}

كورونا.. "شاطئ" بين ناطحات السحاب بميلانو.. اتساع التفاوت بالتعليم

27 يونيو 2020
هنا/الآن كورونا.. "شاطئ" بين ناطحات السحاب بميلانو.. اتساع التفاوت بالتعليم
كورونا أدت إلى تأثر 90% من التلاميذ حول العالم
اليونسكو: وباء كوفيد-19 أدى إلى اتساع التفاوت في التعليم حول العالم

حرم ما يقرب من 260 مليون طفل من التعليم في 2018 وألقت اليونيسكو في تقرير لها باللوم على الفقر وعدم المساواة التعليمية التي قد تتفاقم بسبب فيروس كورونا.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ومقرها في باريس، إن الأطفال من المجتمعات الفقيرة وكذلك الفتيات والمعوقين والمهاجرين والأقليات العرقية، يعانون من حرمان تعليمي واضح في العديد من البلدان. وأظهر التقرير أنه في العام 2018، تم استبعاد 258 مليون طفل وشاب من المؤسسات التعليمية مع اعتبار الفقر العقبة الرئيسية أمام وصول هؤلاء إليها. ويمثل ذلك العدد 17% من الأولاد في سن الدراسة، ومعظمهم في جنوب آسيا ووسطها وأفريقيا جنوب الصحراء.
وأفاد التقرير بأن التفاوت تفاقم مع وصول أزمة كوفيد-19 التي أدت إلى تأثر 90% من التلاميذ حول العالم بإغلاق المدارس. وفيما يمكن التلاميذ الذين يعيشون ضمن عائلات ميسورة مواصلة تعليمهم من المنزل باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية والإنترنت، هناك الملايين الآخرين الذين لا يتمتعون بهذا الرفاه وبالتالي انقطعوا بشكل كامل عن الدراسة. وكتبت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي في مقدمة التقرير: "أظهرت الدروس التي تعلمناها من الماضي، كما الحال مع إيبولا، أن الأزمات الصحية يمكن أن تترك الكثيرين، ولا سيما الفتيات الأشد فقرا، خارج المدرسة".
وأشار التقرير إلى أن المراهقين في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل الذين يعيشون في منازل مجهزة بالتكنولوجيا كانوا أكثر قدرة بثلاث مرات لإكمال الجزء الأول من المدرسة الثانوية (حتى سن 15) من الذين يعيشون في منازل تفتقر لتلك الوسائل. وكان الأطفال ذوو الإعاقة أقل بنسبة 19% من نظرائهم الأصحاء في القدرة على تحقيق الحد الأدنى من الكفاءة في القراءة في 10 من هذه الدول. وقالت منظمة اليونيسكو إنه في 20 بلدا فقيرا، خصوصا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تكاد لا تكمل أي فتاة ريفية المرحلة الثانوية. وفي الدول الأغنى، حصل الأولاد الذين يبلغون من العمر 10 سنوات والذين يدرسون بلغة غير لغتهم الأم على نسبة 34% أقل من المتحدثين الأصليين في اختبارات القراءة. وفي الولايات المتحدة، كان احتمال بقاء التلاميذ من مجتمع المثليات والمثليين والمتحولين جنسيا في المنزل ثلاث مرات تقريبا أعلى من بقية زملائهم على المقاعد الدراسية لأنهم كانوا يشعرون بعدم الأمان. وأضاف التقرير: "للأسف، يتم إبعاد فئات محرومة أو طردها من أنظمة التعليم من خلال قرارات صريحة أو ضمنية ما يؤدي إلى الاستبعاد من المناهج الدراسية (...) والتمييز في تخصيص الموارد والتسامح مع العنف وإهمال الحاجات".
ولا تزال دولتان أفريقيتان تمنعان الفتيات الحوامل من ارتياد المدرسة، وتسمح 117 دولة بزواج القاصرات، كما أن هناك 20 بلدا لم يصادق بعد على اتفاق دول يحظر عمل الأطفال. التحقت حوالي 335 مليون فتاة بمدارس غير مزودة بخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية التي يحتجن إليها للبقاء في الفصل أثناء فترة الدورة الشهرة. في العديد من بلدان وسط أوروبا وشرقها، يفصل أطفال الروما عن غيرهم من التلاميذ في المدارس العادية. وفي آسيا، يتم تعليم النازحين مثل الروهينغا في منشآت منفصلة.
وعلّق التقرير: "العديد من الدول ما زالت تمارس الفصل التعليمي ما يعزز الأفكار النمطية والتمييز والإبعاد". وحضّت اليونيسكو الدول على التركيز على الأطفال المحرومين عندما يعاد فتح المدارس التي أغلقت لمكافحة انتشار وباء كوفيد-19. وقالت أزولاي: "من أجل مواجهة تحديات هذا العصر، من الضروري التحرك نحو المزيد من التعليم الشامل... الفشل في ذلك سيعيق تقدم المجتمعات".


