}

سِلفيا موريسي: القضيّة الفلسطينيّة من أعظم المظالِم بالتاريخ المُعاصر

طارق الجبر 31 مايو 2020
حوارات سِلفيا موريسي: القضيّة الفلسطينيّة من أعظم المظالِم بالتاريخ المُعاصر
"القضيّة الفلسطينيّة دفعتني إلى دراسة اللغة العربيّة والأدب العربيّ"
في هذا الحوار الشيّق مع المُدرِّسة والمُترجِمة الإيطاليّة سِلفيا موريسي، التي تولت ترجمة نزار قباني ومحمود درويش إلى لغتها الأم، تحدّثنا عن الكتابة بشكلٍ عام، وعن الدراسة الفلسفيّة والأدبيّة - والسياسيّة أيضًا - التي تربطنا بالعالم الذي نعيش فيه ونتقاسم آلامه وآماله، وعن الحقوق المهضومة للشعوب، وعن الشِعر كونه أداة لتحطيم البشاعة وكسر المحظور البالي وفتح الآفاق الجديدة في زمنٍ كانت فيه شجاعةُ قبّاني غير مألوفة - ربّما - حتّى في إيطاليا (كما أخبرتنا موريسي)، ثمّ عن تعرية الهويّة ومَثاقِل الغُربة على النفْس ومفهوم الأجنبيّ المُتضخّم في شِعر درويش، والذي تخافُ فيه مُترجمتُه إلى الإيطاليّة أن يقوّي من تصاعد الفاشيّة في بلادها، فرأتْ في "أحد عشر كوكبًا" اكتمالًا مجازيًّا قد يكون ذا أثرٍ إيجابيٍّ على قُرّائه في إيطاليا.



(*) درستِ اللُغة العربيّة وآدابها في جامعة باري (إيطاليا). بحثتُ عن بعض المعلومات المُتعلّقة بدراستك، واكتشفتُ أنّكِ قد كتبتِ أطروحتكِ الجامعيّة عن "الفلسفة الإسلامية". هل لي أن أسألكِ لماذا اخترت هذا الموضوع "الإشكاليّ" إلى حدٍّ ما والمليء بالأسئلة؟
- لقد تخرّجتُ بأطروحةٍ في الفلسفة الإسلاميّة، وتحديدًا في نصٍّ فلسفيّ من القرن الثاني عشر "حي بن يقظان" لابن طُفيل، الذي يعتبره الكثيرون نصًا صوفيًا، لكنّني تتبّعتُ فيه تأثيرات من الفلسفة الشيعيّة.
طالما فتنتني الفلسفة منذ أيّام الدراسة الأولى، وعندما اكتشفتُ - بفضلِ دراستي الجامعيّة - الفلسفات الشيعيّة وقراءتها الباطنيّة للقرآن، وقعت بحبّها على الفور. انجذبتُ بشكلٍ عام إلى جميع الموضوعات التي تحثّني على التفكير وعلى طرح الأسئلة وعلى البحث الدائم لمعرفة الأمور المُعقّدة وتجنّب التبسيط.
بعد ذلك، تخلّيتُ عن دراسة الفلسفة، ولكن لم أتخلَّ عن "النهج الفلسفيّ" الذي أطبّقه في دراستي للأدب العربيّ، فقد تخلّلتْ هذه الدراسة الجديدة أسئلة حول المجتمعات التي نعيش فيها وحول العالم بشكل عام.
وجدتُ في الفلسفة والأدب حليفين ساعداني على عدم تسليم عقلي للراحة.

 

