}

حصاد 2019.. جديد الحياة الثقافية العربية (1)

عماد الدين موسى عماد الدين موسى 29 ديسمبر 2019
هنا/الآن حصاد 2019.. جديد الحياة الثقافية العربية (1)
"تبقى الثقافة فعلاً إنسانياً هو الأمثل للتقارب بين الشعوب"
تبقى الثقافة فعلاً إنسانياً قد يكون الأمثل للتقارب بين الشعوب، سواء عبر الفعاليّات الثقافيّة، أو من خلال الترجمة بوصفها جسر عبور للثقافات. عامٌ آخر يمرّ ولا تزال منطقتنا في أوج الاشتعال، وعلى الرغم من كل ذلك، ثمّة نافذة مضيئة هنا أو هناك، كتب عديدة صدرت، وفعاليّات ومهرجانات ثقافيّة تقام في معظم العواصم والمدن.

في هذا الاستفتاء السنوي نستطلع آراء مجموعة من الكتاب والمثقفين حول أبرز الكتب التي صدرتْ في العام 2019 وكذلك حول أهم الفعاليّات من معارض ومهرجانات ونشاطات أخرى، أدبيّة أو ثقافيّة.

هنا الجزء الأوّل:

محمد الأصفر (روائي ليبي): نص أمجد الأبهى

شهد عام 2019 إصدارات كثيرة من عدة دور نشر عربية، وحقيقة لم أستطع متابعتها كلها، لعدم مشاركتي في معارض الكتب للحصول على الإصدارات، ولعدم توفر إصدارات عربية للبيع في معرض فرانكفورت الدولي الذي أزوره كل عام، لكن هناك عدة روايات تحصلت عليها من كتابها وقرأتها، وأعجبني فيها الشيء الكثير، أذكر رواية وحيد الطويلة "جنازة جديدة لعماد حمدي"، صدرت عن دار الشروق، أرسلها لي قبل النشر وقرأتها ووجدت أنها رواية مهمة، تتناول عدة قضايا في المجتمع المصري والإنساني بشكل عام، وتناهض العنف، وتدين القبضة البوليسية للسلطة وتعاملها حتى مع المنحرفين والمجرمين من أجل البقاء والحصول على المعلومات وتدويرها، وتم كل ذلك من خلال حبكة بسيطة مسرح أحداثها الشارع والمقهى وقسم الشرطة وملعب الكرة وكل مرافق الحياة اليومية المختلفة مستخدما في كتابة أغلب فقرات النص ضمير الإدانة أو السبابة التي تشير، وهو ضمير المخاطب أنت أنت أنت.
كذلك شدتني رواية سمير قسيمي "سلالم ترولار" وصدرت لاحقاً عن منشورات البرزخ الجزائر والمتوسط ميلانو، أيضاً قرأتها مخطوطة قبل النشر وأعجبتني كثيرا. فكل التنبؤات التي تنبأت بها السلالم حدثت في الجزائر، ولو أن الحراك لم يجبر الرئيس السابق بوتفليقة على الاستقالة لكان الكاتب قد تعرض لكثير من المشاكل، وكتابته التنبؤية هذه تبرهن على أنه كاتب شجاع لا يهمه ما يحدث بعد أن ينزف حرفه من القلب.
أيضا قرأت روايات جميلة منها "حمام الذهب" لمحمد عيسى المؤدب عن داري نشر مسعى وميسكلياني، ورواية "كازما" لصلاح البرقاوي عن دار ميسكلياني، وهما روايتان جيدتان ممتعتان؛ الأولى تتناول سيرة حمام في المدينة القديمة بتونس عايش حياة اجتماعية بكل تجلياتها السياسية والاجتماعية وقدمها في قالب تاريخي خرافي يجعلك ترى الأحداث وكأنها مشاهد سينمائية حية تعايشها وتتعايش معها، والرواية الأخرى "كازما" فككت قضية الإرهاب الديني في تونس وحللت أسبابه واقترحت عدة حلول لمشكلته من خلال محام ينبش أوراق قضية قديمة ليتفاجأ أنه أمام سيل كثيف تعيش الناس وسطه وهو يجرها نحو الهاوية والغرق.
لكن بصراحة النص الأجمل والأعمق والأكثر صدقا بغض النظر أنه ليس برواية أو قصة أو قصيدة، هو النص الذي فاجأنا به الشاعر المرحوم أمجد ناصر، يرثي فيه نفسه بعد أن أخبره الطبيب بمرضه الخطير وأن أيامه في الحياة الفانية باتت معدودة، هذا النص هو الأفضل على الإطلاق في عام 2019 في كل فنون الأدب، وبه كل الأجناس الأدبية، وبه كل المتعة التي تجعلك جزءا من النص كي تتماهى معه وتتعاطف مع الكاتب بالفعل وتدين المرض وتلعنه وتدين كل الظروف التي جعلت الشاعر الجميل طيب القلب يصاب بمرض كهذا، وعندما تعيد قراءة النص تتأثر أكثر وتشعر أنك ليس أمام قطعة أدبية نفيسة إنما أمام نار حارقة لا تطاق.

