}

ميسرة بارود: "ركام" إعادة هندسة بصريّة لغزة المدمّرة

مليحة مسلماني 31 أكتوبر 2021
حوارات ميسرة بارود: "ركام" إعادة هندسة بصريّة لغزة المدمّرة
ميسرة بارود
من معرض "ركام" للفنان ميسرة بارود في المركز الثقافي الفرنسي في غزة/ فلسطين

"غيّبت الحرب معالم المكان.. وأسقطت منّي كل الكلمات التي كان من الممكن أن تفسّر لطفلة ما زالت أسئلتها بلا إجابة.. لم يكن سوى ركام". هكذا يقدم الفنان الفلسطيني، ميسرة بارود، لمعرضه الأخير "ركام"، الذي عُرض مؤخرًا في المركز الثقافي الفرنسي في غزة. وكما هرعت الطفلة، ناريمان العقاد، وابن عمتها، محمود العقاد، بعد القصف لإنقاذ السمكة والعصافير من بين الركام، كما في الفيديو الشهير الذي انتشر بكثرة خلال الحرب الأخيرة على غزة، كذلك سارع ميسرة بارود الخطى إلى مرسمه (الاستوديو الذي يمارس فيه عمله كفنان)، والملاصق لبرج الجلاء بعد قصفه، وذلك لينقذ ما تبقّى من أعماله الموجودة في المكان.
ولد الفنان ميسرة بارود في غزة، ونشأ فيها. درس الفنون الجميلة في نابلس، ثم أكمل دراسته للماجستير في الفن في القاهرة. أقام عددًا من المعارض الفردية، وشارك في معارض جماعية في فلسطين والخارج. تتناول أعماله قضايا الحروب والهجرات غير الشرعية والاعتقال والاحتلال، وغيرها من قضايا تفرزها المأساة الفلسطينية تحت الاحتلال بخاصّة، ومعاناة الإنسان بعامّة. تختزل أعماله، والتي تعتمد ثنائية اللونيْن الأبيض والأسود، وتستخدم الحبرَ الأسود بشكل أساسيّ، كثيرًا من العناصر، من بشر وحيوانات وطيور وغيرها، لتشكّل العلاقات ما بينها دارما تراجيدية تسرد حكايات عن الموت والحرب والسلام والحرية، وتبثّ معاني الحزن والعنف والعجز والأمل.
حول معرضه الأخير "ركام"، كان لنا مع ميسرة بارود الحوار التالي:





(*) جاء معرضك الأخير "ركام" بعد الحرب الأخيرة على غزة، والتي سبقتها ثلاث حروب خضتَ وأسرتك تفاصيلها وويلاتها. وهذا المعرض هو نتاج بصريّ لركامِ هذه الحروب مجتمعة. كيف بدأت فكرة المعرض، وكيف تطورت؟

بدأت الفكرة تلوح في مخيّلتي منذ عام 2014، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وإعلان الهدنة؛ خرجت أنا وابنتي ريتا، التي كان عمرها 12 عامًا في ذلك الوقت، في جولة لتفقّد الأماكن التي كنّا نتابع أخبار تدميرها عبر الشاشة، كنا نسمع صوت آلة الحرب، ونشاهد صور القصف والدمار، لكننا لم نكن نعرف حجم وشكل والدمار الذي لحق بالمكان. كان المشهد على أرض الواقع مختلفًا وصادمًا، لم أكن أتوقع حجم البشاعة التي خلّفها القصف؛ أحياء كاملة تمّ محوها من الوجود، كانت عبارة عن أكوام من الركام والحجارة.
لم يكن لدي قرار مسبق، أو مدروس، في ذلك الوقت، لإنتاج معرض؛ ولكن لربما فكرة معرض "ركام"، وعملية إنتاجه كانتا نتيجة سيرورة أطلقت شرارتها حالة انفعالية لا إرادية؛ فالمشاهد التي رأيتها بعد القصف دفعتني إلى محاولة لإعادة بناء هذا الركام، وإعادة بناء المدينة المهشّمة، ضمن رؤيتي الفنية.
هنا، أودّ الإشارة إلى أني كنت لا أريد تكرار التجربة التي عملت عليها عام 2009، بعد الحرب الأولى على غزة، وهي معرض "فوسفور أبيض"، الذي كان الشهداء موضوعه الرئيس. أي لم أكن أريد تناول الشخوص، وانعكاسات الحرب عليهم، بل أصبح منظوري الفني يتجه إلى المباني والأحياء التي اختفت من الوجود، وأصبحت ركامًا؛ فمشهد الركام، سواء على أرض الواقع، أو في العمل الفني، وحتى إن لم يكن ظاهرًا فيه ضحايا، إلا أن الضحية حاضرة فيه، من خلال التساؤلات عنها، وعن مصيرها، لأن الركام في حدّ ذاته يحيل مباشرة إلى التفكير في المفقودين والضحايا، وفي علاقتهم مع البيت المدمّر الذي يشكّل ذاكرتهم الحميمية الخاصة.




