}

يوم في عنابة.. "ألقوا بالثقافة في الشارع.. يحتضنها الشعب"

بوعلام رمضاني 12 نوفمبر 2021


من حقِّ الشهيدِ العربي بن مهيدي، صاحبَ مَقولة "ألقوا بالثورة إلى الشَّارع يَحتَضِنها الشَّعب"، أن يَسْعَدَ في قَبرِه اليومَ، بعدَ أنْ أُعِيدَ لهُ الاعتبار في ساحةِ الثَّورَةِ بعنَّابَة أوْ في كُور المَدينة تَحدِيدًا - cours d’Annaba- كما أَطلَقَ عليهَا المُثقف المُعَرَّب والمُفَرْنَس على السَّواء عشيَّةَ الاحتفالِ باندلاعِ ثورَةِ تَحريرٍ لمْ تُحرِّرَ البلادَ والعبادَ كمَا تمنَّى الشُّهداء. للأسفِ الشديدِ، إنَّها المدينَةُ التِّي كنتُ أتمَنَّى زِيَارتها، وهِي نَظيفَةٌ ونَاصعةُ البيَاضِ، وغيرُ مُهَدَدةٍ بيئيًّا بالروائح الكريهة والمناظِرِ البَشعَةِ لمساكِنَ لم تَسقُط بعدُ على رُؤوس المارة. للأسَفِ الشَّدِيد ثانيَّةً، لأنَّ حَالُها كان كذلك، وأنَا أتجوَّلُ في حيِّها القديمِ بشهادةِ الله والنجوم والقمرِ والنسيمِ رفقة الرِّوائي بومدين بلكبير الموهوب الذي استلهم روايته البديعة "زَنقَةُ الطّليان" مِنها منْ صَلَبَ رُوح نجيب محفوظ، وحكيم بحري، مُدير دار بهاء الدين للنشر الذي صال وجال في معرض الكتاب الوطني كمساعد لمُحافِظِه نبيل داودة، صاحب دار الألمعية، كما سنرى لاحقًا.



عكاظ شعراء الزمن الحديث

عنَّابةُ الغارِقَةُ في الماضِي الحَضاري العَرِيقِ والمُتنوِّعِ، وَفَاتِنَةَ البَحرِ المُتَوسط اللازوردي، والواقِعةِ شرقَ الجزائرِ العاصمة التي تَبْعُد عنها بحوالي 550 كم، تَنتَقِمُ ثقافيًّا وليسَ سياسيًّا بعدُ، منَ الذِّينَ حوَّلُوها إلى مدينَةٍ صِناعيَّةٍ باردةٍ ومُتجهِّمَة. فعلَتْ المدينةُ التي طَالهَا التشويهُ العُمراني الفظيعِ بشُعَراء وأساتذة وكُتَّابٍ وبأَصغَرِ مُبدِعَةٍ صَنَعَتْ الحدث على طريقَةِ شُعراءَ سوقِ عُكاظٍ أمامَ جُمهورٍ يَعتَبرُه الكثيرُ من الدُّهماءِ ومن الرّعاعِ أو الغاشِي، كما يُقَالُ في الجزائرِ عنِ الشَّعبِ الذي لا يَستحقُّ الديمقراطية في تقديرِهم.


