}

استدعاءات لظلال البتولا الحادة

بهاء إيعالي 18 يونيو 2020
شعر استدعاءات لظلال البتولا الحادة
لوحة للرسام الفرنسي غييوم سينياك (1870-1924)

(إلى بتول- حبّذا لو كان اللقاء مصادفةً)

 

01-

فليجيء لجسدي ما كنت أنفضه من صورٍ داكنة

ها هو الزمن تحت راحتي

وأنت تنظرين إليه لاعنةً روحه المتنجسة

تعاودين تخطيط هيكلك

                   ليتناسق مع فارق التوقيت المحلّي.

 

لا سجن هنا

غير أنّ المدينة حديد متشابك كمنخل الأبواب

ويديّ الضخمتان تخبطان عليه مروّعةً كل من يرغبُ بالتطفّل.

 

لا جنون هنا إلا الكراهية

لا دم يعرشُ في ذاكرتي سوى ما تركته لي من أحاديث طويلة

بينما كان الضوء يمدّ ويجزر، والأغاني تصل مشوّهة

فعلام المحاولة للانتحار البطيء

والنحرُ جاء من وقتها؟

 

02-

طوبى لأفكاركِ الممسوخة صديقتي الحرب

ها هما العاشقان، ساخرين، يمدّان جسديهما للصور القديمة.

 

03-

سيرتي سيرتك- أو العكس

بداخلهما تعبُ الرزنامات التي تأكلها القمامة

يجدهما روائيّ رديء

فيصهرنا ليضيّع الغيم

كأنّ السماء كتاب التاريخ المهملِ في مكتبةٍ جامعيّة.

 

04-

الطريق طبولٌ خشبيةٍ في أذني

لمّا يرتفع الضجيج يرتفع صوتك برفقٍ عبر حنجرتك

بأثيره ركض الهاربين

وفي صداه بياضٌ أُهيل في عيني قبل البارحة.

 

05-

لتُقلع حنجرة الحرب

ليستريح الموتى قليلًا من ضجيجها.

 

لتكون الريح مدينة خسيسةً

تسترق النظرَ للعنات العاشقين فيما يدركون تشوّكَ أجسادهم.

 

06-

سأهبُكِ هذا الزمن غير المحسوب كاملًا

لتعجنيه رقائق خبزٍ لحمامات دمشق

سأهبك كراهيتي الطويلة التي

                   وعن حماقةٍ

أوصدت عمري عن سجاياكِ.

 

07-

الحبُ مصباحٌ لا يهتدي في الظل.

 

08-

"قولي جايي بعيّد أنا"

"قللي جايي بعيّد أنا"

كلا النداءين كانا طويلين كالحرب.

 

09-

ها هو الموعد الحقيقي لظهور وجهي في المدينة نفسه

الأبنية هشّة

والطيور تصطدم بسورٍ الغيم المتدحرج

فلا تغيّري إيقاع قدميكِ، ببرودةٍ، لتروّضي الوقت وتعيدي رسم مسار الاحتراق خطًا خطًّا بين طرفي الكلمة

ولا تتخذي من الوجومِ جسدًا

لئلا يتّخذ الوجوم من جسدي أرضًا صالحة للحصاد:

هي الظلال- ظلالك- ظلال البتولا الحادة المتحمّمة بدم فرائس الحرب

وأشلاؤها التي تذوب عند طلوع الفجر.

هي ذات اللحم

          والدم

          والخوف

          والتعب

          والحفلات الهستيرية للجنس

تتكدّس أرواحها في أجساد النوارس لتحملها الريح

الريح التي تخرج من الكورنيش الجنوبي

                   وتدخل عبر باب شرقي

تحملُ أيضًا شظف مشاكسٍ انعزالي لأغاني البلوز.

 

10-

المدينة جسدُ العابر المتخفي تحت ظلال البتولا

ليقف باطمئنانٍ

فيما الدم يخضب تحت قدمي العالم

والجثث يتصاعد شخيرها فيما يدوّن الإله تعدادها الرسمي

فيما الحرب أزعجت الكثير من النائمين

فيما أنتِ هنا

فوق جسد العابر المتخفي تحت الظلال.

 *شاعر من لبنان

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.