}

فلسطين في ساحات الربيع العربي

رباب دبس رباب دبس 6 يناير 2022
توطئة: القضية الفلسطينية كقضية عربيّة..

بقلم: مدير التحرير

 

يثبت هذا التحقيق أهم النتائج التي سبق أن توصّل إليها المؤشر العربي الذي يقوم بإجرائه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات منذ عام 2011، ويُعدّ أشمل استطلاع للرأي العام العربيّ، ويغطي من بين أمور أخرى موقفه حيال الصراع العربي- الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.

وللتذكير نشير إلى أن المدير العام للمركز العربي، الدكتور عزمي بشارة، خصّص في كتابه "صفقة ترامب- نتنياهو" (الطريق إلى النصّ ومنه إلى الإجابة عن سؤال ما العمل؟) الصادر عن المركز العربي (2020) فصلًا خاصًا بعنوان "الرأي العام العربيّ والقضية الفلسطينية"، تطرّق فيه إلى الوضع العربي الراهن، وخلال ذلك تصدّى إلى العملية التي ترمي إلى خلق رأي عام عربي زائف يقول إنه تعب من قضية فلسطين بغية تبرير التطبيع مع إسرائيل. وفنّد هذا التزييف بالأساس من خلال نتائج المؤشر العربي.

وتوقف بشارة على نحو خاص عند نتيجتين من تلك النتائج اعتبرهما بالغتي الدلالة:

الأولى، أن اتجاهات الرأي العام العربي المختلفة منذ أول استطلاع للمؤشر العربي وحتى استطلاع عام 2020، تتعامل مع القضية الفلسطينية بوصفها قضية عربيّة، وليست قضية تخصّ الشعب الفلسطيني وحده، فهناك شبه إجماع بين مواطني المجتمعات العربية المشمولة في استطلاعات المؤشر، وبنسب تزيد على ثلاثة أرباع المستطلعين، على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب أجمعين، لا قضية الفلسطينيين وحدهم. في المقابل كانت نسبة الذين أفادوا بأنها قضية الفلسطينيين وحدهم، ومن ثمّ عليهم وحدهم حلّها، تقف عند حدود 15- 16 بالمئة.

الثانية، أن أغلبية الرأي العام العربي، كما تبيّن نتائج كل استطلاعات المؤشر العربي حتى عام 2020، ترفض الاعتراف بإسرائيل وتعتبره بمثابة منح شرعية عربية لها، كما أنها ترفض تطبيع العلاقات معها. وتصل النسبة بهذا الشأن إلى نحو 87 بالمئة في الحدّ الأعلى، في مقابل 9 بالمئة فقط وافقوا على أن تعترف بلدانهم بإسرائيل. ومن المهم أيضًا، كما يؤكد بشارة، الإشارة إلى أن أكثرية مستطلعي البلدان التي وقعت حكوماتها اتفاقيات سلام مع إسرائيل- كما هي الحال بالنسبة إلى الأردن وفلسطين ومصر- ترفض اعتراف بلدانها بإسرائيل، وذلك بنسب متقاربة مع المعدّل العام، وتصل إلى حدّها الأعلى بين الأردنيين بنسبة 94 بالمئة. وهذا يعني أن جزءًا حتى من الذين يرون أن قضية فلسطين تخصّ الفلسطينيين وحدهم يعارضون أن تعترف حكوماتهم بإسرائيل فضلًا عن التطبيع معها. كما أنه من المفيد الإشارة إلى أن معارضة الاعتراف بإسرائيل تزداد كلما كان المستطلع مؤيدًا للنظام الديمقراطي.

ووفقاً لنتائج استطلاع المؤشر العربيّ، تقف جملة أسباب وراء رفض الاعتراف بإسرائيل أهمها، بحسب تدريج نسبة المؤيدين: أن إسرائيل دولة استعمار واستيطان؛ أنها دولة توسعيّة تسعى للهيمنة أو تستهدف احتلال بلدان في الوطن العربي وثرواته؛ أنها دولة إرهابية وتدعم الإرهاب؛ أنها قامت بتشتيت الفلسطينيين ومستمرة في اضطهادهم؛ أنها كيان يتعامل مع العرب بعنصرية وكراهية؛ أن الاعتراف بإسرائيل هو إلغاء الفلسطينيين وحقوقهم وتسليم بشرعية ما فعلته إسرائيل للشعب الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالمؤشر العربي نفسه، فإنه للعام العاشر على التوالي أظهرت نتائج استطلاع 2019/ 2020 الذي نفّذه "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات" في 13 بلدًا عربيًا، وأعلن عنها مدير وحدة استطلاعات الرأي العام في المركز، الدكتور محمد المصري، في مؤتمر صحافيّ عقده يوم 6 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2020، أنّ الرأي العام متوافق وشبه مجتمع على أنّ سياسات إسرائيل تُهدِّد أمن المنطقة العربية واستقرارها.

