}

حمة ملياني: الوحدة الوطنية قضية مقدسة بالنسبة للجزائريين (1)

بوعلام رمضاني 10 مارس 2025
حوارات حمة ملياني: الوحدة الوطنية قضية مقدسة بالنسبة للجزائريين (1)
حمة ملياني
المسرحيُّ والشاعرُ الجزائريُّ حمة ملياني لم يتفرجْ على إبادةِ غزَّةَ في فرنسا المكارثيةِ الجديدةِ على طريقةِ أميركيين صادروا الرأيَ الحرَّ المختلفَ في الخمسينياتِ، رغمَ أنفِ فولتيرَ الأنوارِ، وسميراميسِ، سيدةِ تمثالِ الحريةِ في واشنطن. في ضاحيةِ "إيفري سور سان"، التي تبعدُ عن جنوبِ باريسَ أربعةِ كيلومتراتٍ، حوَّلَ حمةُ إبادةَ غزَّةَ إلى فرجةٍ مسرحيةٍ وشعريةٍ، أحيا من خلالها سادةَ التراجيديا الإغريقيةِ والشكسبيريةِ بمقاربةٍ فنيةٍ تؤكد فعلًا مفهومَ الإبادةِ.

تجاوزَ حمةُ غيرَ المعادي للساميةِ، والذي غادرَ الجزائرَ مكرهًا، المستوى المسرحيَّ الخالصَ في نصه "محورُ العالم... يومياتُ إبادةٍ"، الذي قرأه مراسلُ "ضفةٍ ثالثةٍ" مستمتعًا بنزوعه الشعري الخارجِ من رحمِ مسرحٍ شعري كلاسيكيٍ أعطاه حلةً فنيةً معاصرةً لم تجدْ طريقها إلى إعلامٍ فرنسيٍّ يرفضُ أمثالَ حمةٍ باسمِ حمايةِ أمنِ إسرائيل.
في هذا الحوارِ، الذي يرعبُ حراسَ المعبدِ الصهيونيِّ، يكتشفُ القراءُ مثقفًا عضويًا بأتمِّ معنى الكلمةِ، في زمنٍ مثقفين فرنسيين يرون فيه خطرًا على التنويرِ الباريسيِّ الذي أصبحَ مرادفًا لتعتيمٍ غيرِ مسبوقٍ على كلِّ مؤيدي القضيةِ الفلسطينيةِ، حتى وإن كانوا من غيرِ المتفقين أيديولوجيًا مع "حماس الإرهابيةِ"، في نظرِ بنيامين نتنياهو، ومعظمِ معارضيهِ اليساريين.
أهميةُ الحديثِ فرضّتْ علينا حلقتينِ تعرفانِ بهويةٍ ومسارِ فنانٍ ومواقفِ مثقفٍ خرجَ من رحمِ شهامةِ آبائه وأجداده الذين يلهمون الفلسطينيين الذين يرفضون الإذلالَ جائعينَ ومشردينَ في عزِّ رمضانٍ، وعلى مدارِ كلِّ الفصولِ. هنا الحلقةُ الأولى التي ستليها حلقةٌ ثانيةٌ تحدث فيها ملياني عن المثقفين الفرنسيين الذين يساهمون في التعتيمِ عليه، رغم أنه غيرُ إسلامي، ويدافعُ عن غزة باسمِ أنوارٍ فرنسيةٍ أخرى ما زالت مشعلَ الأحرارِ مثله، ولا يمكنها أن تتحوّلَ إلى ظلاميةٍ أيديولوجيةٍ تتقاسمها تياراتٌ يمينيةٌ ومتطرفةٌ ويساريةٌ مخمليةٌ. تياراتٌ يؤمنُ قادتها بطرحِ نتنياهو مرتدي ثوبِ إرنست رينان، أكبر منظري الاستعمار الفرنسي الاستيطاني الضروريِّ لإخراجِ شعوبٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ من التخلفِ الحضاريِّ، على حدِّ تعبيره:

