}

أوسكار 2020.. لقطات وجوائز وتداعيات

سناء عبد العزيز 12 فبراير 2020
ما إن بدأ حفل إعلان جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية (الأوسكار) في النسخة الثانية والتسعين 2020 على مسرح دولبي في مدينة لوس أنجلوس مساء الأحد 9 فبراير/شباط، حتى شخصت الأنظار إلى إطلالات المشاهير، لا لأناقتها وجمالها، ولكن لغرابة تصميمها. فقد ظهرت عارضة الأزياء الأميركية بلاك شينا مرتدية فستانا أسود بالغ الضيق أظهرها كدمية صينية حسب بعض التعليقات التي تناولتها بالنقد، وظهرت المطربة جانيل موناي بثوب فضي ضخم مع غطاء مماثل للرأس، وظهرت كريستين ويج بفستان أحمر بكشكشة ضخمة غريبة الشكل، وبدت الممثلة ساندرا أوه مضحكة في فستانها الوردي المنتفخ، وأوليفيا كولمان بفستان أزرق داكن بتصميم غريب تحت الكتفين، وانتعلت المغنية إيرورا فضلا عن الملابس العجيبة حذاءً رياضياً أبيض اللون على السجادة الحمراء.

"طفيلي" يصنع تاريخاً للجائزة؟

 ممثلو وصناع فيلم "طفيلي" الكوريّ 



















حتى دقائق معدودة قبل حفل جوائز أوسكار 2020، وأثناء تواجد كوكبة من الفنانين على السجادة الحمراء لمدة ساعتين، استمرت التكهنات حول الأفضل في كل فئة. وبصرف النظر عن إصابة بعضها من عدمه، فقد أظهرت النتائج النهائية مدى التطور في تاريخ الأوسكار باختيار فيلم "طفيلي" الكوريّ الهجائي لمخرجه بونج جون- هو، كأفضل فيلم. وهو عن عائلة فقيرة تتسلل إلى عائلة أكثر ثراء، مع إشارات ذكية إلى طفيلية العائل نفسه بانسلاخه التام عن هويته وتطفله على الثقافة الأميركية. ويعتبر "طفيلي" أول فيلم ناطق بغير الإنكليزية يحصل على الجائزة، فضلا عن ثلاث جوائز أخرى؛ أفضل مخرج، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل فيلم دولي (التسمية الجديدة لفئة أفضل فيلم أجنبي).
سجل "طفيلي" ترشيحات لست جوائز، حصل منها على أربع، فنال بذلك نصيب الأسد من جوائز أوسكار هذا العام، متفوقا على "ذات مرة في هوليوود"، "الأرنب جوجو" و"الإيرلندي"، كما سبق أن فاز بجائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي الدولي 2019 في دورته الـ 72.