وأشار المؤشّر إلى أنّ نسبة 89% ممّن شملهم الاستطلاع متوافقون على أنّ إسرائيل تُمثّل التهديد الأكبر للدول العربيّة، فيما قُدّرت نسبة المعارضين لهذه الموقف 6%، وفضّلت شريحة نسبتها 5% عدم الإجابة. وأكّد المؤشّر في استطلاعه هذا من جديد أنّ المجتمعات العربيّة لا تزال ثابتة على موقفها لجهة القضيّة الفلسطينيّة، إذ أظهر الاستطلاع أنّ هذه القضيّة لا تزال قضيّة العرب جميعًا وليست قضيّة الفلسطينيين فقط.

 

وأظهرت نتائج الاستطلاع أنّ نسبة المؤيدين لمقولة "القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم" في الدول التي نُفذ فيها الاستطلاع 79%، مُقابل 15% ممن يعتقدون أنّ "القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين وحدهم وعليهم وحدهم العمل عليها"، بينما لا يوافق 4% على أيّ من هذين الموقفين، فيما فضّل 2% عدم الإجابة. كما أشار الاستطلاع إلى أنّ نسبة المؤيدين لمقولة "القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم" في إقليم المغرب العربيّ (موريتانيا، المغرب، تونس، الجزائر) 84%، في مُقابل نسبة تأييد 82% في دول الخليج العربيّ (السعودية، الكويت، قطر)، و75% في دول المشرق العربيّ (فلسطين، الأردن، لبنان، العراق)، و73 في دول وادي النيل (مصر والسودان).

أمّا بالنسبة للمؤيدين لمقولة أنّ "القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين وحدهم وعليهم وحدهم العمل عليها" في الأقاليم نفسها، فجاءت نتائج الاستطلاع كالتالي: 10% في دول المغرب العربيّ، و13% في دول الخليج العربيّ، مُقابل 19% في دول المشرق العربيّ، و19% في دول وادي النيل.

 

وأظهرت نتائج استطلاع "المؤشر العربيّ" أنّ 88% من مواطني المنطقة العربيّة يرفضون رفضًا قاطعًا الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، مُقابل 6% ممّن يؤيدون هذا التوجّه، فيما فضّل 6% عدّم الإجابة. وأشار الاستطلاع إلى أنّ 93% من المُستجيبين في دول المغرب العربيّ يرفضون الاعتراف بإسرائيل أو التطبيع معها، مُقابل شريحة بنسبة 3% تؤيّد هذا التوجّه. أمّا في دول المشرق العربيّ، فقد بلغت نسبة الرفض والمعارضة 92% مقابل نسبة تأييد 6%، فيما جاءت نتيجة الاستطلاع في دول وادي النيل 82%، مقابل نسبة 13% تؤيد الاعتراف بإسرائيل، أمّا بالنسبة لدول الخليج، فقد بلغت نسبة الرفض 82%، مقابل 7% فقط ممّن يؤيدون الفكرة.

وحول الأسباب التي دفعت المُستجيبين إلى رفض إقامة علاقات مع إسرائيل والتطبيع معها، فقد تعدّدت، كما أشرنا سالفًا، بين اعتبارها دولة استعمار واحتلال واستيطان في فلسطين، ودولة توسعية تسعى للهيمنة أو احتلال بلدان في الوطن العربي وثرواته، أو لأنّها دولة إرهابية تدعم الإرهاب، بالإضافة إلى تشتيت الفلسطينيين واضطهادهم وقتلهم أيضًا، وأسباب أخرى تُبيّن حالة الرفض الكبيرة في المجتمعات العربيّة لكيان الاحتلال، وهو ما يدحض المقولات التي تروّجها بعض الأنظمة العربية ووسائل إعلامها حول إسرائيل والاعتراف بها أو إقامة علاقات تطبيعية معها من جهة، والمقولات التي تُفيد بأنّ القضية الفلسطينيّة لم تعد قضيّة العرب والمجتمعات العربيّة من جهة أخرى.

 

**********

 

من شعارات الثورة على جدران مدينة بيروت



(*) منذ احتلالها في عام 1948، شكلت فلسطين المرتكز الأساسي للأيديولوجيا القومية والدينية واليسارية، كما كانت القاعدة الأساسية التي انبنت عليها الأطروحات والأفكار السياسية العربية تقريبًا.

