قام بتحقيق ونشر العديد من المخطوطات الصوفية، ومن بينها: مخطوط "دُرَر الفيض اللدني فيما يتعلق بالكسب العَيانيّ والسُّنّي" للشيخ قدور بن محمد المستغانمي الجزائري، ورسالة "المناهل المحمدية في شرح الصلاة الأنموذجية" للعارف محمد بن سليمان. وإصداراته كانت كلها بإشراف مَخْبر الدراسات الإعلامية والاتصالية وتحليل الخطاب ـ Eciad ـ التابع لجامعة عبد الحميد بن باديس، والذي يترأسه البروفيسور العربي بوعمامة. شاركَ في العديد من المؤتمرات الدولية والملتقيات الوطنية. حول التصوف، وغاياته، وأفكار الأمير عبد القادر الجزائري، ورمزيّته الروحية والمعرفية والوطنية، كان هذا الحوار.
(*) لماذا التصوف؟ وكيف يمكن أن يشكّل ثقلًا يعمل على توازن الوعي العربي في مجابهة تيارات التطرف ونزعات إقصاء الآخر وتكفيره؟
الرؤية الصوفية مثّلت دومًا وعبر التاريخ ذروةَ الرؤية الإنسانية المنفتحة والمتسامحة والمعترفة بحقّ الكينونة والوجود وحق الاختلاف وقبول الآخر. والتصوف، أو عِلْم التزكية (الذي سُمّي فيما بعد بالتصوف) هو علمٌ قرآنيٌ محض، ورد ذكره تصريحًا وتلويحًا في الكثير من آيات الذكر الحكيم، في أكثر من 67 مرة بمشتقاته من (التزكية)، منها على سبيل المثال لا الحصر: قوله تعالى" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"، وقوله تعالى "رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "، وقوله تعالى "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ"، وقوله تعالى "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ". فهذه الآيات وأمثالها تؤكد على أنَّ وظائف الأنبياء والرسل (عليهم السلام) هي توصيل وإيصال علمٍ خاص للبشر هو علم التزكية والتصوف.
والتصوفُ في الاصطلاح هو مقام الإحسان؛ وهو أعلى وأسمى مقام في الدين الإسلامي بعد مقامي الإسلام والإيمان. إن التصوفُ هو خطابٌ للبُعدِ الجوّاني الأعمق في الذات البشرية، وبنظري لا يصير الإنسان إنسانًا إلا بالتحقق بهذا البعد الروحاني الصوفي، الذي يحقق التوازن في حياة الإنسان، ويبعده عن السقوط في ثقافة الدوغمائيات بكل أشكالها وكوارثها.
(*) يشغلكم التصوف على صعيدين: كتجربة ذاتية/ ذوقية أي: كأسلوب حياة، وكمسلك بحثيّ ومهنيّ ــ كما هو واضح في سيرتكم الأكاديمية والبحثية والمهنية، ولكل مسلك من هذين: الطُّرَقي الصوفي، والبحثي العلمي، عالمه وأصوله وغاياته، قد يتقاطعان في نقاط ويفترقان في أخرى؛ ماذا يضيف البحثُ إلى الصوفيّ في تجربته الذاتية؟
التصوفُ تجربة سلوكيةٌ ذوقيةٌ، القصدُ منها السير في مقامات التزكية والترقية الروحية والعروج نحو حضرة الحق تعالى، وهو في نفس الوقت موضوعٌ خامٌ ومثيرٌ للبحث والتنقيب الأكاديمي. ولا تناقضَ بين المسلكيْن؛ إنما هو تكامل وتكميل في مسار البحث عن الحق وعن الحقيقة، تعلّقًا وتخلّقًا وتحقّقًا.
فالبحث العلمي يتواشح مع الإيمان ويتقاطع مع الميتافيزيقا، و"لا يمكن للعلم أن يستغني عن الميتافيزيقا، بل إنه يُسكنها في قلب برامجه التحقيقية والبحثية"، كما قال فيلسوف العلم إمري لاكاتوس Imre Lakatos. أيضًا، قرر الإبستمولوجي الكبير كارل بوبر Karl Popper أَنَّ "علم الطبيعة نفسه، إذا نظرنا إليه من زاوية تاريخية، قد نشأ كانعكاس أفكار ميتافيزيقية، وأن النظريات العلمية، من منظور تاريخي، صدرت في أغلبها عن الميتافيزيقا".
