يبدأ الصوت من تحت الظل
كي لا يدركه الآخرون
يبحث عن كلمات يختبئ في داخلها
كلمات قد ترتجف فجأة
قد تبكي أيضًا
قد تلحظ من بعيد شبهًا لها...
ثمة ألمٌ نسبّبه لأنفسنا
كلما أحببنا الحياة من بعيد...

خطوة خطوة
نتفرّج على ظلالنا
وهي تغادر الأرض...
ثمة قتلة يتكاثرون قرب حنجرتي
وقتلى أيضًا
أعود أمامهم طفلة
مصابة بمتلازمة الصمت...

ذات يوم
قد تحمل الأرض أشجارها
وترحل إلى أبعد ما يكون
عن قتلاها
تقول: نفد صبري...
لا بدّ من حافة ليسقط الزمن
ولكن،
ماذا لو لم يكن هناك حافة أخيرة للزمن...
وللعدالة...

كل شي هباء
الحياة التي حلمنا بها
الطريق التي بنيناها
الدموع التي ذرفناها
القصائد التي كتبناها
كما لو أن يدًا سحبت مدينة بكاملها
خارج الحقيقة
وحوّلتنا فوقها إلى حطام...
وكما لا يمكن اختراع مدينة
فوق جثث غير مكتملة
لا يمكن اختراع قصيدة
تنسب البهجة لنفسها
وهي تخفي الموت...

النسيان
خيط يسيل بكثرة في قصيدة
يسحب معه الكثير من الكلمات...
أما الذكريات
فمستقرّة في قاع...
ضعوا في جسدي حقنًا من المرح
فأنا نسيت كيف يحدث ذلك
أهدهد ما تبقّى من ابتساماتي
كي لا تهجرني
كل شيء يستفزّ الجسد للحزن
فهو يسيل أيضًا
يريد أن يتمسّك بما تبقى منه...

الحياة نفسها
تعترض على كثرة الموت
فيما الآخرون صامتون
هل يدرك الآخرون
حجم الوحدة
وشعور التهيّؤ للموت
الموت الذي لا يكتفي
وحيدون
وليسقط الآخرون...