أضحت فلسطين أيضًا وجهة وخيارًا والتزامًا ثقافيًا، عكس أثره في الإنتاج الابداعي أدبًا وشعرًا وسيرة ورواية ومقالات صحافية، ومؤتمرات وأنشطة. كما ساهمت الذاكرة الشفهية، بما هي صلة وصل بين الأجيال، وخصوصًا التي ولد منها خارج فلسطين، في نقل مشهديات عنها، شجرها وبحرها وبساتينها وحاراتها والصروح الدينية فيها من كنائس ومساجد، كما مطبخها بمثابة ذاكرة ذوقية، وفولكلورها، وحكايات مفاتيح المنازل التي احتفظ بها مالكوها كتعبير عن الأمل في العودة. كان ذلك ترسيخًا لمشهدية فلسطين في الذاكرة العربية، وشكلًا من أشكال المقاومة غير المسلحة ضمن سيرورة تكريس قوة عربية ثقافية تواجه عدوًا واحدًا هو إسرائيل.

بيد أن عام 2010 الذي شهد بداية ما سمّي الربيع العربي، أوجد شعارات جديدة وأفكارًا وقيمًا تبناها جيل الشباب اليوم ولا سيما الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وحرية الرأي والتعبير، وحرية العمل السياسي، ومجموعة من الحقوق غير المعهودة ومنها حرية الجسد، والجندر، والمساواة في العيش الكريم، في إطار يسمح للجيل الشاب العيش بكرامة وحرية.

حيال هذه القضايا والأفكار القديمة ــ المستجدة، كانت فلسطين أيضًا حاضرة في ساحات الربيع العربي، إلا أن هذا الحضور كان متباينًا ومثار مدّ وجزر في آراء الناشطين السياسيين، الأمر الذي يطرح سؤالًا حول مركزية قضية فلسطين ضمن القضايا المستجدة.

يستجمع هذا التحقيق آراء عدد من الناشطين السياسيين والمدنيين في لبنان وعدد من الدول العربية، للإضاءة على أبرز المسائل التي حضرت في ثورات الربيع العربي. 

القضايا الاقتصادية ــ الاجتماعية أولوية.. ولكن!

في ساحات الربيع العربي، تقدمت القضايا المطلبية والمعيشية على القضايا الأخرى، ومنها قضية فلسطين، التي وإن لم تكن أولوية، إلا أنها كانت حاضرة بشكل أو بآخر، إذ إن شعبًا يفتقد أبسط مقومات عيشه وصموده في بلده، لن يصب كل اهتمامه على قضية إقليمية وإن كانت تخصه في الصميم. الهم المعيشي اليوم بات ملحًا بل أصبح من الأولويات والنضال من أجل تحقيق هذا المطلب ضروري لكي يستطيع المواطن الالتفات إلى القضايا الأكبر والأكثر عمقًا.

ثمة آراء أخرى للثوار والناشطين السياسيين، وقد ساوت بمعظمها القضايا الداخلية على أهميتها بقضية فلسطين، فلا فكاك لهذه القضية المحقة عن أي مطلب، فلأجل العدالة الاجتماعية كانت فلسطين هي القضية، ولأجل الحق في العيش الكريم كانت فلسطين، ولأجل النضال من أجل الأرض كانت أيضًا فلسطين.

يأتي ما ذكر بمثابة ما أجمع عليه عدد من الناشطين السياسيين في ساحات الربيع العربي، الذين كانت لهم آراء متنوعة حول قضية فلسطين، ففندوا بدقة موقعها وحضورها إلى جانب المطالب الأخرى التي كانت أولوية في مطالب الثوار.

اعتبرت إلسي مفرج ــ لبنان (إعلامية تعمل ضمن برنامج "صار الوقت")، أن قضية فلسطين لم تكن القضية المحورية في هذه الثورة، الا أنها في نفس الوقت لم تكن غائبة، فهناك عدد من العناوين والأهداف التي كانت دافعًا للثورة، وفي طليعتها اقتصادية واجتماعية. لقد وصل الوضع المعيشي المتأزم إلى درجة المسّ بكرامة الناس، إضافة إلى مواضيع أخرى لها علاقة بالحريات والقمع الذي كان يتعرض له الشباب، وقد كانت لهم حيال ذلك ردود فعل واحتجاجات، هذه القضايا بمجموعها كانت محور التحرك الأساسي.

وأضافت مفرج: إذا لم يعد الإنسان قادرًا على أن يعيش عيشًا كريمًا، فإنه لا يستطيع أن يقاوم أو يرفع الصوت. وتسند مفرج حديثها برأي أحد الذين استمعت إليهم في محطة تلفزيونية حول موضوع المقاومة إذ قال: لا يستطيع الإنسان أن يقاوم إلا إذا كانت كرامته محفوظة، فكيف يقاوم إذا كان في بلده "مدعوس"، يتسوّل لقمة العيش، ولا يستطيع إرسال أولاده إلى المدرسة، ويقف في طوابير البنزين "ناطر دوره".

وبرأي مفرج عندما يفتقد الإنسان لأساسات عيشه، يندفع للنضال من أجل المطالبة بها. وهذا ما رأيناه في ردود الفعل على خطابات السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، التي كانت تقلل من شأن المطالب التي ينزل لأجلها الثوار في مقابل القضايا الكبيرة. كما قلل من هذه المطالب أيضًا جمهور الممانعة والذين كانوا يقارنون القضايا المطلبية التي نزل لأجلها الثوار بالقضايا التي تحدث في فلسطين.
 