أطفال مسرح عز الدين مجوبي


للتاريخ (الصحافي مؤرخُ اللحظةِ، على حدِّ تعبير ألبير كامو)، أقولُ - وخلافًا لما يتصوره البعض- لْم يَكُن مُعظم الجمهورِ الذي ملأَ ساحةَ الثّورة، واستمعَ لقصائدَ شعراءَ مَجهولينَ وكأنَّهُ في مَسجِدٍ، مُكوَّنًا في مُعظمَهُ منَ المُثقَّفينَ الذِّينَ يَظهَرونَ في مثلِ هذه المنَاسبَاتِ بلباسٍ أنيقٍ. العبدُ الضعيفُ الذي كان شاهدَ عيانٍ، وعادَ إلى عنَّابةِ بعد حوالي أربعينَ عامًا، لم يتأثّر بإبداعِ شُعراءِ الهامشِ وبِصالونِ ناديا، الشاعرة المُبدِعة ومي زيادة الجزائر، المُحاطَة برجالٍ يُهيْمِنون بالثَّرثَرَةِ ويتَألَّقُونَ بالنِّفاقِ الموصوفِ في كثيرٍ من الأحيانِ فحسب، بلْ أيضًا بجمهورٍ جسَّدَ تنوّعًا سوسيولوجيًا وسيكولوجيًا وثقافيًا وحتى دينيًّا ومزاجيًّا، وشكَّلَ لوحةً إنسانيةً فُسيفسائية جديرةٍ بالتكريمِ والعنايةِ. هذا الجمهور تشكَّلَ من الشُّيوخِ والكهولِ والشُّبانِ والشّاباتِ والمُتديِّنينَ والمتديناتِ بالشَّكلِ التقليدي والعصري، وبِغيرهِم من الذَّينَ شاركوا في إلقاءِ الشِّعرِ دونَ سابقِ إشعارٍ، وناقشُوا مُقاربةَ الرِّوائي عبد العزيز غرمول لثورَةِ الأدبِ، ولتركيزه على روايةِ "نجمة" لكاتب ياسين كنموذجٍ خاصٍ وإستنثاني.

غرمول الذي ارتجلَ مُداخلةً نوعيةً مَدروسةً مَكَّنَتهُ من تكريمِ عنابة ثقافيًّا وأدبيًّا (نموذج ابن العنابي)، انبهرَ لاحقًا بالمُبدِعةِ الشابة لينَا قرناش، التي لا تتجاوز سن الثالثة عشرة في تقديري، وتكتبُ باللُّغات العربية والفرنسية والإنكليزية. وزادت رمزيَّةُ حُضورِ الأديبةِ الصاعدة قُوَّة وتعبيرًا بعدَ ظُهورِ غرمول رفقتَهَا في صورةٍ تاريخيَّةٍ تُعدُّ اعترافًا إبداعيًّا وَحضاريًّا بالمبدعَةِ الواعدَة التي خَطفَتْ الأضواءَ من الشُّعراءِ الآخرينَ والشاعراتِ الأُخريَاتِ بمن فيهم الشاعر بلال نوّاري المُلتَحِي الذي ألقَى شعرًا بديعًا غيرَ ديني مُرتديًا جِلبابا أزرقَ اللَّونِ يَسرُّ الناظرينَ. ولعلَّ وصفَ الشاعرةِ نادية نواصر هذا الشاعر الخاص "يا الخوانجي العصري" بطريقة جادة ومُسليّة في الوقتِ نفسه أمرٌ من شأنِهِ أنْ يُفنِّدَ وَصفَ رُفقاءَ دربهِ من غيرِ المُتَدينين بالزنادقة.


مقران فصيح يبكي أثناء تكريمه  



ناديا نواصر: أرمِّمُ إنكساراتِنَا العديدة

هذه المرأة المتدينة على طريقة الشاعر الذي وصفته بـ"الخوانجي العصري" كانت مِحوَرَ ونجمَةَ اليومَ الشِّعري الذي طغَى على تظاهرَة ٍكانَ يُفترَضُ أن تهِتَمَّ أيضًا بجوانبَ إبداعية أُخرى تحقيقًا للتوازُنِ وَتَجَنُّبًا للمَلَلِ سِيَمَا أنَّها تَقاطَعَتْ مع صالونِ الكتابِ الذي احتضنته مدينة عنابة من السادس عشر إلى الثلاثين من الشهرِ المنصرم. الشاعرة (أنظر نموذجا من شعرها في الأخير) التي أشادَت بدَعْمِ مُديرِ الثقافةِ، الدكتور أحسن تليلاني، لها- والذي لم أرَهُ بسبب تفرُّغِهِ المفترض لزيارَةِ وزيرةِ ثقافةٍ لم نرَها بدورها تتجول عبر أرجاءِ معرضِ الكتابِ وتتمتع بشعرِ المبدعين غير المرئيين-، تحدثت لـ"ضفة ثالثة" عن خلفياتِ تأسيسِهَا الصالونَ الذي يَحمِلُ اسمها، قائلة: "جاء صالونُ نادية لإحداثِ التغييرِ بعدَ فترةِ الحراك، الأمرُ الذي أحدَثَ ركودًا في الساحة الأدبية، ولا أُخفي عليكَ أنَّنا أمَّةٌ تجيدُ كسرَ الكِبارِ، ولأنَّهَا من أعداء الذينَ يرفعونَ الأسوارَ في وجوهِهم"، على حدّ تعبيرها. استطردت تقول: "لأنَّ الأرضُ ضاقت بهم، حوَّلتُ الصالونَ إلى فضاءٍ يجمعُ شتات المُبدعينَ سيما وأنَّ المثقفَ في حاجةٍ إلى أنْ يَسمَعَ صوتَهُ، وخاصَّةً الشاعرَ الذي يتنفسُ من خلالِ سماعِ الآخر، وقمتُ بذلكَ دونَ تمييزٍ، معترفة بالآخر".

