}

محمود غنايم: حضور أدب الداخل الفلسطيني بارز بالمشهد العربي

أوس يعقوب 16 مايو 2020
حوارات محمود غنايم: حضور أدب الداخل الفلسطيني بارز بالمشهد العربي
"كتابة الترف لا يمكنها أن تخلق أدباء حقيقيين"
في حوارنا مع الباحث والناقد الأكاديمي البروفيسور محمود غنايم، أستاذ الأدب العربي الحديث ورئيس مجمع اللغة العربية في الناصرة (شمال فلسطين المحتلة)، والذي يُعدّ من النقاد البارزين للأدب العربي الحديث، نحاول البحث في أهم التساؤلات النقدية التي أثارتها وتثيرها الرواية العربية عامة والفلسطينية خاصة، ودور الناقد والنقد الأكاديمي في حركيّة الإبداع، مع إلقاء نظرة فاحصة على المشهد الأدبي الفلسطيني في الداخل. كما تطرقنا إلى ما يوجه إلى لغتنا العربية من اتّهام دائم بشأن عدم قدرتها على استيعاب طوفان مصطلحات العلوم الحديثة ومفاهيمها، وما إذا كانت لغة الضاد قادرة على استيعاب هذا الطوفان.
هنا نصّ الحوار:




(*) كيف يقدم محمود غنايم نفسه لقرائنا؟
ـ أنا قارئ ومتمتع بالأدب أولًا، وقبل كل شيء. وهذه المتعة سلّمتني دون وعي لأن أحترف القراءة الواعية التي أفضت بي إلى النقد. وما الدرجات العلمية التي حصلت عليها ووصلت إلى قمة الهرم الأكاديمي إلّا تحصيل حاصل لهذا العشق للغة. لي تسعة كتب نقدية، وعشرات المقالات على امتداد نحو خمسين عامًا من القراءة الواعية، بدءًا بكتابي «بين الالتزام والرفض»، عن الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود، وانتهاء بكتابي «غواية العنوان» عن القصة الفلسطينية. تخرّج على يدي عشرة من الباحثين حملة الدكتوراة وعشرات الطلبة حملة الماجستير. هذا الرعيل من الباحثين يغذّون السير في مجالات البحث والنقد والكتابة الإبداعية. وهذا أمر أعتز به، وجميعهم أعتبرهم أصدقائي وأولادي الذي يحملون الشعلة ويكملون المسيرة. 

 

العولمة غيّرت الكثير من أركان الرواية
(*) صدر لك العديد من المؤلفات النقديّة، منها كتابك «تيار الوعي في الرواية العربية الحديثة»، الذي أحدث نقلة بعرضك فيه نظرة مغايرة لبعض الروايات الحديثة. ما هو تقييمك لمسار الرواية العربية اليوم؟
ـ ظهر هذا الكتاب في طبعته الأولى عام 1992، وقد أثار الكثير من الأصداء الإيجابية التي نفعت الدارسين في مجال الفن القصصي، إذ كُتبت العديد من رسائل الدكتوراة والماجستير والأبحاث المختلفة انطلاقًا من الطرح الذي يعتمده هذا الكتاب. وهذا الأمر حمّلني مسؤولية جسيمة دفعتني لإعادة إصدار الكتاب في عدة طبعات للردّ على بعض ما جاء من تساؤلات من بعض النقاد والأدباء والمهتمين بالفن القصصي.

