}

درعا: مهدُ الثورةِ السوريةِ وعاصمةُ حوران المجْدولةُ بِالأُقحوان

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 31 مايو 2025
أمكنة درعا: مهدُ الثورةِ السوريةِ وعاصمةُ حوران المجْدولةُ بِالأُقحوان
بصرى الشام
حين تنهدم المدن، وتندثر الدول، وتتبدّل الحضارات، سيبقى في درعا جدار ثابت لا يتغيّر، ولا يُنسى، ولا يخضع لكلّ هذه التغيّرات؛ إنه الجدار الذي كتب عليه ذات حلم، طفل من أطفال عاصمة حوران (الشعب يريد إسقاط النظام)، فردّ عليه طفلٌ آخر بموجباتِ الحلم نفسهِ كاتبًا: (أجاك الدور يا دكتور).
في أقصى جنوب سورية، حيث النبض يصعد من قلوب الندى فيصنع النَّوى... وحيث البصيرة بصرى الشام، وحيث أنفاس بلاد الشام جميعها تهلّ من الرمثا وإربد والناصرة وطبريا وحرمون (الشيخُ الجبليّ المهيبُ بأبيضِ الوَقار)، وحيث درعا البلد تناجي درعا المحطة، وحيث حوران ليست مجرّد سهل، بل عنوان لكلِّ ما كان قبل سايكس وقبل بيكو، هناك في الزفرة الأخيرة للفنان الدرعاوي أحمد قسيم يعقد الموّال حول خمسين عامًا من (التعْتير) والتَّهجير، مؤكدًا، بينما الفنان السوري مازن الناطور يتمايل بلباسهِ الشعبيّ الدرعاويّ مع بشائرهِ، أن كل خيوط درعا ودمشق وحلب وحماة وحمص وباقي الأيقونات مربوطة بكفّ الثائر الذي أطاح بالزمرة القاتلة الغاشمة، ثم يلخّص كل شيء صادحًا (لا تسألني شو بده يصير سقّطناه وبكفّي... رفّي بجناحك رفّي... ودوري بهالدنيا ولفّي... ما فيك تروحي لبعيد خيطك مربوط بكفّي... خيطِك مربوط بكفّي)، ليردّ الناطور بتحدّي (بندوسهم... بندوسهم... بيت الأسد بندوسهم... يا ماهر يا نعيمي... وبسيفك تقطع روسهم... بلّشناها بدرعا سببنا ليهم صرعة...

محطة القطار في مدينة درعا 

قامت حمص العدية والله قومة قوية... بندوسهم بندوسهم بيت الأسد بندوسهم). لا تكتملُ حلقة الربط والتذكّر إلا باستعادة ملامح الفنان الصديق عبد الحكيم قطيفان وهو يغني للثائر الشهيد الأيقونة عبد الباسط الساروت "آ لو ترجع"، غناها بُعيْد استشهاد الساروت في مرحلة حرجة من زمن الثورة ومآلاتِها، وفيها (بلحنٍ يشلع الأرواح وتوزيع موسيقي يهدهدها) يتذكّر درعا ويتمنّى لو يمرّان كلاهما عبد الباسط وعبد الحكيم على حمزة مؤدّيان واجب الزيارة:
"يوم الودّع
شقد تمنّينا وغنّينا
نرجع حمص ونمشي بيها
شقد حلمنا نزفّ الثورة
نوصل للشام نحنّيها
ونطوي المدفع
نطوي المدفع
نروح لحمزة بدرعا نزورا
أرض الأحرار نحييها
هالْحَز وينك عبد الباسط
نيال الأرض اللي بيها
ولولك تسمع
لولك تسمع
لو تسمع ربعك بوداعك
دمع يرسملك ممنونك
بعيونك عاشت أوجاعك
تستاهل سورية عيونك
آه لو ترجع
آه لو ترجع
آه لو ترجع كل كم ليلة
تسند كل شي تراخى حيله
مثل العيلة كنا بيومك
يا محلاها ثورة وعيلة
وصوتك اسمع
صوتك اسمع
صوتك اسمع ثورة تنادي
تكبر بينا ونكبر بيها
يا خضرة زيتون بلادي
خضرة ما ظالم يمحيها
ويُمّه ونِدمع
يُمّه ونِدمع
يا يُمّه جيتك زفيني
بثوب جديد وكحلي عيوني
كل حرة بسورية قالت
هالهولة يا عريس الزيني
ووردك يطلع
وردك يطلع".