(*) كيف يمكن أن يكون البحث في التصوف من داخله، على أيدي من اتخذوه مسلكًا حياتيًا، مختلفًا عن البحث في التصوف من خارجه، على أيدي مهتمين ومختصين تشغلهم مسائل تُعتبر "فلسفية فكرية"؟
مِنَ المُسَّلَمِ بِهِ في المنظورات العلمية والمنهجية أنَّ الأشياء لا تقارَبُ إلا بأدواتها ومن داخل براديغماتها؛ والعرفانُ الصوفي، كبناءٍ معرفي، وفي بعده الأعمق والأدق، لا يُمكن أنْ يتناوله إلا أهل العرفان والتصوف أنفسهم، لأنهم خَبِرُوهُ منَ الداخل، ويعرفون محدّداته وتجلّياته، ويدركون جيدًا أصوله وفصوله، فهمُ الأحقّ والأفضل بدراسته وبحثه من غيرهم.
والإسلاموجيون الأوائل، من أهل الاستشراق، حاولوا منذ بدايات القرن التاسع عشر معالجة موضوع التصوف الإسلامي بنفي الأصالة عنه مطلقًا، من خلال البحث عن جذوره في التراث الديني السابق عن الإسلام، اليهودي والمسيحي، أو في الأفلاطونية المُحْدَثة، أمثال رينولد نيكلسون Reynold Nicholson، وندولكة nodeke، وإجناس جولدتسيهر Ignác Goldziher. لكن الجيل الثاني التالي من هؤلاء المستشرقين، وبعد أنْ توسّعت مداركهم، وتعمّقت مطالعاتهم، تنبّهوا الى أنَّ جذور التصوف ثابتة في المفاهيم الإسلامية والتعاليم القرآنية والسنّة النبوية، مثل لوي ماسنيون Louis Massignon، الذي بلغت درجة حبه واعترافه بأصالة التصوف الإسلامي أنْ كتب كتبًا نوعية فيه، حتى اتهمه بابا الفاتيكان بأنه" كاثوليكي مسلم".
يُذكر، في ذات السياق، هنري كوربان Henry Corbin، صاحب المصنفات والأبحاث المعمّقة في الباطنية والتصوف الإسلامي، وصاحب كتاب "الخيال الخلّاق في تصوف ابن عربي". وهناك أيضًا الأب بولس نويا Paul nwyia اليسوعي، صاحب كتاب" التأويل القرآنيّ ونشأة اللغة الصوفيّة"، والذي كان يقول "توجد في التاريخ الديني للعالم الإسلامي مغامرة كبرى وحيدة لها قيمة كونيّة، وارتقت بالإسلام إلى مستوى بحث حقيقي عن المطلق، هي مغامرة الروحانيين المتّفق على تسميتهم بالصّوفيّة".
أما المحقّق العارف روني غينو René guenon (الشيخ عبد الواحد يحيى)، فهو أكبر مختص في الروحانيات والميتافيزيقا وفي تفكيك الرموز الدينية، وانتهتْ خلاصةُ أبحاثه إلى الاعتقاد: "أنَّ التصوف ليس أبدًا شيئًا مضافًا إلى الدين الإسلامي، أي ليس هو شيئًا أتى من الخارج فأُلصِق بالإسلام، و إنما هو بالعكس جزء جوهري من الدين، إذ أنَّ الدين بدونه يكون غير مكتمل كما هو واضح، بل يكون حينئذ ناقصًا من جهته العليا، أعني جهة مبدئه الأساسي، لذلك كانت افتراضات غير مبررة تلك التي تزعم أنَّ أصل التصوف أجنبي عن الإسلام، وهو يوناني أو فارسي أو هندي؛ ومما يفندها بوضوح كون وسائل التعبير الخاصة بالتصوف الإسلامي ترتبط ارتباطا وثيقًا بالتركيب نفسه للغة العربية".
والتصوف عند المحقّقين ليس فقط زهدًا وتقشفًا في الحياة، بقدر ما هو رؤية لله وللوجود؛ هو نظرية لتفسير الكون والإنسان والعالم، فالتصوف والعرفان، وكما يقرّر المفكر محمد عابد الجابري، هو" نظامٌ معرفيٌ ومنهجٌ في اكتساب المعرفة، ورؤيةٌ للعالم، وأيضًا موقفٌ منه".
