}

عودة ربيع

حمدي المصطفى حمدي المصطفى 12 فبراير 2021
قص عودة ربيع
(فاتح المدرس)
دخل الحاج صالح إلى البيت وهو يجرّ خطاه، ودخان سيجارته يتصاعد من بين شفتيه السمراوين، ويعلو فوق شماخه الأحمر، ووجهه القاتر ينبئ بما ملأ قلبَه من قهر.. على صوتِ الباب، خرجت زوجته خديجة من المطبخ، وتلقّته بلهفة وهي تجفف يدَيها بثوبها: ها أبا ربيع، أراك عدتَ سريعًا! بشّرْ، ماذا قال سلمان؟! زمّ صالح شفتيه وحرّك رأسه يمنة ويسرة، وقال:
ـ أوف، يا خديجة، ما أعرفُ أيَّ شيء أقول! إنّه مُصرٌّ على موقفه، يريدُ البيت، وأمهلنا حتى آخر الشهر، بعد أحدَ عشرَ يومًا!!
ـ با إلهي، مصيبة.. ما هذا الرجل؟ ما دينه!!
ـ كنتُ أعرفُ يقينًا أنه لن يتراجع عن قوله، وإنما ذهبتُ إليه لكيلا ألوم نفسي يومًا. وليتني ما ذهبتُ.. ما كنتُ أظنّ أنه نذلٌ إلى هذه الدرجة! لا والله.
ـ وهل فتح موضوع وردة ثانيةً؟
ـ عرّض به من بعيد، وجعل رفضنا لطلبه رفسًا للنعمة!!
ـ رجلٌ بلا شرف.. وماذا سنفعل يا صالح! الشتاءُ على الأبواب والحال تزداد سوءًا.
اتّجه صالح صوب كرسي بلاستيك في صحن الدار، عند شجرة التوت، ونصف سيجارته في يده اليمنى، ويدُه الشمال على جبهته يضغط بأصابعه على صدغيه.. جلس على الكرسي وجعل ينظر إلى الأرض، حيث تناثرت أوراق من الشجرة، وركّز نظره على ورقةٍ خضراء، ولكنها مثلّمة من كلّ جانب، والهواء يأخذها ويأتي بها. داهمه صوتُ خديجة وهو على تلك الحال: لم تجبني، ماذا ستفعل يا صالح؟ فالتفتَ إليها وقال بصوتٍ تشوبه حرقة:
ـ ماذا سأفعل؟ سنخرج، ونتركُ له بيته، وهل أمامنا إلا ذاك، سنبحث عن بيت!!
ـ "نبحثُ عن بيت"!! أين يا صالح؟! هل نسيتَ أنّك تبحث منذ أكثر من شهر، من يوم جاءك اللعينُ يخطبُ وردة؟!
ـ لا أعرف، لا أعرف.. في أيّ مكانٍ كان!! المهمّ أن نخرج من بيته. دعيني أستريح قليلًا، أنا متعب.
ـ ما أقلّ حظّنا!! ليتنا اشترينا بيتًا، أوّلَ ما وصلنا إلى هنا، كان عندنا ما يكفي من المال، وكانت البيوت رخيصة، لقد أسأنا الحسابات، لو أننا فعلنا ما كانت هذي حالنا!
ـ ومن كان يدري أننا سنبقى هنا خمس سنين! ظننّا أننا لن نبقى أكثر من شهرَين، ثلاثة... سنة!!
ـ عندما تبيّن أن القصة تجاوزت السنة، كان علينا أن نتدبّر الأمرَ!! ولكن ما عاد ينفع الكلام الآن!
ـ كان الأملُ في عودتنا إلى ديارنا كبيرًا، ولم ندرِ أنّ الأمور ستزداد سوءًا! منْ كان يصدّق أن كل هذا سيحدث؟ من كان يظنّ أن سلمان يفعل هذا فينا!! ومن قبله أبو جاسم، قسمًا بالله شيءٌ يجعل المرء يجنّ!