إنها درعا حيث يَراغيل السهل تعقد مع تباريحِ (المِجْوِز) هدنةَ التداخلِ بين مرجعيات تراث بلاد الشام جميعها. وحيث الناياتُ ليست حزينة دائمًا. إنها درعا؛ حوض اليرموك يلقي على نهر الأردن السلام. والجيدورُ يشرّق مشتاقًا للنّقرة والشّجرة في قلب الرمثا. ومليون عاشقٍ مِنها هُم مليون غارقٍ فيها. واليوم أنتِ يا درعا مليون ونصف المليون. بُناتُكِ الأموريّون عماليق يا جارة داعل، كما هي حال كل الكنعانيين البُناة؛ "مثل الأرزِ طولًا ومثل السنديانِ قوّة". طفسُ منكِ. وأزرع (لاسمِ بلدة أزرع علاقة باسم درعا القديم: أذرع).




وخربة غزال. والحراك. وأبطع. وكما قلنا نَوَى. والشيخ مسكين. وجاسم والصنميْن ونصيب وصيدا والمزيريب وأم المياذن وغصم والمسيفرة والطيبة ومحجّة عتمان وتسيل والغارية الغربية والشرقية والمتاعية وكفر شمس. وقرى الشلالات وتل شهاب وزيزون وأم ولد و‌الطيحة و‌عقربا وعلما وغيرها وغيرها...
إنها درعا ما أن يَرِدَ أمامي (طاريها) حتى يمرّ مثل الأسى طيف الطفل المغدور حمزة الخطيب. حين لم يكتف النظام البائد بالإهانات التي سددها مطالع عام 2011، لأعيان درعا ومشايخ العشائر فيها، بل اعتقل أطفالهم، وألقى في الشارع بعد أيام جسد الطفل حمزة الخطيب (12 عامًا) وقد ملأت الجسد المغدور أعقاب السجائر وآثار التعذيب، وصولًا إلى بتر أجزاء من الجسد البريء. استشهد حمزة ولم يتح لنا سؤاله عن تفاصيل الجريمة التي ارتكبت بحقّه، لكن زميله في الاعتقال الطفل بشير أبازيد نجا وقال: "بعد كل الذي ذقته من عذابات في تلك الأيام فأنا أفضل العيش في أي مكان تحت القصف والتشريد والبرد على أن أعيش في ظل النظام، ولو تريد سؤالي عن السجن فالجواب أنني أفضل الموت على أن أعيش يومًا واحدًا في سجون بشار الأسد".

على جدران ثلاث مدارس: مدرسة بنين درعا البلد في حي الأربعين، ومدرسة معاوية، ومدرسة الجمارك، بدأت، قبل 14 عامًا ونيّف، معالم ثورة سورية كبرى ترتسم وتنحفر في وجدان الناس، المدارس الثلاث في درعا، ما يعني أن الثورة انطلقت من درعا، وأن بعض حراكٍ في حي الحميدية الشامي، تقاطع مع كرة النار التي بدأت تكبر، لكنه هناك في دمشق سرعان ما انطفأ لتتحمّل العبء كلّه درعا قبل أن تلحق بها حمص، ثم لِينفجر في كل المدن السورية عقد الصمت الممتد كان وقتها على مساحة 31 عامًا.
الملك الإغريقي أنستاسيوس أطلق عليكِ يا درعا اسم أنستاسيوبوليس، فإذا بالاسم الغريب عنكِ يقبع في غرف النسيان، ولا يُستخدم إلا نادرًا.

درعا المجد والوجدان 

أما أول إشارة مكتوبة تذكركِ يا سلة خيرات الحبيبة سورية، فتعود إلى رسائل تل العمارنة المكتشفة في مصر عام 1882 م، والمكتوبة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. في هذا السياق دعونا لا نعتد بما ورد حول درعا في "التناخ"، ولننحِ جانبًا ارتباط مدينة حديثنا بِعُوج ملك باشان... ودعونا لا نتوقّف عند أنّ تلك المملكة (التي يقال إنها تقع شمال شرق الأردن)، كانت جزءًا من درعا القديمة... فهذا الملك العملاق (طول سريره بحسب الأسفار خمسة أمتار وعرضه متران ونصف المتر)، غير موجود (على الأرجح) إلا في التوراة الذي لا يُسْتَبَعد التحريف فيه. على كل حال يورِد بعض المؤرخين أن عُبادة، الملك النبطيّ الكنعانيّ، تمكّن في عام 90 ق. م من قهر الإسكندر الكابي ملك اليهود، ثم توغل في أرض حوران وانتصر هناك على الملك السلوقي انطيوخوس الثالث في موقعة امْتان في جبل العرب قرب صلخد عام 88 ق. م، وانتزع منه بقية حوران، وكانت بصرى الشام هي الحاضرة الثانية بعد البتراء في عهد الأنباط.
يا درعا... يا جسر الربط الممتد بين دمشق والقاهرة... يا حاضنة حضارات توالت عليكِ... وتركت بعض آثارها بين يديكِ... أتعلمين أن الجنوب السوري بأكمله ومن ضمنه أنتِ، لعب دورًا محوريًا في مقاومة الاحتلال الفرنسي، وكنتِ جزءًا من الانتفاضات التي قادها سلطان باشا الأطرش.  
في عام 106 ميلادية أصبح سهل حوران ومنه درعا جزءًا من ولاية سـورية الرومانية، وباتت تعرف بالولاية العربية الرومانية وعاصمتها بصرى الشام. وفي عام (300 م) قُسِّمت هذه الولاية إلى جنوبية وعاصمتها البتراء، وشــمالية وعاصمتها بصرى، وكانت مدينة درعا ضمن الولايــة العربية الشــمالية، وحين انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى غربية وعاصمتها رومــا، وشرقية وعاصمتها القسطنطينية أصبحت حـوران تابعة للحكم البيزنطي، وما تزال بقايا الآثار الرومانية ماثلة في درعا القديمة، فقد كشفت الحفريات عن قسمٍ من مدرج واسع ظهر منه تسع درجات بحالة جيدة في الجانب الغربي من المدرج، كما وجدت بقايا حمّامات يعود تاريخها إلى تلك الفترة، إضافة إلى طريق رومانية قديمة تصل بين بصرى الشام وشـواطئ البحر الأبيض المتوسط مرورًا بِدرعا.