 

عبد الهادي سعدون (كاتب عراقي/إسبانيا): النظر في المرآة
الحق أن قراءات كثيرة هي إعادة لقراءات سابقة ولكتب أجدد لقائي ومتعتي بها وهذه عادة أصبحت لصيقة بي منذ زمن طويل. ولكن بما أن الحال يجب أن تشمل ما صدر في عام 2019، هنا بعض تحيزاتي لكتب وظواهر ثقافية بعينها سواء تلك التي قرأتها ولاحظتها بالإسبانية أو بالعربية:
كتاب (النظر في المرآة) 30 كاتباً عربياً في سؤال الكتابة والصادر عن دار شهريار العراقية ومن إعداد صفاء ذياب. الكتاب يعد الأول من نوعه في استطلاع آراء 30 كاتباً عربياً حول مسألة الكتابة وظروفها: الكاتب وأشباحه، الآخر والحلم والخيال والتذكر والخلق وما يجر من تصورات تساهم في بناء الكتب والكتابة أو الكاتب نفسه. إنه كتاب لا غنى عنه لفهم ذخيرة الكاتب العربي في القرن الحادي والعشرين.


ومن الكتب باللغة الإسبانية لا يمكنني أن أنسى التنويه بكتاب (رحلة الموريسكي عمر بطون من إسبانيا إلى مكة) الصادر بالإسبانية عن رحلة المخاطرة والمجازفة والاستطلاع والإيمان أيضاً، في طبعة ودراسة قيمة قام بها الباحث المستعرب بابلو روثا كانداس نقلاً عن مخطوط عثر عليه مؤخراً وقد تركه لنا الموريسكي مكتوباً بلغة الألخميادية الأعجمية، اللغة السرية لمسلمي الأندلس بعد طرد أغلبيتهم من إسبانيا بأحكام الملوك الكاثوليك ومحاكم التفتيش الدينية.
كذلك أنوه بثلاث روايات عراقية لكتاب من جيلي، أراها مهمة وأضافت الكثير للرواية العربية مؤخراً وهي (العلموي) لمرتضى كزار و(ساق الفرس) لضياء جبيلي و(النوم في حقل الكرز) لأزهر جرجيس. أعتقد أن الرواية العراقية بهذه الأسماء وغيرها الكثير بدأت تشكل فقرة مهمة جداً في الرواية العربية والعالمية.
من الظواهر الثقافية المتميزة: مؤتمر عن الآداب العربية المكتوبة باللغة الإسبانية أقيم في مدينة قرطبة الإسبانية بعنوان موح هو (الحدود السائلة)، وكانت فيه حلقات نقاش وأوراق دراسات مهمة جمعت في كتاب، ويشكل برأيي أهم الفعاليات الثقافية القريبة من عوالمنا والتي ساهمت بها مع مجموعة من الكتاب المغاربة العرب والإسبان، وهي ظاهرة بدأت تتبلور وتشكل حيزاً مهماً في آداب إسبانيا المكتوبة من قبل كتاب عرب وجدوا فيها حيزاً ومنطلقاً للكتابة والتعبير.
كما أن ظاهرة تزيين الشوارع بقصائد منتقاة من قبل بلدية مدريد، كانت الظاهرة الأبرز والتي كتب عنها الكثير ونوقشت وتم الترويج لها وكرمت بحيث أن الكثير من مدن العالم بدأت بتقليدها. ضمن هذه الظاهرة تم انتخاب بعض قصائد شعراء عرب أحياء تمجد وتحيي الجمال والشعرية الإنسانية، ويا ليتها تقلد وتنقل لشوارع مدننا العربية.

 

مي عاشور (مترجمة وكاتبة مصرية): الترجمة تجتاز الحدود
الإدراك يحدد واجهة السير، وينير الطرق المعتمة. تحددت واجهتي هذا العام، فبالإضافة إلى الترجمة عن الصينية والتركية، والكتابة عن الصين، اتجهت إلى الكتابة، فأنا أريد أن تكون لي تجربتي الخاصة أيضاً، وأخذت بخطوات بطيئة وغير متتالية أسلك هذا الطريق.
لا أذكر أنني قرأت من إصدارات 2019، ولكنني في هذا العام قرأت لعلاء الديب ثلاثة أعمال مختلفة، "أيام وردية"، "المسافر الأبدي"، و"زهر الليمون". وأعجبني كثيراً كتاب "المسافر الأبدي".