ـ لطالما كنتُ أحسّ بأنّ لهذا الرجل غاية، وقد أخبرتُك بذلك، ولكن لم يخطر ببالي لحظةً أن غايته وردة!! والله لا أكاد أصدّق.
ـ بالفعل، لقد خُدعنا به. على كلٍّ، لا شأن لنا به بعد اليوم، ولا تذكري القصّة أمامَ أحدٍ، لا نريد وجع رأس من جديد.. شكوتُه لله، المهمّ الآن أن نتجاوز هذه البلوى.
ـ سنتجاوزها، بإذنِ الله، لقد مرّ علينا ما هو أشدّ من ذلك، وتجاوزناه..
ـ تريدين أن تهوّني الأمر عليّ، وكأني لا أعرف الأمورُ! لا، يا خديجة، لم نتجاوز شيئًا، علينا ألا نضحكَ على أنفسنا، الأحداثُ التي مرّت علينا كانت تدوسنا وتمضي، انظري ما حلّ بنا: البلدة وأراضيها أمسَت بِأيدي المجرمين وأتباعهم.. عقيل تركَنا وراءه وهاجَر إلى الغرب وتزوّج هناك.. وشكرًا له أنّه يتذكرنا كلّ بضعة أشهر.. ربيع انقطعت أخباره منذ خمس سنين، ولا ندري أميّتٌ هو أم حيّ! وزوجته وردة.. حسبنا الله ونعم الوكيل، ماذا عساي أقول؟ وهذا الطفلُ وليد الذي لم يرَ أباه، كلّما رأيته شعرتُ بأني أختنق قهرًا!! والبناتُ خولة وسعاد كلّ واحدة في مكان وعندها من البلاء ما يشغلها.. أيّ معنًى بقي لهذي الحياة؟ قولي.. انظري إلى وجهكِ في المرآة: أأنتِ هي خديجة! وأنا.. حدّقي في وجهي، أهذا صالح!!
قالت خديجة وهي تمسح دمعاتها بطرف هِبْريّتها:
ـ هوّنْ عليكَ يا صالح، حالُنا حالُ الناس، بل ثمة من هم أسوأ حالًا منّا. وما باليد حيلة، وعندي إيمانٌ كبير بأن هناك خيرًا ما وراءَ كلّ شدّة، وإيمانٌ بأن يعود ربيع.. والبارحة ـنسيتُ أن أخبركَ ـ رأيتُه في المنام، قال لي كلماتٍ مطمئنة، لم يبق في بالي منها سوى أنه آتٍ قريبًا.. وأرجو أن يكون ذلك بُشرى بأن يعود!
ـ يا ربّ، فرَجَك عاجلًا غير آجل.
ـ ما رأيك أن تستريحَ في الغرفة، سأسوّي لك كأس شاي، تعدّل مزاجك، ثم نتحدث..
ـ لا أريد شيئًا، أحضري لي حبّتي وجع رأس، أشعرُ بصداع شديد، رأسي يكاد ينفجر، لا أستطيعُ أن أنسى كلمات سلمان: "لا ترفضوا نعمة الله، فيعاقبكم.. سأعطيك ما تريد..".
ـ يا له من سافل، لا شك في أنه باع شرفه من قبل، ويظن أن كل شرفٍ يُباع!! والله لو أنّ أحدًا حكى لي هذه القصة، ما صدّقته. كيف يفكّر رجلٌ في أن يتزوّج امرأةً زوجُها معتقَل مصيرُه مجهول!! يشهد الله أني ما رأيت أسفل منه!
شعر صالح بشيء من البرد، فتوجه إلى الغرفة وتمدد على اللبادة، وذهبت خديجة إلى المطبخ، وعادت بالدواء وكوب الماء.. تناول صالح الحبّتين، وشربَ كوب الماء كلّه دفعة واحدة، وأظهر بعض الارتياح، وطلب كوبًا ثانيًا. لكن خديجة لم تنتبه لقوله، إذ كان رأسها مشغولًا بفكرة تجول داخله، فقالت وهي تدنو منه:
ـ اسمعني يا صالح، لن تُحلّ المشكلة بالعثور على بيت! سنظلُّ في اضطراب حتى نشتريَ بيتًا.
