}

ليندا الخوري: نعايش العصر الذهبي للصورة

غسان مفاضلة 11 مارس 2025
حوارات ليندا الخوري: نعايش العصر الذهبي للصورة
ليندا الخوري
تكاد الصورة في راهنها المعاصر أن تمتصّ كل شيء على نحوٍ لا يُضاهى. صارت في شيوعها وسطوتها تستحوذ على المنجز الإنساني برمته، وما من شيء بحكم سلطتها الكاسحة، يحول دون مقدرتها على التسلّل إلى ما تراكم من منجزات البشرية، وإعادة تظهيرها بشكلٍ مبهرٍ وخلّاق، وغالبًا ما يفوق التصور والخيال.

امتصّت الصورة، بدايةً، وعلى نحوٍ تدريجي، الطاقة التعبيريّة للغة في أبهى تجليّاتها الشعريّة والتصويريّة، وهو ما جعل من اللغة نفسها في العقود الثلاثة الأخيرة على أقل تقدير، مجرّد منصّة لتعقّب إشارات الصورة ومجاراة تموّجاتها المتلاحقة. إنها الصورة التي باتت تؤكد مع كل ومضةٍ، وفي كل عارضةٍ وظاهرةٍ، أن العالم أصبح رهين إشارتها، وأنها تتربع في عصرها الذهبي، على عرشٍ لا يجارى في واقعيّته ومجازيّته.

وليست الأهمية التي باتت تحظى بها ثقافة الصورة، تنميةً وتعميمًا على نطاقٍ واسعٍ مع مطلع الألفية الثالثة، سوى واحدة من الاشتراطات المعرفيّة والجماليّة التي باتت تُفضي إلى تقليص المسافة مع مؤثثات حياتنا، وتحصينها من التكلّس والخمول. تلك الاشتراطات المرفوعة بالتنافذ مع الجمال والتأمل والحوار، وجدت فيها الفنانة الفوتوغرافيّة ليندا الخوري (1979- عمّان) ضرورةً ثقافيّةً، ومختبرًا نوعيًا للإحاطة بعالم الصورة التي لم تكتف معها بنقل الأحداث والوقائع واختراقها فقط، بل ذهبت نحو إعادة إنتاجها وفق إحداثياتها التعبيريّة والجماليّة، لتصبح أداة نوعيّة وفاعلة في صناعة الأحداث والأفكار.

بعد دراستها التصوير الفوتوغرافي مطلع العقد الماضي في جامعة الروح القديس/ الكسليك في لبنان، أدركت الخوري أهميّة الدور الذي تضطلع به الصورة في تشكيل ملامح النسيج الثقافي والتواصل الإنساني في عالمنا المعاصر. وهو ما دفعها إلى تأسيس مشروعها "دارة التصوير" في عمّان، والذي أفضى بعد خمس سنوات من تأسيسه، وبما حقّقه من تجارب وراكمه من خبرات نظريّة وعمليّة، إلى إطلاق "مهرجان الصورة عمان" بطابعه الدولي، والذي سوف يشهد في 10 نيسان/ أبريل المقبل، نسخته الثالثة عشرة تحت عنوان "الإنسانية، اللاإنسانية" بمشاركة نحو 30 معرضا فوتوغرافيا، إضافة إلى العديد من ورشات العمل واللقاءات والإقامات الفنية، والتي تعاين موضوعة الإنسانية ونقيضها، وفق وجهات نظر مصورين من جهات العالم الأربع.

وتحت عنوان "وجود" طوى المهرجان العام الفائت نسخته الثانية عشرة التي تناولت الميراث الثقافي والقيمي والعمراني والبيئي لشعوب المنطقة. وبفعل ما راكمه من مخرجات نوعيّة وتفاعليّة على مدار دوراته السابقة، تبوأ المهرجان مكانة مرموقة في شبكة مهرجانات التصوير العالميّة، والتي ساهم من خلالها في ترسيخ ثقافة الصورة المنفتحة على التجارب الإنسانية وموضعاتها الراهنة. وكان على الدوام لفلسطين وتاريخها وأشكال الحياة والجمال والمقاومة فيها، حضور بارز ومتقاطع مع عناوين المهرجان في دوراته المتعاقبة.

في هذا الحوار نستطلع مع مديرة المهرجان، ليندا الخوري، أبرز المحطات التي جعلت من المهرجان منصّةً ًمعاصرةً لراهنها بتنوعاته الثقافيّة والاجتماعية والبيئيّة. إضافة إلى تجربتها مع الصورة الفوتوغرافية بوصفها طريقة في التواصل مع حسيّة العالم المرئي، وأهميّتها التي أصبحت معها تشكّل نصابًا له حضوره وفاعليته على خريطة الثقافة الإنسانية.