فلسطين وسورية في الثورة السورية


في السياق نفسه، رأى عبد الله زنهر (فلسطيني مقيم في لبنان)، ناشط يعمل في مهنة الحدادة وموسيقي، أن الثورة قامت من أجل المطالبة بأبسط الحقوق المعيشية. ومعظم الشباب اليوم يفكرون بالهجرة من أجل تحصيل هذه الحقوق. لقد فتتت الظروف الاقتصادية الضاغطة التفكير في القضية الفلسطينية، فكيف يشغل اللاجئ الفلسطيني نفسه في القضية أي (حق العودة)، وهو لا يملك أدنى مقومات العيش. ورغم كل المطالب التي طرحها ثوار الربيع العربي، نجد أن المؤامرات على القضية الفلسطينية فعالة ولم أر على الصعيد الشخصي أي تقدم أنجزته هذه الثورات، فلا زلنا كلاجئين نطالب بأبسط الحقوق، ولا زال الفلسطينيون يقدمون الشهداء في سبيل القضية الفلسطينية. وأنا كفلسطيني، أقول عن فلسطين: "لن ننساك ولن نرضى وطنًا سواك، وسوف يطيب الله جرحك".

في هذا الإطار اعتبر علي خليفة- لبنان (أستاذ محاضر في كلية التربية ــ الجامعة اللبنانية، له عدد من الأبحاث في مجال التربية والمواطنية وشؤون المجتمع المدني، وهو باحث وكاتب..) أن النضال من أجل القضية الفلسطينية هو في منزلة واحدة مع القضايا المطلبية ولا ينفصل عنها، فالمشهد في نظره "جذري وواضح ومباشر وقد تلازمت فيه إرادة التحرر الوطني والقومي، بعنوانها الأبهى المتمثل في فلسطين، مع المطالبات الشعبية بمحاربة الفساد والمحاصصة وهدر المال العام وسوء الحكم وتخلّي الدولة عن الوظائف الاجتماعية الراعية لحقوق المواطنين... لا تحرر وطني بلا تحرر اجتماعي واقتصادي، لا يمكن أن تكون السلطة الفاسدة مظلة للمقاومة". 

فلسطين بين داخلية القضايا وخارجيتها

اعتبر محمد العجاتي ـ مصر (باحث في العلوم السياسية ـ مدير منتدى البدائل العربي للدراسات والنشر) أنه لا يمكن أن نفرض أن تبقى القضية الفلسطينية في الصدارة في ثورة عندها مطالب أخرى، ورغم ذلك فقد حضرت هذه القضية، وإن لم تكن القضية الرئيسية، الا أنها كانت موجودة في ثورات الربيع العربي، وهذا دليل على قوتها. صحيح أنه عندما تكون الثورة ثورة مطالب داخلية تُهمّش القضايا الخارجية، لكن القضية الفلسطينية كقضية خارجية تحديدًا طرحت نفسها حتى على القضايا الداخلية بما أنها قضية مزمنة وقد تم ربطها بها، وهذا دليل على حضور وقوة هذه القضية.

وأضاف عجاتي: قد لا يكون المسيسون الجدد الذين انضموا إلى الثورة على نفس الدرجة من الاستيعاب لهذا الربط بين الثورة وبين القضية الفلسطينية لكن الشباب الذين بدأوا الحراك في 2003 كانوا أكثر وعيًا لقضية فلسطين وقد كانت هذه الأخيرة جزءًا من الحراك الذي أدى إلى الثورة، وهي بذلك كانت حاضرة في الشارع السياسي المصري، وكانت أيضًا حاضرة ما بعد الثورة أي في تداعياتها.

كما رأى علي مراد- لبنان (أستاذ جامعي في القانون العام، وناشط سياسي في عامية 17 تشرين، بحسب تعبيره) أنه لفهم ما حدث في 17 تشرين، علينا العودة إلى القضايا الداخلية في لبنان، والعودة إلى لبننة القضايا المطلبية السياسية. ومنذ 50 عامًا جلّ القضايا التي كانت تطرح في هذا البلد هي القضايا الخارجية المرتبطة بالصراعات الكبرى، وهذا ليس خطأ، لكن هذه الصراعات كانت تؤجل وتحجب التحديات اليومية الداخلية، ومنها: العدالة الاجتماعية، الديمقراطية، الهموم الاقتصادية، لكن عندما نخوض في مواجهات داخلية يختلف الأمر. فالصراع خلال الحرب الأهلية كان جزء منه مدوّلًا، وموضوع الصراع بين 8 و14 جزء منه صراع خارجي.