القضية الفلسطينية
(*) حصلتِ على دبلوم "المهام الدوليّة" في روما من "الجمعيّة الإيطاليّة للتنظيم الدوليّ" (S.I.O.I)، بعملٍ في مجال حقوق الإنسان في فلسطين. هل لي أن أسألكِ كيف انتقلتِ من الأدب إلى الصراع العربيّ- الإسرائيليّ، ولماذا اخترتِ أن تعملي في مجال حقوق الإنسان في فلسطين، وهو المجال الذي عادةً ما يكون ضعيف التمثيل في أوروبا؟
- القضيّة الفلسطينيّة هي أحد الأسباب التي دفعتني إلى البدء في دراسة اللغة العربيّة والأدب العربيّ، والتي تظلّ بالنسبة لي واحدةً من أعظم المظالِم في التاريخ المُعاصر. هناك القليل من الحديث حول هذه المسألة في المدارس الإيطاليّة، حيث يتمّ حذف الكثير من المعلومات الأساسيّة، ممّا يخلق فجوات هائلة، وبالتالي أخطاء جسيمة. المشكلة الأولى هي المعجم المستخدم في سرد هذه المأساة التي يقع ضحيّتها الفلسطينيّون، والتي استمرّت لأكثر من سبعين عامًا. في إيطاليا، ربّما لن تسمع أبدًا أستاذًا يتحدّث عن الاحتلال الإسرائيليّ لفلسطين، حتى وإن كان هذا هو الواقع الذي ينبغي علينا الاعتراف به. طالما كنتُ دائمةَ الاطّلاع على الموضوع بفضل عائلتي، ولكن عندما بدأتُ في دراسة الأدب الفلسطينيّ، كان الموقف أكثر وضوحًا بالنسبة إليّ، فقد فهمتُ أنّ هناك قصة (فلسطينيّة) تمّت إزالتها تمامًا من الكتب. ذهبتُ بعد التخرّج إلى روما للدراسة في "الجمعيّة الإيطاليّة للتنظيم الدوليّ" (S.I.O.I)، وعملتُ من أجل فهمٍ أفضل لهذا الانتهاك الهائل من وجهة النظر السياسيّة والقانونيّة. ثمّ قمتُ بدمج هذا البحث القانونيّ- السياسيّ مع دراساتي في الأدب، وكتبتُ مقالةً قصيرة عن الأدب الفلسطينيّ، تمّ تصنيفها كنصٍّ مِن أدب ما بعد الاستعمار، وحصلتُ على منحةٍ دراسيّة من جمعيّة "قضايا الحدود"، وهي جمعيّة رابحة من منطقة بوليا (إيطاليا). حاولتُ أن أشرح في هذه المقالة القصيرة كيف أثّرت الممارسات الاستعماريّة الإسرائيليّة والخَطابة الصهيونيّة على الهويّة الفلسطينيّة، وكيف كان - وما زال - الأدب يلعب دورًا أساسيًّا في عدم إخماد حقوق هذا الشعب.

 

(*) تقومين بتدريس اللغة العربيّة والحضارة العربيّة الإسلاميّة في المدارس العامّة والخاصّة في إيطاليا منذ عام 2009. كيف تنظرين إلى الرغبة والدراسة - من جانب الطلّاب في إيطاليا - لهذه اللغة/الحضارة القريبة/البعيدة وهل تأثّرت هذه الرغبة بالوضع الحاليّ للعديد من الدول العربيّة؟
- أدرّس اللغة العربيّة منذ عام 2009، وأدرّس الثقافة والأدب العربيّ المُعاصر في معهد الدراسات العليا SSML "كارلو بو" في باري منذ عام 2018، وقد وجدتُ أنّ دوافع دراسة اللغة العربيّة وآدابها كثيرة للغاية. هناك أولئك الذين لديهم شغف حقيقيّ بالعالم العربيّ، وأولئك الذين يريدون العثور على عمل بسهولةٍ أكبر عن طريق تعلّم اللغة العربيّة. ما لاحظتُه، للأسف، هو أنّ الرغبة تزداد في الفترات الحرجة، فقد كان الأمر كذلك في عام 2011 مع اندلاع الثورات العربيّة، على سبيل المثال. لا أعلم ما إذا كان هذا النوع من الاهتمام يُعدّ أمرًا جيّدًا، فهو يبدو لي أكثر ارتباطًا بالإثارة (أو بالموضة) منه بالرغبة الحقيقيّة في المعرفة.

