بالهدوء الذي عرفه عنه الجميع، رحل، من دون مقدمات، في ساعة مبكّرةٍ من فجر أمس (الرابع من كانون الأول/ديسمبر)، الأديب والباحث الأردني إبراهيم العجلوني (1948-2022).

درس العجلوني، المولود في بلدة الصريح من أعمال محافظة إربد (78 كيلومترًا شمال العاصمة الأردنية عمّان)، اللغة العربية وآدابها في جامعة بيروت العربية، التي ظفر منها بالشهادة الجامعية الأولى عام 1976، واشتغل بالتدريس بادئ الأمر، ثم في العلاقات العامة والثقافية في الجامعة الأردنية. انتقل بعدها لدائرة الثقافة والفنون التابعة لوزارة الثقافة والإعلام، وترأس تحرير مجلة "أفكار" الشهرية لبضع سنين، وأنشأ مع بعض الإعلاميين مجلة أسبوعية حملت اسم "الرائد"، التي تواصل صدورها بضع سنوات. وبعدها أنشأ مجلة فصلية باسم "المواقف"، التي عُنيَت بنشر الدراسات الثقافية، والفكرية، ذات الطابع الفلسفي والإسلامي.

في أثناء ذلك، عمل العجلونيُّ باحثًا في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية. وفي مجال الصحافة تنقّل من جريدة لأخرى، قبل أن يستقرّ به المقام في جريدة "الرأي" الأولى محليًّا. هناك، عهد إليه المرحوم محمود الكايد (أبو عزمي رئيس مجلس الإدارة الأسبق) بالإشراف على ملحقها الثقافيّ. إلى جانب ذلك عرف بصفته كاتب عمود شبه يومي، قُبيل أن تتخذ الجهات المختصة بمراقبة الحريات العامة قرارها بمنعه من النشر، بسبب آرائه التي لا تطيب لبعض المسؤولين.

للعجلوني الملقّب بـ "عقّاد الأردن" لتأثره الجليّ بالأديب والمفكّر المصري عباس محمود العقّاد (1889-1964)، عشرات الإصدارت الأدبية والفكرية والفلسفية، ومن دواوينه الشعرية: "تقاسيم على الجراح" (1972)، "طائر المستحيل" (1992). ومن أدبه النثري: "الوجوه"، مجموعة قصصية صدرت عن دار الكرمل في عمّان عام 1986، "من مفكرة رجل يحتضر"، مسرحية وقصص، أمانة عمان الكبرى، 2000، "أحزان مسيحية"، سيرة ذهنية وجدانية، 1995، كما صدرت له في العام 2009، "الأعمال الأدبية". ومن كتبه: "نظرات في الواقع الثقافي الأردني"، دراسات، 1979. "مسلّمات في ضوء التحقق"، دراسات، 1982. "في الفلسفة والخطاب القرآني"، دراسات، 1984، ويذكر أن هذا الكتاب، إضافة إلى كتابه المهم الآخر: "في الفكر القومي"، الصادر  عام 1985، يمثلان عصارة فكره ويلخصان مواقفه السياسية ورؤاه المعرفية.

ومن كتبه، إلى ذلك: "فصول في الفكر العربي" الصادر عن دار الكرمل في عام 1988. "الرافضون"، مواقف وخطابات، 1989. "نحن وثقافة المستقبل"، دراسات، 1989. "يوميات عراقية"، مقالات 1990. "هموم أردنية"، مقالات، 1991. "في المسألة الديمقراطية"، دراسة، 1991. "نحو حوار معقول مع الأميركان"، 1991. "دفاعًا عن العقل"، 1992. "فسيفساء أردنية"، شعر مترجم، د. ديتر جلادة، 1993. "الوعي المتمرِّد"، دراسات، 1994. "الشذرات" في ثلاثة أجزاء صدرت ما بين 1995 و2000. "في مرآة الإسلام"، فصول في الفكر والأدب، 1999. "رجال ومناهج"، 2001. "اللاحوار مع السادة الأميركان"، 2004. "الكتابيون في ظلال الإسلام"، 2004. "العقل والدولة"، 2004. "إضاءات في حوار الآخر واحترام الذات" الصادر في عام 2007، إضافة إلى كتاب "مسلمون وصهاينة وأميركان" (2021)، الذي تجلّى بوصفه مسك ختام منجزه الأدبيّ والفكريّ والمعرفيّ والوجوديّ.

في الفلسفة، صنّف العجلوني وألّف: "قطوف دانية"، "صفوة الاعتبار" و"شيء من الفلسفة" (2019).

العجلوني (أبو سلطان)، حائز على عديد الجوائز منها "جائزة الدولة التشجيعية" في عام 1989، عن كتابه "فصول في الفكر العربي".