}

ميسون الإرياني: فوزي بجائزة توليولا فوز لليمن

صدام الزيدي صدام الزيدي 15 مارس 2021
هنا/الآن ميسون الإرياني: فوزي بجائزة توليولا فوز لليمن
ميسون الإرياني وغلاف كتابها "حيل" الفائز بجائزة توليولا
عبرت الشاعرة اليمنية، ميسون الإرياني، عن سعادتها بالفوز بـ"جائزة توليولا الإيطالية للشعر العالمي"، في دورة الجائزة الـ26 للعام 2020/2021، ضمن مجموعة من الشعراء الأجانب بينهم شعراء عرب.
وقالت الإرياني لـ"ضفة ثالثة" إن منحها جائزة توليولا الدولية، عن مجموعتها الشعرية "حِيَل"، يعني تكرار اسم اليمن في عدة أماكن من هذا العالم "الذي يتجاهل اليمن متى أراد، ويبيعها، أو يشتريها، متى أراد"، على حد قولها. وأضافت: "أسعدني كثيرًا نبأ فوزي بجائزة توليولا.. إنه فوز لليمن، وهذا يعني أن اسم بلادي سيرنّ في صدور أولئك الذين يغنون ويتغنون بالحياة".
وتعتقد الإرياني، التي سبق أن فازت بجوائز شعرية يمنية، منها جائزة عبدالعزيز المقالح الشعرية، وجائزة رئيس الجمهورية، وجوائز أخرى، أن الجوائز تمثل فرصة جيدة لتطوير الخبرة الإبداعية. لكنها تنوه في هذا الصدد أن: "هناك مبدعين يمنحون الجوائز قيمتها، وهناك في المقابل، جوائز تعزز قيمهم خصوصًا في هذا العصر"، لافتةً إلى أن "المبدع مثل أي إنسان آخر، يحب أن يكون محبوبًا ومقدرًا".



جائزة عريقة
وتلفت الإرياني الانتباه إلى أن جائزة توليولا جائزة عريقة ومهمة، ومن هنا تتجلى أهميتها كجائزة دولية، تعمل على مزيد من التواصل الأدبي والحضاري بين شعوب العالم، منوهةً أنه "من الجميل حضور اليمن في فعاليات عالمية كهذه، خصوصًا في ظل الأحداث الراهنة التي يعيشها اليمنيون" تحت وطأة الحرب.

وعن مشاركتها في المسابقة، تقول ميسون إنه بينما كانت، قبل فترة، تعد برنامجًا إذاعيًا لإذاعة محلية يمنية حول الأدب، إحدى فقراته تتحدث عن فرص أدبية للشباب وللأصوات الجديدة، مثل منح التفرغ الأدبي، ومسابقات عربية وعالمية، حتى لا يكون هذا الجيل بعيدًا جدًا عن مسيرة العالم، "وبالصدفة، قرأت إعلان مسابقة توليولا، ثم بحثت عن تفاصيل أكثر، ومن ثم، كان تواصلي بالمسابقة".
وجاء إعلان جوائز توليولا الإيطالية للشعر العالمي هذا العام مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس/ آذار، غير أن ميسون الإرياني تقلل من أهمية هذا التزامن، ولا ترى أن هناك رابطًا بين المناسبتين، ذلك لأن "الشعر هو جزء من تكوين من يكتبنه، كما هو جزء من تكوين من يكتبونه، وليس حقًا مكتسبًا، وليس مهارة مستحدثة".



قصائد للإنسانية

أجواء كتابة مجموعتها "حيل" الفائزة كانت في سنوات الحرب 


كتبت ميسون الإرياني مجموعتها الشعرية "حِيَل"، في سنوات الحرب، وصدرت طبعتها الأولى عن دار مخطوطات للنشر في هولندا، ثم صدرت الطبعة الثانية ضمن منشورات "جائزة الدولة للشباب" في اليمن. أما أجواء كتابة مجموعتها الفائزة فقد كانت في سنوات الحرب "إذ لكل شيء مرارته ودهشته الأولى، بصرف النظر عن سلبية تجربة الراهن الأليمة"، فهنالك قصائد للحرب وللحب، للهزيمة وللنصر، "وفي كل هذا يحضر الإنسان"، كما تقول.