رسمتُ خلال تلك الفترة 12 لوحة تقريبًا؛ كانت التقنيات التي استخدمتها أقل وأبسط من تلك التي أستخدمها في العادة، كما هو الحال في أعمالي السابقة، كما لم تكن هنالك تفاصيل كثيرة في العمل، على عكس أعمالي السابقة، بل كنت أريد التبسيط، أو بمعنى آخر التجريد، أي تناولَ عنصر واحد في العمل، وإعادة صياغته بعدة أشكال، من دون الانشغال بالعمل كلوحة فنية ذات جماليات بالمعنى الكلاسيكي للجمال.


(*) بين عام 2014 (مرحلة البدء برسم اللوحات)، وعام 2021 (مرحلة العرض)، فترة سبع سنوات، وهي فترة ليست بالقصيرة لإنجاز معرض. هل كانت هنالك مرحلة توقف، ثم ما الذي دفعك إلى استكمال الفكرة وعرضها بعد كل هذه السنوات؟
توقفت عن استكمال المشروع في تلك الفترة لأنني، وباختصار، شعرت أن الفكرة لم تنضج تمامًا لتكون معرضًا. وفي عام 2021، تكررت مشاهد القصف والركام والدمار، وهذه المرة كان الأمر يمسّني بشكل مباشر وشخصي؛ هذه المرة لم أكن مجرد مشاهد للركام، كنتُ وأعمالي جزءًا من هذا المشهد. فبعد قصف برج الجلاء الملاصق للمبنى الذي يوجد فيه الاستوديو الخاص بي، والذي أضع فيه أعمالي، بما فيها الأعمال التي رسمتها عام 2014، ومقتنيات من فنانين آخرين، انحصر تفكيري في ذلك الوقت في أمر واحد، وهو التوجه إلى الاستوديو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أعمال، حيث أن قصف برج الجلاء لا شك في أنه أثّر على المباني المحيطة، وأحدث فيها أضرارًا، كما يحدث في كل عملية قصف لأي مبنى في غزة، فالأضرار تلحق بلا شك بالمباني المحيطة بالمبنى المستهدف.
في اليوم التالي لقصف برج الجلاء، ذهبت إلى الاستوديو بهدف إحضار اللوحات، وأثناء رحلتي إلى المكان شهدتُ أماكن كثيرة مدمّرة، هزّني كذلك مشهد انهيار البرج، والذي كنت قد اعتدت على رؤيته من نوافذ الاستوديو التي تطلّ عليه. أصبح فجأة غير موجود، وعبارة عن كومة كبيرة من الركام الذي تتصاعد منها ألسنة النار والدخان. فتحت باب الاستوديو، كان كل شيء مبعثرًا؛ النوافذ محطمة، والستائر قد تتطايرت، والزجاج واللوحات والأوراق الخاصة بي قد تناثرت على الأرض. الدمار الذي شهدته أثناء ذهابي للاستوديو جعلني أفكر بأني أمارس ترفًا ما في محاولتي إنقاذ اللوحات. قررت أن أترك كل شيء على حاله، أغلقت الاستوديو، وذهبت لتفقّد الأماكن المدمرة. وهكذا، فإن المشاهد الجديدة التي أفرزها العدوان الأخير دفعتني إلى استكمال المشروع الذي بدأته عام 2014.



دلالات "ركام"







(*) قد يكون واضحًا للمتلقّي معنى كلمة "ركام"، خاصة حين تتعلق بسياق العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة، وتبدو الكلمة في أعمالك مفتاحًا ولغزًا في آنٍ واحد؛ فهي على قدر وضوحها إلا أنه يكتنفها غموض وأسئلة. ما هو "الركام" الذي يقصده ميسرة بارود في هذا الأعمال؟

تتكرر كلمة "ركام" بشكل كبير أثناء قراءتنا للتقارير الإخبارية، وعند استماعنا إلى نشرات التلفاز. وترافقها مصطلحات أخرى، مثل "إزالة الركام"، و"كمية الركام"، و"تحت الركام"، و"معضلة إزالة الركام"، و"إعادة الإعمار". أصبحت كلمة "ركام" أشبه بجرس استفزازيّ بالنسبة لي؛ التقطت الكلمة، وقررت أن تكون هي الموضوع، بقسوتها، وباختصارها للحدث، وباختزالها عددًا من الدلالات الأخرى المرتبطة بالحدث. كنت أفكر بالكلمة بشكل مختلف عن مدلولاتها في الخطاب الرسمي والإعلامي؛ كفنان كنت أرى أن هذه الكلمة، والتي هي مجرد "خبر عاجل"، تنطوي على معاني وإحالات لما هو أعمق وأكثر قسوة وألمًا مما يقوله الخبر؛ فهذا الركام عبارة عن بيوت ومبانٍ تم محوها، وهي ليست مجرد حجارة، بل هي تحتوي تفاصيل حياة يومية، وذاكرة، ومتعلّقات شخصية، وعلاقات إنسانية، هنالك علاقة وجدانية عميقة مع المكان المدمّر تم اغتيالها.