قرأت للشاعر وديع سعادة مجموعة من قصائده المختلفة. أغرمت "بسبب غيمة على الأرجح"، و"استعادة شخص ذائب". أما عن الفاعلية الأبرز بالنسبة إليّ هذا العام، فكانت معرض الكتاب الدولي ببكين، وهي المرة الثانیة التي أشارك فيها في المعرض، ولكن جاءت دعوتي للمعرض عن طريق برنامج نظمه كل من معهد كونفوشیوس ومجموعة الصین القومیة للاستیراد والتصدیر للنشر. وهذا البرنامج یمنح المشاركین فرصة الاشتراك في الفعاليات المختلفة في معرض الكتاب والمؤتمرات المتعلقة بالنشر والموائد المستدیرة مع الكتاب الصینیین، والنقاشات المختلفة حول الأعمال التي قاموا بترجمتها بحضور كتاب الأعمال أنفسهم وغیرهم من الكتاب الشبان والكبار. وهناك كاتبة صينية اسمها لومين كنت قد ترجمت لها منذ أعوام قصة تحت عنوان: "موت شيه بوه ماو"، وتواصلت معها عن طريق المراسلة بالإيميل وتطبيق ويتشات، ومن حسن الحظ أنها كانت من بين الكتاب المدعوين لحضور فاعليات نفس البرنامج الذي شاركت فيه، بل وأيضا جمعتني بها ندوة واحدة حملت عنوان: "الترجمة تجتاز الحدود".

 

عبّاس موسى (قاص وصحافي كُردي سوري): الالتفات للغات الجيران الذين يعيشون بين ظهرانيّ العربية
كما في السنوات الأخيرة كان للرواية النصيب الأكبر سواء تأليفا أو ترجمة لدى دور النشر العربية. ما لفت نظري واستهواني كقارئ قبل كل شيء هو رواية (دواهمين هناري دنيا/ آخر رمانات العالم) للروائي الكردي بختيار علي والتي صدرت بترجمتين إحداهما للمترجم العراقي غسان حمدان مترجما إياها عن الفارسية ونشرها عبر دار الخان الكويتية وترجمة أخرى للمترجمين إبراهيم خليل وعبدالله شيخو عن الكردية السورانية وتمّ نشرها عبر منشورات دار ميسكيلياني بتونس.
تعدّ الرواية متكئة على الواقعية السحرية في بعض سردها، وتعتبر تأريخا أدبيا للحرب الأهلية الكردية- الكردية في إقليم كردستان العراق في منتصف التسعينيات، حيث نجح الروائي بختيار علي في تكوين بنية سردية متماسكة عبر أبطال متعددين.
ومع أن الرواية تم نشرها لأول مرة في العام 2003 بالكردية السورانية وترجمت بعدها إلى الفارسية والألمانية والإنكليزية والإيطالية، إلا أنها لم تكن معروفة لا هي ولا مؤلفها لقارئ العربية، ومن ثم كان الالتفات إليها عبر ترجمتين.
رواية بختيار علي هي فاتحة ليست الأولى لكنها الأبرز للالتفات إلى لغات الجيران الذين يعيشون بين ظهرانيّ العربية ويكتبون بلغاتهم الحيّة، فثمة أدب يُكتب بالكردية، وحريّ بقارئ العربية أنّ يتعرّف عليه شأنه في ذلك شأن الأغراب الذين يتم ترجمتهم إلى العربية عن طيب خاطر.

 

