوّد به قرى فلسطين كافّة. للقماش الغزي المصنوع من القطن والكتّان كنار وحاشية مميزة من الحرير الملوّن المخطّط، حيث كانت الأقمشة تسمّى بألوان خطوطها، فالقماش المقلّم بالأخضر والأرجوانيّ كان يُسمّى "الجنة والنّار". ومن قُرى غزّة التي اشتهرت بالتطريز: أسْدود، حَمامي، كُوكبة، المسميّة، بيت لاهيا، جباليا، الفالوجة، قسْطينة، وهرْبية. (لاحظوا إيراد أسماء قرى احتلت في عام 1948، وسبب إيرادها أن غزّة التاريخية كانت تمتدُّ ضامّةً عسقلان، وكانت مساحتها زهاء 560 كيلومترًا مربعًا).
ولا ننسى أن غزّة كانت ﺗُﻌد ﺍﻟﻤﻮﻃﻦ ﺍﻷﺻﻠﻲ للشّاش الذي كان ﻳﺘﻢّ ﻧﺴجه ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺠﺪﻝ ﻋﺴﻘﻼﻥ بالقطن ﺍﻷﺳﻮﺩ، ﺃﻭ ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﻠّم باللونيْن ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻭﺍﻷﺧﻀﺮ.
صدور أثواب مدينة غزّة مطرّزة بزهرِ البرتقال، وعلى جانبيْها يصعد سعفُ النّخيل، الشجرة التي كانت غزّة حتى وقت قريب، تشتهر بها وبتمرِها. أمّا أثواب قضاء غزّة فالتطريز فيها يختلف قليلًا عن باقي أثواب المدينة، وقبّتها (الكَبّة) مثلّثة الشكل.
إلى ذلك، تُعدُّ أشكال التطريز علامات تعريف للنساء بقراهنّ في مدينة غزّة وقضائِها.
ثوب خان يونس ودير البلح
يغلب عليه التطريز بخيوط قطنيّة حريريّة ذات لون ورديّ وبرتقاليّ وأصفر مع بعض الألوان الزاهية الأخرى، ويحلّى بزخارف هندسيّة مع بعض الأنماط الزهريّة. وعادة ما تكون الزخارف الهندسيّة على شكل مربّعات بها نجوم ثُمانية الرؤوس داخل المربّع و"الرّيش"؛ ويمكن رؤيته في كلّ ركن من أركان المربّع. ويكون التطريز فوقه على شكلٍ شريطٍ أفقيٍّ يزيد ارتفاعه على 40 سنتمترًا يغطي الجوانب وكذلك المناطق الأماميّة والخلفيّة. ويمكنّنا أن نرى على الحافة العلويّة من هذا الشريط تصميمات جميلة لما يسمّى "الشَّربات" أو ما يبدو أنّه على شكل أباريقَ مع طائر على كلّ جانب وبعض الزهور/ الأوراق. الأكمام مطرّزة بخط مستقيم، ويتمّ خياطة الخطوط العريضة للوحة الصدر بخيوط حريريّة. الكتفان الخلفيّ والأماميّ يُطرّزان بغرز "اللاف" و"التهشايّة" على قطعةٍ من نسيج القطن الأرجوانيّ.
ثوب رفح
غنيٌّ بأنماط الأزهار، ويطرّز باستخدام خيوط قطنيّة وحريريّة معظمها من اللون الأحمر مع بعض الألوان الزاهية، ويمتاز بأشكال هندسيّة ونقوش زهور ملوّنة وطيور. وتكون جوانب هذه الأثواب مطرّزة بِغنى، بينما الأكمام مطرّزة بِشريطٍ عموديّ ينتهي بشريط أفقيّ. تتميّز لوحة الصدر (المطرّزة بالزخارف نفسها) بصغرِ حجمها، أمّا الخطوط العريضة فهي محاكةٌ بخيوطٍ حريريّة، بينما الحافة السفليّة الخلفيّة مطرّزة بشريط أفقيّ يزيد ارتفاعه على 30 سنتمترًا باستخدام الزخارف نفسها مع إضافة "الشّربات" أو تصميم الإبريق المطرّز على الحافة العلويّة، والحزام مصنوعٌ من قماش الكشْمير المخطّط، وكذلك الشّال المزيّن أيضًا بقطعةٍ من الكشمير.