حاجز الترجمة البالغ طوله بوصة واحدة
حين أعلن عن فوز "طفيلي" بجائزة أفضل فيلم، أعطى بونج الميكروفون لمنتجي الفيلم؛ كواك سين أي وميكي لي. قالت كواك إنها تشعر بأن "لحظة مواتية للغاية في التاريخ تحدث الآن"، وأشادت لي ببونج، وبـ"شَعْرَه المجنون، وطريقته في الكلام، وطريقته في المشي... وعلى وجه الخصوص، طريقته في الإخراج". ثم شكرت الجمهور الكوري على "عدم تردده في إعطائنا آراء مباشرة جعلتنا نرضى عن أنفسنا ونصل لتلك النتيجة".
وفقا للغارديان، تم ترشيح 10 أفلام فقط ناطقة بلغة أجنبية من قبل لجائزة أفضل فيلم – منها "الحب" و"الحياة حلوة" – لكنها لم تصل إلى الفوز النهائي. وأوضحت الصحيفة أنه في العام الماضي، اعتقد كثيرون أن دراما السيرة الذاتية التي ألفها ألفونسو كوارون ستفوز بالجائزة وكذلك بجائزة أفضل مخرج، وبدلا من ذلك حصل عليها فيلم "الكتاب الأخضر". ولكن هذه النتيجة لم تحظَ بقبول جيد، إذ شعر كثير من الناس بأن محاولات الأكاديمية المتحمسة من أجل التنويع أضعفت مكانتها وذلك بالاحتفاء بفيلم يبدو أن مقاربته للعلاقات العرقية أكثر ملاءمة للوضع في الستينيات منه في عام 2019.
مثل هذه التداعيات بالاقتران مع ردود الفعل بشأن ترشيح شخص واحد فقط ملون (سينثيا إريفو عن فيلم "هاريي") لجائزة أفضل ممثلة، بوسعه أن يساعد في تفسير فوز فيلم "طفيلي" غير المسبوق؛ فالمصوتون مولعون بالبرهنة على شموليتهم، وأنهم لا يخشون ما أسماه بونغ "حاجز الترجمة البالغ طوله بوصة واحدة".
وفي حديثه لحظة تكريمه، أشاد بونج بسكورسيزي قائلاً إنه عندما كان شاباً "نحت عميقا في قلبي" مقتبساً من سكورسيزي: "الأكثر فردية هو الأكثر إبداعاً". كما شكر كوينتين تارانتينو على دعمه لأعماله وقال له: "كوينتين، أنا أحبك".


"الجوكر" يربح للمرة الثانية

 خواكين فينيكس فاز بجائزة أفضل ممثل



















يأتي فيلم "1917"، في المرتبة الثانية من حيث عدد الجوائز، دراما الحرب العالمية الأولى المروعة التي لم يقدم فيها المخرج سام مندز مشاهد حرب ولا صراع قوى بقدر ما قدم للمشاهد إحساسا ببشاعتها في مشهد واحد "وان شوت". فاز الفيلم بثلاث جوائز؛ أفضل تصوير سينمائي وأفضل تأثيرات بصرية وأفضل مكساج صوت.
وعلى الرغم من أن فيلم "الجوكر" نال النصيب الأكبر في ترشيحات أوسكار هذا العام (11 ترشيحاً)، لم يحصل في الحفل النهائي إلا على جائزتين؛ جائزة أفضل موسيقى تصويرية وجائزة أفضل ممثل لخواكين فينيكس.
هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها خواكين فينيكس بجائزة أوسكار للتمثيل، متفوقا على ليوناردو دي كابريو وأنطونيو بانديراس وآدم درايفر وجونثان برايس، وإن كان سبق ترشيحه للفوز بالجائزة من قبل ثلاث مرات. أما شخصية الجوكر نفسها فقد فازت بأوسكار من قبل حين أداها الممثل الأسترالي هيث ليجر في فيلم "باتمان دارك نايت" عام 2008.
ومما ذكره فينيكس في حفل توزيع الجوائز: "أعتقد أن أعظم هدية قدمت لي ولكثير من الناس في مجالنا هذا، هي فرصة استخدام أصواتنا للحديث عن من لا صوت لهم.. لطالما فكرت في المشاكل المحزنة التي نواجهها بشكل جماعي".
وذكر أيضا "إننا ننهب الموارد من عالمنا الطبيعي دون وجه حق.. نشعر بأننا مؤهلون لتلقيح بقرة بشكل اصطناعي، ثم بعد ذلك نسرق وليدها، رغم صرخات الألم، التي لا تخطئها العين.. ثم نأخذ حليبها لنضعه في قهوتنا". وكان فينيكس قد أطلق شرارة الاحتجاج الأولى في حفل عشاء جوائز جلوب، ما دفع اللجنة المنظمة لاستبدال أطباق اللحوم والأسماك الرئيسة بأطباق الأرز والفطر.