من أعمال ليندا الخوري 


(*) من تأسيس "دارة التصوير" إلى انطلاق "مهرجان الصورة عمان" وما شهدته هذه المسيرة على امتداد نحو 15 عامًا، وبما حقّقته من تجارب وخبرات أسفرت عن تكريس تظاهرة فوتوغرافية نوعيّة وواسعة الأطياف تشهدها عمّان كل عام؛ ما هي العوامل التي ساهمت في ترسيخ هذه التظاهرة واستمراريتها حتى الآن، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الثقافية والفنية تراجعًا وانحسارًا يخيّم على مشهدها الأردني بوجه خاص؟

هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تكريس المهرجان وعزّزت فاعلية مساراته الثقافية والبيئية والاجتماعية، من ضمنها التعاون والشراكة المستدامة مع المؤسسات الثقافيّة المحليّة والدوليّة التي تُعنى بثقافة الصورة، والتي ساهمت في جعل المهرجان تظاهرة نوعيّة في مشهدها الثقافي المحلي. كما ساهم تأسيس "دارة التصوير" قبل انطلاق المهرجان بخمس سنوات، في إسناد حضوره وديمومته حتى الآن، إضافة إلى أن أهداف الدارة وتوجهاتها، بوصفها المنصة الحاضنة للمهرجان، ساهمت بترجمة ثقافة الصورة ونشرها على نطاقٍ واسع.

بعد دورته الأولى في عام 2011 والتي جاءت بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في عمّان وبمشاركة مصورين فرنسيين وأردنيين فقط، وبعد أن حقّق المهرجان استقلاليته في عام 2015 وأصبحت كامل حقوقه ملكًا لدارة التصوير، بدأنا بتوسيع مجال المشاركة الدولية التي توسعت معها العروض والبرامج الموازية التي تتواصل على مدار شهر من كل عام في العديد من الغاليريهات والصالات الفنية في عمّان. وأصبح لكل دورة من دورات المهرجان عنوان خاص تتحرك في إطاره الموضوعات الفوتوغرافية المتصلة بحياتنا وقضايانا المعاصرة.

ومع مرور السنوات، جذب المهرجان أعدادًا متزايدة من المشاركين ناهزت نحو 300 مشاركة لمصورين من جميع أنحاء العالم، ما جعله حدثًا ثقافيًا بارزًا، إضافة إلى كونه أحد أطول الفعاليات الثقافية من حيث المدة الزمنية في المنطقة. وعلى ضوء ما راكمته الدورات المتعاقبة للمهرجان من خبرة في الإدارة والتنظيم واختيار المشاركين وتسليط الضوء على مرئيات الواقع وقضاياه التي تشتبك مع راهننا المعاصر، صار للمهرجان جمهوره الواسع الذي يترقبه كل عام، وهو ما ساهم في تشكيل وعيٍ جديد إزاء مفهوم الصورة الفوتوغرافية بوصفها ثقافة وسلطة حقيقية، وليس مجرد تسجيلٍ للظواهر وتوثيق للوقائع فقط. إلى جانب ذلك، ساهمت خصوصية المهرجان واستقلاليته في الحفاظ على هويته واستمراريته، ليتبوأ مكانته على خريطة المهرجانات الفوتوغرافية في مشهدها العالمي، وهو ما منح المهرجان تقديرًا عالميًا يتعاظم كل عام. ففي دورته القادمة التي نحن على أعتابها، تم اختيار 26 مشاركة من أصل 95 مشروعًا لمصورين مرموقين من جميع أنحاء العالم.

من الأعمال المشاركة في المهرجان للفنانين نائل الخميس (أعلى يمين)، عبد الرحمن زقوط وفاطمة فهمي 


(*) بعد دراستك التصوير الفوتوغرافي قبل نحو عقدين في لبنان، قمتِ بتأسيس "دارة التصوير" في عمّان، لتشكّل لاحقًا حاضنة المهرجان ومنصته التي ارتقت به إلى مصاف عالمي. ما هي الدوافع التي حدت بك إلى إطلاق مهرجان الصورة؟ وما هي المقومات التي حازتها "دارة التصوير" وأهّلتها لاحتضان المهرجان والوصول به إلى تلك المصاف؟

خلال دراستي موضوع التصوير الفوتوغرافي في لبنان، تعرفت على الوجهة الواسعة والثرية للصورة وتأثيرها في محيطها، وهو ما دفعني إلى التفكير بضرورة أن يكون فعل التأثير متأتيًا من المصورين أنفسهم، وضمن إطار يجمع رؤياتهم وفعالياتهم الفنية، ويساهم في الوقت نفسه في تنمية الوعي بثقافة الصورة وأهميتها في حياتنا. من هنا، بدأت ببناء "المجتمع المصغّر" الذي يشيع هذه الثقافة ويجعلها محطّ فاعلية وتأثير. فكانت البداية مع تأسيس "دارة التصوير" عام 2007 في عمّان، والتي احتضنت "مهرجان الصورة الدولي" الذي سوف نكون على موعدٍ مع نسخته الثالثة عشرة تحت عنوان "الإنسانية/ اللإنسانية" بمطلع الشهر القادم.