ـ أين نحن من شراء البيوت يا خديجة؟ سعر البيت اليوم ثلاثة ملايين فصاعدًا.
ـ ألم تقلْ إن الشيخ عبد الغني يعرض بيته للبيع بمليونين؟ ما رأيك أن نشتريه نحن، وتتخذ لك منه دكانًا، نسترزق منه حتى يفرجها الله؟
ـ  أتظنين أني لم أفكر في ذلك! ولكنّ عبد الغني، دعي أن بيتَه أشبه بخرابة، يريدُ مليونين!! أتعرفين ما معنى مليونين! نحن لن نهنأ خارج أرضنا وديارنا.. كلّ يوم أموت وأنا أتذكر الدار والكرم والجيران وكلّ ما في البلدة، الله وكيل.
ـ أتدري يا صالح! صرتُ أقتنع بكلام أختي أمينة: علينا أن ننسى أينَ كنّا وماذا كنّا. ولن ننسى إلا إذا كان لنا بيتٌ وبدأنا من جديد! البقاءُ على هذه الحال سيقتُلنا حسرةً.. علينا أن نشتري بيتًا.
ـ بيننا وبين الشراء كثيرٌ، لا نستطيع، وأظنّ أن هذي آخر سنة، ستُحلّ الأمور ونعود إلى ديارنا وأرضنا.
ـ في كلّ سنة، نقول هذه آخرُ سنة!! ثم لا يتغير شيء، هذا إن لم تزدد الحال سوءًا. ثم إن إيجاد بيت للإيجار صار كالمستحيل! أبو عارف أخذ بيتًا على أطراف البلدة، بعد الفرن الآلي، إيجاره كلّ شهر عشرون ألفًا، دعْ أنه دفع إيجار ستة أشهر مقدّمًا!
ـ وليكن، نأخذ بيتًا هناك. أترين أني قادر على الشراء وأرفض!! نأخذ أيّ بيتٍ الآن.. في أيّ مكان! المهم أن نخرج قبل الموعد. غدًا أمرّ بأبي عارف، ونبحث معًا..
ـ اسمعني، لنشترِ بيت الشيخ عبد الغني، أقمنا في تلك الحارة سنتين، ونعرف من فيها، صحيح أن البيت على طرف البلدة، وأنه قديم، ولكنّه يظلّ أخيَر من بيوت الناس، وفيه غرفةٌ على الطريق، يمكن أن تكون دكانًا، ويمكن أن نعمل ونربح..
ـ عدنا إلى بيت عبد الغني!! ما لنا قدرة على ذلك المبلغ.. مليونان يا خديجة!!
ـ بل نستطيع؟ سأقول لك، ولكن لا تغضب مني، اسمعني هذه المرّة.
ـ هاتي ما عندك، سنرَى!
ـ نبيع الكرْم لعلوان، نعم نبيعُه.. إنه ينتظرُ كلمة، وقد قال لمحمود إنه مستعد أن يدفع فيه سبعة ملايين.
ـ عُدنا إلى الأسطوانة نفسها!! ألم ننتهِ من هذا الموضوع؟! كم مرةً تحدثنا بذلك!
ـ لا تكابر يا صالح، نحن مضطرون، والأمور ـ كما ترى بعينيك ـ من سيئ إلى أسوأ.
ـ أبيعُ الكرْم لعلوان، وأجعَلُه مالكًا شرعيًا له!! لا واللهِ، لا واللهِ.. أموتُ ولا أبيعه له.
ـ علوان وأتباعه في الحالتين يقيمون في البلدة، ويستثمرون كلّ المحاصيل، ألم ترَ الصورَ التي تُنشر من البلدة؟! أنسيتَ صورته وهو يقف عند أشجار الفستق التي على الطريق!! لسْنا خيرًا من الذين باعوا وخلصوا، ما عاد لنا حياة هناك.. نبيع ونشتري قطعة أرض نعمل فيها، ونقضي بقية عمرنا.