(*) يبدو لي، وعبر متابعتكم، أن هناك شخصيتيْن أثّرتا بشكل كبير في تشكيلكم الروحي والمعرفيّ، وهما الوالدة رحمها الله، التي تبدو وكأنها شيختكم الأولى في الحياة، والشيخ عبد الباقي مفتاح، الأكبريّ المشرب، وشيخكم في الطريقة الهبرية الشاذلية.
حقًا... والدتـــي رحمها الله تعالى كانت هي الخلية الرَحَمِيةُ الأم (cellule mère Matricielle) المادية والمعنوية، التي منها انبجستْ روحي ومنها خُلق جسدي، فوالدتي هي حَبليَ السِريُ الخفيّ الذي لم يُقْطَع، ولم أنقطع عنه. وهي رحمها الله تعالى كانت أمّية لا تقرأ ولا تكتب، لكن مع أمّيتها كانت مُحبّة للعلم والعلماء وشغوفة بحب الأولياء والعارفين، وبتأثير منها تربّيتُ على عشق المطالعة والدراسة، ومنها تعلمتُ حب الحق وملاحقة الحقيقة، وحب الأولياء والصالحين من أهل الله.
أما شيخي وأستاذي الأكبر، الذي على يديه تعلمتُ أبجديات التصوف، علمًا وسلوكًا ومعرفةً وعِرفانًا، فهو العارفُ المحقّق العلامةُ الجزائري الشيخ سيدي عبد الباقي مفتاح، المعروف المشهور في الدوائر الجامعية والأكاديمية الكبرى في العالم الإسلامي والغربي، من خلال مؤلفاته النوعية حول شيخ الصوفية الأكبر محي الدين ابن العربي الحاتمي الأندلسي. وكل أبحاثي في التصوف وعن الأمير عبد القادر كانت بإرشاد وبإشارة ضمنية أو صريحة من شيخي وسيدي عبد الباقي مفتاح.
(*) كان الإرث المعرفيّ للأمير عبد القادر الجزائري، الابن والوارث الروحيّ للشيخ للأكبر، محور دراساتكم العليا، فأصدرتم كتابيْن حوله، أحدهما في فلسفة الاختلاف عنده؛ كيف يمكن للوعي العربي، الذي لا يزال يعيش أشكالًا مختلفة من الاستعمار والصراعات الهوياتية والطائفية، إدراك مسألة الاختلاف وهضمها استنادًا إلى إرثه الروحي الإسلامي، بما يرتقي به إلى مرتبة متوازنة من قبول الآخر وتحقيق التسامح، وبما لا يتعارض مع استقلاليّته ويحفظ حدود كرامته؟
اخترتُ الاختلاف وفلسفته موضوعًا للدراسة والبحث، لأنَّ الاختلاف لا يزالُ موضوعه يُشكّلُ أزمةً فعليةً حادةً في الخطاب العلمي والأنثروبولوجي المعاصر، وفي الراهن الثقافي والسياسي العالمي، فإشكاليةُ الاختلاف طَـرَحتْ نَفسها بقوةٍ في كل ثقافـةٍ إنسانيةٍ. ولأن الاختلاف في عالمنا اليوم أصبح هاجسًا وجوديًا للبشرية، من خلال انفجار فكرة صراع الحضارات والثقافات، وتضارب المصالح، وغياب التعايش المشترك بين بني البشر، فحاولت في أبحاثي سبر أغوار هذا الموضوع انطلاقًا من براديغم صوفي عرفاني.
والاستثناء والتميز من الناحية الأنثروبولوجية، هو أنَّ الأمير عبد القادر الجزائري انطلق من الإطار الديني الصوفي الروحاني، لكي يُنَّظِر ويُؤسس عمليًا وإجرائيًا للاختلاف وفلسفته، من خلال عقيدته في التجلي الإلهي. كما أنَّ فلسفة الاختلاف عند الصوفية انطلقت من عقيدة التجليات، وهي العقيدة الرسمية للصوفية عبر التاريخ؛ فعقيدة التجلي الصوفية هي التي أوجدت في فكر الأمير وفي سلوكه تصورًا متطورًا متسامحًا عن علاقة الإنسان بالإنسان، وهي التي تفسر إنسانية الأمير في تعامله مع الإنسان، بغض النظر عن دينه أو ثقافته أو لغته أو طبقته أو جنسه.