 

للشعر قوّة عاطفيّة لا تمتلكها الروايات
(*) قبل الحديث عن اختياركِ للكتابَين اللذَين قمتِ بترجمتهما إلى الإيطاليّة، أودّ أن أسألك: لماذا الشعر؟ ولماذا هذان الاسمان الكبيران في الشعر العربيّ المُعاصر (قبّاني ودرويش)؟
- قرأتُ الكثير من الشعر، ليس فقط باللغة العربيّة. أعتقد أنّ الشعر - في كثير من الأحيان - لديه قوّة عاطفيّة لا تمتلكها الروايات. الشعر بالنسبة لي هو ملجأ من العنف والتجريد من الإنسانيّة، إنّه المكان المناسب لاستعادة أولويّات حياة المرء. غالبًا ما أجد نفسي مضطرّةً للجوء إلى الشعر عندما أشعر أنّ الواقع يتسلّط على إنسانيّتي.
يجب أن أقول إنّني محظوظة لأنّني تشرّفتُ بترجمة اثنين من أكبر الشعراء العرب. اخترتُ نزار قبّاني للقوّة التخريبيّة بأشعاره التي تُحطّم المُحرّمات والعديد من الصور النمطيّة عن العالم العربيّ، وكذلك بسبب لغته الرفيعة التي تجمع بين الغنائيّة وسرد التفاصيل اليوميّة على حدٍّ سواء. من ناحية أخرى، فإنّ فكر وشاعريّة محمود درويش يُعدّان جزءًا مهمًّا من خلفيّتي الثقافيّة. المواضيع المحوريّة في شعر درويش، كالغُربة والهويّة ومفهوم الأجنبيّ، هي أيضًا الموضوعات التي أتساءل عنها وأعمل فيها. إنّ تماسكه الفكريّ والشخصيّ - غير المألوف في يومنا هذا - هو ما أحاول التعامل معه، وأشعاره هي العدسة المُكبّرة التي أتطلّع بها إلى العالم. إنّه بالتأكيد شاعري المُفضّل.

 

(*) نلاحظ في السنوات الأخيرة الماضية انفتاحًا ما على الأدب العربيّ في إيطاليا، وهو الأمر الذي لم يكن كما هو عليه الآن قبل سنوات. ما رأيكِ في هذا الانفتاح اليوم، وكيف ترين مستقبل هذه الترجمة الأدبيّة؟
- تمّ بالتأكيد اتّخاذ العديد من الخطوات الإيجابيّة مُقارنةً بالماضي، وهناك العديد من الروايات العربيّة التي تُترجم إلى الإيطاليّة، بالإضافة إلى الشعر العربيّ أيضًا. لا أدري ما إذا كانت الترجمة من اللغة العربيّة ستأخذ منحًى مُتصاعدًا أم مُنخفضًا في السنوات المقبلة في إيطاليا، وإنّما ما آملهُ هو أن يتمّ اختيار الأعمال المراد ترجمتها بعناية، وأن يكون هناك مشروع وراء ذلك.
باختصار، الشيء المهمّ هو عدم تكرار الخطأ الذي وقع بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، عندما امتلأت رفوف المكتبات الإيطاليّة بالأدب العربيّ، ولكن بالأدب "القبيح"، ذاك الذي يجذب الأنظار بفكره الاستشراقيّ، مع صورٍ لنساءٍ محجّبات على الغلاف. بعض المنشورات تبيع جيّدًا بطبيعة الحال، لأنّها تقول ما نريد سماعه، فهي تتحدّث عن الصورة النمطيّة التي لدينا عن العالم العربيّ في الغرب.

 