ـ إذا كنت تحبّين اللهَ، فلا تأتي لي بهذه السيرة؟ أشعرُ بأن سيرته تسمّم دمي.. أنا ومحمود ما نتحدث منذ سنة، لأنه قال لي بع الكرْم والدار لعلوان!! والله لو أني أموتُ، وعند علوان دوائي، ما أخذْته. يبدو أنكِ نسيتِ ماذا يعمل علوان!
ـ اسمعني، أرجوك، نحن لا نطيق أن نعاندَ الأقدار، أنتَ ترى بعينيك ما يحدث هنا وهناك، كلُّ ما يحدث يؤكد أن لا عودة.. علوان اشترى عددًا من بيوت البلدة وأراضيها، وما بقي منها هو الآن تحت تصرفه هو وجماعته، وليس أمامَنا إلا أن نبيعَ ـ كما فعل أخوك محمود ـ أو أن نظلّ هكذا!
ـ لا أبيع، قلتها مليون مرة. أموتُ ولا أبيع.. إنسي الموضوع نهائيًا، لا أريد أن أسمع حرفًا واحدًا في هذا الشأن.
رمى صالح الشماخ من على رأسه، وأخرج سيجارة من العلبة، وأشعلها، وأرجع ظهره إلى الوسادة، وصمت. فتركته خديجة في الغرفة، بعدما رأت على غضون وجهه الغضب، وذهبت إلى المطبخ، ووضعت إبريق الشاي على النار، وتزاحمت في رأسها الخواطر، وما لبثت أن رجعت إلى الغرفة وهي تقول:
ـ طيّب، إنسَ أمر علوان، عندي فكرة، اسمعْها، ثمّ قل ما تشاء: أبيع ذهَبي.. أظنّ أنه يساوي نحو أربعمئة ألف، ليس أقلّ من ذلك، ونبيع ذهَب وردة الذي بقي عندها، لقد عرضته عليّ غير مرّة، وأظنه يساوي نحو ستمئة ألف، ونطلبُ من عقيل أن يدبّر لنا أربعمئة خمسمئة ألف؛ لن يقول لا، وبذلك يكون المبلغ مليونًا ونصف تقريبًا، وربما يكون أكثر!
ـ من أين تأتين بكل هذه الأفكار!! كأنك تخططين للموضوع من سنة!! أمرك عجيب حقًا!! إيه، وماذا بعد؟!
ـ الأمرُ ليس مستحيلًا، عندك أصحاب كثر، وتستطيع أن تتدبّر أمرك، حين تقصد. صدّقني لن نستريح إلا إذا كان لنا بيت.. سنشتري بيتًا، إن لم يكن من أجلنا، فمن أجل وردة وابنها وليد اللذين قضيا هذي السنوات في التنقل من بيت إلى بيت!
ـ طيّب، طيّب.. سنرى.
ـ أعرفُ أني أوجعتُ رأسك يا صالح، إنما أقول ذلك من حرقة قلبي عليك، وأنت تعرف، هذا ثالث بيتٍ نخرج منه بعد خروجنا من بيتنا، والشتاء على الأبواب، وليس في البلدة بيوت للإيجار، ولا أحد يدري ماذا ينتظرنا!!
ـ طيب.. اتركيني أفكّر قليلًا.. ينتابني شعورٌ بأن الأمورَ ستُحلّ قريبًا، سنرى ما يقدّمه الله.