وأضاف مراد: علينا أن نفهم الطبيعة اللامركزية، كما الفردية في الوقت نفسه، للحراك، ففي ظل هذا الواقع كانت الناس معنية بمشاكلها وهمها اليومي، هذا حق للبنانيين، وهو لا ينتقص من دعمهم لأي قضية محقة في العالم، لكن في لحظة معينة وجدنا أن السياسيين اللبنانيين أخذوا البلد إلى الصراعات والأسئلة الكبرى، وما كان ينقص في لبنان تحديدًا المسائل الاجتماعية والاقتصادية. لكن مستوى الانهيار، مستوى الأزمة، جعل الناس يوغلون في داخلية الصراع أقله في الخطاب السياسي الأمر الذي أبعده عن أي تداخلات أو محاولة لتصنيفه.

بدوره اعتبر رائد الشرقي- بغداد (ناشط سياسي)، أن القضايا الوطنية أهم وأشمل من القضايا خارج الحدود إذ لا مصلحة للعراق بالمناداة وحلحلة صراعات خارجية بينما يرزح تحت وطأة فساد وموت وتغييب وسلطة سلاح متفلت، فمن باب أولى الاهتمام بإصلاح الشأن الداخلي وبناء شكل الدولة القوية التي تحمي المواطن، بعد ذلك، تتوجه بقوة أكبر نحو القضايا الدولية ومنها قضية فلسطين.

رغم ذلك، أكد الشرقي، أن القضية الفلسطينية لا تزال محور اهتمام الشباب العربي الحرّ والرافض للهيمنة والأفكار الاستعمارية. فثوار تشرين ليسوا بمعزل عن تلك القضية الدولية التي أرقت التاريخ الراهن خصوصًا وأنها تعدّ صورة مجسمة حقيقية لأشكال قمع الحق بالحياة للقوميات والأعراق الدينية التي طالب الحراك الشعبي بصونها على أساس ارتباط ذلك الحق بالسلم والأمان الشخصي داخل الأوطان، ولذلك هي حاضرة وفي خط متقدم.

في هذا الإطار، لا تفصل زهراء الطشم - لبنان (دكتوراه في الفلسفة من الجامعة اللبنانية، أستاذة في التعليم الثانوي ـ ناشطة في العمل النقابي والاجتماعي، ومشاركة في ثورة 17 تشرين) النضال الداخلي الذي قام من أجل المطالب الاجتماعية عن قضية فلسطين، وقالت: "صحيح أن فلسطين لم تكن شعارًا مطروحًا من ضمن القضايا التي طالبنا بها، لأن هذه الأخيرة معيشية سياسية ذات بعد داخلي، إلا أنه لا يمكن لمن يطالب بالحرية والعدالة أن يسقط فلسطين من باله لأنها أم القضايا والمعيار للقيم التي نناضل من أجلها. بالنسبة لنا كمنتفضين شاركوا في انتفاضة 17 تشرين، نجد أن قضية فلسطين لا تنفصل عن أي حراك تحرري يهدف إلى المطالبة بقيم العدالة والديمقراطية".

وأضافت الطشم: "هذه الشعوب مبتلاة بأنظمة قمعية فاسدة، من هنا فالعدو مزدوج. هو من ناحية الكيان الصهيوني ومن ناحية أخرى الأنظمة العربية التي تنفذ مشيئة هذا الكيان في إفقار شعوبها وإذلالها".

اعتبرت شهد المشهداني- العراق (طبيبة وناشطة مدنية) أنها كثائرة على وضع بلدها العراق: قضيتي الأولى، هي وضع بلدي وكيفية استرداد الحقوق والحريات والوصول إلى الحياة التي نطمح لها، لكن التآرز الحقيقي، هو مع من يناصر أي قضية إنسانية تحتاج إلى دعم في العالم أجمع (ليس حرًا من يهان إنسان أمامه ولا يشعر بالإهانة). والقضية الفلسطينية هي قضية إنسانية يجب الوقوف معها ودعمها لاسترداد الحقوق والحريات لينعم كل إنسان بما يستحق. إن أي قضية انسانية هي قضيتي ودعمها من واجباتي. لكن تبقى قضية وطني العراق قضيتي الأولى المقدسة.