ملصق إحدى مسرحيات حمة ملياني


(*) يُفرضُ علينا في البداية السؤالُ الذي يطرحُ عنوةً في حالتكَ باعتبارك مسرحيًا جزائريًا فرنكفونيًا يجهلك العالمُ العربيُّ والإسلاميُّ، وكثيرٌ من الفرنسيين الواقعين في تخديرٍ إعلاميٍّ يحولُ دون التفطنِ لاسمكَ؛ من أنتَ شخصيًا وفنيًا؟
وُلِدتُ في شهرِ مارس/ آذار عامَ 1950 في عينِ مليلة الواقعةِ شرقَ الجزائر. وأنا موزعٌ مهنيًا بين الإخراجِ والتأليفِ في المجالينِ السينمائيِّ والمسرحيِّ، والكتابةِ الروائيةِ والشعريةِ. نشرتُ أكثرَ من عشرينَ كتابًا في فرنسا وسورية. أشرفُ منذ عامِ 1977 على فرقةٍ مسرحيةٍ مدرسيةٍ قدمتُ أعمالًا كثيرةً في شتى الضواحي الفرنسية، وعلى تنشيطٍ ثقافيٍّ وتربويٍّ وترفيهيٍّ عامٍّ يشملُ أساسًا التكوينَ المسرحيَّ في مناطقِ باريسيةٍ شعبيةٍ صعبةٍ ومهمشةٍ اجتماعيًا. تتعايشُ من خلالِ إشرافي على تكوينِ مسرحيين شبابٍ وشاباتٍ باللغاتِ الفرنسيةِ والعربيةِ والأمازيغيةِ في تناغمٍ لافتٍ. وهو التنوعُ اللغويُّ الذي ينطقُ بتصورٍ ثقافيٍّ شاملٍ يراعي الواقعَ الاجتماعيَّ الثريَّ، ويقدمُ صورةً مشرقةً عن تلاقحٍ إنسانيٍّ بعيدًا عن الكليشيهاتِ السياسيةِ الضيقةِ، واللصيقةِ إعلاميًا في معظمِ الأحيان بالمهاجرينَ المنحدرينَ من أصولٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ. في ضاحيةِ "إيفري سور سان"، ما زلتُ أقدمُ أعمالي المسرحيةَ أمامَ جمهورٍ يعكسُ طاقاتٍ فنيةً هائلةً وحالاتٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ متنوعةٍ خلاقةٍ لا علاقةَ لها بالتشويهِ الذي ازداد، وأخذَ أبعادًا خطيرةً غيرَ مسبوقةٍ تصبُّ في عنصريةٍ موصوفةٍ تجاوزتِ الحدودَ الفرنسيةَ، كما تثبتُ ذلك مسرحيتي "محورُ العالم... يومياتُ إبادةٍ".

(*) دخولُكم السجنَ العسكريَّ عامَ 1972 في الجزائر هو الذي أدى إلى هجرتكم. أليس كذلك؟
بلى... بلى، وشكرًا على تذكيركم قراءَ "ضفةٍ ثالثةٍ" التي سأبقى ممنونًا لها ما حييت بعد تقديمي للقراء العرب الكثر ليس للحديثِ عن تجربتي الثقافيةِ والمسرحيةِ في فرنسا فحسب، ولكن للحديثِ عن إبادةِ غزة في مسرحيةٍ ما زالت تلقى التعتيمَ الإعلاميَّ المبرمجَ، كما هو شأنُ كلِّ أعمالِ أصحابِ المواقفِ المؤيدةِ لنضالِ الشعبِ الفلسطيني كما تعرفون. لم أترك الجزائرَ طواعيةً، ودخلتُ السجنَ فعلًا بعد إنجازي فيلم طويلٍ "جنين" (جوناز بالفرنسية)، الذي تناولتُ فيه النضالاتِ العماليةِ.




استحالةُ عملي بحريةٍ إثرَ إطلاقِ سراحي أجبرتني على الهجرةِ إلى أوروبا، مثلَ كثيرِ من شبانِ جيلي يومها. لا أفهمُ إلى حدِّ اليومِ سببَ سجني بسببِ فيلمٍ أنجزته وأنا في سنِّ العشرينِ تحت إشرافِ مصلحةِ السينما التابعةِ للمحافظةِ السياسيةِ للجيشِ الشعبيِّ الوطني.

فريق مسرحية "محور العالم... يوميات ابادة" يحيي الجمهور


(*) لكنك عدت إلى الجزائر بعد عشرين سنة من المنفى بدعوة من المسرح الجهوي لباتنة. كيف كان وقع ذلك عليك؟
أنت تعرف الردَّ باعتبارك مهاجرًا يتنفس الجزائر مثلي (يضحك). عودةٌ لا يمكنُ وصفُ وقعها على نفسي بعد غيابٍ طويلٍ عن وطنٍ ليس ككلِّ الأوطانِ، وارتباطه التاريخي النضالي بفلسطين شامخٌ شموخَ جبالِ الأوراسِ في مسرحيتي المذكورةِ التي أتمنى تقديمها ليس في الجزائرِ فقط، بل في البلدانِ العربيةِ والإسلاميةِ التي ستسمحُ بعرضها. لقد عدتُ إلى وطني لكي أشاركَ كعضوٍ في لجنةِ تحكيمٍ مهرجانِ المسرحِ الأمازيغيِّ، الأمرُ الذي سمحَ لي بإحياءِ علاقاتي مع الزملاءِ والأصدقاءِ الذين ساندوني في أوقاتٍ عصيبةٍ عكستها تراجيديا سجني.