ميلانو ما بعد كورونا تخترع "شاطئها" بين ناطحات السحاب


تنتشر كراسي الاسترخاء ومظلات الشمس على العشب الأخضر وسط ناطحات السحاب في ميلانو، إذ بات للمدينة "شاطئها" المبتكر، يستمتع به سكانها في محاولة لنسيان ما عانوه جراء تفشي فيروس كورونا المستجد. ويقع "شاطئ بام" (بالإيطالية "ليدو بام") في حي بورتا نويفا العصري، تحيط به ابراج أهم المصارف ومنها "يونيكريديتو" و"إتش إس بي سي" و"بي إن بي باريبا". وتحت المظلات الثمانين، استلقى عدد من سكان المدينة في جو يشبه جو العطلة، من دون أن ينسوا التزام إجراءات التباعد الاجتماعي.
وقالت فرانشيسكا غاتي (21 عامًا)، وهي طالبة تتخصص في الاقتصاد: "إنه يوم رائع. الجو حار جدًا، لذا قررت وصديقتي أن نأتي لنتشمس ونسترخي". ورأت شابة من سيستري ليفانتي، الواقعة عند ساحل مقاطعة ليغوريا، أن الاستلقاء وسط ناطحات السحاب "أمر غريب، لا يشبه الاستلقاء على شاطئ البحر، لكنه مع ذلك أمر رائع جدًا". وأضافت "إنها طريقة جميلة للهروب من رتابة المدينة". وفيما كان البعض يتنافس في لعبة معركة السفن الحربية، انصرف آخرون إلى المطالعة، بينما اكتفى قسم ثالث بالاسترخاء، لكن ملابس السباحة شكلت الجامع المشترك بينهم. وقالت روزاليا سكارتشيلا، وهي ممرضة من ميلانو جاءت لاكتساب بعض السمرة قبل أن تذهب إلى شاطئ البحر الحقيقي: "إنه مكان لطيف يشعر فيه المرء بالراحة. صحيح أن وجود شاطئ في هذا المكان أمر مفاجئ، لكنه في الواقع مبادرة عظيمة". وأضافت روزاليا التي كان ضغط العمل عليها في المستشفى كبيرًا خلال الأشهر الأخيرة التي أودت خلالها جائحة كوفيد-19 بحياة أكثر من 34 ألف شخص في إيطاليا: "كنت في حاجة إلى أن أحصل على استراحة وإلى الخروج قليلًا".
وكان "ليدو بام" افتتح هذا الأسبوع تنفيذًا لفكرة من مؤسسة ريكاردو كارتيلا. ولا يزال الدخول إلى هذا "الشاطئ" مجانيًا، لكن اعتبارًا من الأسبوع المقبل سيكون على الراغبين باستئجار إحدى مظلات الشمس دفع رسم يراوح ما بين 4 و8 يورو. ولاحظ منارا روسينو، وهو طالب في الثانية والعشرين من العمر، أن "ميلانو كئيبة هذه الايام". وتابع قائلًا: "هنا، في هذا المكان، أجد الفرح والحرية والراحة النفسية". قال ممازحًا: "لا ينقصنا سوى البحر طبعًا، ولكن يمكننا تخيله!".
وعلّق وهو ينظر إلى المباني الشاهقة التي تحيط بالمكان: "الأمر ظريف، أشعر كما لو أنني في مانهاتن". لكن كثرًا كانوا يفضلون لو توافر في المكان مصدر للمياه يمكنهم أن يرطبوا به أجسامهم، كنافورة على سبيل المثال. ورأت روزاليا سكارتشيلا أن "شاطئ بام" لا يمكن أن يكون بديلًا من العطلة "لأن العطلة خط أحمر!". لكنه، في رأيها، "بديل جيد لأولئك الذين لا يستطيعون المغادرة لتمضية عطلة".
ويتوقع أن يبلغ عدد الإيطاليين الذين سيغادرون أماكن سكنهم هذا الصيف للذهاب في عطلة، ولو لبضعة أيام، 34 مليونًا من أصل مجمل عدد السكان البالغ 60 مليونًا، أي بانخفاض نسبته 13% عن العام الفائت، بحسب استطلاع أجرته كولديريتي/إيكسي. وأشار الاستطلاع إلى أن 93% من الذين سيذهبون في عطلة، قرروا البقاء في إيطاليا، وهي النسبة الأعلى منذ عشر سنوات على الأقل. حتى أن ربع هؤلاء اختاروا البقاء في منطقتهم رغم رفع إجراءات الحجر التي فرضت لمنع تفشي فيروس كورونا.


