}

مصطفى الشيمي: أكتب ما يشبهني

إيهاب محمود 1 يونيو 2020
حوارات مصطفى الشيمي: أكتب ما يشبهني
"هل تؤمن الجوائز بأفكار المبدع أم تتوافق مع أفكارها؟"
يتميز المشروع الإبداعي للروائي المصري الشيمي بتنوع وثراء، حيث يكتب الرواية جنبًا إلى جنب مع القصة القصيرة، بخلاف الكتابة للأطفال أيضًا، ونجح في فترة زمنية قصيرة للغاية بأن ينتج عددًا من الأعمال الأدبية من روايات مثل "حي"، و"سورة الأفعى"، ومجموعات قصصية مثل "بنت حلوة وعود"، و"مصيدة الفراشات"، وهي كتابات أنصت فيها الشيمي لنغمته الخاصة التي تبدو مغرمة بالميثولوجيا والإبحار فيها سواء على مستوى الكتابة الروائية أو القصصية.

مؤخرًا فاز الشيمي بجائزة كتارا ضمن فئة رواية الفتيان عن رواية بعنوان "القط الأسود". والجوائز بحسب الشيمي، تكرم المبدعين، وتساعدهم على الانتشار بصورة جيدة، غير أن تأثيرها لا يتجاوز ذلك، حيث لا يمكنها مثلا أن تخلق مبدعًا.
هنا حوار سريع مع الشيمي يتحدث فيه عن مشروعه الإبداعي، وعن تأثير الجوائز على الكاتب ومشاريعه الجديدة:



(*) بعد فوزك بجائزة كتارا ضمن فئة روايات الفتيان، هل تغير شيء بالنسبة إليك فيما يخص تصورك للأدب؟ أو بمعنى آخر ماذا تغير بعد الجائزة بالنسبة لك؟
- كتارا جائزة كبيرة، والفوز بها في عمر صغير مثل عمري أمر جميل. لكن هل من الممكن أن تغير الجائزة -أو أي جائزة أخرى– تصورات المبدع عن الأدب؟! لا أعتقد ذلك. الجوائز تكرم المبدعين، وتساعدهم على الانتشار بصورة جيدة، أو لنقل نشر أفكارهم. هل تؤمن الجوائز بأفكار المبدع أم تتوافق مع أفكارها؟ لا أعرف يقينًا. كل جائزة حالة خاصة، لكني– وأقول ذلك دومًا- أكتب ما يشبهني.



(*) أنجزت الكثير من الأعمال مقارنة بسنك الصغير.. هل تعمل وفق جدول محدد ونظام يومي؟
- بالطبع، كان هناك جدول محدد ونظام يومي للعمل، لكن هل هذا سبب إنجاز الكثير من الأعمال أو الفوز بالعديد من الجوائز الأدبية؟! أتخيل أن شيطان الكتابة – إذا كان ثمة شيطان للكتابة- جاء إليّ، وباع لي كل هذا المجد، ليس في سبيل أن أستثمر الوقت في الكتابة، بل في سبيل أن أبيع كل وقت اللعب والاستمتاع بملذات الحياة، أو بكل ما يرتبط بالواقع. على كل حال، أنا مرتاب، موسوس، طوال الوقت، لا أملك إجابة جيدة لهذا السؤال، وفي مثل هذه المواقف، أحبُّ أن أكذبَ وأنسب كل شيء للحظ.


(*) مشروعك الروائي يقوم بالأساس على الميثولوجيا وما يمكن أن نسميه الفنتازيا الدينية.. أنت دائم الاشتباك مع التراث الديني بشكل عام.. هل تنوي الاستمرار في هذا الشكل من الكتابة؟
- التراث الديني والأساطير جزء من هذا المشروع. هذه السرديات أساسية في شعرية هذه النصوص، وهذا الاشتباك يعمل على نقد هذه المرويات أو بناء مرويات مناقضة، وبالتالي بناء قيم جديدة. الثقافة قيم تهمش قيمًا أخرى، أو تعلن قيمًا أخرى. والكتابة – بوصفها لعبة- تبدل هذه القيم بقيم أخرى، من أجل أن تتخيل ناتجًا مختلفًا، هو السؤال الملعون في الأصل: ماذا لو؟ أنا أفتح باب الشيطان، ليس من أجل نقد التراث أو الأساطير فقط، بل من أجل نقد الواقع، فأفكارنا تشكل هذه الأرض.


(*) تكتب القصة والرواية بتوازن واضح.. هل تحرص على المداومة في كتابة النوعين؟ أم هي الأفكار تفرض عليك القالب الأدبي الذي تخرج فيه؟
- أعتقد أن الأفكار تفرض عالمها، وربما شهوة اللعب أيضًا. هناك قصائد حولتها إلى قصص أو العكس. كل النصوص التي أكتبها أتعامل معها بوصفها تمارين على الكتابة، فإذا اندهشت أنا قبل القارئ، قررت نشرها. وفي الدرج آلاف من هذه النصوص، أو قل الجثث. قد أبعث فيها الروح ذات يوم، في هيئة جديدة. وربما هذا قد يفسر الإنتاج المتنوع.

(*) تكتب للأطفال أيضًا.. هل تنوي الاستمرار في هذا المشروع؟
- نعم، هناك كتابات قليلة جدًا في الوطن العربي تقدم أدبًا جيدًا للطفل، وأنا أريد أن تكون كتابتي للطفل كتابة فارقة. صحيح، أعتقد بأن من الصعب القيام بطفرة في أدب الطفل، نظرًا للهيمنة على هذا الأدب، من جهة مؤسسات عديدة، لكن من الممكن –على الأقل– أن نحمل هذا الأدب على ظهرنا ونمشي إلى الأمام قليلًا.

(*) هل تظن أنه بعد انتهاء أزمة كورونا ستكون لدينا موجة أدبية جديدة؟
- كورونا علامة زمنية، ولذا من المتوقع أن تكون موجودة ومؤثرة على شكل الأدب، كما فعلت الحرب العالمية بصورة ما. وأي كتابة واقعية تقوم على هذه اللحظة الراهنة سترصد هذا الفزع، وأي كتابة غرائبية تنتمي إلى أدب الديستوبيا ستجد هنا قماشة جيدة. ومن المضحك أن هذا الفيروس قد صالح بعض نقاد الجوائز مع هذا النوع من الأدب. إذ صارت الديستوبيا واقعية، بالمفهوم النقدي، مما سيجعلها مفهومة للنقاد!

(*) هل تتوقع ازدهار رواية الأوبئة إن صح التعبير؟
- لا أعرف، على أي صورة بالتحديد. ستكون هناك كتابات رديئة، كما العادة، لكن في المقابل ستكون هناك كتابات عظيمة. إذا قمت بالقياس على نفسي فأنا خائف من هذه اللحظة التي نحياها، كلنا كذلك. كل الفنانين مفزعون، وإذا لم يتحول الفزع إلى فن .. فما فائدة الفن؟ لكن الحديث عن الموجة الأدبية، أو ازدهار رواية الأوبئة هو حديث عن قراءة الأدب، وهو أمر صعب، ففعل القراءة نادر، أو محل شك كبير، سواء من النقاد أو من المبدعين.

(*) ما الجديد لديك؟
- أعمل على العديد من المشاريع، هناك رواية راض عنها بشكل كبير، وأعتقد أنها قد ترى النور قريبًا. وإلى جانب ذلك، هناك العديد من المشاريع الأخرى على رأسها بالطبع الكتابة للأطفال.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.