وردًّا على سؤالٍ يُكرِّمُها ويُعرِّفُ بها قراء "ضفة ثالثة"، قالت: "أملِكُ 27 إصدارًا بين الشعرِ والنقدِ والروايةِ وشعرِ الأطفال، ومن بينها أعمالٌ تُرجِمَت إلى اللغاتِ الإسبانية والإنجليزية والكردية والإيطالية والأمازيغية والفارسية. أنا أوَّلٌ صوتٍ شعرٍّي نسوي طُبِعَ له في سن العشرين وسط الكبار، وأَلاَ يحِقُّ لي اليومَ بعد أربعةِ عقودٍ من الكتابةِ أنْ أُسمِّي الصالونَ باسمي مثل مي زيادة، سيمَا وأنَّني أشعُر أنني نضجتُ فكريًّا وصاحبةَ شخصيةٍ مُستقلة بإمكانها تحمل مسؤوليتها تجاهَ وطنِها وترميمِ انكسارات سياسية واجتماعية وروحية وإنسانية".

وعن هامش نجاحها في تحقيقِ أهدافِ صالونها، أضافت تقول: "توافُد الرسائل في فترة الجائحة دليلُ اقتناعِ المثقفين بالاستمرار في نشاطاتي التي عالجَتْ قضايا فكرية وأدبية وفنية كثيرة، وقدَّمت العديدَ منَ المُبدعينَ في مُختلَفِ المجالاتِ ومنهم غانم خميسي، صاحب رواية "الفيضان" التي رُشِّحت لجائزة كتارا العربية. ولم يقتصر الحضورُ على المعنيين المباشرينَ من المبدعين، وتردَّدَ على الصالونِ رِجالُ أعمالٍ وسياسيونَ ومسؤولو جمعيات، وقمتُ بذلكَ من مُنطلَقِ كسْرِ القطيعَةِ بين المُثَقَّفينَ والسيَاسيينَ بوجهٍ خاص".

نادية نواصر تحظى بدعمِ الدكتورِ أحسن تليلاني، مدير الثقافة، لمُواجهَة حاجَتِها المادية والمالية الضرورية لاستقبال المبدعين من داخل وخارج الوطن -أضافت تقول- واضعَةً الجهةَ المسؤولةِ أمامَ مَسؤوليتِها التاريخية، وخاصةً منذُ أنْ انتقلَ نَشاطُها من المكتبَةِ الرئيسيَّةِ لمدينةِ عنابة التي تُشرِفُ عليها صليحة نواصر التي تُجاهِد ثقافيًّا هي الأخرى غيرَ بعيدٍ عن "كور عنابة" أو ساحة الثورة، بتنشيطها فقرةَ "كاتِبٍ وكِتَابٌ" ورعايتها فلذات الأكبادِ وحثِّهم على القراءَةِ وعلى التعلم الفني العام.


