}

فوتوغرافيا

زنوبيا ظاهر 4 أغسطس 2019
شعر فوتوغرافيا
تفتح زهرة زنبق على خلفية سوداء (Getty)
(1)

فقط
حينما قرّرتُ أن أتمرّد على الغابة
وأبدأ بدفنِ موتايَ
وحين رحتُ أوزّعُ عليهم عتماتٍ ليأكلوها في أعمارهم الآتية
راحَ هذا الهذيان يفقِدُ منطِقه.

 

(2)

يا سيّدي
إنّي أتيتُكَ لاهِثةً
يطاردني لهاث ظلّي
فظلّلني بمُجوني
لأحفَظَ بهِ ماء وجه العفّة
وأحطني بكواكبِ الصدفةِ
لتدور حولي
في غرورٍ
مختلّةً راقِصةً

 

(3)

ذاك الّذي لم يكترث لنزيفي
لو كان يكرهني بعمق
لأنقَذَني
لأنّني كلّما نزفتُ
أُزهِرُ
وأفقِدُ صوابي
كمن فقَد خوفَه.

 

(4)

زوربا يرقصُ رحيلك
متلعثماً بجموحِهِ

....................

ساحرة أثينا
تركب الريح في شعرها الرماديّ
تهرب من بخّورها والبلّور

(5)

وجوهٌ خائفةٌ
تعدو
في أحداقي
منذ أزل.

 

(6)

مذ رأيتُ ذلك الكابوس
مرّ ألف عامٍ..
ألف عامٍ وأنا أعدّ جثث الطيور
علّ محرقةً للأجنحة تنجبك

 

(7)

كلّ الّذين مرّوا بهذا القلب
خطوطٌ مستقيمة
مائلةٌ
بهلوانيّة
وأنا نقطة تخاف يقظة ملامحها..

 

(8)

سريرهُ فارغٌ إلى الأبد
تعاقبُ النساءِ على حزنهِ لا يتلفّظ سوى بالفراغ
امرأةٌ رافقتهُ في رحلةِ مصعد إلى الطابقِ السابعِ
رشيقة الأنوثة بما يكفي
لتسرقَ فتنتهُ من جيبِ قلبه

 

(9)

الوجوه البيضاء
الطاعنة في الكذب
ثمّ في البلاهة
تعبّد سقوطِكَ..

ولأنّك تعلمُ
أنّ أناكَ ترى الفراغ حيثما تنعدم ملامحك
تبتسمُ في سرّكَ
ولا تسقُط
لقصيدتك موهبة الحكم على امتلاءِ الأشياء..

(10)

وأنتَ تُحدّقُ في فراغِكَ
يلجمُك عن السقوطِ في الموت
كأسٌ سكبتَهُ
برغبةٍ كسولة في اللذة


(11)

يبدو أنّ كلّ غربان العالم
تتآمرُ
لتترككَ وحيداً
تصنعُ خلودكَ
عوضاً عن صناعة الدمى
 

(12)

أنقّبُ عن تجلّيات النشوةِ في هذا الكون
المُتعبِ
المتثاقلِ
الصامتِ
مثل سيسيفوس،
المسافر إلى حافّة الوجود..
لأصنعَ حديقةً تشبهُ عينيكَ..

(13)

كأنّني
قطعة الثلج الوحيدة
المنتشية ذوباناً
في كأسِكَ
أصلّي لألّا يخطفَ دُنيايَ
نادلُ الوقتِ

(14)

يكنُسُ عزلتهُ
بلا جدوى
غبارها هشٌّ يستجيب لحركةِ ذراعهِ
لا فراشة تحطّ على يده المرتجفة
تعلّمهُ
أنّ العزلةَ تُغتالُ
بماء الورد
إذ ينسابُ من شبقِ امرأةٍ
عاشِقة

(15)

فيلم طويل جداً

مشهد 1

فستان فريدا مشنوق على حبلِ غسيلي
لا يستحقّ الحياة لفرط حشمتِهِ


(16)

مشهد 2

الورود في حديقة الوحش
مزروعة على شرفتي
تشتهي أن تُقطَفَ لتزأر

(17)

مشهد 3

فرجينيا وولف
تهبِطُ مثل الموتِ في كأسٍ على طاولتي
تمتصّ المرَضَ لألّا يمتصّها
تمتصّهُ بالموت

 

(18)

مشهد 4

العماءُ يتفشّى من كلّ حدبٍ وصوب
أستسلم
فأطفو.

 

*شاعرة لبنانية.

قصائد اخرى للشاعر

شعر
4 أغسطس 2019

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.