(*) أخبرينا قليلًا عن كتاب "أحلى قصائدي" لقبّاني، والذي شاركتِ في ترجمته مع كاتب الأغاني والصحافيّ الفلسطينيّ نبيل سلامة. على ماذا اعتمدتِ باختياركِ لترجمة هذا الكُتيّب الشعريّ، والسياسيّ في بعض الأحيان، الذي يتعامل مع موضوعات كانت تُعتبر من المحرّمات في وقتها؟
- على الرغم من كونه من أهمّ الشعراء العرب، فإنّ نزار قبّاني لم يكن معروفًا من الناحية العمليّة في إيطاليا. و"أحلى قصائدي" هي مختارات شعريّة اختارها الشاعر نفسه في عام 1971، بعد ثلاثين عامًا من حكايته مع الشِعر. لقد جمعَ قصائده الرئيسيّة في هذا الكتاب بألمٍ شديد، كما يعترف هو نفسه في المقدّمة. بدا هذا الكتاب بأنّه الطريقة الصحيحة لتقديم هذا الشاعر الكبير للجمهور الإيطاليّ، نظرًا لِكونِه عَرضًا تقديميًّا ذاتيًّا. إنّ القصائد الثلاثين الموجودة في هذا الكتاب هي بمثابة استعادةٍ لثلاثين سنة من حياة الشاعر، حيث نقرأ المراحل المختلفة من حياته الشخصيّة، والتي في بعض الحالات تعكس الوضع السياسيّ والاجتماعيّ الذي مرّ به. يحكي الشاعر في قصائده عن حبّه، وعن الحزن والعاطفة المرتبطين به، وعن لحظات الأزمات التي يعاني فيها كرجُلٍ وكشاعر. معظم قصائد هذا الكتاب هي أشعار حبّ مؤثّرة، حبّ حرّ وعاطفيّ خالٍ من الروابط التقليديّة مثل الزواج، ولهذا غالبًا ما يكون مؤلمًا ومُحزن. لقد أنشأ قبّاني جمهوريّة الحبّ الخاصّة به، مكان للالتقاء بالإنسانيّة المُقتلَعة، غير المؤكّدة، وقبل كلّ شيء المُستقلّة عن وجود نظام قِيَم تفرضه الاتفاقيّات التي تندرج تحت سِمات الانتماء الدلاليّ: الأصل والأسرة والمجتمع والمؤسّسات.
سعى قبّاني إلى الحريّة في الكتابة كغيره من الكتّاب، ولكنّه سعى إلى الحريّة في الحب أيضًا. كثيرًا ما تمّ اتّهامه بالزندقة والكفر بسبب قصائده التي وصف فيها الجسد الأنثويّ والعاطفة الجنسيّة. استخدم الحبّ بكلّ أشكاله كتحدٍّ للمجتمع: العاطفة والحبّ كقوّتين تخريبيّتين في مواجهة القِوى الدينيّة والسياسيّة القاتِلة. قرّر قبّاني إدخال بعض القصائد السياسيّة في هذا الكتاب، مثل "الحبّ والبترول"، والقصيدة الشهيرة "خبز وحشيش وقمر"، بالإضافة للقصيدتَين اللتَين تعرّض بسببهما لانتقاداتٍ شديدة: "حُبلى" و"القصيدة الشرّيرة"، واللتين كُتِبتا - في خمسينيّات القرن العشرين - عن موضوعَي الإجهاض والحبّ بين امرأتين. لا أعتقد أنّه كان من الممكن - في الخمسينيّات - نشر قصائدٍ من هذا القبيل في إيطاليا.