 

تظاهرة من أجل فلسطين في الأردن


الربيع العربي.. سلم أولويات جديد وفلسطين على رأسه

في ثورات الربيع العربي، طرح الثوار سلم أولويات جديدًا ومختلفًا، وكانت فلسطين أيضًا على رأس هذه المطالب، هذا ما أجاب عنه باسل صالح- لبنان (أستاذ مادة الفلسفة في الجامعة اللبنانية، ناشط سياسي وكاتب في صفحة رأي في عدد من المواقع  الإلكترونية): بعد سنوات من استباحة الأنظمة العربية لشعوبها ولمقدرات بلادها الطبيعية، وبعد التنكيل والاضطهاد والترهيب والترغيب، ساعة باسم القضية الفلسطينية وساعة باسم المؤامرة التي يشنها العالم على هذه القضية، لم يعد بإمكان الشعوب العربية الرضوخ، فكان الربيع العربي، وأعلنت هذه الشعوب وعلى رأسها الشباب والشابات أن الأزمة ليست في العدو الصهيوني حصرًا، بل في أنظمة لطالما مارست أسوأ مما يمارسه العدو، وقد كان لهؤلاء الشبان والشابات سلم أولويات جديد ومختلف، تقدمت فيه أسئلة الديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية على غيرها من الأسئلة، لا سيما المتعلقة بالقضايا الإقليمية والكونية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فالإجابة النهائية عن هذه الأسئلة كانت: إن شعوبًا غير حرة، شعوبًا فقيرة ومنهكة وعاجزة عن تأمين لقمة العيش والسكن اللائق والصحة والتعليم.. إلخ، لا يمكنها تحرير فلسطين، لذلك علينا أن نطيح بالأنظمة البرجوازية التابعة، هذه هي الطريقة الوحيدة للنظر، والانخراط المجدي في أي قضية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

واعتبر صالح أن الحراك التغييري لم يكن بعيدًا عن القضية الفلسطينية منذ حركة إسقاط النظام الطائفي التي رافقت الموجة الأولى من انتفاضات وثورات الربيع العربي، وصولًا إلى اليوم، كنا وما زلنا نعيش في كنف "طبقة برجوازية تابعة"، مارست أسوأ مما يمكن أن يمارسه أي احتلال لناحية نهب البلاد وشرذمتها وتدميرها، لذلك فهي وجهه الآخر. الإطاحة بهذا النظام، تصب تلقائيا في الصراع العربي- الإسرائيلي. إن عدم تقديم نموذج ديمقراطي علماني يخدم بشكل مباشر ومفتوح نموذج الدولة الفاشلة التي يقدمها الاحتلال.

أما شربل شعيا- لبنان (طالب ماجستير في القانون العام ـ رئيس سابق للنادي العلماني وناشط في شبكة مدى) فقد رأى أن قضية فلسطين لا تزال تتصدر القضايا النضالية بالرغم من محاولة البعض "احتكارها". فهذه القضية تدخل في صلب المعركة السياسية. فعند البحث في القضية الفلسطينية نتحدث عن حق الفلسطينيين بالعيش بكرامة وحرية في بلادهم وبالتالي التضامن معهم في وجه الاحتلال، كما نتحدث أيضًا عن حق الفلسطينيين الموجودين في الداخل اللبناني، الذين هم ضحية النظام السياسي الاقتصادي والتهميش الممنهج في العيش بكرامة، الحق في التعليم والسكن، كما ندافع عن تلك الحقوق لكل الناس، المواطنين والمقيمين. أما بالنسبة للتضامن مع الشعب الفلسطيني فأعتقد أن ترابط القضايا مهم جدًا في المنطقة، من سورية مرورًا بلبنان وصولًا إلى فلسطين. حاولت التنظيمات الثورية في الكثير من الأماكن خلق سرديات تصل بين النضال المحلي كالنضال السوري ضد الأسد، وبين حرية فلسطين في وجه الاحتلال.

عائد عميرة- تونس (صحافي) اعتبر أن قضية فلسطين تبقى دائمًا وأبدًا الشغل الشاغل لكل عربي حر، ولكل حر في كامل أنحاء المعمورة، صحيح أن الأزمات المتعددة  التي تشهدها دولنا العربية أثرت بعض الشيء في الشباب الثوار وتصدرت اهتماماته،  فتراجعت التحركات الشعبية المساندة لفلسطين في الشوارع لكنها بالمقابل تنامت في محطات التواصل الاجتماعي، وهي برأيي أهم من التحركات في الشارع. ويحث عميرة في مقابلته الشباب العربي على الضغط على قادة الدول لإنهاء موجة التطبيع الذي لا تخدم القضية الفلسطينية، وإجبار هؤلاء القادة على ممارسة ضغوط جدية على المنظومة الدولية والكيان الإسرائيلي لإنهاء احتلاله لفلسطين.

 

فلسطين في إحدى تظاهرات الثورة السورية


ثورات الربيع العربي.. مع فلسطين ضد التطبيع

لم يقتصر رأي الناشطين السياسيين على الأمور الاقتصادية والمطلبية وحضور قضية فلسطين في ساحات الربيع العربي، وكان لهم أيضًا رأي حيال التطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي اتخذته عدد من الدول العربية حلًا للمسألة الفلسطينية.