(*) تحتفي الجزائر مؤخرًا بذكرى مبايعة الأمير عبد القادر الجزائري (27/11/1932) لتوحيد صفوف الجزائريين ومقاومة الاستعمار الفرنسي، والتي تعتبر محطة تاريخية مفصلية أسست لدولة الجزائر الحالية، وكرّست خيار المقاومة. وبذلك فإن للأمير رمزية جمعت دلالات الضدين: المقاومة/ الجهاد من ناحية، ودلالات الفهم المعرفي الروحي للكون من ناحية ثانية، بما تنطوي عليه هذه الدلالات من قيم المحبة والتسامح وقبول الآخر.
مولانا الأمير عبد القادر الجزائري رأسُ مالٍ رمزيٍ واستراتيجي كبير، قَصَّـــرَ الباحثون وأهلُ السياسة والإدارة، في استثماره وصرفه وتوظيفه في تدبير الشؤون الثقافية والسياسية والدبلوماسية والاجتماعية والمجتمعية. وبالرغم مِنْ أنَّ شخصية الأميـر عبد القادر الجزائري لا يُمكن أنْ تختصرها الدراسات والتعريفات، والكتابةُ عنه مجازفة حقًا، إلا أننا اخترناه لأنّهُ يُمثّلُ في نظرنا استثناءًا تاريخيًا قَلَّ نظيرهُ في العالم الإسلامي، ونُصُوصه ومَوَاقفهُ تُمثلُ أيضًا تميّزًا فريدًا في التجربة العربية الإسلامية. والاستثناء والعجيب أنَّ الأمير عبد القادر الجزائري انطلق من الإطار الديني الصوفي التوحيدي الروحاني، لكي يطبق واقعيًا قيم التسامح وقبول الآخر والعيش الإنساني المشترك.
(*) في ذكرى بيعة الأمير، وفي ظل احتفائهم المستمر بسيرته، كيف ينظر الجزائريون، شعبًا ومثقفين، إلى قضية فلسطين وغزّتها التي تعاني ويلات حرب إبادية وحصار لأكثر من عام، خاصة في ظل التخاذل والانقسام العربي حول خيار المقاومة. أليس من أسباب التخاذل والانقسام شتاتُ الأمة العربية وعدم استنادها الى وعي متماسك يستلهم من قيمها المعرفية والروحية الأصيلة؟
الشعب الجزائري عمومًا مرتبطٌ عاطفيًا ودينيًا وسياسيًا، بل وحتى جغرافيًا مع القضية الفلسطينية، باعتبار بقاء أوقاف وأملاك العارف بالله سيدي أبي مدين شعيب التلمساني الجزائري محتلةً ومُصَادَرةً ومُسْتَوْلًى عليها حتى الآن من طرف الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وباعتبار أن الشعب الجزائري خاض تجربة تحريرية وجهادية شبيهة إلى حد كبير بتجربة الشعب الفلسطيني في الحاضر.
كما أَنَّ بيعة الأمير عبد القادر الجزائري لا زالتْ تُشكل، لنا نحن أهل الجزائر، دَيْـنًا معرفيًا وتَرِكةً عرفانية تُطَوِّقُ أعناقنا وعقولنا. وباختصار، فإن صورة الأمير عبد القادر الجزائري، في المخيال الجمعي والمجتمعي، الوطني والعالمي، تمثل رمزًا سياسيًا ودينيًا وإنسانيًا وازنًا ومعتبرًا، ويمكن توظيفها للإفادة والاستفادة من مشروعها الفكري ومن تجربتها.
ويمكن استثمار كاريزما صورة الأمير، على المستوى المحلي، لدى القائمين والمسؤولين على التخطيط الاستراتيجي والأمني في وزارات التربية والتعليم والشؤون الدّينية والاجتماعية والإعلامية، بهدف تصويب وإعادة توجيه وصناعة الوعي الدّيني الإسلامي الراهن، وفي عملية تشييد وترسيخ النموذج التربوي والأخلاقي لدى الناشئة. ويمكن أن تُساعد أيضًا على ترشيد الشخصية الجزائرية وترسيخ المرجعية القومية، وتعميق مكونات الهوية الوطنية، لما تمثله شخصية الأمير من قيم السمو والتسامح والمحبة والاعتدال.
أيضًا على الصعيد العالمي، يمكن طرح وتسويق مشروع الأمير عبد القادر النظري والتنظيري في سوق المشاريع الفكرية الكبرى، باعتباره يمثل نموذجًا مثاليًا للمسلم المسالم الإنساني، المدافع عن حقه من جهة، والمدافع عن حقوق الإنسان في المطلق من جهة أخرى.