عالبال بعدَك...

سهل حوران الذي شكّل عنوانًا عريضًا في موضوعنا حول السويداء، السبت الماضي، يعود لفرض نفسه بوصفه عنوانًا رئيسيًا في موضوعنا حول درعا، كيف لا، وهو السهل/ الفضاء المكانيّ الممتد محتضنًا في مساحاته بلاد الشام جميعها (له امتدادٌ رمزيٌّ صغيرٌ في لبنان)؟ كيف لا والقمح في حقوله أبهى... والمدى أحلى؟




بازلت حوران الذي يشكّل ملمحًا فائضًا في السهل الفسيح، أسهم في التأسيس لِعِمارةٍ حورانيةٍ لا تشبه غيرَها، البازلت هو المادة الحصرية في تشييد مداميكِها، جماليات البناء باستخدامه أدت إلى اندماج ثلاثة طرز معمارية لعيونِه: نبطيةٌ كنعانيةٌ وهلنستيةٌ ورومانيةٌ. كما أن صلابة بازلت حوران وصموده هو السبب المباشر لامتلاك حوران واحدًا من أعلى تركيزات آثار العصر الكلاسيكي المحفوظة جيدًا في العالم. تضم مدن حوران مثل بصرى وقنوات وشهبا وصلخد وأم الجمال والعديد من المدن الأخرى معابد ومسارح رومانية وكنائس وأديرة تعود للعصر البيزنطي وحصون ومساجد وحمّامات بَنَتها السلالات الإسلامية المتعاقبة.
حوران، على كل حال، ليس، فقط، حجارة وحبوب وخصب وسهل على مدّ البصر، إنه، إلى ذلك، ثقافة، وتراث مشترك، ودبكة، وأغنيات مواسم، وحنّاء عروس، وانتصارٌ مفصليٌّ يوم اليرموك غيّر، إلى الأبد، وجه التاريخ. وحوران صلواتٌ لعيون المطر، ولهجة قريبة إلى أن تكاد تكون واحدة في المناطق المنضوية تحت لوائِهِ، ما قد يجعل ابن حوران أكثر انتماء إلى حورانيتهِ، من انتمائهِ إلى سوريتهِ، أو أردنيتهِ، أو فلسطينيّته! وإلا فما هي أبعاد صرخة الشاعر الراحل حبيب الزيودي يخاطب شاعر الأردن عرار (مصطفى وهبي التل) ابن إربد الحورانية، في حين الزيودي ابن العالوك الحورانية أيضًا في زمن ما من أزمان زهوهِا:
"أبعدْ ظلالكَ عن كلامي إنّي عبدتكَ ألف عامِ
ما مسَّ برقكَ حين فَجْفَجَ في السماء سوى عظامي
أبعدْ غمامكَ عن حقولي فهي تسْتسقي غمامي
اليومَ لي لغتي وترعى في مَفاليها رِئامي
واليوم لي باعي وإيِقاعي يفيضُ على كلامي
واليوم لي قمحي وحُوراني وعمّاني وشَامي
واليومَ لي وشْمي وبادِيتي وقطْعاني أمامي
خلَفْتني وحدي أجوسُ الأرضَ والبيدَ الظّوامي".