جانب من معرض الكتاب 



شعراء من ذهبٍ وحاضرُونَ بِغيابِهم

صالونُ نادية الذي سيتحولُ إلى دارِ الثقافة قريبًا، عرفَ نقلةً نوعية في دورتِه الجديدَةِ التاسعة بتنسيقه مع مسؤولي معرضِ الكتابِ، ممَّا زاد من وهجِ وزخمِ التظاهرة، حتَّى وإنْ خطَفَ صالونها الأنظارَ أكثر من المعرَضِ في يومه الأخيرِ، كمَا كانَ مُتوقعًا خلافًا للأيامِ السابقةِ الذي عرف إِقبالًا متوسطًا ومعقولًا في نظر حكيم بحري، مدير دار بهاء الدين للنشر والتوزيع. وتضمَّنَ برنامجَ الدورة التاسعةِ قراءاتٍ لعدد كبيرٍ من الشعراء الذين أظهرُوا مواهبَ حقيقيَّةٍ رغم تفاوتها الإبداعي وطغيانهم على الشاعرات اللاتي لفَتنَ الإنتباه بدورهن وتستحقن التشجيع والتعريف أُسوَةً بالرفقاء الذكور ما داموا كلهم ضحية الشللية السياسية والثقافية.

تراجُع رونَقِ وسحر أشعارِ بعضهِم بسببِ الإطالَة والإكثارِ والمشاركات المُقحمة بشكلٍ مرتجل، لم يُغير شيئًا من الخصوصيات الإبداعية لدى كل من الشعراء والشاعرات شمس الدين بوكلوة ومحمد بوتران وسيف الملوك سكتة وحسن بوساحة والطاهر خشانة ومحمد شاوش وبلال نواري وسليمان عميرات وغنية سليني وسامية بن عسو ورضا ديداني والشاعر مصطفى حمدان وممثل فلسطين في الجزائر، والذي أبكَى الدكتور مقران فصيح وهو يُكرِّمُه مُسلِّمًا إياه إطارَ صورَةِ الراحل هواري بومدين مع الزعيم الراحل ياسر عرفات.

أهميةُ اليوم الثقافي الذي عِشته بكل جوارحي في عنابة، لم يُؤكد أهميةَ مُبادرة واجتهاد الحاضرين والحاضرات، وعلى رأسهم نادية نواصر، علاوة عن المشجعين والمنشطين من أمثال إبراهيم بادي وجمال فوغالي والإعلامي المخضرم باديس قدادرة. لم تنتزع السيدة نواصر التشجيعَ من الحاضرين فحسب، بل حتى من المثقفين الذين تغيَّبوا لأسبابٍ قاهرة، وحضروا عبرَ رسائلَ اعتذارٍ تعكِسُ حِرصَهُم على استمرار ما يرفع من شأنِ عنابة ثقافيا، ومن بينهم نذكر الشاعر القدير إدريس بوذيبة، الذي كان على موعد قديم مع محبيه في مدينة سطيف، والإعلامي المخضرم عمار صافي، الذي نتمنى له الشفاء العاجل.


الكاتبة الشابة لينا قرناش



فلذاتُ الأكباد في المسرح وناشرون يجتهدون

لم يقتصر اليوم الثقافي الذي عِشته في عنابة على الكبار الذين تألقوا شعريًا أكثر من كل الآخرين، ووحدهم البنات والأطفال الذين وقفوا في مدخلِ مسرحِ الراحل الكبير عز الدين مجوبي تمكنوا من منافَسة صالونَ ناديا جُزئيًّا بشدهم أنظارَ الراجلين والمارين بسياراتهم، ومن بينهم أصحابُ سيارات الأجرة الذين لم يتعوَّدوا على هكذا منظر صبيحة يوم عنابي غير مسبوق. بناتٌ وأطفالٌ في سن الربيع خلال يوم خريفي قاتم، راحوا ينشدون عشية الفاتح من نوفمبر بحناجر دافئة تحت شعار "أبي خذني إلى المسرح"، ونافسوا بدورهم في حُلة بهيجة جمهورَ معرضِ الكتاب الذي حضرته دور الألمعية وبهاء الدين للنشر والتوزيع والهداية والعزة والكرامة والتوقيع ونوميديا والوطن اليوم والعقاد والوسام العربي والاختلاف والمكتبة المتنقلة التابعة لمكتبة المطالعة العمومية بركات سليمان. وحسب حكيم بحري "فإن تنظيمَ معرضِ الكتاب في عنابة يُعدُّ أمرًا هامًا وحيويًا لأن جائحة كورونا أثَّرت على المشهد الثقافي كما حدث في كل أنحاء العالم، ولا أدلَّ على ذلك عدم تنظيم أي نشاط ثقافي خلال الجائحة ووحدها المنظمة الوطنية لناشري الكتب نظمت معرضًا واحدًا فقط بالعاصمة في مارس/ آذار الماضي".