وأولى هذه القضايا، التي أدهشت البعض، هي كون الموضوع الذي طُرح لا يعالج مجموعة من التقنيات أو الوسائل الفنية لتقديم العالم الداخلي للشخصية، بل ثمة محاولة، أراها الآن بعد نحو ثلاثين سنة، للتنظير لنوع أدبي جديد وخطير غزا الفن القصصي. ليس الأمر عبارة عن مجموعة من التقنيات التي استحدثها السياق الثقافي والاجتماعي فحسب، بل عن تضافر لهذه التقنيات الفنية لإنتاج دلالة جديدة تنزاح بالكتابة القصصية من الرؤية الخارجية الأفقية للعالم الخارجي الجمعي إلى الانحدار إلى العالم الداخلي للفرد/ الإنسان.
وهكذا غدت رواية تيار الوعي كنوع أدبي علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي الحديث، لا عودة إلى الوراء بعدها. حتى في الكتابة الواقعية الجديدة، التي نهضت ثانية مع بداية القرن الحادي والعشرين، تبدو آثار رواية التيار في ابتعاد هذه الكتابة عن التنميط، وفي تبنّيها للعديد من أساليب تيار الوعي كنوع أدبي، وفي صدامها مع المؤسسة اللغوية التي ما فتئت تفرض هيمنتها على المؤسسة الأدبية في بعض السياقات الثقافية.
أما الرواية اليوم فقد استفادت كثيرًا من تقنيات تيار الوعي الذي ظهر في الستينيات من القرن الماضي. ولكن لا ننسى ما أحدثه الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من ثورة يصعب الإحاطة بها في حوار كهذا. ولكن بشيء من الاختصار يمكن القول إن كتّاب الرواية اليوم يختلفون عن الأجيال السابقة باتساع الآفاق والاعتماد على السماع والمشاهدة أكثر من القراءة. الهموم اليوم هي ليست نفس هموم الأمس. العولمة عَوْلمت الهموم وغيّرت الكثير من أركان الرواية.

 

(*) ما هو تقييمك لمسار الرواية الفلسطينية في العشرية الأخيرة، من خلال قراءاتك؟
ـ يبدو أنّ العصر ليس عصر العمالقة. مع ذلك هناك بعض الكتّاب الذين ينظرون إلى الرواية كمشروع حياة جادّ. كتابة الترف لا يمكنها أن تخلق أدباء حقيقيين ومؤثّرين في الحياة الثقافية.
ليس انحيازًا للماضي، ولكن غسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبي علامات فارقة في تاريخ الرواية العربية عامة والفلسطينية خاصة. الرواية همّ في النهار وأرق في الليل. وإذا كنا نستهتر ببعض الكليشيهات الجاهزة إلّا أنّ هذه الكليشيهات تستعيد حياتها وتنتفض من الأحداث: الروائي ضمير الأمة. ومن لا يمكنه أن يكون كذلك فالأفضل له أن يعتزل الأدب لما ينفع الناس. الأديب يستمد فاعليته من القراء، من القاعدة لا من المؤسسة. لذلك، فالجوائز مثلًا، مهما كانت قيمتها المادية والمعنوية لا تخلق أدباء.

 

(*) أنت من أوائل النقّاد الذين اختطوا لهم منهجًا مستقلًا ومتميزًا، وذلك في ابتعادك عن محاكمة الأدب بالالتزام سياسيًا أو اجتماعيًا؛ مجترحًا نقدًا حداثيًا واكب الحركة الأدبية المتنامية في فلسطين والوطن العربي. سؤالي: هل توافق الرأي القائل إنّ "الجمالية النضالية المقاومة في الكتابة الفلسطينية الإبداعية، قد استنفدت وأدّت دورها في فترة تاريخية معينة، وأنّ المقاربات بدأت تختلف وتتنوّع"؟
ـ هذا كلام في الصميم، ولا ينطبق على هذه المرحلة فحسب، فالشعارات السياسية والاجتماعية لم تكن في يوم من الأيام أدبًا حقيقيًّا يعبّر عن همّ جمعي. قد يكون نوعًا من التساهل والصفح حين يكون الأديب مبتدئًا مغتبطًا بنفسه وهو يرى اسمه يتلألأ على نصّ أدبي، لكنه لن يثبت في ميزان التاريخ.
بعض الباحثين الذين يتسلقون على النقد من خلال السياسة يسقطون من حالق، لأنهم سيكتشفون أنّهم في الصيف ضيّعوا اللبن، فلا نقدًا كتبوا ولا فكرًا ساهم في دفع عجلة السياسة إلى الأمام. في جميع دراساتي، إلّا فيما ندر، انطلقت من النصّ، ومن أدبية الأدب لتقييم العمل الأدبي وفهمه ودراسته، ولم أهمل علاقة الأدب مع الواقع، ولكن ليست تلك العلاقة المباشرة والمتشنجة التي تفهم الواقع بصورة آلية ومباشرة.

 

(*) يقول الفيلسوف والناقد الأدبي الفرنسي البلغاري الراحل تزفيتان تودوروف: إنّ "النقد ليس ملحقًا سطحيًا للأدب، وإنّما قرينه الضروري، إذ لا يمكن للنصّ أن يقول حقيقته الكاملة". من منظورك هل يحتاج كل منتج أدبي إلى نقد (نصّ ثان) يخرجه من عتماته؟
ـ بصورة عامة أوافق تودوروف، فالنصّ الأدبي لا يسلّمك نفسه عن رضا من الوهلة الأولى، وقد لا يستسلم إلّا لقارئ مثقف يعرف من أين تؤكل الكتف.

