}

الجزائر تحتضن اللقاءات السنوية الأفرومتوسطية للكاتبات الشابات

محمد عبيدو 26 أغسطس 2018
هنا/الآن الجزائر تحتضن اللقاءات السنوية الأفرومتوسطية للكاتبات الشابات
(يمينة مشاكرة في بورتريه لـ أنس عوض، العربي الجديد)

تحتضن الجزائر الشهر المقبل اللقاءات السنوية الأولى الأفرومتوسطية للكاتبات الشابات، وذلك يومي 1-2 سبتمبر/ أيلول المقبل بالمكتبة الوطنية العامة. اللقاءات الأدبية ستضم مجموعة من المؤتمرات والورشات تحت شعار "الاحتفال بقوة الخيال والكلمة في الأدب النسوي". كما ستتطرق اللقاءات إلى التنوع الأدبي في الجزائر، إشكالية الترجمة والطباعة، علاقة الجامعة وأدب المغتربين وغيرها من الورشات التي تهتم بكتابة السيناريو، بالإضافة إلى ورشة للكتابة باللغة الأمازيغية.

وسيتم تخصيص ثلاثة أجنحة على مستوى بهو المكتبة، حيث ستشارك "ويكيبيديا الجزائر" طيلة أيام التظاهرة بتسجيل ملفات خاصة بجميع المشاركات، وتسعى هذه المبادرة للتعريف أكثر بالنساء وإسهاماتهن.

كما سيمنح الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بطاقات عضوية للمشاركات في إطار مهامه في حماية الملكية الفكرية. كما يحتضن صندوق الأمم المتحدة للسكان، عرضا مسرحيا حول موضوع الشباب وحقوق النساء.

وستحل ضيفة شرف هذه الطبعة الكاتبة والسينمائية الفرنسية ذات الأصول الجزائرية فايزة قان، ولدت فايزة بعين تموشنت سنة 1985، تعيش في فرنسا التي هاجرت إليها مع عائلتها وهي في سن الطفولة، عشقت الأدب والكتابة منذ الصغر، ويعود الفضل إلى والدها الذي حببها في إتقان اللغة الفرنسية لتجد نفسها تغوص في عالم الكتابة الذي سحرها. ظهرت روايتها الأولى "غداً كيف كيف" في 2004 ونالت شهرة كبيرة وترجمت إلى 26 لغة. كتبت روايات: "حلم يتبخر" 2006، "ناس البلطو" 2008، "الرجل لا يبكي" 2014. في حوار أجريته معها تحدثت فايزة قان عن روايتها "غداً كيف كيف" وظروف كتابتها:
"وجدت الكتابة ملاذا حقيقيا في العزلة التي انتابتني وأنا صغيرة بعد أن تركت الجزائر واتجهت إلى فرنسا، كنت أكتب كوسيلة للتعبير ولم يكن ببالي أن أصبح كاتبة، فقط أن أعبر عن أحاسيسي بخواطر. كانت البداية مع رواية "غداً كيف كيف" التي كتبت منها ثلاثين صفحة وعرضتها على أستاذي الذي شجعني وفاجأني بتقديمها لدار نشر وقعت معي عقدا لإتمام الرواية ونشرها ومنها يصبح لوجودي وحلمي بالحياة معنى آخر.

"غداً كيف كيف" روايتي الأولى قدمت لي الشهرة بسرعة كبيرة، وأنا شابة، وهذا شيء إيجابي لي ككاتبة قصص أبطالها من الحياة اليومية تحاكي التفاصيل التي يعيشها المهاجرون، وتسرد عالم المهمشين الذين يعيشون في الضواحي الفرنسية من أبناء المهاجرين العرب وخاصة الجزائريين. كما تصدرت روايتي "إن شاء الله كيف كيف"، قائمة أحسن المبيعات لسنتين متتاليتين، وحزت على جائزة الموهبة المتميزة من دار النشر الفرنسية "الأيادي". يعود الأمر للمكان الذي توجد فيه، كل بلد له ثقافته وثقافة للقارئ.. "ليس هناك فرق، يمكن للإحساس أن يصل" ترى هذه الجملة في كتابي الأول الذي ترجم إلى 26 لغة. الترجمة جعلت ما أكتبه يصل لعدد كبير من الناس بأمكنة كثيرة ومتنوعة، وقد نقلت أحاسيسي بواقع وحياة المهاجرين لهؤلاء القراء. أحكي مثلا عن تاريخ الناس الذين هاجروا كما عائلتي مثلا، والدي ووالدتي، مدينتي وذاكرتي فيها. كنت من عائلة محافظة وحاولت تذكر أيامي في كل المدن والبشر. والعلاقة بين المسلمين والفرنسيين وصعوبة التواصل والعيش".

وتأتي الطبعة الأولى لهذا الحدث تكريما للروائية المميزة يمينة مشاكرة، التي فقدتها الساحة الأدبية الجزائرية قبل 5 أعوام، عن 64 عاما، بأحد المصحات النفسية في العاصمة التي كانت تقيم بها للعلاج.. ولدت يمينة في مسكيانة بولاية باتنة سنة 1949، احترفت الكتابة باللغة الفرنسية منذ صغرها، وأتقنت التعبير عن أفكارها بشكل مثير للاهتمام، وملفتة في أسلوبها الحساس في نسج الأحداث الروائية. سحرتها الكلمات، وكانت متأثرة بثورة التحرير التي عاشتها وشاركت فيها كمجاهدة رغم أنها درست الطب وسافرت إلى فرنسا وتخصصت في الطب النفسي قبل أن تنتقل إلى الشلف للعمل، إلا أنها اختارت العودة إلى إحدى القرى بمسكيانة لتمارس ما تعلمته في مجال اختصاصها. وتعد مشاكرة الوافدة على الأدب من مجال الطب النفسي، أحد أهم الأقلام التي أسست لحساسية روائية جديدة في الجزائر؛ حيث وقعت أولى رواياتها الموسومة "المغارة المتفجرة" العام 1973 فشكلت إضافة نوعية للرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية وحملت توطئة بقلم كاتب ياسين الذي نعت الروائية بعبارة "امرأة تزن بارودا"، والتي تم اقتباسها مسرحيا، من طرف المسرحي أحمد بن عيسى، إضافة إلى رواية "أريس"، الصادرة عام 1997. إن "يمينة مشاكرة" هي كما وصفها "كاتب ياسين" إذ يقول: "في بلادنا، امرأة تكتب يساوي وزنها بارودا" ليضيف في تقديمه لروايتها "المغارة المتفجرة" (كشف السر عن الإنسان. التحرر من أسطورة الموت. الإنسان ليس سوى مادة حية. وحين يموت يعود ترابا من جديد).

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.