عبد الرحيم يوسف (كاتب ومترجم مصري): ذكرى شاعر الإسكندرية
الحقيقة أني في قراءتي لا ألتزم بقراءة الكتب التي صدرت في هذا العام فقط، وتخبرني قائمة كتبي لهذا العام على موقع جودريدز أني قرأت 49 كتابا. سأختار منها ما صدر في هذا العام رغم أني ربما أكون قد استمتعت بما صدر في أعوام سابقة بنفس القدر. مثلا في الشعر استمتعت كثيرا بديوان الشاعر عماد فؤاد (تلك لغة الفرائس المحظوظة) وديوان الشاعر إبراهيم داود (كن شجاعا هذه المرة) الصادرين عن دار ميريت، وديوان الشاعر منتصر عبد الموجود (في مديح البلدات الصغيرة) الصادر عن دار الآن ناشرون وموزعون بالأردن، لكن أعجبني كذلك ديوان للشاعرة سارة علام بعنوان (آثار جانبية للوردة) صدر عن دار العين في 2018. وفي شعر العامية المصرية أود أن أنوه بديوان الشاعر حسام حسين (آخر شيطان طيب) الصادر عن دار فهرس. وفي مجال الكتب المصورة (الكوميكس) تابعت بشغف الجزأين الرابع والخامس لرواية (جن الحافي) للفنان الياباني ناكازوا كيجي بترجمة د. ماهر الشربيني والصادرة عن دار المحروسة. وفي مجال السيرة الذاتية أعجبت بشدة بكتاب (المولودة) لنادية كامل والصادر عن دار الكرمة في 2018. وفي الرواية أعجبتني رواية (البطريركية) لمارك أمجد والصادرة عن منشورات الربيع، لكني قصرت في قراءة الرواية هذا العام. وأود أن أشير إلى رواية قرأتها بالإنكليزية للكاتب الفلبيني ألفريد يوسون بعنوان Great Philippine Jungle Energy Cafe (مقهى طاقة الأدغال الفلبينية العظمى) وقمت بترجمتها وتصدر قريبا عن دار صفصافة. وعلى ذكر الترجمة أود أن أشير إلى ترجمة القدير سمير جريس (تقرير موضوعي عن سعادة مدمن المورفين) للكاتب الألماني هانس فالادا والصادرة في آخر عام 2018 عن دار الكرمة. في القصص القصيرة أعجبتني مجموعة (سارقة الابتسامات) لأماني خليل والصادرة عن دار صفصافة، ومجموعة (كان يا ما كان) لمحمد عبد النبي الصادرة عن دار العين. وفي مجال الكتب غير الخيالية لا تفوتني الإشارة إلى الكتاب الرائع (في أثر عنايات الزيات) لإيمان مرسال والصادر عن دار الكتب خان.
بالنسبة للفعالية الثقافية الأبرز التي شهدتها هذا العام كانت مؤتمر (كفافيات) في الاحتفال بذكرى شاعر الإسكندرية الكبير قسطنطين كفافيس في مكتبة الإسكندرية ببداية تشرين الأول/أكتوبر الماضي.    

 

إبراهيم حسّو (شاعر سوري): سليم بركات والبوكر العربيّة
(ماذا عن السيدة اليهودية راحيل؟) لسليم بركات يمكن أن تكون الرواية الوحيدة التي أخذت مني جهداً مضاعفاً في قراءتها ووقتاً استثنائياً في التعّرف على شخصياتها وأحداثها دفعة واحدة، هكذا دون مقدمات كما كل القراءات التقليدية التي تبدأ بوصف استفتاحي لا يترك لنا بلع ريقنا من تسلسل وتهاتف الأحداث وتراكمها في بقعة تاريخية حددها سليم في الجغرافية الكردية السورية، المكان أولاً، المكان المتحرك الذي يجعلك تتوغل فيه حتى يصبح جزءا منك أو تصبح أنت المكان نفسه في رحلة تكون الجغرافيا والتاريخ واللغة والأرض أدوات الرواية الرئيسية، اذ لا يبقى للحدث قيمة،

ولا التفصيل معنى، ولا القص مجرد سرد عابر، تخطفك الحكاية من تلابيبك،  تلدغك هذه الشاعرية التي لا تجد لها طريقة للخروج والشفاء من حركة اللغة وانسيابيتها، لغة تكشف لك حياة كاملة عاشتها هذه السيدة اليهودية في أحد أحياء مدينة القامشلي، حياة متناقضة ومتنافرة بكل تفاصيلها واشتباكاتها الزمانية والمكانية، الرموز الدينية الفاقعة (الأرمن والسريان واليهود والإسلام) والقوميات المتجانسة نوعا ما من الاختلاط الديني والبعثرة القومية (حزب البعث وغطرسته آنذاك) والحرب بين إسرائيل والعرب، هي قصص متداخلة في قصة حب واحدة بين مراهق ومراهقة في مرحلة التشافي من حرب أيلول الأسود وانتكاستها على المنطقة.
لكن ما يجب قوله عن رواية سليم بركات هو هذا الكم الهائل من التواريخ والمعلومات والأمكنة والزوايا الحياتية والتفاصيل الشعرية الدقيقة، وهذا البوح المترامي الخيال لحوارات بينية وطرق السرد الحديثة التي تعتمد على الذاكرة الداخلية، وقد نصحت الكثير من الأصدقاء عبر صفحتي على الفيس بتناول هذه البقعة الروائية التاريخية لمدينة منسية (القامشلي) وهي رواية قاب قوسين من نيل جائزة بوكر لعام 2020 إن لم تحصل مفاجآت.
الفعالية الثقافية التي أترقبها هي جائزة (البوكر) فربما هي الوحيدة التي ما زالت بعيدة عن الصخب السياسي والعراكات الجغرافية التي أبعدت الكثير من الأسماء (الآسيوية) المبدعة في السنوات الماضية عن التتويج بها، وربما أن سليم يستحق فعلاً أن يكون ضمن الفائزين.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.