أما بخصوص المقومات التي توفّرت عليها "دارة التصوير" لاحتضان المهرجان وترسيخه على مستوى عالمي، أشير إلى أهمية المقومات المادية والتقنية التي حازتها "دارة التصوير" في تدعيم المهرجان على أسس عيانيّة وتقنيّة وواقعيّة، مثل وجود المقر المجهّز بقاعات عرض الصور والتحميض والطباعة، إضافة إلى الاستوديوهات المجهّزة بالمعدات اللازمة للتدريب والتصوير، وكذلك، عقد الدورات التدريبية، وورشات العمل، وإقامة المعارض والمسابقات المختصة في التصوير الفوتوغرافي في مجالاته المتنوعة، وهو ما ساهم في تأسيس الأرضية التي قام عليها المهرجان. وعلى الرغم من التحدي الذي يواجهنا في إيجاد دعم مالي محلي لتغطية تكاليف المهرجان، إلا أن ذلك لم يمنعني من مواصلة المهرجان والتوسّع في فعالياته حتى لو كان ذلك على حسابي الشخصي. فالعامل الأهم في تطوير المهرجان يعود إلى الإرادة والإيمان بالفكرة التي انطلق منها، وما يزال متواصلًا لأجلها، ألا وهي أهمية الفن في تشييد أفق الوجود الجمالي والمعرفي للإنسان.

(*) اتخذت دورات المهرجان المتعاقبة العديد من العناوين التي تُعاين التجارب الإنسانية المرتبطة بموضوعات الهوية والوطن والتفكير والمستقبل والثورة والتغيير في محيطها البيئي والاجتماعي. وكان على الدوام لفلسطين حضور بارز ومتقاطع مع تلك الموضوعات، إضافة إلى تخصيص الدورة التاسعة للمهرجان في عام 2021 باسم "فلسطين". ما الذي أراد أن يقدمه المهرجان فوتوغرافيًّا لفلسطين، وبأي منحى كان يتناول صورتها في دوراته السابقة؟

الاحتفاء بفلسطين وتاريخها، وتناول أشكال الحياة والجمال والمقاومة بأشكالها كافة، شكّل نافذة المهرجان عَبر دوراته المختلفة التي أطلّ منها على فلسطين قبل الاحتلال وبعده، بمقاربات بصرية تعاين المكان والذاكرة والراهن المعيش.

في دورة المهرجان السابقة التي جاءت تحت عنوان "وجود" تم تخصيص مساحة لمصورين من غزة عرضوا أعمالهم خلال حرب الإبادة على القطاع. كما استضاف المهرجان في دورة "فلسطين" العديد من الفنانين الذين عرضوا صورهم وأفلامهم التي أضاءت جوانب مختلفة من حياة الناس على مدار عقود في فلسطين، إضافة إلى صورٍ نادرة توثق قرى فلسطينية من أواخر القرن التاسع عشر وحتى ثلاثينيات القرن العشرين. جاءت تلك الفعاليات لتؤكد أهمية نقل الرواية الفلسطينية بعيون أبنائها، والتي تعيد سرد فسيفساء تلك الرواية وتثبيتها بعد أن تم تشويهها وتزويرها بشكل ممنهج يخدم مزاعم الاحتلال. اعتمد الفنانون في أعمالهم على أشكال فنية قائمة على البحث وتنويع مصادر المعرفة ضمن سياقات جماليّة وثقافيّة تتيح نقل حقيقة المروية الفلسطينية للجيل الجديد. وفي السياق ذاته، أشير إلى أن المهرجان منذ بداية العدوان وحرب الإبادة على غزة، أخذ قرارًا بمقاطعة مشاركة الدول التي تدعم وتساند جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

من الأعمال المشاركة في المهرجان للفنانين: من اليمين: Harald Hauswald- Jordis- Antonia Schlösser- Sibylle Bergemann  (الصور من وكالة الصور الألمانية أوستكرويتز)


(*) يشوب الثقافة البصرية السائدة في مشهدها العربي التباس يتعلق بقراءة الصورة الفوتوغرافيّة، والإحاطة بأبعادها الجماليّة والتعبيريّة. إلى ماذا تعْزين أسباب هذا الالتباس؟

باعتقادي، يعود هذا الالتباس إلى الخلفيّة الثقافيّة التي ما تزال تعتبر الصورة مجرد مطابقة لواقعٍ تسجيلي، أو وثيقة إثبات، وليست فنًا قائمًا بشروطه البصريّة والتعبيريّة. فالصورة بالنسبة لي، هي طريقة في التواصل مع حسيّة العالم المرئي، إضافة إلى كونها رؤية منفتحة على معاينة القضايا الإنسانيّة وظواهر الطبيعة والواقع المعيش. إلا أنها في مناخها العربي، وفي ظل سطوة الثقافة النصيّة وهيمنتها على الثقافة البصريّة، لم تحظَ الصورة بتلك المكانة والفاعليّة التي باتت تتبوأها على خريطة الثقافة الإنسانية.