أساتذة يتنقلون بين منازل التلاميذ لتدريسهم في تشيلي

 

في جنوب تشيلي، تقوم مدرسة ريفية بإحضار الفصول الدراسية إلى التلاميذ من خلال عربات صغيرة لمساعدة الأولاد الذين ليس بإمكانهم الوصول إلى التعليم الافتراضي أثناء إغلاق البلاد في زمن كورونا.
كان التلاميذ يستقلون الحافلات الصغيرة لارتياد مدرسة دريم هاوس في بلدة كاتريبولي الصغيرة، الواقعة في أراوكانيا، وهي واحدة من أفقر المناطق في تشيلي، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وفي هذا الجزء البارد والممطر والريفي من البلاد، أصبحت شاحنات صغيرة الآن تزور حفنة من التلاميذ، بعدما ترك مئات الأولاد مقاعدهم الدراسية عند إغلاق المدارس في مارس/آذار.
فما يقرب من 70% من التلاميذ الصغار في مدرسة دريم هاوس البالغ عددهم 101 هم من المابوتشي، وهم من السكان الأصليين الذين يعيشون في تشيلي والأرجنتين، ومعظمهم لا يملكون أجهزة كمبيوتر وليس لديهم إمكان الوصول إلى الإنترنت، وهذا يعني أنه لا يمكنهم المشاركة في الحصص الافتراضية.
فقد أفرغ وباء «كوفيد-19» مدارس تشيلي، ما أجبر ملايين الأطفال على متابعة دروسهم عبر الإنترنت، لكن هناك مناطق لا يصل فيها 76% من التلاميذ إلى الإنترنت وفق منظمة «ديجيتال كانتري فاونديشن»، ورغم أن الأطفال قد تم تزويدهم بالعمل المدرسي على الورق فإنهم ما زالوا يغيبون عن الحصص المتاحة عبر الإنترنت.
تقع أراوكانيا على مسافة نحو 500 كيلومتر جنوب العاصمة سانتياغو، وهي المنطقة الثالثة الأكثر تضررا في البلاد جراء فيروس كورونا، وسجلت تشيلي أكثر من 254 ألف إصابة بالوباء وأكثر من 4700 وفاة.
داخل الشاحنة، تتخذ تدابير لمنع انتشار الفيروس، مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات وارتداء الملابس والأحذية الواقية، ويعطى التلاميذ معقم يدين ويجلسون على كراسي موضوعة على سجاد مغسول بالكلور.
والهدف ليس فقط الاهتمام بالحاجات التعليمية للأطفال بل أيضا بحاجاتهم العاطفية، قبل بدء الفصل، يتحدث المدرّس إلى التلميذ للتأكد من حالته النفسية.
يقوم معظم أهالي الأولاد بتربية الماشية وزرع المحاصيل الزراعية، وحتى أبريل كان 4% فقط لديهم اتصال بالإنترنت وكان 6% لديهم إمكان الوصول إلى جهاز كمبيوتر.
وشرحت مديرة المدرسة مارسيلا ارانيدا أن غالبية الاطفال يتحدثون المابودونغن وهي لغتهم الأصلية، ومعظم المدارس في تشيلي خصوصية، ما يعني أن المدارس العامة مثل هذه تعتمد على الدعم الحكومي. وقال المدرّس أوسمين فلوريس إن المدارس الخاصة «لديها التكنولوجيا وأجهزة الكمبيوتر وإمكان الوصول إلى الإنترنت والقدرة على تنزيل المعلومات ومشاهدة مقاطع فيديو من يوتيوب»، وأضاف أن هدف المدرسة المتنقلة هو تحقيق تكافؤ الفرص.