الثوب المجدلاوي
يتميّز ثوب قرية المسميّة شرقي المجدل، بِجمال خطوطه الأرجوانيّة والخضراء المطرّزة على جانبيْه. ويسمّى نوع القماش الذي يُصنع منه بالقماشِ "المجدلاويّ"، وهو مزيّن أيضًا باستخدام نسيجٍ قطنيّ ملوّن. الثوب المجدلاويّ خالٍ عادة من التطريزِ باستثناءِ لوحة الصّدر وبعض التطريز الخفيف على الأكمامِ باستخدام خيوطِ الحرير بألوانٍ فاتحة وزخارفَ بسيطة.
ويكْمن جمال الثوب "المجدلاويّ" بِالاستخدام الفنّيّ للأقمشة القطنيّة الملوّنة في تصميمه، التي تظهر فوق الأكمام على شكلِ خطوط مستقيمة، وكذلك المنطقة الأماميّة والجوانب والحاشية السفليّة بأشكالٍ مثلّثة تسمّى "حِجابات". ويحيط بتلك المثلّثات مثلّثات أصغر منها تسمّى "تشْريف" باستخدامِ لونٍ مختلفٍ من القماش يُسيّجُ الثوبَ بخيوطٍ من الحرير الأحمر. الخطوط العريضة للوحة الصدر تُحاك باستخدام خيوطٍ من الحرير الأحمر.
ووفقًا لـ "جمعيّة إنعاش الأسرة" بمدينة البيرة في الضفّة الغربيّة، فإنّ ثوب غزّة "المجدلاويّ" المعروض في أروقة متحفها، يعد من الأثواب التراثيّة التاريخيّة، وهو يتميّز بقماشهِ المقلّم الذي تظهر في نسيجهِ خطوطٌ طوليةٌ ألوانُها مُتْرَفةٌ ومغايرةٌ للونِ القماش الأصليّ. قديمًا كان يُحبك ثوب المجدل يدويًّا على النّول وليس بالتطريز اليدويّ. ويشتهر بالتطريز الهندسيّ ذي الوحدات الهندسيّة الكبيرة وكانت الأقمشة تسمّى على لون خطوطها.
في خضمّ الطوفان الجليل، وتحديدًا منتصف تموز/ يوليو 2024، انضمّ إلى متحف الجمعية ثوبان جديدان تبرّع بهما المؤرخ التراثي عبد السميع أبو عمر، مؤلّف كتاب "التراث الشعبيّ الفلسطينيّ: تطريز وحلي" (القدس: 1986).
وبحسب القائمات على الجمعية، يتميّز الثوب الأوّل بأكمامهِ الضيقة وفتحة سَبعة، وهو مصنوع من قماش "أبو ميتين" المنسوج من القطن والحرير على الجوانب. إنه الثوب الذي كانت ترتديه نساء أسدود وجنوبها حتّى ستّينيات القرن الماضي.
أما الثوب الثاني الذي يعود تاريخ تطريزه أيضًا إلى ستينيات القرن الماضي، فيتميّز بقبّته المربّعة، وهو مطرّز على ماكنة الطّارة. بعد نكبة عام 1948، ارتدته النساء في قرى جنوب غزّة ومخيّماتها حتّى السوافير بتفرعاتها الثلاثة: السوافير الشماليّ والشرقيّ والغربيّ التي تبعد جميعها ستّة كيلومترات جنوب شرق أسْدود.
لعل الأمر كان يستحق التطرّق إلى أزياء رجال غزّة التراثية، غير أن مختلف ما يتعلّق بزيّ الرجال يفتقد إلى المُلامسة المتعيّنة اليوم، وعلى عكس المرأة، التي، وإن احتفظت ببعض أثوابها في خزانات أسرارها، لا ترتديها، إلا أنها سرعان ما تفعل ذلك في مناسبة ما؛ عرس، أو تخريج أحد أولادها، أو أي مناسبة تقرر أن ترتدي الثوب خلالها، فإن رجال غزّة وعموم رجال فلسطين، وباستثناء الفرق الشعبية والفولكلورية خلال إحيائهم حفلاتهم، انخرطوا بالزيّ الدّارج. كما أن أثواب الرجال (القمْباز وغيره)، لا تحتوي، طبعًا، على جماليات أثواب نساء فلسطين.