دخلت خديجة إلى المطبخ، وهي تشعر بشيء من فرح، لأنها أحسّت بأنها أقنعت زوجها بشراء بيت الشيخ عبد الغني، ووضعت إبريق الشاي مع كأسين في صينية، وتركتها في المطبخ، وقصدت غرفة وردة، لتخبرها بأمر شراء البيت، ولتحضرَ الذهب وتضعه بين يدي زوجها صالح، كي تضمن أنه لن يغيّر رأيه. كان صالح في الغرفة وحده، وقد أخذ يتصوّر شكل بيت الشيخ عبد الغني والحارة والجوار، وشكل الغرفة التي يمكن أن تكون دكانًا.. ثم شعر برأسه يثقلُ، فاعتدل قليلًا، ورفع رأسه إلى أعلى، وأخذ نفسًا أطول من أنفاسه المعتادة.. ولكن الثقل لم يزل.. جرّ المخدة بصعوبة، وقد بدت له أثقل من وزنها، وجعلها تحت إبطه، واضطجع على جنبه الأيمن، وعينُه على ذرّات الغبار التي أظهرتها أشعة شمس أيلول المتسللة من نافذة الغرفة الغربية، وما لبث أن أغمض عينَيه، ورأى نفسه يقصدُ بيت الشيخ عبد الغني، وفي يديه كيسٌ أسود فيه ثمن البيت، فوجد الشيخ يقف عند الباب وكأنه يستعد لاستقبال ضيف. سلّم صالح على الشيخ، ولكن الشيخ لم يرد، ولم يلتفت إليه! فاستغرب، وأعاد إلقاء السلام بصوت أعلى، وهو يمدّ يده مصافحًا، ولكن الشيخ لم يشعر بوجود صالح البتة، أمسك صالح يد الشيخ وجذبها، ولكن الشيخ ظلّ واقفًا، ولم ينبس بحرف، وكأنْ ليس أمامه أحد!! أخذ صالح ينظر إلى حيث ينظر الشيخ، فرأى رجلًا يقُبل من جهة الشرق، أمعن فيه النظرَ، فإذا هو علوان! فجمد صالح في مكانه مدهوشًا وتساءل: ما الذي أتى بعلوان إلى هنا؟!! كان علوان يقترب من صالح بسرعة، حتى إذا صار عند الباب، رحّب الشيخ عبد الغني به أيّما ترحيب، وكأنه يعرفه من سنين، لكن علوان تركه واتجه نحو صالح، وقال واثقًا: "ها يا صالح! لا شكّ أنك ندمتَ، لأنك لم تبعني البيت والكرم!! لا بأس.. لا بأس هذه فرصتك الأخيرة، سأشتريهما منك.. هاكَ المال، هذه سبعة ملايين، وفوقها مليون، جُخ". انتفض صالح: "لا، لا أريد مالك، لن أبيع الكرم، أموتُ ولا أبيعه". وأخذ يدفع علوانَ بكلتا يديه.. لكن علوان بدا راسخًا كالجبل، ولم يستطع صالح دفعه.. وعاد علوان يقول: "بل ستبيعُه، غصبًا عن رأسك الكبير يا صالح". رجع صالح إلى الوراء وهرب نحو الغرب، فرأى قباله سلمان يأتي نحوه فاتحًا ذراعين بعرض الزقاق، ويضرب الأرض بخطواته، وهو يقول: "أهلًا بصالح، أعلم أنك ندمتَ لرفضك تزويجي وردة، أليس كذلك؟! كان عليك أن تكون حكيمًا منذ البداية وتزوجني إياها، لا يحسُنُ بك ألا تقدّر النعمة". فردّ صالح: "لا، لن أفعل، أموتُ دون ذلك". فقال سلمان وهو يتقدّم نحوه: "بل ستفعل يا صالح، لن تستطيع أن تصمد، سأغفر لك ما قلتَه لي اليوم، وأمنحك فرصةً أخرى: وردة لي، والبيتُ لك، وهكذا نكون جيرانًا وأنسباء". ردّ صالح وهو يتراجع: "لااا، وألف لا"، واتّجه مرة أخرى نحو الشرق، فرأى علوان يسدّ عليه الزقاق بذراعيه الطويلين، ووجد صالح نفسَه بينهما، وكلاهما يقترب منه، والشيخ عبد الغني يقف عند الباب ويرى كلًا من علوان وسلمان، ولا يرى صالحًا الذي ينهَجُ بينهما.. صارت حول رقبة صالح أربعة أذرع طويلة تريد خنقه، وصالح يحاول أن يهرب ولا يستطيع، وفجأة هبط ابنُه ربيع أمامَه، وسلّهُ من بين أيديهم، وعرَج به بسرعة البرق إلى أعلى، عبر عَمودٍ من ضوء كثيف.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.