بعض طلابي يحتجون للوهلة الأولى ويتساءلون إن كان الكاتب قد قصد هذا في النصّ، وهل فكّر في استعمال الجملة الاسمية هذه بدل الجملة الفعلية، وهل أكثر من تكرار حروف معينة ليتحوّل النصّ إلى نصّ جرسي يضجّ بأصوات معينة، أو هل قصد هذه النهاية أو تلك... إلخ. والإجابة دائمًا على لساني: أنت كقارئ كاتب آخر للنصّ لا تقلّ عن الكاتب الرسمي له، وفي كثير من الأحيان تملك من النصّ ما لا يملكه الكاتب الحقيقي. ولذلك ليس عبثًا من احتج ورأى أنّ النقد، كما يأخذ من علم الأدب تقنياته وآلياته العلمية يتربع كذلك في باحة الإبداع ويتنفس في مرابع الفن.

 

(*) ما هي وظيفة الناقد أولًا، وهل للنقد حدود لا ينبغي تجاوزها؟
ـ هذا سؤال كبير، يمكن أن يبدأ بجملة صغيرة كأن نقول إنّ الناقد وسيط بين المبدع والقارئ، في الولوج إلى عتمات النصّ ومنازعة الأديب على إرثه الأدبي لما له من سلطة على النصّ.
أذكر نادرة عن نجيب محفوظ حين اختلف بعض النقاد حول نهاية (حسنين) في رواية «بداية ونهاية»، إذ ذكر بعض النقاد أن (حسنين) قد انتحر في نهاية الرواية. لكن محفوظ أصرّ على أنّه لم ينتحر. هذا النقاش بين الناقد والكاتب يعني أنّ الملكية على العمل الأدبي ليست ملكية فردية للأديب، بل للناقد- القارئ حق في العمل الأدبي لا يقلّ عن حق الكاتب، صاحب العمل وخالقه. ثم يأتي الناقد- القارئ ليدّعي بإصرار أنه كذلك خالق آخر للنصّ. أنا أدّعي أن السلطة الحقيقية للنصّ، لا هي للأديب ولا للناقد أو القارئ. النصّ سلطة تتغير من مكان إلى مكان ومن زمان إلى آخر.  

 

(*) ماذا عن واقع النقد الأدبي الأكاديمي والبحوث النظرية حول الأدب في فلسطين المحتلة اليوم؟
ـ هناك حركة نشطة للنقد الأكاديمي والبحوث النظرية من خلال الجامعات. ونحن نقود حركة ثقافية تستحق الاهتمام. وعندنا عشرات من الباحثين حملة الدكتوراة والماجستير الذين يساهمون بكتاباتهم في مدّ الثقافة العربية بدماء جديدة، وجميعهم أصدروا أعمالًا ساهمت في دفع الحركة الثقافية والنقدية في البلاد وخارجها.

 

(*) برأيك هل استطاع النقد العربي الحديث أن يستوعب مفهومي الحداثة وما بعد الحداثة فعلًا وينتهي من إشكاليّاتهما؟
ـ الأمر يتعلق بماذا نريد من هذه المفاهيم، فهي قائمة ودارجة، بل ومسيطرة على حياتنا الثقافية، سواء أردنا أم أبينا. الحداثة وما بعد الحداثة بمفهومهما العربي على ما أعتقد يختلفان جذريًّا عنهما في الغرب وأوروبا. السياق الثقافي والاجتماعي والسياسي أنتج حداثة وما بعد حداثة بشكل آخر، يتغذيان من الهم العربي المزري، فلا حرية ولا سلطة داعمة، بل ثمة حرب شعواء بين المثقف والمؤسسة. ما بعد الحداثة في العالم العربي لم ينتجها مجتمع صناعي متخم ببحبوحة العيش، بل مجتمع قامع ومقموع ثقافيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا. نعم نحن نستهلك منتجات ما بعد الحداثة، ولكن أين نحن من التنعم بخيراتها والتسبيح بحمدها!!  