(*) برأيك، ما هي الشروط والمقومات التي ينبغي أن يحوزها من يمتلك أداة تصوير، وقد باتت الآن بحوزة الجميع، لكي يُطلق عليه صفة "فنان فوتوغرافي"؟

باعتقادي، الإنسان بطبيعته يحوز ملكة التصوير، فهو يمتلك العين الكاشفة والراصدة واللاقطة، وهو مؤهلٌ لأن يكون مصورًا فيما إذا توفرت لديه مجالات التعلم والتدريب والاستكشاف والتجريب. المصور الفنان، إنسان راصد ومراقب قبل أن يمسك الكاميرا، فهو يعاين الأشياء من حوله منذ طفولته بعينٍ صائدةٍ، وهي ما يمكن تسميتها بـ "العين الثالثة". الصورة الفنيّة هي تعبيرٌ عن ضرورة داخليّة وفق شروط جماليّة، وهو ما يدعونا للتواصل معها وتذوقها جماليًا عبر التأمل والحوار.

ليندا الخوري 


(*) درجت في أعمالك الفوتوغرافية على رصد العديد من الموضوعات البيئيّة والظواهر الحياتيّة، مثل موضوعة الطيور والغجر والوجوه، وغيرها من الموضوعات المتنوّعة في محيطها البيئي. ما الذي يجذبك إلى التقاط تلك المشهديات التي تبدو مألوفة للجميع؟

نعم، هي مألوفة ومعروفة للجميع، لكن الجاذبيّة تجاه تلك الموضوعات بالنسبة لي، تكمن في كون الصورة الفوتوغرافية أيًا كان موضوعها، ليست سوى معادل بصري لعالمي الداخلي. ربما كانت معادلًا موازيًا، أو مغايرًا لعوالمٍ سحيقةٍ لم أتبيّنها بعد، خاصةً مع الوجوه. لكنها في جميع الحالات، تسمح لي بإقامة صلاتٍ أكثر جرأةً، وأكثر حدّةً وتجريدًا، بل وأكثر مواجهةً مع موضوعات عالمي الخارجي. وإذا أردت وصف ما ترصده عيني عَبر اللغة، يمكنني القول إنّ صوري الفوتوغرافية هي صورٌ قصيرةٌ ونشطةٌ، وحادةٌ ربما. إنها بمعنى ما، وميضٌ متماوجٌ، أو صراخٌ صامتٌ؛ وجميعها صفاتٌ للصورة الصامتة التي تنحاز إلى الموسيقى أكثر من انحيازها إلى الإنشاء أو الخطابة.

(*) نشهد الآن شيوعًا كاسحًا للتصوير الرقمي "الديجيتال" مقارنةً بالتصوير الضوئي  "التقليدي" الذي يعود لأزيد من قرن ونصف القرن. كيف تقيّمين الفروقات الجمالية،  البصريّة والتعبيريّة، بين هذين الصنفين من التصوير؟

أعتقد أن الفروقات بينهما لم تغيّر سوى المادة الحسّاسة وتفاعلاتها الضوئية. فالأهمية تعود بالدرجة الأولى إلى الكيفيّة التي يُعاين بها موضوع الصورة، وكيفية التقاطه، أو الإمساك به في حيزه الزماني والمكاني.

فالمصور الذي يستخدم الكاميرا "التقليدية" يتوقع النتيجة ويحدس بها قبل أن تظهر بصيغتها النهائية. فهو يسعى إلى توظيف إمكاناته وحساسياته للوصول إلى ما يريد الوصول إليه من نتائج. إنه في جميع الأحوال يرى بعينه ما سوف ينتج بصيغته النهائية، حتى وإن كان يرى بعين الكاميرا وليس بعينه. لا شك في أنّ التقنيات الرقميّة في التصوير الفوتوغرافي ساهمت في اختصار مراحل طويلة من الوصول إلى النتيجة الفتوغرافيّة، كما ساهمت بإثراء التصوير الصحافي وتطوير قواعده التقنيّة، لكنها لم تساهم في تطوير المخيّلة والحساسيّة الجماليّة والتعبيريّة. 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.