(*) وحللت ضيفًا مجددًا على مدينة الشيخ عبد الحميد بن باديس قسنطينة الحضارية والتاريخية عام 2009 كمسرحي معترف به....

أنت تعرف مساري....

(*) يعني... كتبتُ عن المسرح الجزائري لعقدٍ كاملٍ قبل هجرتي مثلك (ضحكنا تكريسًا لمقولة "إذا عمّت خفّت"). وللتاريخ، أقول مضيفًا "إنني أعرفك مهنيًا وشخصيًا بفضل صديقنا المشترك الصحافي الرياضي والمحب للمسرح عبد الرزاق دكار".
بالفعل، عبد الرزاق فنان وصاحب حس مرهف، وليس صحافيًا رياضيًا فحسب، وبالفعل يعرف مساري وأنا مشتاق إليه. في قسنطينة، وبدعوة من مسرحها الجهوي، ساهمتُ بتواضعٍ عام 2009 في تكوين ممثلين شبان، وفي إخراج مسرحيتي "غضب العشاق" عام 2009 في المسرح الجهوي في قسنطينة، والتي ترجمتها من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية الأستاذة زبيدة قاضي في جامعة حلب بسورية، و"حليب أبي" التي ترجمها من اللغة نفسها إلى العربية الجزائرية المحكية (الدارجة) صديقي كمال دين فراد لصالح المسرح الوطني بالجزائر العاصمة عام 2012 بدعوة من مديره الراحل الكبير محمد بن قطاف.

حمة ملياني في ضيافة الراحل محمد بن قطاف في المسرح الوطني الجزائري عام 2012


(*) هل استمر إيقاع تعاونك مع مسرحيين جزائريين لاحقًا، ومتى، وكيف؟
نعم، ولو بفتراتٍ متقطعةٍ. تمَّ ذلك عام 2010 في المسرح الجهوي لمدينة أم البواقي الواقعة شرق الجزائر بإخراج مسرحية "اش هل غر طماتينات" (باللهجة الشاوية الأمازيغية)، "الحب حتى الموت" باللغة العربية، حيث كتبت نصها باللهجة الشاوية في سياق إشرافي على تكوين المسرحيين الشبان، وتكريس المسرح الناطق باللغة الأمازيغية. الشيء نفسه قمت به في المسرح الجهوي لمدينة بجاية عام 2011 بتكريم صديقي الراحل أحمد أزقاق بتركيب شعري مزجت من خلاله اللغات العربية والأمازيغية والفرنسية. ومن المنطلق المسرحي والشعري نفسه، قمت بتكريم الأديب الكبير مولود فرعون في المسرح الجهوي لتيزي وزو عام 2012، في إطار التكوين الشباني المستمر بتقديم نصه الشهير "الأرض والدم". في المسرح المذكور نفسه، أخرجت نصي المسرحي "أسفي على باريس" عام 2011، والتي ترجمها من اللغة الفرنسية إلى اللغة الأمازيغية صديقي حسين هارون.





تناولت المسرحية المجزرة التي تعرض لها المهاجرون الجزائريون في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1961 في باريس. وفي إطار تكوين المسرحيين الشبان، جدّدت مواعيدي المسرحية في وطني الجزائر لاحقًا في جامعة سينيا في وهران، ثم في المسرح الجهوي في سعيدة، بالتعاون مع زميلي وصديقي عيسى مولفرعة. مع الأسف الشديد، توقف مسار التجارب الذي سمح لي بتكوين العشرات من الممثلين والممثلات. كلهم ما زالوا مدينين لي بالعرفان، ويتمنون عودتي إلى الجزائر.

(*) لماذا لم تعد إذا كان الأمر كذلك؟ علمًا أنك لست مصنفًا سياسيًا كمعارض شرس للسلطة الجزائرية. وهل أفهم حتمًا أن شروط العودة لم تتوافر، وما هي؟
أبدًا... أبدًا ليست لدي مشكلة سياسية مع أحد، ولا مانع من العيش والعمل في وطني. لقد طلبت مرات عدة فتح مدرسة لتعليم المسرح، أو لإدارة مسرح ما، ومع الأسف الشديد، لم ترد الجهات المعنية على طلباتي، رغم أن أعمالي المذكورة لاقت استحسان الجميع. روح أفهم؟ (تعبير جزائري محض)... يا إلهي... كدتُ أرتكب جريمة في حق المسرحي الكبير والمدير السابق للمسرح الوطني الراحل محمد بن قطاف. لقد احتفى بي واستقبلني في مكتبه قبل عرض مسرحيتي "حليب أبي" عام 2011... رحمه الله. سيبقى اسمه مثلَه مثل المسرحيين الكبار أحد المبدعين الذين كتبوا تاريخ المسرح الجزائري بأحرف من ذهب.