 

(*) كناقد كيف ترى تأثير الجوائز الأدبيّة في حركيّة الرواية العربية؟
ـ ظاهرة جميلة وإيجابية طالما هي بمقاييس موضوعية، لكنها للأسف هي ليست كذلك. كثيرون نالوا جوائز لا يستحقونها، وكثيرون يستحقونها ولم ينالوها. من يكتب من أجل الجائزة فليبحث له عن عمل يدرّ ربحًا أكثر من الجوائز ولا يقضّ مضجعه في الليل والنهار. محفوظ كتب خمسين عامًا بلا جائزة تستحق الذكر، وجاءته نوبل وهو يزحف نحو الثمانين. هذا الموضوع بحاجة لدراسات جادة، ولا أريد أن ألقي الكلام على عواهنه، ولكن بجملة واحدة: الجوائز لا تخلق أدباء ولا روائيين.

 

(*) في السياق سؤال يطرح نفسه: لماذا لمَ يحصل العرب بعد سوى على نوبل أدبية واحدة؟
ـ نوبل جائزة غربية، وطالما أنّ الأدب العربي لم يترجم إلى لغة أوروبية، وللإنكليزية تحديدًا، فلن نرى أدباء يحصلون عليها. هذا جانب، والجانب الآخر والأهم، هو أنّ معظم الجوائز، ومن ضمنها نوبل، هي جوائز تنمّ عن مكامن أيديولوجية تتناقض في كثير من الأحيان مع الهم العربي الذي لا يعترف به الغرب ويناصبه العداء.

 

دعوة للكشف عن المخبوء من لغتنا
(*) هناك اتّهام دائم يوجه إلى لغتنا العربية وهو عدم قدرتها على استيعاب طوفان مصطلحات العلوم الحديثة ومفاهيمها. من موقعك كرئيس لمجمع اللغة العربية في الناصرة ما هو رأيك؟ وهل ترى في اللغة العربية الخصائص القادرة على استيعاب هذا الطوفان؟
ـ هذه اللغة يلهج بها ما يربو على 420 مليون عربي، فضلًا عن مليار ونصف من المسلمين حول العالم، يحتاجون إلى استعمالها في شؤون شتى، خاصة فيما يتعلق بالقرآن وأمور الدين. وقد عدّ علماء اللغة نحو 12 مليونًا ونصف مليون مفردة، وبذا تصبح اللغة العربية من أوسع لغات العالم. وما زال الكثير من أسرارها، وما يتعلق بتاريخها مغلقًا، يختبئ تحت الأرض في شبه الجزيرة العربية يستدعي العلماء للكشف عن أصولها وتاريخها، إذ يتبين يومًا بعد يوم أنّ الكثير من المسلمات التي تعلمنا عنها في المدارس والجامعات معلومات ناقصة وتحتاج إلى تصحيح وتدقيق. وهذا تحدّ كبير للباحثين وعلماء اللغة للإحاطة بهذا البحر المتلاطم الأمواج.
وفي نفس الوقت، ورغم هذا الاتساع الكبير لهذه اللغة، ورغم ما تتسم به من إمكانيات هائلة، تعاني لغتنا من عدم مواكبتها لتحديات العصر. أصدقكم القول، دعونا من إلقاء التهم على هذه اللغة ولنضع يدنا على الجرح، وعلى مكمن الألم الحقيقي، ولنقل بمِلء الفم إنّ المشكلة في أصحاب اللغة لا في اللغة نفسها.

كيف كانت تلك اللغة قبل عدة قرون تتسع لكل العلوم الدينية والدنيوية والفلسفات وسائر المعارف، بينما هي اليوم تتهم بالعجز والتقصير؟ كيف حوت إعجاز القرآن وفلسفات ابن رشد والفارابي وابن سينا ومئات العلماء بينما هي تقف اليوم قاصرة عن استيعاب المعارف والعلوم؟ الإجابة تكمن في السؤال نفسه، الإعاقة تكمن في أصحاب اللغة الذين لم يتحرروا من الماضي وما زالوا يتغنون بالأمجاد ويترنمون على أيام العرب ناسين الحاضر وسادرين في الوهم ولاهين عن المستقبل.
نحن في مجمع اللغة العربية في الناصرة نعي هذه الحقيقة ونحاول أن نكون قريبين من الشارع والناس، ونحاول بكل ما أوتينا أن نسهّل على الناس، بحيث نضع أمامهم المصطلحات التي تستعمل في الحياة اليومية وفي الإنترنت ونحبّب النشء بهذه اللغة وندفع في نفوسهم الثقة بلغتهم من خلال القراءة والمطالعة وعدم جعل اللغة معجزة لا يستطيع أن يتناولها إلّا العلماء والمختصون. ورغم أننا مجمع صغير ويتوجه لفئة قليلة من الناس إلّا أنّنا نجحنا، على ما أعتقد، أكثر من مجامع كبيرة تعيش في برج عاجي بمنأى عن العامة.

