}

علي المقري: وسام الفنون والآداب الفرنسي تقدير أعتز به

صدام الزيدي صدام الزيدي 10 مايو 2022



يوم السبت 7 مايو/ أيار 2022، أبلغت وزيرة الثقافة الفرنسية السيدة روزلين باشلو، ضمن رسالة عبر البريد الإلكتروني، الروائي اليمني المقيم في فرنسا منذ سنوات، علي المقري، بقرار جمهورية فرنسا منحه وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس، منوهةً أنه في احتفال خاص (يحدد موعده لاحقًا) سيتم تقليد المقري بوسام الفارس (الميدالية الذهبية) الذي يعد أهم وسام تمنحه الجمهورية للكتاب والمثقفين.

وقال المقري لـ"ضفة ثالثة" إنه سعيد بهذا التقدير الفرنسي له ككاتب، متوقعًا أن هذا التكريم "سيساهم في إلقاء الضوء على الأدب اليمني والعربي بشكل عام".. كما أثنى على دور الترجمة في وصوله إلى العالمية: "بالتأكيد الترجمة تضيف قراء للكاتب حسب مستوى الترجمات واللغات"، لكنه ينوه في السياق نفسه بأن قدرة الكاتب وامتلاكه خاصية فنية بإمكانها أن تخلق حوارًا مع قراء غير أولئك الذين يقرأون بلغته وثقافته.

وكان المقري كتب في تفاعل سريع على فيسبوك: "هذه تحيّة تقدير أعتز بها كثيرًا"، لافتًا إلى الأهمية والقيمة الأدبية لوسام الفنون والآداب بدرجة فارس، الذي سبق أن منحته فرنسا لعدد من الأدباء والفنانين مثل فيروز ونجيب محفوظ وأنطونيو تابوكي وألف شفق وباولو كويلو وجاكي شان وجورج كلوني.

يعد المقري من أهم الروائيين اليمنيين الذين وصلت أعمالهم إلى القراء بأكثر من لغة عالمية، كما أن روايتيه "طعم أسود.. رائحة سوداء" و"اليهودي الحالي" وصلتا إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية (البوكر العربية) في دورتي الجائزة 2009 و2010، وفي آخر دورة لجائزة البوكر نفسها شغل المقري عضوية لجنة التحكيم.

هنا حوارية سريعة لـ"ضفة ثالثة"، مع المقري:

 

تقديرٌ أسعدني

(*) ما مشاعرك بمناسبة إعلان تقليدك "وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس"، وما الذي يضيفه لمسيرتك الابداعية؟ 

سعدت بهذا التقدير الفرنسي لي ككاتب، حيث سبق أن ترجمت لي ثلاث روايات إلى الفرنسية. أظن أن هذا التكريم سيساهم في إلقاء الضوء على الأدب اليمني والعربي بشكل عام.

كما أنه يأتي في وقت تعيش فيه اليمن إرهاصات الخروج من حرب طاحنة عاشتها خلال السنوات الأخيرة، لهذا آمل أن يفتح هذا الخبر نافذة للأمل من أجل أن يواصل أصدقائي الكتاب إنجازاتهم رغم كل المحن المحيطة.

(*) كانت الحرب الدائرة حاليًا في اليمن سببًا لانتقالك إلى فرنسا، حيث أقمت هناك.. ما الذي انعكس ايجابًا على التجربة لديك من خلال مثاقفاتك مع عناصر المشهد الثقافي الفرنسي عمومًا..

في الحقيقة، حملتُ الحرب معي إذ بقيتْ هواجسها في كل لحظة تطغى على ما عداها من الاهتمامات الأخرى. صحيح أنني نجوت من أشياء كثيرة يعانيها الكتاب والفنانون في اليمن إلا أنني في المقابل لم أستطع أن أنجو من أهوال الرعب التي عشتها في اليمن خلال الشهور الأولى للحرب، إذ غادرنا منزلنا وبقينا نتنقل من مدينة إلى قرية.





(*) "بلاد القائد" هي آخر رواية صدرت لك في أثناء إقامتك هناك.. كيف تقيم التجربة منذ أول رواية لك حتى الأخيرة، من زاوية شخصية؟ 

كنتُ قد بدأت كتابة هذه الرواية منذ سنوات إلا أن مشاكل الحرب حالت دون إكمالها، ومع هذا لا أعرف أين أضع مكانتها فهذا يعود للقارئ.

(*) بدا لافتًا في الآونة الأخيرة، حضورك في محافل أدبية وعلمية فرنسية وعالمية، وترافق ذلك مع إشراقات ترجمية سلطت الضوء على منجزك الروائي.. إلى أي مدى أسهمت الترجمة في وصولك إلى العالمية؟

بالتأكيد الترجمة تضيف قراء للكاتب حسب مستوى الترجمات واللغات، وهذا الأمر يعود أيضًا إلى قدرة الكاتب وامتلاكه خاصية فنية يستطيع عبرها إيجاد حوار مع قراء غير أولئك الذين يقرأون بلغته وثقافته.

 (*) الرواية اليمنية أين تقف اليوم، في مشهد السرد العربي؟ 

أظن أنها لا تختلف عن المنجز الروائي العربي ويمكنني أن أذكر لك خمسة أو سبعة أسماء صارت لهم إسهاماتهم المميزة في هذا المشهد، وفي كل حال الإبداع يبقى عملية فردية مهما تأثر في المحيط الاجتماعي الثقافي، فمثلًا حين نتحدث عن الرواية الروسية نتذكر دوستويفسكي وتولستوي ولا تخطر في بالنا عشرات الأسماء الأخرى غيرهما.

(*) ماذا عن الرواية العربية التي كتبت في السنوات الخمس الأخيرة (كنت حكمًا في جائزة البوكر العربية في آخر دورة لها).. أليس ثمة طفرة روائية مقارنة بخمس سنوات سابقة.. وهل كان للجوائز المرصودة للرواية دورها في ذلك؟ 

نعم، هناك انتشار للرواية العربية سواء على مستوى النشر أو القراءة، وقد زادت مؤسسات الجوائز من الاهتمام بهذا الفن، وصار هناك الكثيرون يترقبون هذه الجوائز إما لقراءة ما يصعد إلى قوائمها أو للمشاركة فيها من الكتّاب. هذه مرحلة أولية لا يمكن، كما يبدو لي، إعطاء ملاحظات تقييمية نهائية عنها.

علي المقري: شاعر وروائي يمني، ولد في 30 أغسطس/ آب 1966. عمل محرّرا ثقافيًا لمنشورات عدّة، وقد ترجمت أعماله إلى الفرنسية والإنكليزية والإيطالية والكردية والفارسية وغيرها. له أكثر من عشرة كتب، منها (طعم أسود.. رائحة سوداء) رواية، دار الساقي، بيروت 2008؛ (اليهودي الحالي) رواية، دار الساقي، بيروت 2009؛ (حُرمة) رواية، دار الساقي، بيروت 2012؛ (بخور عدني)، رواية، دار الساقي بيروت، 2014؛ (بلاد القائد)، رواية، منشورات المتوسط، ميلانو 2019.

تم اختيار روايتيه "طعم أسود.. رائحة سوداء" و"اليهودي الحالي" ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتي الجائزة 2009 و2010 كما حازت رواية "حرمة" بترجمتها الفرنسية على جائزة التنويه الخاص من معهد العالم العربي للرواية ومؤسسة جان لوك لاغاردير في باريس 2015، واختيرت رواية "بخور عدني" في القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد 2015. 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.