(*) سؤال أخير قبل أن نختم الحلقة الأولى من حوارنا قبل نشر حلقة ثانية عن مسرحية "محور العالم... يوميات إبادة"، وعن تعتيم الإعلام الفرنسي عليها، هل يعقل ألا تقدم هذه المسرحية في وطنك الذي ألهم ثوار العالم، بوجه عام، والشعب الفلسطيني، بوجه خاص، ببطولات نضالية ما زالت تقض مضاجع الاستعماريين الفرنسيين، وخاصة أولئك الذين ما زالوا يروجون للاستعمار باسم الحضارة الغربية والتنوير الفكري والحرية، كما تشهد على ذلك مواقف معظم المثقفين الذين خانوا شعوبهم؟
أرجو أن يقرأ سيادة الوزير المعني زهير بللو حوارك، ويتوقف عند سؤالك الأخير بوجه خاص. أنتظر اتصالك الثاني على أحر من الجمر للرد على أسئلة اتفقنا بطلب منك على دورانها حول إبادة غزة التي خلدتها في مسرحية ستجلب لي تهمة معاداة السامية كما تعرف.

(*) هذا تم بإيعاز من برنار هنري ليفي زعيم المثقفين المزيفين، على حد تعبير باسكال بونيفاس الذي منع من إلقاء محاضرته مؤخرًا في جامعة فيلتانوز.
أسماؤهم لا تعد ولا تحصى، وهم الضيوف الذين يتحدثون على مدار النهار والليل في قنواتٍ تلفزيونيةٍ وإذاعيةٍ كثيرةٍ مستمرةٍ في التعتيم على المؤيدين لنضال الشعب الفلسطيني، حتى وإن كانوا من اليهود.

ملصق مهرجان ربيع فلسطين الذي يدخل في اطار نشاطات فرقة حمة ملياني 


(*) ألا تخشى من أن يفسر تركيزك على الهوية الأمازيغية مسرحيًا في فرنسا بموقف سياسي يلامس موقف أنصار الحركة الأمازيغية الانفصالية التي يتزعمها فرحات مهني، المعارض الجزائري المؤيد لإسرائيل؟
أنا أمازيغي، ككل الجزائريين، والجزائر واحدة غير قابلة للتقسيم. ترعرعت في أحضان ثقافة بلدي، وهي الثقافة الغنية بروافد رومانية، وعربية، وتركية، وفرنسية، وبروافد أخرى. يقوم عملي الأدبي والفني على التحسيس بأهمية الثقافة الأمازيغية كثقافة أجداد، وهي الثقافة التي تتكامل مع إنجازاتي ونشاطاتي التي أعمل على تطويرها باعتبارها ثقافة ثرية ومتنوعة. لست بربريًا بالمعنى الأيديولوجي (بربريست كما يقول الجزائريون) للتيار الذي تمثله الحركة الانفصالية التي أشرت إليها (الماك). أنا بربري من قبيلة سقنياس، والوحدة الوطنية الجزائرية قضية مقدسة في نظر كل المنتسبين إليها.

(*) مسرحيتك الجديدة "محور العالم... يوميات إبادة" التي قرأتها وقلبي يدمي (وكأنني عشتها في غزة)، لافتة أدبيًا ومسرحيًا باعتماد صاحبها مقاربة يونانية وشكسبيرية لتجسيد أحدث أبشع مآسي العصر. مقاربة تعكس موهبتك الشعرية والمسرحية في الوقت نفسه في تناغم مع توجهك الفكري والإنساني. مقاربتك لم تكن سياسية فحسب، بل عكست منظورًا فنيًا يتماشى مع طبيعة المأساة الفلسطينية التي تنفذ بتواطؤ عالم غربي كشف عن زيف شعاراته. أليس كذلك؟
نعم، هذا بالضبط ما أردتُ الوصول إليه. أعتقد أن المأساة الفلسطينية هي تعبير عن ألمٍ إنساني عميق يتجاوز السياسة إلى ما هو أكبر من ذلك: هو الصراع بين الحق والباطل، بين الوجود والزوال. أردت أن أجسد هذا الصراع بأسلوب فني يُمَكِّن المتلقي من فهم الحقيقة الإنسانية وراء ما يحدث، بعيدًا عن الأيديولوجيات التي تحاول أن تحجب الرؤية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.