(*) لا بدّ أنّك أطلعت على دعوات أطلقها كتّاب ونقّاد للتبسيط والتيسير في النحو والصرف وفي الكتابة. ما رأيك بهذا؟ وما هي الحدود التي يمكن أن نلتزم بها في هذا النطاق؟
ـ هذه مهمة يجب أن يقوم بها جهاز التعليم، ونحن قطعنا شوطًا كبيرًا في ذلك. هناك اهتمام بالنصوص الوظيفية، بحيث تكون اللغة سهلة التناول بعيدًا عن اللغة الأدبية المتأنقة التي عفا عليها الزمن. أما الدعوة إلى إسقاط علامات الإعراب فأمر يصعب، بل يستحيل تحقيقه.

(*) ما هي نظرتكم العامة إلى المشهد الأدبي الفلسطيني في الداخل المحتل (أراضي 48) قياسًا بالمشهد الأدبي الفلسطيني عمومًا من حيث المحتوى وأساليب الإبداع؟
ـ نحن نعض على لغتنا وأدبنا العربي بالنواجذ، واعين لما يهدّد لغتنا وأدبنا ووجودنا في أرض الآباء والأجداد. أثبتنا على مدى أكثر من سبعين عامًا أننا نطوّر أدبنا ونحافظ عليه، ولدينا مبدعون في شتى الأنواع الأدبية. ورغم قلة عددنا الذي لا يتجاوز المليون ونصف المليون إلا أننا قدّمنا للثقافة العربية كتّابًا ونقادًا يشار إليهم بالبنان. كما نشارك في اللقاءات والمهرجانات الأدبية وحضورنا بارز في المشهد العربي الثقافي.

(*) هل ثمّة عمل نقدي آتٍ في المستقبل القريب؟
ـ أعمل على كتابة مقدمة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كتاب للمثقف بأسلوب يجمع بين البساطة والعلمية بتناول جديد.



*****

البروفيسور محمود غنايم، من مواليد بلدة باقة الغربية في شمال فلسطين المحتلة عام 1949. درس اللغة العربية والتربية للقب الأول، والأدب العربيّ للقب الثاني، في جامعة تل أبيب، كما حصل على شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 1990.
منذ 1985 يعمل في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة تل أبيب معيدًا فمحاضرًا ومحاضرًا كبيرًا ثم أستاذًا مشاركًا. بين السنوات (2003 – 2006) تسلّم رئاسة القسم، وعمل على تطويره وإقامة فرع للدراسات الإسلامية ضمنه وأصبح يحمل اسم "قسم الدراسات العربية والإسلامية". كما عمل محاضرًا في معهد إعداد المعلمين العرب في بيت بيرل بين السنوات (1988 – 2004). وخلال ذلك شغل رئاسة قسم اللغة العربية وآدابها في المعهد بين السنوات (1998 – 2004). كما أنّه أقام مركز دراسات الأدب العربي في المعهد وكان رئيسًا له بين السنوات (1999 – 2004).
عمل أستاذًا للأدب العربي الحديث في الكلية العربية للتربية في حيفا، وفي كلية سخنين لإعداد المعلمين.
شغل منذ عام 2008 منصب رئيس مجمع اللغة العربية في حيفا، وانتخب عام 2016 رئيسًا لمجمع اللغة العربية (ومقره الجديد في الناصرة) للمرة الثالثة.
من مؤلفاته: بين الالتزام والرفض - دراسة في شعر عبد الرحيم محمود، في مبنى النصّ: دراسة في رواية إميل حبيبي "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، تيار الوعي في الرواية العربية الحديثة، دراسة أسلوبية، المدار الصعب: رحلة القصة الفلسطينية في إسرائيل، "الجديد" في نصف قرن: مسرد ببليوغرافي، غواية العنوان: النصّ والسياق في القصة الفلسطينية، مرايا في النقد: دراسات في الأدب الفلسطيني (إعداد وتقديم).

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.