سمات

يا أذرُعات القصائد الطالعة من عبقر الشعر القديم... في الطريقيْن إليك؛ الريفيّ القديم والجديد الدوليّ السريع، يطلع الشوق بحروفٍ كنعانيةٍ ضاربةً في الجذور والمَعنى. حصنٌ منيعٌ أنتِ. مركزٌ تجاريٌ استراتيجيٌّ عَميم. مسجدٌ باسمِ صاحبه وصاحب الزيارة حين بارك عمر بن الخطاب سيْركِ نحو بداية جديدة في الوعي والمعتقد وعلاقات الأُمم. وأنتِ، إضافة إلى كل هذا وذاك، منصة انطلاق جعل منها الناصر صلاح الدين بوابة النصر التاريخيّ المدوّي في عام 1187.

الصيحة التي غيّرت وجه التاريخ السوري 


بعد المزيريب بات قلب مدينة درعا محطةً رئيسيةً للخط الحديدي الحجازي، ومن هنا جاء اسم أحد شطري المدينة: درعا المحطة.
زراعة القمح والشعير والخضروات والفواكه هي الحامل الرئيسي للاقتصاد الدرعاويّ الحورانيّ. وأثناء الوحدة السورية المصرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، أصبحت درعا مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا في الجنوب السوري، إذ شهدت المدينة تحسنًا نسبيًا في البنية التحتية، مثل الطرق والمدارس، كجزء من جهود الحكومة لتحقيق التكامل بين المناطق السورية المختلفة، لكن مع انهيار الوحدة عام 1961، عادت البلاد إلى الانقسام السياسي، وتأثّرت درعا كجزء من المشهد الوطني المتوتر. نفقٌ معتمٌ طويلٌ دخلته المدينة منذ عام 1963؛ عام تولّي حزب البعث سدّة الحكم والقيادة في سورية. ومع انطلاق حكم آل الأسد في عام 1970، تقلّبت درعا بين الولاء والمعارضة، حتى أن منهم من يربط ازدهار الزراعة فيها بفترة حكم الأسد الأب! في تلك الفترة من تلوّن هوية المدينة بين مؤيدين موالين مستفيدين ومعارضين غاضبين، تولّى بعض أبنائها مناصب حكومية وأمنية رفيعة، وصولًا إلى تولّي محمود الزعبي (1935-2000) منصب رئيس الوزراء في عدد من حكومات حافظ الأسد ولمدةٍ زادت على 13 عامًا، إلى أن (انتحر بطلقتيْن في الرأس) كما يدّعي النظام، أو قتله جلاوزتُهُ كما يؤكد أبناؤه وأهل بيته، محمّلين مسؤولية قتله للأسد الابن الذي ورث الحكم في بلد جمهوريٍّ رئاسيّ!!

المسجد العمري نقطة انطلاق المظاهرات ضد عصابة الأسد 


حاليًا، تعاني درعا من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مع تراجع القطاع الزراعي بسبب نقص المياه والبنية التحتية المدمرة. أما الفساد الذي استفحل فيها منذ التوريث المضحك المبكي، فحدّث ولا حرج وحتى يومنا هذا.
في عام 2010، أعلنت درعا أنها محافظةٌ خاليةٌ من الأمّية، وهو إنجاز لافت في محافظة تمنح البعد العشائري أسبقيةً، وينشغل كثير من أبناء مدنها وقراها بالزراعة من المهد إلى اللحد. فيها جامعة حكومية وست جامعات خاصة. ثلثا أبناء درعا في بلاد الغربة، خصوصًا بلاد الخليج العربي. بتأمّلِ عدد دبكات درعا ورقصاتها الشعبية: الدبكة الحورانية، الهولية، الجوفيّة، الشعراوية، حبل مودّع، الكرّادية، التسعاوية، الدرّازي، العسكرية والسحجة أو الدحّيّة، يتبيّن لنا أنها دبكات لا تبتعد كثيرًا عن الفنون الشعبية في عموم بلاد الشام، مع الإقرار بخصوصية لا شكّ فيها، فحتى منسف درعا، على سبيل المثال، يختلف عن منسف الأردنيين.
على مسرح بصرى الشام الذي يتسع لـ 15000 شخص غّنت فيروز وجوليا بطرس، وغنى الإسباني خوليو إغلسياس. ومن يدري فلعل (قيصر) صاحب الصور الشهيرة التي فضحت النظام وجرائمه، الذي يبدو أن شخصيته الحقيقية كُشف عنها (فريد ندى المذهان) ينحدر من درعا؟ ومن يدري فلعل درعا منذورة لزمنٍ تحفر فيه هويتها العربية الإسلامية الوطنية الأصيلة الطالعة من تراويد المجدِ وهتافاتِ الحريّةِ الجنوبيّةِ الأبيّةِ النديّة... وتصدّ بالإيمانِ العنيدِ تحرشات العصابة الصهيونية الواهمة. 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.