وفي سياق حديثها عن المشهد الثقافي والإبداعي اليمني، الذي تعصف به الحرب، تقول الشاعرة ميسون الإرياني، إنه "مشهد مشوش للغاية"، مشيرةً، في السياق نفسه، إلى مجموعة من الشعراء والمبدعين ينشرون نصوصهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن معظمها "نصوص آنية لا تستطيع من خلالها أن تلتقط صوتًا"، فيما يرزح البعض في مرارات لا حد لها، ولذلك افتقدت اليمن، وفقًا للإرياني، كثيرًا من الأصوات المهمة، سواء بسبب المرض، أو ضيق الحال. وبالرغم من ذلك، هنالك أصوات جديدة رائعة ظهرت في سنوات الحرب، ومع أن كثيرًا منها يفتقد للخبرة الحقيقية، إلا أنها مبشرة "باستمرار شغف الشباب بالثقافة وإخلاصهم لها".
في فترة سابقة، كانت الشاعرة ميسون الإرياني كشفت عن اشتغالها على كتاب ترجمي سيمثل باكورة إصداراتها في ترجمة الشعر من الإنكليزية إلى العربية. الكتاب عبارة عن "نماذج شعرية من الأدب النسوي الأميركي المعاصر"، لكن هذا المنجز الترجمي لم ير النور بعد، ولم تستطع الإرياني إكماله "لعدة أسباب"، كما تقول. وتعترف الإرياني في هذا الصدد بأن الترجمة الأدبية مرهقة للغاية، وتحتاج عقلًا صافيًا "ففي ظل ما يحدث، من الصعب أن تنام قرير العين، كما أنه من الصعوبة أن تكون شاعرًا وتترجم شعرًا: أن تعرف أين تضع روحك ومتى تتركها خارج السطر وكيف توظف معارفك؟"، مؤكدةً أن الترجمة "هواية صعبة وليس سهلا أن تلتزم بها في الوقت والظروف الراهنة".



"عروق الذهب"
تقع مجموعة "حِيَل" الشعرية في 176 صفحة يزينها غلاف من تصميم الفنان ناصر مؤنس. وتحت عنوان "عروق الذهب"، كتب الشاعر اليمني عباس الديلمي في تقديمه للمجموعة، أن الشاعرة "امتلكت المقدرة في توظيف الكلمة بقدر امتلاكها لحذاقة استخدام الرمز، ولناصية اللغة، أيضًا".

وميسون الإرياني، شاعرة ومترجمة يمنية، من مواليد 1987، تخرجت في جامعة صنعاء، حيث درست الأدب الإنكليزي. تعمل في الصحافة، وتدرب في الفنون المسرحية. قبل نيلها جائزة توليولا الدولية، كانت فازت بجوائز شعرية يمنية. إضافة إلى "حِيَل" الصادرة في طبعتين هولندية ويمنية، صدر لها شعرًا: "سأثقبُ بالعاشقين السماء"، 2009؛ "مدد"، 2010؛ "الموارب من الجنة"، 2013؛ "نصوص وقصائد في أنطولوجيا وكتب مشتركة بأربع لغات".



"غير الإيطالي"
نشير هنا إلى أن لجنة جائزة توليولا الإيطالية للشعر العالمي، التي تنظم سنويًا بالتعاون مع مجلس الشيوخ الإيطالي، وتشرف على أعمالها "رابطة توليولا الثقافية"، كانت أضافت ابتداء من دورة العام المنصرم، الشعر باللغة العربية إلى فروع مسابقاتها "الشعر غير الإيطالي". وتتم عملية التحكيم على مرحلتين: الأولى، تقييم النصوص بلغتها الأم ومقارنة الترجمة بالأصل، والثانية، يجري فيها تقييم النصوص المتأهلة بشكل جماعي لاختيار قائمة الفائزين النهائية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.