 من هؤلاء كان خالد أحمد من السودان (صحافي وناشط في مجال حقوق الإنسان) الذي اعتبر أن قضية فلسطين بقيت في مقدمة أجندة الثوار رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة وخيبات الأمل. هي قضية مركزية في ثورات الربيع العربي وحاضرة في الشعارات التي رُفعت في البلدان التي تفجرت فيها الثورات خاصة وأن الأنظمة الشمولية الحاكمة شكلت طبقة اقتصادية اجتماعية سياسية متماهية مع خطط التطبيع والحفاظ على الامتيازات التاريخية. الثورات التي انطلقت تنادي بالكرامة والتحرر والعدالة الاجتماعية، وضعت القضية الفلسطينية في المقدمة باعتبار أن الأنظمة الساقطة كانت حاجزًا ضدها وساعية لإخراج هذه القضية من الأجندة السياسية. لذلك، إذا نظرنا إلى الدول التي حدث فيها تغيير ثوري، نجد أن التعامل مع القضية الفلسطينية قد تبدل إلى مواقف قوية ضد الاحتلال، رغم أن الانقسام الفلسطيني لم يساعد في بناء حلف إلى جانب المقاومة، كما خلق حالة من التردد في التعامل مع الأطراف الفلسطينية.

وأضاف أحمد: في السودان، عقب تفجر ثورة ديسمبر، كان هناك رفض من الشارع للتطبيع مع إسرائيل الذي قام به المجلس العسكري، حتى الحكومة المدنية رفضته أيضًا، والسودان اليوم يدفع ثمن هذا الرفض اذ تقوم إسرائيل بعرقلة التحوّل الديمقراطي وتدعم العسكر المنقلب على الديمقراطية.

كما يصف محمد عجاتي- مصر الذي تابع بدقة حراك الثورات العربية، كيف أن الشباب في ميدان التحرير الذين هم الرمز الأساسي للثورة تسلقوا جدار السفارة الإسرائيلية وأنزلوا العلم عنها وأجبروا السلطات المصرية على إغلاقها وسحب بعثات هذه السفارة منها. وهذا دليل آخر على أن قضية فلسطين كانت أول قضية على أجندتنا خارج الميدان. أما المؤشرات التي تدل على فكرة تراجع قضية فلسطين فإنها شكل من أشكال التخويف أو التشويه وعدم الوضوح.
 

فلسطين في إحدى تظاهرات الثورة المصرية


فلسطين والربيع العربي.. ذلك الحلم البعيد

من وجهات النظر ما اعتبر أن الثورة انحرفت عن الأهداف التي نشأت لأجلها، ومن ضمنها قضية فلسطين.

وما يقوله الأخضر رضوان- سورية (موظف في إدارة الاتصالات ـ القرداحة): إن زمن الثورة والثوار قد قضى وانقضى إلى غير رجعة، وإن القضية الفلسطينية باتت حلمًا بعيد التحقق، ولن يحققه سوى أبناء فلسطين أنفسهم. أما لماذا انقضى زمن الثورات؟ فلأن تجربة الاستعمار الطويلة والمديدة في "عالمنا العربي" منحته الخبرة والحذاقة في تحويل المنطقة ورجالها لما يشبه رقعة شطرنج هو فيها وعليها اللاعب الأقوى والمسيطر. فمع وجود ثورة النت والمعلوماتية كان للاستعمار ما أراد، وقد بذل الطاقات والممثلين لهذا الغرض. فوظف من ظنته الجماهير في كل بلد منقذًا ليكون بيدقه المطيع كيفما يحركه يطيع ومتى توجب عزله يطير. هكذا خرب البلدان فسهل عليه كل ما أراد ويريد.. أما الشباب الثوار بمطالبهم وطموحاتهم وأحلامهم، فرأينا أغلبهم يتراكضون للحصول على قطعة حصير بالية في بلدان الاغتراب والتهجير ولم يستفيقوا بعد. طبعًا هم وقياداتهم.

قضية فلسطين؟ أواه على نيلها، مع العلم أنها في واعية ومخيلة كل شاب قام "بالثورة" أو لم يقم. لكن كان ينقص هؤلاء الثقافة والعلم والإدراك لتعلم نيلها! عسى أن يأتي زمن قريب، مع أنني استبعده، يكون فيه رجال حقيقيون يغارون على حقوقهم وعلى حقوق أوطانهم بالفعل والعمل ليصار إلى ما يصبو اليه كل وطني حالم.