عرب الأهوار يبيعون أعز ما يملكون -الجاموس- بأبخس الأثمان

جواميس الماء رفيق يولد ويكبر مع سكان الأهوار 

















"الجاموس عزيز جدا (علي). عندما يمرض، أشعر بالقلق، خاصة عندما يبقى معنا لفترة طويلة"- كلمات مؤثرة، على قصرها، قالها جعفر إسماعيل وهو يقف بجوار جاموسة صغيرة تتغذى على العلف في كيس معلق برقبتها. كعادته كل صباح، استيقظ جعفر فجرا في منزله بأهوار الجبايش في جنوب شرق العراق، وأشعل نارا صغيرة وشرب الشاي على الشاطئ، بينما يتحلق حوله قطيع الجاموس الذي تملكه أسرته.

يقول جعفر: "في الصباح، نحلب (الجاموس) ثم نبيع الحليب. بعدها أذهب بالقارب لأحضر له العلف. أعود له (بالعلف) وعندما يجوع يأكل منه". وتعيش أسرة جعفر على عوائد الحليب واللبن بعد أن يبيع إنتاجه للتجار في المنطقة لينقلوا معظمه خارج الأهوار بل وحتى خارج محافظة ذي قار التي تقع فيها أهوار الجبايش. لكن بعد فرض القيود على السفر الداخلي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، تراجع الطلب على الحليب وانهارت أسعاره، حسبما قال إسماعيل خليل، وهو رجل آخر من عرب الأهوار، بعد أن احتلب الجاموس بيده وحفظ الحليب في حاوية كبيرة.
وقال إسماعيل: "الجاموس مصدر دخلنا... ليست لنا وظيفة أخرى.. هو (الجاموس) مهنتنا". وأضاف "تسبب تفشي الفيروس في إلحاق الضرر بنا كثيرا. انخفض سعر الجاموس. كما انخفض سعر الحليب أو انهار تقريبا بسبب حظر التجول...". وقبل اندلاع الأزمة، كان سعر 30 لترا من الحليب 28 دولارا. وانهار الثمن الآن إلى 12 دولارا فقط. ولم يعد بإمكان المربين بيع إنتاجهم اليومي بالكامل. وبعد مرور أربعة أشهر لم يستطع إسماعيل فيها توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته، التجأ إلى بيع الحيوانات، على غرار رعاة كثيرين آخرين في مجتمعه. ولكن سعر رأس الماشية انخفض أيضا منذ اندلاع أزمة كورونا، مما اضطر الأسرة لبيع حيواناتها العزيزة بثمن بخس. وقال: "لذلك، بدأنا في بيع حيواناتنا لشراء الطماطم (البندورة) واللحوم وغيرها...".
من جانبه قال تاجر الحليب صادق محمد: "يمكننا جلب الحليب من الأهوار من مربي الجاموس. ونبيع في القرنة والمجير والمحافظات الأخرى. في الوقت الحاضر، لا أحد يشتري الحليب. لذا فنحن نأخذ كمية قليلة جدا...". لقد ظلت المنطقة لآلاف السنين موطنا لعرب الأهوار، الذين تمثل المياه مقوما أساسيا لاستمرار نمط حياتهم وأسلوب معيشتهم.
وجرت العادة على تصنيف عرب الأهوار إلى مجموعتين رئيسيتين حسب النشاط والعمل، وهما مربو جاموس الماء والمزارعون. وكان صدام حسين، الذي اتهم سكان الأهوار العرب في المنطقة بالخيانة خلال الحرب مع إيران من 1980 حتى 1988، قام بتجفيف الأهوار في التسعينيات من القرن الماضي لإخراج المتمردين. وكانت مساحة الأهوار قبل ذلك الحين تزيد عن 9500 كيلومتر مربع.

 (وكالات)

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.