(*) وبالنسبة لمشروعكِ الشعريّ الثاني "أحد عشر كوكبًا"، لماذا من بين جميع كتب درويش اخترتِ هذا الكتاب الذي يستخدم الاستعارة التاريخيّة - والأسطوريّة أحيانًا - للحديث عن الحاضر المُعقّد، بدلًا من كُتبِه السابقة التي ربّما تكون أقلّ مجازيّة؟
- كما قلتُ من قبل، أحبّ الأدب الذي يختبرني، الذي يحثّني على التفكير، الذي يقودني إلى طرح أسئلةٍ على نفسي. وكان ديوان هذا الشاعر الفلسطينيّ رحلةً حقيقيّةً وحافِزًا مُستمر.
وقع كتاب "أحد عشر كوكبًا" بين يدَيْ قبل بضع سنوات. عندها كنتُ أعرف درويش الشاعر بشكلٍ جيّد. بدا لي هذا النص على الفور كأحد أكثر أعماله اكتمالًا، حيثُ أنّ الأجزاء المُختلفة التي تشكّل هذا الكتاب تتعامل مع جميع الموضوعات العزيزة عليه والموضوعات الأساسيّة في شعره، بدءًا من "دور" الشِعر الذي طالما كان حليفًا للضعيف. سبقَ لدرويش أن قال إنّ الشِعر يُعيد كتابة التاريخ من منظور الضحايا. أمّا المواضيع الأُخرى التي يتناولها الكتاب، فهي الهويّة والغُربة كمصيرٍ حقيقيٍّ مشترك لكثير من الفلسطينيّين الذين طُردوا من وطنهم، وغُربة النَفْس أيضًا. وقد قال الشاعر الفلسطينيّ إنّ المَسكن المُختار لا يُنهي الغُربة. بمجرّد أن تكون بمنفى، الأمر الذي يُمكن فهمه على مختلف المستويات، ستشعر دائمًا أنّك في المكان الخطأ، ستشعر أنّك أجنبيّ إلى الأبد. وهنا نصل إلى ما هو، في رأيي، الموضوع المحوريّ للعمل: الأجنبيّ. هذا المفهوم في شِعر درويش متضخّم ومتفكّك، فيصبح حالة كلّ إنسان. فبالنظر إلى الموضوعات التي تمّت تغطيتها في هذا الكتاب، أردت لهُ بشدّةٍ أن يُنشَر - في إيطاليا - في وقتٍ توجد فيه عودةٌ مُقلقة للفاشيّة والخوف من الأجانب. كثيرًا ما يستخدمُ درويش الاستعارة التاريخيّة والأسطوريّة في هذا الكتاب. يتحدّى الشاعر الفلسطينيّ الصهيونيّة في مجالها، وتحديدًا في قصّتها الروائيّة الأسطوريّة. يتنقل درويش في "حجر كنعانيّ في البحر الميّت" وفي "سنختار سوفوكليس" إلى ماضي الشعب الفلسطينيّ لاستعادة حيازته، ويسلّط الضوء على "الأسماء" التي تمّ محوها من خلال عمليّة إعادة تأهيل الأرض.
كانت فلسطين قد "كُتبت" بالفعل قبل الصهيونيّة، وهذا ما أراد أن يوضّحه درويش.
سبق العمل على ترجمة "أحد عشر كوكبًا" عمل أطول: قراءات لمقابلات مع الشاعر، ودراسة لنصوصه الشعريّة السابقة، وكذلك لنصوصٍ تاريخيّة عن فلسطين أو عن فترة الأندلس. إنّ هذا الديوان الشِعريّ مبنيٌّ على فتراتٍ زمنيّة ومكانيّة مُختلفة، حيثُ توَسِّع المأساة الفلسطينيّة حدودَها وتصبح مأساة الإنسان، وتُمزَج مع قصّة نَفي العرب واليهود من الأندلس ومع الإبادة الجماعيّة للأميركيّين الأصليّين. وبالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا إشارات إلى حرب الخليج، عام 1991. يلعب درويش ويتحكّم باللغة العربيّة ويستطيع أن يروي كلّ هذه الأحداث بشطرٍ واحد، وفي بعض الأحيان بكلمةٍ واحدة. كان البحث عن هذه القصص التي أخفاها درويش وغلّفها بقصائده، ومحاولة إظهارها من جديد باللغة الإيطاليّة، أكبر الصعوبات التي واجهتها في عمليّة الترجمة، وكان أيضًا أحد الأسباب التي جعلتني أترجم هذا النص الرائع.

(*) أخيرًا، في عروضكِ التقديميّة لهذين الكتابين - اللذين يدخلان في جذور المشهد الأدبيّ للقرن الماضي - كيف وجدتِ اهتمام ومشاركة الجمهور الإيطاليّ مع كُتبٍ من هذا القبيل؟ وإن كان لديكِ مشاريع/كتب أخرى (شِعر أو غيره) بعد هذين الكتابين، ما الذي يُمكن أن نتوقّعه منكِ قريبًا؟
- يجب أن أقول أنّني وجدتُ اهتمامًا كبيرًا من قِبل الجمهور بكلتا المجموعتَين، وكانت نتيجة البيع الجيّدة هي التأكيد. أمّا الشيء الأكثر إرضاءً لي فقد كان أنّي رأيتُ فضولًا مُستَعرضًا شملَ كُلًّا من الأطفال والفئات العُمريّة الأخرى.
قمتُ منذ بضعة أشهر بتقليل العروض التقديميّة للكتابَين، لأنّني أعملُ مع زملاءٍ آخرين على كتابٍ جديد سيصدر قريبًا. هو ليس مشروعًا في الترجمة، ولكنّه سيكون عملًا مثيرًا للاهتمام وعلى نطاق أوسع... لن أقول المزيد الآن، فقط لكي يكون الحظّ حليفنا!

*شاعِر ومُترجِم من سورية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.