(*) إذًا كان هدفك كفنان من مجموعة الأعمال تلك تشريح الكلمة بصريًا، والتي تبدو باردة وقاسية في الخطاب الرسمي، لتبيان ما تنطوي عليه من معانٍ عميقة تمسّ الوجدان الإنساني، رغم غياب الحضور الإنساني عن هذه الأعمال على عكس كثير من أعمالك السابقة.
نعم. لو اطلعنا على الأعمال لوجدنا أنها تمثل مباني، أو بالأحرى هي إعادة هندسة للمكان داخل الفضاء الأبيض للورق، إضافة إلى مشاهد من بنايات مدمرة، وبأسلوب انفعاليّ تجريديّ. أحاول في هذه المشاهد بثّ رسائل حول ما شهدتُه من دمار، وبلغتي الفنية الخاصة. البيت، أو البناء، بمعناه المادي، هو عبارة عن حجارة ومواد، ولكنه ليس كذلك فحسب، فهو كما ذكرت قضيةٌ في ذاته، ترتبط بها الذاكرة والذكريات والعلاقة مع المكان ومحتوياته، والتي من الممكن أن تكون مقتنيات بسيطة وصغيرة فقدها الإنسان، ولكنها تشكل بالنسبة له مكانة ومعنًى وأهمية، والأكثر إيلامًا هو أنه من الممكن أن يكون هناك ضحايا تحت هذا الركام.
كما لا يمكن أن تعيد عملية إعادة الإعمار، سواء لحيّ، أو بيت، أو مبنى، الحياةَ للعلاقة الوجدانية المرتبطة بالمكان. لهذا السبب اختفت الشخوص والطيور والحيوانات والأشجار وكل عناصر الحياة من الأعمال، واقتصر موضوعها البصري على فكرة الركام، وخلت من أي عنصر من عناصر الحياة؛ غير أن ما وراء المشهد يحيل إلى أسئلة حول هذه الحياة التي أصابها الدمار، حول أصحاب المكان، ومصيرهم، حول الضحايا، والذكريات المرتبطة بهذا المكان والمتعلّقات والمقتنيات، حول غزة التي تصبح ركامًا يخبّئ تحته قصصًا من الألم المتعاظِم.



(*) اخترتَ طريقة عرض مختلفة للأعمال، وبعبارة أخرى أردت تكثيف الرسالة الفنية المبتغاة حول الركام، وكأنك لم تكتف بالأعمال وحدها لإيصال رؤيتك من المعرض، الذي كان بحاجة بدوره إلى طريقة عرض مختلفة تكمّل الفكرة وتعزّزها.
رأيت أنه يجب أن تكون طريقة عرض الأعمال مختلفة عما هو متعارف عليه، أي الشكل التقليدي للعرض، وهو تعليق لوحات مؤطرة، وبشكل رتيب على جدران صالة العرض؛ لكل فعل ردّ فعل مساوٍ له في المقدار ومضادّ في الاتجاه. وكما أن العدوان الصهيوني هو حدث غير عادي، فكان يجب أن تكون طريقة العرض غير عادية كذلك. تعاملت مع فضاء صالة العرض باعتبارها جزءًا من عملية العرض ذاتها، وجزءًا من الرؤية الفنية، فالأعمال وطريقة عرضها ضمن فضاء صالة العرض تشكل في مجموعها العمل الفني الذي أبتغيه. ولم أتعامل مع اللوحات بشكل مستقل عن الفضاء الموجودة فيه، وكان الهدف جذب الرائي لا إلى اللوحات فقط وتفاصيلها وهندستها البصرية، وإنما إلى مجموعها أيضًا ضمن فضاء العرض.




