}

صعود إلى مقهى لحظات

محمود الريماوي محمود الريماوي 31 أكتوبر 2021
شعر صعود إلى مقهى لحظات
(هاني علقم)

كنت أعرف أنهم سوف يطلقون هذا الاسم على المقهى
فلن تعدم مُحبّين
وأدلّاء
يوقظونك من شرودك الأبدي
ويمسكون بكتفك الصغيرة
ويتكفلون بسَوْقك
مثل الولد في اليوم الأول للمدرسة
ووضع قدميك
على طريق سريعة إلى العدم.
وأن تمكث هنا بصحبة شاي أخضر
ورفيقٍ فطِن أنيس
تُجاور كوكبة شُبّان
مِمراحين غنائيين
يثقون بكل لحظة
على أنها عُمرٌ تام.
أن تمكث هنا
كمن يُقعي على قارعة الأبدية
تُدلّي قدميك في مياه أثيرية
سريعة الجريان
مياه مُضحكة
لا تبتلّ بها ولا تنفعل بك،
وسُرعان ما يتجدد اكتشافك
لمَلَكتك القديمة
في التبديد والخسارة
وتتيقن كم أن فصول حياتك
محض لحظات متطايرة.
كنت أعرف أنهم سيطلقون هذا الاسم على المقهى
وأنهم لن يحيطوني علمًا به
إلا في وقت متأخر
ربما لغايات التشويق،
أو لتجنيبي الصدمة..
قلتُ: وقت متأخر؟
لا، إنها بضع لحظات..
حتى إن الصعود إلى المقهى في قلب طنجة الأولى
لملاقاة الشيخ المتحدث
يستغرق وقتا أطول
ليس بسبب الدروج الضيقة العالية
التي تحبس أنفاس الكهل
كما في بيوت الأجداد
بل لأن حشدًا من الألوان
والأقمشة
والزيوت
والذكريات
وحشدًا من الأرواح على الجنبات
يعصف بك،
يستوقفك
ويُلحّ أن تمكث معه
في بيت الأرواح هذا
بيت الأرواح الحيّة..
وأحدٌ لا يعلم
ــ حتى أنت يا ضمير المتكلم لا تعلم ــ
أنك لبثتَ هنا في حياة سابقة
سحابة عُمرٍ ونيّف.

قصائد اخرى للشاعر

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.