وزيرةُ الثقافة السابقة بن دودة -أضاف بحري يقول- دفعَتْ بأسماءٍ جديدةٍ لتحسينِ الأداءِ الثقافي بتعيينها أحسن تليلاني، كاتبَ سيناريو فيلم البطل الشهيد زيغود يوسق وعميد كلية العلوم الإنسانية بجامعة 20 آب/ أغسطس، مديرا للثقافة بعنابة.

وأنهى بحري رده على أسئلة "ضفة ثالثة" مضيفا: "كان الإقبالُ على الكتاب شبه المدرسي وعلى كتب تاريخ الحركة الوطنية والكتاب الديني والرواية والأدب والفكر بوجه عام، وزادت من الإقبالِ محاضراتُ أسماءَ فكرية وأدبية مخضرمة وصاعدة وأسماء مسؤولي نشر، ومن بينها عبد الله حمادي ومحمد ساري وحميدة العياشي ومقران فصيح ومحمد زتيلي وبومدين بلكبير ونبيل دادوة والعبد الضعيف". ألقيت الثقافة في الشارع.. واحتضنها الشعب بحضور خادمكم الذي اندس وسطه جالسًا وواقفًا من شدة الإقبال بعد أن ترك مكانه لسيدة شدتها محاضرة عبد العزيز غرمول. ترى.. هل سيبقى هذا الشعار ساري المفعول في لاحق الأيام أم أنه كانَ شعارًا فَرضَه نُوفمبر الشهداءَ في جزائرَ أصبحتْ فيهِ البطاطس في غيِر مُتناول الفقراء.. سأكون بالمرصاد لكل مسؤولي الثقافة في أي مكان ساقني إليه القدر قبل عودتي إلى باريس مجبرًا ومكسورَ الجناحين.

 

الشاعرة نادية نواصر رفقة الدكتور أحسن تليلاني



العشق بأسماء مستعارة

(هدية من الشاعرة نادية نواصر إلى "ضفة ثالثة")

يا شاعري

ما زالَ الحبُّ في مدينَتِنَا عورة

وما زلنا نُهرِّبُ أشعارَنا خلفَ الأسوارِ ليلًا

عندَما ينامُ عَسَسُ اللّيلِ وحُراسَ الحدودِ وكبارَ القبيلَةِ

مَا زِلنَا نَخشَى أنْ يَقرَأَ أولادُنا رسائلَ إس إم إس (رسائل قصيرة)

وأن تُلقي علينَا عدساتُ الكاميرَا القبضَ

مُتلبِّسينَ بوَشوَشاتِ الروحِ الوَلهِي

وأنْ تَكتُبَ عنَّا الجرائدَ على أنَّنَا الطامةُ الكُبرى

تلكَ الجرائدُ التي تَغتَالُ طُهْرَ الطُّفولَةِ

تلكَ الجرائدُ التي قدْ تُعطِي لِجَريمَةِ عِشْقِنا مِساحةً

أكبرَ من المِساحةِ التي تُعطيهَا لقضيةِ فلسطينَ وجوعَ أثيوبيا وموتَ أطفالِ الصومالِ

وباء َكورونَا وكارثَةَ هِيروشِيما

يا شاعري

سِتُّونَ عامًا ونحنُ نَمشِي إلى حريَّة الشُّعور

ولم نَصل.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.