اعتمدتْ فكرة العرض على مبدأ إعادة صياغة الحالة التي تشكل الركام، أو تحيط به، وربما كان مشهد دخولي الاستوديو، ورؤيتي للمكان، وقد لحقه الدمار، وتبعثرت فيه اللوحات والأشياء، هو الحاكم على عملية العرض؛ أردت نقل الحالة إلى صالة العرض، من سقوطٍ وتناثرٍ وقطعٍ مجزّأة وأشياء بقيت على حالتها الطبيعة، وأخرى أصابها الضرر. كنت أبتغي إحداث الصدمة للمتلقّي الذي يصبح في دوره جزءًا من الحدث، ومن عملية العرض، وهي الصدمة ذاتها التي قد يتعرّض لها شخص اعتاد رؤية مكان يخصّه في حالته الاعتيادية، وقد أصبح فجأة ركامًا، أو على الأقل فوضى نتيجة قصف، أو قصف محاذٍ.
وبالمثل، اعتاد الجمهور رؤية اللوحات معلّقة ضمن نسق معين في صالات العرض، ولكن في "ركام" فوجئ المتلقّي بوجود لوحات ملقاة على الأرض، وأخرى معلّقة خرج جزء منها من الإطار، وأخرى معلّقة بوضعية مائلة، وأخرى غير مكتملة. ربما هذا ما كنت أريد الوصول إليه؛ وهو أن المكان ــ صالة العرض التي يأتي إليها المتلقّي، والأعمال المعلّقة، والفنان، ومرسمه، والمتلقّي نفسه، هم جميعًا جزءًا من الحالة ــ الحالة العامة لغزة، والمُعرّض كل مكان فيها، وكل أحد، لعملية اغتيال ومحوٍ تام. هذه الحالة هي "الركام"، وما يتبعه من فوضى وتبعثر وتناثر وفَقْد.




(*) كيف يكون المتلقي جزءًا من المعرض وعملية العرض؟

يكون كذلك عبر شعوره وانفعالاته والصدمة التي تحدث في إدراكه عند الدخول لصالة العرض، ورؤيته للأعمال معروضةً، كما ذكر سابقًا، وليس كما اعتاد أن يراها في صالات العرض، وعبر السلوك الذي ينتهجه في صالة العرض، بمحاولته الابتعاد عن الأعمال الملقاة على الأرض حتى لا يصيبها بضرر، وبالدهشة التي تصيبه، والتساؤل عما وراء عملية العرض، والتي تحيل بطبيعة الحال إلى حالة الحرب الراسخة في الوجدان الجمعيّ في غزة. وهي المشاعر والسلوكيات ذاتها التي تحكمنا عند الدخول إلى مكان تعّرض لقصف، ندخل لنبحث عن ضحايا، أو عن أشيائنا الثمينة، نتحرك بخوف، وبحذر شديد، حتى لا نعرّض مصابًا لأذى أكثر، وحتى لا نسبب ضررًا أكبر لأشياء أصابها الضرر، مشاعر ممتزجة من الصدمة والرعب والأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.



بعد كونيّ
(*) أخيرًا، هل يمكن القول إن معرضك فلسطيني، أم أن الركام حالة عامة، قد تذهب بنا بعيدًا خارج فلسطين، خاصة في زمن الحروب الحاصلة في بعض الدول العربية، أو قد تذهب بنا عميقًا حيث الركام دواخل الشخوص والناتج عن التعرض لانهيارات في الحياة؟
صحيح أن غزة وفلسطين هما المنطلق الذي شكّل أساس هذا المعرض، ومعظم أعمالي السابقة، ولكن "الركام" مفهوم يتعلق بذاكرة الشعوب ككل، خاصة تلك التي تعرضت لحروب ونزاعات، أو كوراث طبيعية، كالزلازل. هنالك خصوصية لفلسطين، ولغزة تحديدًا، لكن هذا لا يمنع من وجود البعد الكوني لمفهوم الركام، وما يرتبط به من معانٍ ودلالات. وفي ما يتعلق بالبعد الإنساني الجوّاني، أو البعد النفسي، أو الوجودي للكلمة، فإن الإنسان قد يتعرض لهزّات عنيفة، لأي سبب من الأسباب، فيصبح تمامًا مثل بناية تدمّرت وصارت كومة من الركام. والمواضيع ليست منفصلة عن بعضها؛ إن تعرّض المكان للحرب والقصف والدمار يعني تعرّض أصحابه لهزّة عنيفة، لصدمة الفقد ولمشاعر الرعب وعدم الأمان. إن أكوام الركام في غزة ترادفها أكوام من الركام في دواخل سكانها الذين تعرضوا مرارًا لويلات الحرب، وإن عملية إعادة الهندسة والإعمار للمكان يجب أن ترادفها كذلك عملية إعادة بناء للذات الإنسانية بعد صدمة الحرب، عبر التأمّل وطرح الأسئلة والنهوض للعمل والإنجاز، وعبر الإصرار على الحياة. هكذا نمارس الفن في غزّة ولهذا السبب، من أجل الحياة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.