فيما اعتبرت نزيهة زنهر (فلسطينية مقيمة في لبنان ـ طالبة جامعية) أن ثوار الربيع العربي سعوا لتحقيق مطالبهم وأولها العدالة والديمقراطية والمساواة التي لم تسد في بلادنا منذ أزمة التغريب والشتات، ولا زالوا يطالبون. فهل تحققت هذه المطالب؟ وهل ثوار الربيع العربي حققوا حاجاتهم ومطالبهم؟ في نظري، لم يتم الوصول إلى نتيجة مرضية حتى الآن، فلا زال الظلم قائمًا والفساد طاغيًا وحق الفرد الضعيف مهدورًا، ولم أر المساواة المرجوة، ولا زلنا نتعلم ونبذل قصارى جهدنا لنصل إلى أعلى قمة نستحقها، لكن لا زال تهميشنا مستمرًا تحت مسمى لاجئ لا يمكنه العمل هنا. فأين هي المساواة عندما يموت أطفال شعبي منتظرين جرعة الدواء، بينما الأطفال الآخرون مرفهون في أفضل المستشفيات؟ نحن كفلسطينيين لم لا نعيش حريتنا في لبنان لأنه لا يمكننا مغادرة أماكن إقامتنا متى شئنا. أما عن نظرة الثوار إلى القضية، فأجد أنها أصبحت ذلك الحلم البعيد الذي يصعب نيله، ذلك السراب، ذلك الخيال الذي نرتجي تحقيقه، لقد همشت قضيتنا واختُلق العديد من الأزمات التي شغلت الشعوب عنها على مختلف الصعد. فهل يتذكر العقل البشري قضية قديمة مرت عليها عصور وسط هذه الأحداث الراهنة؟ لا أظن! لكن فلسطين بمساحاتها كلها ستظل فلسطيننا رغم أنف كل محتل ضعيف وسنعود، وإن لم أعد أنا فابنتي، فالحق حق لا محال فيه.

 

كوفيات وأعلام وهتافات

إلى جانب الآراء التي أدلى بها المقابلون، فقد وصف لنا عدد منهم مشهدية الساحات؛ هتافات، وكوفيات، وأعلام، وهي مؤشرات التضامن مع القضية الفلسطينية. في هذا السياق وصف علي خليفة صراخ الشباب الثوار على امتداد الحناجر وبشكل عفوي، وقد كان التلويح بالعلم الفلسطيني هو المكمّل الطبيعي للشعارات التي رفعها هؤلاء الثوار في قضاياهم الاقتصادية والاجتماعية، أما عجاتي فقد أكد على حضور قضية فلسطين في ساحات الثورة العربية في عام 2011، سواء في مصر أو تونس أو اليمن، وهذا التأكيد نابع لدى محمد من كونه قد أنجز دراسات ميدانية عن هذا الموضوع وقد صدرت في مؤلف (العلاقات المصرية ــ الفلسطينية بين الرسمي والشعبي، مركز الدراسات الفلسطينية). أما مؤشرات حضور قضية فلسطين في الميادين والساحات العربية، في الحالة المصرية، فكانت هناك هتافات تربط بين الداخلي والقضية الفلسطينية. على سبيل المثال الهتافات التي أشار بها الثوار إلى حرائق القطارات التي كانت تحدث في مصر بشكل متكرر ومنها: "قتلوا الفقرا جوا القطر قتلوا الفقرا في غزة ومصر". وحضور غزة هنا إشارة إلى حضور القضية الفلسطينية على أجندة شباب الثورة.

ورغم إيلاء إلسي مفرج أولوية للقضايا الاجتماعية ــ الاقتصادية في ثورة 17 تشرين (لبنان)، الا إنها قالت إن فلسطين كانت عنوانًا إقليميًا ومحوريًا كبيرًا، وقد ظهر ذلك في التضامن الذي أبداه الشباب مع قضية فلسطين، ووقفتهم الداعمة مع حي الشيخ جراح وارتداء الكوفيات.

وفي رأي الطشم "لم نسقط في تحركاتنا قضيتنا الأولى فلسطين، فقد واكبنا ما حصل في الأراضي الفلسطينية والقدس وقمنا بوقفات تضامنية. لذلك أرى أن الثورات العربية لم تتغافل عن فلسطين، فالشباب العربي في الجزائر وتونس وبيروت حمل العلم الفلسطيني ما يعني أنها موجودة في الوجدان العربي".

بدوره أكد علي مراد: ليس هناك من موقف يؤجل أو يقصي قضية فلسطين عن اهتمام الشباب، بل العكس، لقدد كانت هناك مواقف من عدد من الأحداث التي جرت في فلسطين، وتظاهرات داعمة لها. وقد وجهت تحيات لعدد من الثورات في عدد من البلدان العربية، تحية للثورة العراقية، وتحية للمعتقلين في فلسطين، والمعتقلين السياسيين في مصر. ولا زالت الشعارات المعبّرة عن المواقف التضامنية موجودة على عدد من الجدران في بيروت.

أما مصعب المعراوي- سورية (مُقيم حاليًا في بوخارست ــ ناشط مدني) فإنه وصف مشاركته في الثورة السورية بين الأعوام 2011 و2014، وذكر الهتافات المليونية المؤيدة لفلسطين، التي شهدتها ساحات العاصي الشهيرة في حماة، والتي طارت شهرتها إلى أنحاء العالم "فلسطين حرة حرة، وسورية حرة حرة".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.