أوسكار لأول مرة

 رينيه زيلويغر تفوز بجائزة أفضل ممثلة  



















بالمثل، فازت رينيه زيلويغر بجائزة أفضل ممثلة عن تجسيدها لشخصية جودي غارلند، إحدى أيقونات هوليوود في الزمن الجميل، وبطلة الفيلم الشهير "ساحر أوز".  فازت زيلويغر بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة من قبل، في فيلم "الجبل البارد" عام 2004، كما ترشحت لجائزة أفضل ممثلة مرتين في 2002 و2003، وهذه هي المرة الأولى التي تحصل عليها.
كذلك بعد 30 عاما في صناعة السينما، يفوز الأميركي براد بيت بجائزة أفضل ممثل مساعد، عن دوره في فيلم "ذات مرة في هوليوود" الذي يلعب فيه دور دوبلير لنجم تلفزيوني. كان بيت قد فاز في 2014 بالجائزة عن فيلمه "عبد لاثني عشر عاما" كمنتج، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يفوز بأوسكار في التمثيل.
وأثناء تسلمه الجائزة قال بيت "أنا مندهش بعض الشيء.. لست الشخص الذي أنظر للوراء ولكن هذا يجعلني أفعل ذلك".
فازت أيضا لورا ديرن بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، عن دورها كمحامية سريعة الكلام وغريبة الأطوار في فيلم "قصة زواج"، متفوقة على مارغو روبي وسكارليت يوهانسون وفلورانس بيو وكاثي بيث، وتوجهت بالشكر إلى والديها: "يقول البعض لا تلتقوا أبدا أبطالكم لكني أقول يكون المرء محظوظا جدا فعلا إن كان والداه هما أبطاله. أتشارك هذه الجائزة مع أبطالي في التمثيل ديان لاد وبروس ديرن". واعتبرت ديرن أوسكار هذا العام أجمل هدية في عيد ميلادها الذي تزامن مع فوزها بالجائزة.


أفضل سيناريو أصلي ومقتبس
من ضمن الجوائز التي حصل عليها فيلم "طفيلي" جائزة أفضل سيناريو أصلي، متفوقا على الأفلام المنافسة؛ "اشهروا السكاكين" للمؤلف والمخرج رايان جونسون، و"قصة زواج" للمؤلف والمخرج نوح باوماخ، و"1917" للمؤلف والمخرج سام مندز، و"ذات مرة في هوليوود" للمؤلف والمخرج كوينتين تارانتينو. اشترك في كتابة "طفيلي" كل من المخرج بونغ والكاتب هان جين وون. بينما حصد فيلم "الأرنب جوجو" الذي كتبه تايكا وايتيتي جائزة أفضل سيناريو مقتبس، وفيه يجسد شخصية هتلر بشكل هزلي يجمع بين الفكاهة والعبثية مع دعوة للتسامح. وكان لوايتيتي ظهور خاص على المنصة وبخاصة حين أعلن عن تخصيص كأسه إلى "جميع أطفال السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم".

أول فائزتين من أصل أفريقي
ذكرت الإندبندنت أن إبريل رين، المرأة المسؤولة عن هشتاج  #OscarsSoWhite، كانت تجلس بين بحر من النجوم في حفل توزيع الجوائز. وتلك العبارة المكونة من ثلاث كلمات أطلقتها في عام 2015، ردا على اختيارات الأكاديمية المثيرة للانتقاد. وفي تلك الليلة، كان لدى رين الكثير من الأسباب للاحتفال. فمنذ عامين اتخذت الأكاديمية خطوات لتصحيح الديموغرافيا ذات الغالبية العظمى من الذكور من خلال دعوة 774 عضواً جديداً - منهم 39 في المائة من النساء، و30 في المائة من الأشخاص الملونين - للانضمام إلى صفوفها، ومن ثم لاحت بوادر التغير عندما أصبحت مصممة أزياء "النمر الأسود" روث كارتر، ومصممة إنتاجها هانا بيشلر، أول فائزتين من أصل أفريقي على الإطلاق في فئتيهما. وفي تغريدة لها، أشارت كايل بوكانان من صحيفة نيويورك تايمز: "فازت ثلاث نساء سود فقط بجائزة الأوسكار عن أي شيء آخر غير التمثيل، اثنان منهن الليلة فقط".

# جوائز الأوسكار 2020

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.